السوق العربية المشتركة | مصر تطلق أطول نهر صناعى بطول 114 كيلو مترًا فى العالم بقلب الصحراء الغربية

أحمد جلال السيد: هذا النهر سيحل أزمة عدم وصول المياه إلى توشكى وشرق العوينات بال

السوق العربية المشتركة

الأحد 28 أبريل 2024 - 03:34
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

مصر تطلق أطول نهر صناعى بطول 114 كيلو مترًا فى العالم بقلب الصحراء الغربية

‎‎أحمد‭ ‬جلال‭ ‬السيد‭:‬ هذا‭ ‬النهر‭ ‬سيحل‭ ‬أزمة‭ ‬عدم‭ ‬وصول‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬توشكى‭ ‬وشرق‭ ‬العوينات‭ ‬بالصحراء‭ ‬الغربية



 

‎مصطفى‭ ‬بدرة‭: ‬بفضل‭ ‬هذا‭ ‬النهر‭ ‬سيتم‭ ‬تسويق‭ ‬المنتجات‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬والخارجية

 

‎خالد‭ ‬الشافعى‭:‬تيمكن‭ ‬تعويض‭ ‬المبلغ‭ ‬المنفق‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬أو‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬إيرادات‭ ‬استصلاح‭ ‬الأراضى‭ ‬وزراعتها

 

منذ‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬يولى‭ ‬الرئيس‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًا‭ ‬للملف‭ ‬الزراعى‭ ‬حيث‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬مشروعات‭ ‬قومية‭ ‬متعددة‭ ‬بهدف‭ ‬استصلاح‭ ‬الأقاليم‭ ‬الصحراوية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬جاءتمشروع‭ ‬الدلتا‭ ‬الجديدة،‭ ‬والذى‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬شق‭ ‬ترعة‭ "‬النهر‭ ‬الصناعى‭" ‬لمهمة‭ ‬توصيل‭ ‬المياه‭ ‬اللازمة‭ ‬لزراعة‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬من‭ ‬2.2‭ ‬مليون‭ ‬فدان‭ ‬فى‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية،‭ ‬فهذا‭ ‬يشبه‭ ‬إنشاءتنهر‭ ‬نيل‭ ‬جديد،‭ ‬عبر‭ ‬إعادة‭ ‬استخدام‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الزراعى،‭ ‬والسطحي،‭ ‬ونقل‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬بطريقة‭ ‬آمنة‭ ‬دون‭ ‬إهدار‭ ‬للمياه،‭ ‬وإعادة‭ ‬توجيهها‭ ‬ونقلها‭ ‬للأماكن‭ ‬الزراعية‭ ‬بالمشروع‭ ‬بعد‭ ‬معالجتها‭ ‬فى‭ ‬محطة‭ ‬الحمام‭ ‬بالساحل‭ ‬الشمالى‭.‬ت

‎تعود‭ ‬بداية‭ ‬مشروع‭ ‬النهر‭ ‬الصناعى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬أبريل‭/‬نيسان‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬حيث‭ ‬يهدف‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬فى‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية،‭ ‬كما‭ ‬يسعى‭ ‬للمساهمة‭ ‬فى‭ ‬سد‭ ‬وتقليل‭ ‬الفجوة‭ ‬الغذائية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يساعد‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬مباشرة‭ ‬وغير‭ ‬مباشرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الاستيراد،‭ ‬وتوفير‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭.‬

‎فقد‭ ‬تحقق‭ ‬حلم‭ ‬المصريين‭ ‬بتحويل‭ ‬الصحراء‭ ‬إلى‭ ‬مساحات‭ ‬خضراء‭ ‬لزيادة‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية،‭ ‬وبالتالى‭ ‬زيادة‭ ‬المحاصيل،‭ ‬فقد‭ ‬بدأ‭ ‬التشغيل‭ ‬التجريبى‭ ‬للنهر‭ ‬الصناعى‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬بالعالم،‭ ‬والذى‭ ‬يبلغ‭ ‬طوله‭ ‬114‭ ‬كم،‭ ‬وتسير‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬خلالهتتفى‭ ‬ترع‭ ‬مكشوفة،‭ ‬ومواسير‭ ‬مغطاه‭ ‬لمنع‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬الفقدان،‭ ‬فالنهر‭ ‬الصناعى‭ ‬الجديد‭ ‬هو‭ ‬كلمة‭ ‬السر‭ ‬للدلتا‭ ‬الجديدة،‭ ‬وبمثابة‭ ‬شريان‭ ‬الحياة‭ ‬للصحراء‭ ‬الغربية‭ ‬الذى‭ ‬بات‭ ‬المصريين‭ ‬سنوات‭ ‬يتسنوا‭ ‬لهذه‭ ‬الفرصة،‭ ‬ولذلك‭ ‬قامت‭ ‬جريدة‭ ‬السوق‭ ‬العربية‭ ‬بعمل‭ ‬تحقيق‭ ‬صحفى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استطلاع‭ ‬آراء‭ ‬الخبراء‭ ‬للتعرف‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النهر‭ ‬العظيم،‭ ‬ومميزاته،‭ ‬وتحدياته‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وإلى‭ ‬نص‭ ‬التحقيق‭...‬

‎فى‭ ‬البداية،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬عباس‭ ‬شراقى،‭ ‬أستاذ‭ ‬الجيولوجيا‭ ‬والموارد‭ ‬المائية،‭ ‬بإن‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬تعمل‭ ‬بجهود‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬الزراعة‭ ‬وتوسيع‭ ‬المساحات‭ ‬الخضراء‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬البلاد،‭ ‬حيث‭ ‬تهدف‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬المساحات‭ ‬الصحراوية‭ ‬وتحويلها‭ ‬لمناطق‭ ‬زراعية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والمساهمة‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬العالمية‭ ‬لزيادة‭ ‬المساحات‭ ‬الخضراء،‭ ‬وحماية‭ ‬الموارد‭ ‬البيئية‭ ‬المهددة‭ ‬بالزوال،‭ ‬موضحاً‭ ‬بأنتمحطة‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬تعتبر‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬مشروع‭ ‬النهر‭ ‬الصناعى‭ ‬الضخم‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ومشاريع‭ ‬الدلتا‭ ‬الجديدة،‭ ‬فإنها‭ ‬تسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬إنتاج‭ ‬مصادر‭ ‬مياه‭ ‬جديدة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬نهر‭ ‬النيل‭ ‬ومنع‭ ‬تراجع‭ ‬منسوبها،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬بناء‭ ‬المحطة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الحمام‭ ‬بالساحل‭ ‬الشمالى،‭ ‬وتُعتبر‭ ‬هذه‭ ‬أكبر‭ ‬محطة‭ ‬لمعالجة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الزراعى‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬معالجة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬ملايين‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬يوميًا،‭ ‬كما‭ ‬سيتم‭ ‬توصيل‭ ‬هذه‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬الاستصلاح‭ ‬الزراعى‭ ‬فى‭ ‬غرب‭ ‬الدلتا،‭ ‬والتى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬زراعة‭ ‬خمسمائة‭ ‬ألف‭ ‬فدان،تمتوقعاً‭ ‬بأن‭ ‬يكتمل‭ ‬بناء‭ ‬محطة‭ ‬الحمام‭ ‬بالكامل‭ ‬وأن‭ ‬تعمل‭ ‬بكامل‭ ‬طاقتها‭ ‬المخططة‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2050‭.‬

‎وأشار‭ ‬شراقى،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬النهر‭ ‬الصناعى‭ ‬هو‭ ‬أحدث‭ ‬مشروع‭ ‬قومى‭ ‬للزراعة‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وهدفه‭ ‬الأساسى‭ ‬هو‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬الغذائية‭ ‬فى‭ ‬البلاد،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المساحة‭ ‬الشاسعة‭ ‬المطلوبة‭ ‬للمشروع،‭ ‬والتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬2.2‭ ‬مليون‭ ‬فدان،‭ ‬تتطلب‭ ‬كمية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المياه،‭ ‬وهذا‭ ‬يشكل‭ ‬تحديًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬أمام‭ ‬الحكومة،‭ ‬لذلك‭ ‬تم‭ ‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المياه‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬تقليدية،‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬إنشاء‭ ‬محطة‭ ‬الحمام‭ ‬لمعالجة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الزراعى‭ ‬التى‭ ‬تعد‭ ‬الأكبر‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬والتى‭ ‬تعالج‭ ‬2.5‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬سنويًا،‭ ‬وتعتبر‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الرى‭ ‬اللازمة‭ ‬للمشروع،‭ ‬لذاتتمتتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬النهر‭ ‬الجديد‭ ‬لتوفير‭ ‬المياه‭ ‬للمشروع،‭ ‬ويتضمن‭ ‬ذلك‭ ‬إنشاء‭ ‬ترع‭ ‬ومواسير‭ ‬للمياه‭ ‬ومحطات‭ ‬رفع‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬منخفضة‭ ‬ترتفع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬متر،تمؤكداً‭ ‬بإن‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬وتوفير‭ ‬المياه‭ ‬للزراعة‭ ‬تواجه‭ ‬تحديًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬لمصر،‭ ‬نظرًا‭ ‬للنمو‭ ‬السكانى‭ ‬المستمر‭ ‬وتزايد‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المياه،‭ ‬لذلك‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬ومشاريع‭ ‬مبتكرة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬وضمان‭ ‬استدامة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬الزراعية‭ ‬والبيئية‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭.‬

‎وأشاد‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬جلال‭ ‬السيد،‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬الزراعة‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس،‭ ‬بقرار‭ ‬الرئيس‭ ‬بإنشاء‭ ‬نهر‭ ‬صناعى‭ ‬فى‭ ‬قلب‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية‭ ‬نظرًا‭ ‬للفوائد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائى‭ ‬التى‭ ‬ستعود‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬خلاله،‭ ‬حيث‭ ‬يعتمد‭ ‬النهر‭ ‬الصناعى‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬النيل‭ ‬ومياه‭ ‬الصرف‭ ‬الزراعى،‭ ‬فإنه‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المشاريع‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬مضيفاً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬بالصحراء‭ ‬الغربية‭ ‬كتوشكى‭ ‬وشرق‭ ‬العوينات‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬وصول‭ ‬المياه‭ ‬إليها،‭ ‬وبالتالى‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬للزراعة،‭ ‬فهذا‭ ‬النهر‭ ‬العظيم‭ ‬سيحل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النهر‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬محور‭ ‬روض‭ ‬الفرج‭-‬الضبعة،‭ ‬مما‭ ‬يجعله‭ ‬محورًا‭ ‬هامًا‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬تنمية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬وجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬والسكان‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬فى‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية‭.‬

‎وأشار‭ ‬السيد،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬يتم‭ ‬إهدارها‭ ‬فى‭ ‬البحيرات‭ ‬الشمالية،‭ ‬وخاصة‭ ‬بحيرة‭ ‬إدكو،‭ ‬ولذا‭ ‬يجب‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬المياه‭ ‬وإعادة‭ ‬استخدامها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬إهدارها،‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تبذير‭ ‬المياه،‭ ‬لذلك‭ ‬يتم‭ ‬معالجتها‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬توجيهها‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬ذات‭ ‬تربة‭ ‬جيدة‭ ‬للزراعة،‭ ‬وهذه‭ ‬هى‭ ‬الفكرة‭ ‬الأساسية‭ ‬التى‭ ‬يستند‭ ‬إليها‭ ‬المشروع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬يتم‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬المشروع،‭ ‬متمنياً‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬الترع‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬بنائها‭ ‬بطريقة‭ ‬تضمن‭ ‬عدم‭ ‬تسرب‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وجود‭ ‬تغطية‭ ‬كاملة‭ ‬وبنية‭ ‬تحتية‭ ‬مناسبة‭ ‬للمناطق‭ ‬التى‭ ‬تحتوى‭ ‬على‭ ‬رمال‭ ‬قابلة‭ ‬للتسرب‭.‬

ت‎وفى‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬قال‭ ‬محمد‭ ‬السباعى،‭ ‬وكيل‭ ‬لجنة‭ ‬الزراعة‭ ‬والمياه‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬بأنتمشروع‭ ‬النهر‭ ‬الصناعى‭ ‬يمثل‭ ‬جزءًا‭ ‬هامًا‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬الدلتا‭ ‬الجديدة‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬حيث‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والزراعية‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬كما‭ ‬يهدف‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬زراعة‭ ‬مساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬صحراء‭ ‬مصر‭ ‬الغربية،‭ ‬لذا‭ ‬يُعتبر‭ ‬الأضخم‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬فقد‭ ‬يتجاوز‭ ‬مساحة‭ ‬مشروع‭ ‬توشكى‭ ‬بخمسة‭ ‬أضعافه،‭ ‬مضيفاً‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬زراعة‭ ‬حوالى‭ ‬350‭ ‬ألف‭ ‬فدان‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬العمل‭ ‬قائمًا‭ ‬على‭ ‬استصلاح‭ ‬المساحة‭ ‬المتبقية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬نظام‭ ‬الرى‭ ‬المحورى‭ ‬فى‭ ‬المشروع،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬زراعة‭ ‬15%‭ ‬من‭ ‬إجمالى‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬يهدف‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتى‭ ‬فى‭ ‬الغذاء‭ ‬وذلك‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنتاج‭ ‬65%‭ ‬من‭ ‬محاصيل‭ ‬القمح‭ ‬واستغلال‭ ‬48.6%‭ ‬من‭ ‬محاصيل‭ ‬الذرة‭ ‬وزراعة‭ ‬66.7%‭ ‬من‭ ‬محاصيل‭ ‬قصب‭ ‬السكر‭.‬

‎وأشار‭ ‬السباعى،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬فوائد‭ ‬زراعية‭ ‬آخرى‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع،‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬إسهامه‭ ‬بإنشاء‭ ‬مجتمعات‭ ‬سكنية‭ ‬وبنية‭ ‬تحتية‭ ‬جديدة،‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬فى‭ ‬تخفيف‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية،‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة،‭ ‬متوقعاً‭ ‬بأن‭ ‬يوفر‭ ‬المشروع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬جديدة،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬فى‭ ‬تقليل‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭.‬

‎ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬بدره،‭ ‬بأن‭ ‬النهر‭ ‬الصناعى‭ ‬المصرى‭ ‬يحقق‭ ‬نقلة‭ ‬حضارية‭ ‬للدلتا‭ ‬الجديدة،‭ ‬مشيراًتإلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬الماضى،‭ ‬كان‭ ‬النهر‭ ‬يعتبر‭ ‬ممرًا‭ ‬للتعمير‭ ‬وفكرة‭ ‬مقترحة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدكتور‭ ‬فاروق‭ ‬الباز،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬تم‭ ‬تنفيذ‭ ‬فكرة‭ ‬بناء‭ ‬النهر‭ ‬الصناعى،‭ ‬والذى‭ ‬يساهم‭ ‬فى‭ ‬إنشاء‭ ‬حضارة‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬قليلة‭ ‬السكان،‭ ‬كما‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بمقدار‭ ‬3.5‭ ‬مليون‭ ‬فدان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النهر‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬تقدم‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬مضيفاً‭ ‬بأن‭ ‬مساحة‭ ‬الأراضى‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬مأهولة‭ ‬بالسكان‭ ‬ومستخدمة‭ ‬للزراعة‭ ‬والعمران‭ ‬قد‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬3.5‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬مليون‭ ‬فدان،‭ ‬لذا‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬يزاد‭ ‬العمران‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬مليون‭ ‬فدان‭.‬

‎وأشار‭ ‬بدره،‭ ‬إلى‭ ‬أنتالنهر‭ ‬الصناعى‭ ‬المصرى‭ ‬يعتبر‭ ‬مصدرًا‭ ‬للتنمية‭ ‬والاستثمار،‭ ‬حيث‭ ‬يخلق‭ ‬حضارة‭ ‬جديدة‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مأهولة‭ ‬بالسكان‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬لذا‭ ‬يعتبر‭ ‬مشروعًا‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬جديدة،‭ ‬وسيساهم‭ ‬فى‭ ‬تغيير‭ ‬خريطة‭ ‬التنمية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬كدولة‭ ‬قوية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمى‭ ‬والعالمي،‭ ‬متوقعاً‭ ‬بأن‭ ‬مشروع‭ ‬النهر‭ ‬الصناعى‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬المحاصيل،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬سيتم‭ ‬تسويق‭ ‬المنتجات‭ ‬المصرية‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬المشروع‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬والخارجية‭.‬

‎بينما‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬الشافعى،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬بأن‭ ‬مشروع‭ ‬النهر‭ ‬الصناعى‭ ‬المصرى‭ ‬هو‭ ‬الأكبر‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬حيث‭ ‬يقع‭ ‬بقلب‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية‭ ‬لزراعة‭ ‬الدلتا‭ ‬الجديدة،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬ترويض‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية‭ ‬وزيادة‭ ‬الرقعة‭ ‬الزراعية‭ ‬فى‭ ‬البلاد،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المساحات‭ ‬المزروعة‭ ‬فى‭ ‬مشروع‭ ‬مستقبل‭ ‬مصر‭ ‬بلغت‭ ‬450‭ ‬ألف‭ ‬فدان،‭ ‬حيث‭ ‬يعمل‭ ‬النهر‭ ‬الصناعى‭ ‬والقناة‭ ‬المائية‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬17‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬يوميًا،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النهر‭ ‬سيعتمد‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬مياه‭ ‬متنوعة‭ ‬لإمداده،‭ ‬والمتمثلة‭ ‬فى‭ ‬مصادر‭ ‬المياه‭ ‬السطحية،‭ ‬والمياه‭ ‬المعالجة،‭ ‬والمياه‭ ‬الجوفية،‭ ‬مضيفاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية‭ ‬المتاحة‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وتحقيق‭ ‬استدامة‭ ‬الإمدادات‭ ‬المائية‭ ‬للزراعة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.‬

‎ونوه‭ ‬الشافعى،‭ ‬علىتأن‭ ‬مشروع‭ ‬النهر‭ ‬الصناعى‭ ‬الجديد‭ ‬يعد‭ ‬قفزة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الزراعة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬والعالم،‭ ‬حيث‭ ‬يهدف‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬المياه‭ ‬المهدورة،‭ ‬وإعادة‭ ‬تدويرها‭ ‬لإنتاج‭ ‬محاصيل‭ ‬تساهم‭ ‬فى‭ ‬سد‭ ‬الفجوة‭ ‬الغذائية‭ ‬الحالية،تفإنتالمشروع‭ ‬يتضمن‭ ‬تمهيد‭ ‬طرق‭ ‬داخلية،‭ ‬وحفر‭ ‬آبار‭ ‬مياه‭ ‬جوفية،‭ ‬ومحطتين‭ ‬للكهرباء،‭ ‬وشبكة‭ ‬طاقة‭ ‬داخلية‭ ‬متصلة‭ ‬بشبكة‭ ‬كهرباء‭ ‬الدلتا‭ ‬الجديدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مخازن‭ ‬ومبانى‭ ‬إدارية‭ ‬وسكنية،تمضيفاً‭ ‬بأنتمنطقة‭ ‬الدلتا‭ ‬الجديدة‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬السابق‭ ‬منطقة‭ ‬زراعية‭ ‬مزدهرة‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬الفراعنة،‭ ‬لذا‭ ‬تعد‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأراضى‭ ‬خصوبة‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬المشروع،‭ ‬مؤكداً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القيمة‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬تخصيصها‭ ‬للنهر‭ ‬الصناعى‭ ‬الجديد‭ ‬يمكن‭ ‬تعويضها‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬أو‭ ‬عامين‭ ‬بالإيرادات‭ ‬المتوقعة‭ ‬من‭ ‬استصلاح‭ ‬الأراضى‭ ‬وزراعتها‭.‬