السوق العربية المشتركة | اللواء حاتم باشات :القضاء على التعريفة الجمركية بالقارة الإفريقية يحول المنطقة إلى سوق عالمى

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 - 18:10
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

اللواء حاتم باشات :القضاء على التعريفة الجمركية بالقارة الإفريقية يحول المنطقة إلى سوق عالمى

مصر تطيح بالمخططات العالمية بتصدرها الثالث اقتصاديًا للنمو العالمى.. ورئاستها للاتحاد الإفريقى
 
ارتفاع حجم التبادل التجارى بين مصر والدول الإفريقية إلى 6.9مليار دولار
 
اللواء حاتم باشات وكيل جهاز المخابرات الأسبق وعضو لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب وعضو البرلمان الإفريقى فى حديثه «للسوق العربية» متحدثًا عن القارة الإفريقية وكيف حاول أهل الشر إبعاد مصر عن القارة، لمخاوف الغرب من تكوين إمبراطورية إفريقية عربية بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مرورًا بالتعليق على احداث القارة الذهبية، موضحًا الأحداث السياسية فى المنطقة العربية وطموح وجموح بعض أقزام المنطقة الذين اعتقدوا أن مصر انتهت ووقعت فى براثن الجماعات الإرهابية وفقًا لمخطط الغرب، وحديثه عن الظروف السياسية والاقتصادية التى مرت بها مصر بداية من عام2011الى عام 2019، لافتًا إلى أن القوة الناعمة التى تمتلكها مصر فى قلوب الأفارقة لابد أن تُكلل باتفاقيات اقتصادية تُعمق الروابط والعلاقات الإفريقية المصرية، ونوه أن الاتفاقيات الاقتصادية التى تم إبرامها ستُحول القارة الذهبية إلى سوق عالمى ينافس الأسواق والكيانات الاقتصادية الكبرى.
 
 
■ كيف ترى مصر بنظرة إفريقية ما بين تعليق عضويتها فى الاتحاد الإفريقى عام 2013 وبين عودة مصر رئيسًا للاتحاد الإفريقى 2019؟
 
- أود أن أوضح أن تعليق عضوية مصر بالاتحاد الإفريقى عام 2013، يعتبر مؤامرة، بسبب تمرد بعض الدول الإفريقية منجرفة مع التيار الخارجى الذى يهاجم الدولة المصرية وينال من مقدراتها، ولا نغفل أن الدولة المصرية كانت بعيدة عن عيون القارة الإفريقية لعدة عقود، وتم استغلال هذا الفترة من بعض تيارات القوى الدولية، ولابد التنويه أن ذلك له عدة أسباب ليس كما يشيع البعض أنه من بداية محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك وازداد التحدى من دول حوض النيل إلى مصر بعد الحديث عن ضرب إثيوبيا، ففى عام 2013 كان يحكم مصر جماعة الإخوان الإرهابية، إلى أن تحول الموقف رأسًا على عقب إبان ثورة 30 يونيو التى أربكت مخططات العالم فى هذه المنطقة المحورية، ومنذ ذلك الوقت بدأت العلاقات المصرية- الإفريقية فى العودة إلى الأفضل رويدًا رويدًا لاسيما دول حوض النيل، التى بدأت تعود إلى طبيعتها، وقد استطعنا خلال هذا الفترة مد جسور من العلاقات الطيبة مستعينين بالإرث الطيب الذى تركه لنا الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لنعيد التواصل والعلاقات الطيبة مع دول القارة وضُم بين هذا الفترة مجموعة من الزيارات الدبلوماسية التاريخية واستطعنا معرفة موقف مصر من الوجهة الإفريقية وما تحتاجه هذه البلدان والعمل عليها فبعض هذه الدول يحتاج إلى الكهرباء والبعض يعانى من الإرهاب والبعض الاخر يعانى من الأمراض المستوطنة والظروف الاقتصادية فكل دولة من هذه الدول لها ظروفها الخاصة بها، وساعدنا فى هذا المرحلة مجموعة من رجال الأعمال الوطنيين المخلصين للدولة المصرية باستثماراتهم فى المنطقة الإفريقية وفتح آفاق التواصل بيننا وبينهم استطعنا خلال هذه الفترة القصيرة جذب إفريقيا الينا مرة أخرى، ولا اخفى أن الشعوب الإفريقية محبة للتراب المصرى، وكان ذلك من أهم العوامل للعودة إلى إفريقيا فى وقت قليل، ولكن كان هناك بعض الأمور غير الواضحة والملتبسة عليهم واستطعنا بفضل القيادة الحكيمة إذابتها فكان نتاجها أن وصلت مصر رئيسًا للاتحاد الإفريقى عام 2019.
 
■ من المسؤول عن هجرة مصر من إفريقيا بعدما كنا زعماء لها بإنشائنا «منظمة الوحدة الإفريقية»؟
 
- استمرت زعامة مصر منذ قدم التاريخ عبر مختلف العصور، فأنجبت لنا الكثير من القادة فعندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 بدأ بزوغ نجم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لينال احترام وتقدير قادة المنطقة العربية والإفريقية، رغم أن هناك بعض البلدان العربية كانت قلقة من عبدالناصر خوفًا من تصدير الثورة إلى بلدانهم، على خلاف دول القارة الإفريقية التى طالبت جمال عبدالناصر بمساعدتهم فى عمليات التحرير من الاستعمار، فقلقت قوى الاستعمار وعلى رأسهم الكيان الصهيونى، وبدأوا يحيكون لعبدالناصر المخططات لإيقاعه فى صراعات وحروب مثل حرب اليمن التى أتت بعدها نكسة 67 اللتين كبدتا الجيش المصرى خسائر فادحة فأرادوا انكساره أمام جيشه وشعبه لينكسر عربيًا وإفريقيًا، لتنكب مصر على سياساتها الداخلية وإدارة بلادها المحتلة من شرذمة صهيونية آنذاك، واستمرت مصر فى حروب الاستنزاف إلى أن وصلنا إلى حرب 6 اكتوبر عام 1973، ولا ننسى فضل إفريقيا والعرب خلال حرب 6 اكتوبر عام 1973 لنخرج من الحرب رافعين شعار ابطال الحرب والسلام، لتبدأ مصر خطة بناء الاقتصاد الداخلى الذى تأثر كثيرًا خلال فترات الحرب، ولا أخفى ان الحديث عن هجرة مصر لإفريقيا بسبب مبارك أكذوبة ولكن كان لعدة أسباب واضحة لإبعادنا عن القارة الذهبية المليئة بالخيرات والموارد.
 
■ هل استطاع الكيان الصهيونى نسج خيوطه على القارة الإفريقية فى ظل غياب مصر؟
 
- الكيان الصهيونى يعمل بنظام مؤسسى ويتمتع بسياسة النفس الطويل، وهم يعلمون ان أحد اهم أعمدة الاقتصاد المصرى نهر النيل، فهو يمثل شريان الحياة والتنمية للمصريين، وقد استطاع الكيان الصهيونى إبعاد مصر عن المشهد الإفريقى ولو جزئيًا، واستطاع أن يعمق علاقاته مع حكام هذه الدول بمدهم باحتياجاتهم وزج بنسبة من الاستثمارات من خلال المستثمرين اليهود للاستثمار فى إفريقيا من اجل عدة أسباب، أولها تثبيت وجودهم وإقامة علاقات قوية مع الحكام وكيفية الاستفادة من القارة السمراء لإنعاش اقتصاد دول القارة بما يضمن لأسرائيل الترحيب بهم والقضاء على نسبة من البطالة فى هذه البلدان ومد كل دولة على حسب احتياجاتها، وقام بتدريب الحراسات الخاصة لرؤساء جمهوريات فى القارة من أجل التقرب من القارة البكر للاستفادة من خيراتها، وعلى الرغم من ذلك لا يوجد قبول شعبى لتواجدهم، فعلاقات إسرائيل مع بعض الحكام فقط وليس الشعوب، وقد أقامت إسرائيل سفارات عدة فى بعض بلدان القارة وسرعان ما تم إغلاقها لعدم الرغبة فى وجودهم، والشعوب الإفريقية تعرف مدى عنصرية إسرائيل، وقد عانت إفريقيا كثيرًا من الاضطهاد والعنصرية، ورغم ابتعاد مصر عن المشهد الإفريقى لفترات ليست بالقليلة لكن الشعوب الإفريقية محبة للمصريين.
 
■ كيف ترى الحديث عن «حلايب وشلاتين» من حين لآخر بأنها سودانية؟
 
- منذ انفصال السودان عن مصر وقُدمت شكوى للأمم المتحدة بأن حلايب وشلاتين سودانية، وتجدد هذا الشكوى كل عام رغم عدم جدواها، والجميع يعلم ان حلايب وشلاتين أرض مصرية حيث تقع عند خط عرض 22 وهى بكل الوثائق والمستندات والخرائط والأعراف أرض مصرية، وللدولة المصرية كامل السيادة عليها وتم استكمال خطة الاهتمام بالمناطق المترامية الأطراف وعلى رأسها حلايب وشلاتين وتم مدها بكامل المرافق من «كهرباء ومياه نقية ووحدات صحية وكافة سبل المعيشة»، وتصريحات رؤساء السودان سواء عمر البشير أو من قبلة تحدث كلما احتدمت الأزمات والمشكلات الداخلية داخل السودان تخرج التصريحات بأن حلايب وشلاتين سودانية لإلهاء الشعب السودانى وجذب انتباههم فى الشأن الخارجى بعيدًا عن المشكلات الداخلية للشعب السودانى.
 
■ هل تستطيع مصر الاستفادة من «أرض السودان»؟
 
- الحديث عن الاستفادة من ارض السودان مستقبلى ولا يمكن لأحد التنبؤ به «فالسودان حاليًا كما كنا سابقًا بين فكى الرحى»، يشهد اضطرابات سياسية داخلية من المؤكد أن كل هذا سوف ينعكس على العامل الاقتصادى، فلا احد يستطيع البحث عن مكاسب فى الوقت الراهن الا بعد الانتهاء من المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة إلى قيادة منتخبة عبر انتخابات حرة نزيهة، ومعرفة الرؤية واين يتجه السودان فى الجانب الاقتصادى والسياسى.
 
وبالفعل فى السابق استفاد من هم فى أقصى العالم مثل «الصين وماليزيا» من هذه الفرص السانحة وان الدولة المصرية تقف مع الشعب والحكومة السودانية عبر الطرق والقنوات الشرعية للحفاظ على الهدوء وتنقية الأجواء من التوترات السياسية، والحفاظ على وحدة الأرض السودانية، أما بالنسبة للحديث عن وقوفنا مع القضايا الوطنية فى المنطقة العربية والإفريقية فنحن لم نعتد على التخاذل عن أى قضية وطنية ولن نترك المنطقة للتقسيم ولاهواء قوى الشر.
 
■ لماذا لم يتم إنشاء جامعة مصرية بطراز عالمى تجمع بين أبناء قادة وكبار رجال الدولة المصرية والمنطقة العربية والقارة الإفريقية من أجل التقارب والاستفادة من القوى الناعمة؟
 
- مصر تمر حاليًا بعمليات إصلاح اقتصادى ومراحل نمو لكنها لا تغفل مثل هذا الأفكار النيرة، فهذه الفكرة موجودة داخل مؤسسة الرئاسة، ومن الممكن العمل عليها فى أى وقت لاحق، ورغم ظروف الإصلاح الاقتصادى فمصر لا يفوتها ان تمد يد العون إلى البلدان العربية والإفريقية الشقيقة فهى تقدر دور كافة الدول من أجل النهوض بالقارة الذهبية، فقد ازدادت فى الآونة الأخيرة عدد البعثات فى مختلف المجالات، لاسيما المجال العسكرى، فقد أمر الرئيس السيسى بتدريب الف بعثة عسكرية على الأراضى المصرية من أجل الارتقاء بدول القارة السمراء ودعمها فنيًا وعسكريًا والوقوف صفا واحدًا بجانب الدول المتقدمة، ولا ننسى أن بعض زعماء وحكام الدول العربية والأفارقة وقادة الجيوش أتموا دراستهم داخل الجامعات المصرية ومازالت تربطهم بمصر علاقات مصرية وطيدة، فاستخدام القوى الناعمة هو أحد الأساليب الحديثة التى تؤتى ثمارها فى المواقف الوطنية لاسيما عند الجلوس على مائدة المفاوضات.
 
■ هل أضر الحوار السرى العلنى للرئيس المعزول محمد مرسى بالعلاقات المصرية- الإثيوبية؟
 
- من المؤكد أنه أضر ضررًا بالغ بالعلاقات المصرية- الإثيوبية لاسيما المواطنين الأفارقة الذين لدينا فى قلوبهم حب وعلاقات طيبة منذ قديم الازل فقد تم استغلال هذا الحوار أسوأ استغلال من قبل قوى الشر التى تتصيد الأخطاء، وبدأ الترويج للحوار بأن المصرين يريدون ضرب إفريقيا، وأن المصريين يتعاملون مع الأفارقة بمبدأ القوى لا الحوار، على عكس طبيعة المصريين التى تتبنى مبدأ الحوار اولًا.
 
■ كيف ترى مسلسل تصريحات أردوغان ضد مصر والتدخل فى الشأن الداخلى؟
 
- أردوغان أنفق قرابة 10مليارات ليرة على الدراما التركية والحديث عن دولة الخلافة ومحاولة استقطاب الشعوب ومخاطبته عن طريق الدراما وتشويه بعض الشخصيات التاريخية، وأعتقد أن أردوغان أثناء متابعاتى للدراما التركية حاول هروبه من الواقع واختلط معه طموحاته السياسية بطموحات العثمانيين، «حتى شعر أنه يحكم العالم ويحاول التدخل فى شؤون الدول وكأنها ولايات تابعة لسلطان العالم، لأنه أُوهم أن يكون متحدثا باسم العالم الإسلامى ومحاولة تفكيك دول وحضارات اقدم من وجود تركيا على الأرض»، فالتدخل فى الشأن المصرى مرفوض بكل أشكاله، مصر للمصرين وشعب مصر لن يسمح أن يكون أدوات فى يد احد.
 
■ لماذا يتحدث أردوغان فى المحافل العالمية عن المسؤولية الدولية وحروبه ضد الإرهاب.. وفى نفس الوقت جعل تركيا مأوى للجماعات الإرهابية ومنصة إعلامية لهم؟
 
- أردوغان هو الحائر بين محاولتى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى وبين محاولته أن يكون قائد للعرب بكل ما يفعله أردوغان من خطب رنانة وكلمات معسولة ومتاجرته بالقضايا الإقليمية ومحاولته لجذب الانتباه، ومخاطبته بعض الشعوب العربية التى يجتذبها هذه الشخصية، وحديث أردوغان عن المسؤولية فى ذات الوقت الذى جعل تركيا منصة إعلامية لجماعات متطرفة منبوذة من شعوبها محليًا ودوليًا، ومن سيدفع ثمن تصرفاته فى السابق واللاحق سوى الاقتصاد التركى، وتصرفات أردوغان سوف تجعل تركيا تعود إلى الخلف فى ملفات كثيرة مثل الملف السياسى وعدم احترام القوانين الدولية أول خطوة فى انهيار العلاقات التركية بالعالم وكذلك الملف الاقتصادى، والمحلل الجيد سوف يلاحظ أن أردوغان يحاول الهروب من شعبه بسبب عدم تنفيذ الوعود التى وعد بها شعبه من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى، وان الشعب التركى سوف يعود إلى أمجاده وسيحكم العالم من جديد فى عصره، لنجد أردوغان يهرب من المسؤولية أمام الشعب التركى بالتصريحات النارية والمستمرة التى يطلقها على الرئيس المصرى الذى استطاع ان ينمو باقتصاد بلدة ليتربع على عرش العالم من حيث النمو اقتصاديًا، «باحتلاله المرتبة الثالثة عالميًا».
 
■ كيف ترى تحطم طموحات أردوغان السياسية فى المنطقة على «ثورة 30 يونيو وجزيرة سواكن»؟
 
- طموحات أردوغان السياسية تحطمت على ثورتى الشعب المصرى والسودانى بعد العزل الشعبى لجماعة الإخوان الإرهابية من حكم مصر، ويأتى بعدها بفترة الشعب السودانى ليثور على عمر البشير الذى وافق على إعطاء جزيرة سواكن السودانية إلى أردوغان لمدة 200عام، كما أن طبيعة الشعب المصرى لم ترتض بوجود محتل عبر التاريخ أن يحكمها ويفرض سيطرته عليها وبطبيعته الوسطية التى لا يعرفها سوى مصريين لهم حرية الاعتقاد والاحتفاظ بكامل الحقوق، ليثور على جماعة الإرهاب فى 30 يونيو مطالبين بإسقاط الجماعة الإرهابية من على حكم مصر، ليتغير المشهد كاملًا ليكون أردوغان فى وضع لا يحسد عليه.
 
■ هل تستمر حرب التصريحات بين أمريكا وإيران ومنطقة الخليج ام ستشهد المنطقة حروبا دامية؟
 
- لم تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية فى جعبتها سوى مجموعة من التصريحات الجنونية التى تجعل بعض دول الخليج تغدق الكثير من الأموال على الخزانة الأمريكية، والولايات المتحدة الأمريكية كما لديها مصالح فى منطقة الخليج على الجانب الآخر لديها مصالح وتربطها علاقات تجارية مع إيران، واقصى ما يمكن فعله هو فرض عقوبات اقتصادية خفيفة لا تضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
 
■ ما اهم المكاسب العائدة على مصر من استضافة «كأس الأمم الإفريقية»؟
 
- المكاسب كثيرة، فقبل الحديث عن المكاسب الاقتصادية من بطولة الأمم الإفريقية، استضافة مصر لبطولة الأمم الإفريقية تعتبر هدية للدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى من القارة الإفريقية، من خلال الجهود المصرية المبذولة على كافة الأصعدة مع جميع دول القارة، وبعد إصدار الاتحاد الإفريقى لكرة القدم قرارًا بسحب تنظيم البطولة من الكاميرون، بعد التقرير المقدم من لجنة التفتيش على الملاعب، التى حدّدتها الكاميرون لاستضافة البطولة، حيث كشفت وزارة الشباب والرياضة، عن وجود تقديرات بتحقيق مصر مكاسب وعوائد من تنظيم بطولة كأس الأمم الإفريقية، بالإضافة إلى حصولنا على 20% من عوائد البطولة التى يحصلها الاتحاد الإفريقى لكرة القدم، سواء المرتبطة بالإعلانات أو حقوق البث التليفزيونى، وبيع التذاكر، وأؤكد ثانية أن مصر استطاعت تحقيق مكاسب عدة جراء تنظيمها البطولة على كافة المستويات، سواء سياسية أو ثقافية، أو اقتصادية وسياحية، حيث بلغ عدد الزائرين السائحين نحو 700 ألف سائح من الدول العربية والإفريقية تقريبا، فهناك البعض من دول العالم فى عام 2013 وجهت رعاياها بالرحيل من مصر وعدم الذهاب اليها وعلقت رحلاتها الجوية مبررين بأن مصر غير مستقرة وغير آمنة ليأتى عام 2019 لتصبح مصر رئيسًا للاتحاد الإفريقى وتستطيع ان تبهر دول العالم بتنظيم هو الأقوى فى تاريخ بطولات كأس الأمم الإفريقية من حيث العملية التأمينية والإدارة الناجحة وتقديم كافة الخدمات وسبل الراحه للفرق المشاركة فى البطوله والمشجعين العرب والأفارقة، فنستطيع القول بأن مصر اتعبت من يأتى بعدها لتنظيم مثل هذه البطولة وهى رساله للعالم بأن مصر تستطيع.
 
ولا يفوتنا أن استضافة هذه البطولة يدعم ظهور مصر أمام العالم بالاستقرار الأمنى والسياسى، نظرا لقدرة الدولة على تنظيم هذا الحدث العالمى على كل الأصعدة، فضلا عن كون الحدث سيعزز من تواصل مصر مع دول القارة الإفريقية، خصوصا فى ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، وتعزيز السياحة وجذب الاستثمار الأجنبى للترويج للإنجازات الاقتصادية عالميًا، فالكثير من دول العالم التى نظمت بطولات قارية وعالمية حققت رواجا اقتصاديا، وتعتبر عوائد الاستثمار الرياضى من أهم الحوافز لتنظيم البطولات القارية والعالمية، حيث إنه بالنظر إلى العائد على الاقتصاد الروسى من خلال تنظيمها بطولة كأس العالم، نجد أن روسيا حققت إيرادات من البطولة تجاوزت 13.5 مليار دولار، ما يزيد فرص مصر لتنظيم البطولة العالمية من خلال النجاح الذى حققته مصر فى تنظيم البطولة القارية، كما حققت فرنسا عوائد تفوق المليار يورو من بطولة كأس الأمم الأوروبية التى نظمتها فى 2016.
 
■ الى اى مدى وصلت العلاقات بين مصر والقارة السمراء؟
 
- يوجد العديد من الاتفاقيات التى ابرمت بين مصر وإفريقيا، ومصطلح القارة السمراء مصطلح عنصرى للغاية، ومن يتجول فى إفريقيا ويرى كل هذه الموارد والخيرات لأطلق عليها مسمى القارة الذهبية وهى تستحق ذلك المسمى بل أكثر، ومن أهم الاتفاقيات:
 
مشروع الربط البرى بين مصر وإفريقيا
 
وهو يعد أطول مشروع لربط دول شمال إفريقيا بدول الجنوب، من خلال إنشاء الطرق البرية العابرة بدول القارة، وذلك بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتسهيل حركة الاستثمارات، بطول 9700كيلومتر، ويستخدم فى نقل البضائع على وتيرة اسرع من التى كانت سابقًا، ويربط الطريق العملاق 9 دول هى (مصر والسودان وكينيا وإثيوبيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوى والجابون وحتى كيب تاون عاصمة جنوب إفريقيا).
 
مشروع الربط البرى «السكة الحديد»، يستهدف المشروع العملاق إنشاء سكة حديد، تربط دول إفريقيا بعضها البعض، وستكون الانطلاقة من الأراضى المصرية بالإسكندرية مرورًا بالخرطوم، ومسافة هذا الخط 900كيلومتر، وسوف يتم نقل الركاب والبضائع بين البلدين.
 
مشروع الربط الكهربائى
 
هو مشروع مصرى يستهدف ربط مصر بدول القارتين الإفريقية والأوربية عن طريق امداد دول القارتين بالكهرباء من خلال الأبراج المعدنية العابرة للحدود، كما انه من المتوقع ان يحول مصر إلى نقطة مهمة فى نقل الكهرباء للقارتين بحلول عام2035.
 
اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية
 
فى خطوة جادة ومصيرية فى مستقبل القارة السمراء، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى بدء سريان اتفاقية التجارة الحرة بين الدول الإفريقية، وذلك خلال فعاليات القمة الاستثنائية التى عقدت فى النيجر، لتقطع بذلك شوطًا كبيرًا فى أجندة إفريقيا 2063، بعد مناقشات استمرت 12 عامًا، تهدف لتحقيق تكامل تجارى واقتصادى بين كافة الدول الإفريقية، وتأسيس تكتل قارى قوى يمكنه التأثير فى التطورات الاقتصادية العالمية مستقبلًا.
 
وتهدف الاتفاقية إلى إزالة الحواجز والمعوقات الجمركية وغير الجمركية بين دول القارة، وخلق سوق إفريقية موحدة للسلع والخدمات، حيث تعمل الاتفاقية على زيادة التجارة البينية من 16% خلال 2018 لتصل إلى 53% مقارنة بحجم التجارة الإفريقية مع باقى دول العالم، وذلك من خلال القضاء على 90% من التعريفات الجمركية بين 54 دولة موقعة على الاتفاقية.
 
ومن المتوقع أن تجنى الدول المشاركة فى الاتفاقية مكاسب كبيرة على صعيد الاستثمار المباشر، حيث تفتح هذه الاتفاقية نحو 54سوقًا خالية من التعريفات الجمركية أمام أى مستثمر أجنبى أو محلى فى الدول الموقعة على الاتفاقية التى بدأت حيز التنفيذ بالفعل، وهو ما يمثل عامل جذب كبيرا لرؤوس الأموال الأجنبية، خاصة أن الأسواق الإفريقية لم تصل لحد الكفاف حتى الآن لتصنف كواحدة من أكثر الأسواق المتعطشة لدخول منتجات وخدمات جديدة على عكس الدول المتقدمة.
 
وتعد مصر الأولى فى قائمة اكبر اقتصاديات إفريقيا وجذب الاستثمار الأجنبى المباشر، حيث بلغ حجم تجارة القارة مع العالم 934مليار دولار، وتعتبر السوق الإفريقية إحدى أهم الأسواق على خريطة التنمية الاقتصادية عالميًا، حيث تتسم باتساعها بشكل كبير، حيث يبلغ عدد سكان القارة 1.2 مليار نسمة، ويبلغ متوسط معدل النمو الاقتصادى للقارة 3.4%، فى حين يبلغ حجم الناتج المحلى الإجمالى لاقتصاديات القارة 2.5 تريليون دولار، فيما يبلغ حجم التجارة بين إفريقيا والعالم 934.4 مليار دولار، وتعتبر مصر الأولى إفريقيًا فى جاذبية الاستثمار المباشر وفقًا لبنك راند ميرشانت عام 2018، تليها جنوب إفريقيا، ثم المغرب، ثم إثيوبيا.
 
كما تحتل مصر المرتبة الأولى ضمن أكبر عشرة اقتصاديات فى إفريقيا وفقًا للناتج المحلى الإجمالى بتعادل القوة الشرائية، والذى بلغ قيمته فى مصر 1219٫5 مليار دولار، تليها نيجيريا 1171.4 مليار دولار، ثم جنوب إفريقيا 789.3 مليار دولار.
 
وارتفع حجم التبادل التجارى بين مصر والدول الإفريقية بنسبة 23% ليصل إلى 6.9 مليار دولار عام 2018 مقارنة ب5٫6 مليار دولار عام 2017، كما ارتفعت كذلك قيمة الصادرات بين مصر ودول إفريقيا بنسبة 27% لتصل إلى 4.7 مليار دولار عام 2018 مقارنة ب3.7 مليار دولار عام 2017، وكذلك شهدت الواردات بين مصر ودول إفريقيا زيادة أيضا بنسبة 15% لتصل إلى 2.14 مليار دولار عام 2018 مقارنة ب1.86 مليار دولار عام 2017.
 
وبذلك مصر تمتلك فرصًا واعدة لاستغلال تلك الاتفاقية ودفع منتجاتها للوجود بقوة داخل أسواق الدول الموجودة عبر الاتفاقية لما تمتلكه تلك المنتجات من قدرات تنافسية، خاصة فى ظل المشروعات والمبادرات العديدة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرًا لتعزيز التعاون مع دول العمق الإفريقى، والتى يأتى فى مقدمتها مشروع تدشين صندوق لضمان المخاطر، وكذلك مشروعات البنية التحتية مثل طريق القاهرة- كيب تاون والذى يمثل إحدى الدعامات الرئيسية لتيسير حركة التجارة مع دول القارة، واؤكد أن مناطق شرق ووسط إفريقيا تعتبر أبرز الأسواق الواعدة أمام المنتجات المصرية للمنافسة بقوة داخلها خلال الفترة المقبلة، مطالبًا بضرورة التركيز على أسواق الدول الحبيسة بها، وهو ما يعزز من زيادة نسب التجارة بين مصر ودول القارة التى لم تتعد 0.5%، وأن التكامل الاقتصادى والتجارى بين الدول المشاركة فى الاتفاقية يتوقف على إرادة هذه الدول فى التغلب على التحديات التى تواجه تفعيلها، والتى يتمثل أبرزها فى ضعف البنية التحتية للطرق، مشيرًا إلى أن الاتحاد قام بعمل دراسة جديدة لتدشين طريق يربط بين موانئ مصر بالبحر الأحمر وبعض المدن مثل مدينة نجامينا عاصمة تشاد، مشددًا على أهمية إنشاء مراكز لوجستية لتسهيل حركة التجارة بين دول القارة السمراء.