السوق العربية المشتركة | 55 عاما في قلب السماء

في صمت مهيب ومع انضباط لا يراه إلا من يعرف قدر الجندية المصرية يقف رجال قوات الدفاع الجوي على أهبة الاستعدا

السوق العربية المشتركة

الإثنين 30 يونيو 2025 - 06:18
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
55 عاما في قلب السماء

55 عاما في قلب السماء

في صمتٍ مهيب، ومع انضباط لا يراه إلا من يعرف قدر الجندية المصرية، يقف رجال قوات الدفاع الجوي على أهبة الاستعداد، لا يُسمع صوتهم في الميادين، لكنهم حاضرون في كل لحظة، حُماة للسماء، وسندًا لكل خطوة على الأرض.
 
تحل الذكرى الخامسة والخمسون لتأسيس قوات الدفاع الجوي المصرية، ذلك السلاح الذي لم يولد من فراغ، بل جاء استجابة حتمية لحاجة مصر الملحّة إلى حماية سمائها من طيران عدو لا يعرف إلا لغة القصف والدمار، وكانت بدايته الحقيقية في يوم خالد من أيام الكفاح، 30 يونيو 1970، حين تم الدفع بكتائب الصواريخ إلى جبهة القتال، ليبدأ عصر جديد من التوازن العسكري في الصراع العربي–الإسرائيلي.
 
 
 
لم تكن تلك الخطوة مجرد تحرك ميداني، بل كانت إعلانًا عمليًا بأن السيادة الجوية لم تعد حكرًا على أحد. وما هي إلا أيام حتى تهاوت طائرات الفانتوم الإسرائيلية على جبهة القتال، لتدخل إسرائيل في “أسبوع تساقط الفانتوم”، الذي أفقدها صدمة التفوق، وكشف عن ملامح مقاتل مصري لا يرضى بأن تُنتهك سماء وطنه.
 
 
 
ومنذ ذلك اليوم، بات الدفاع الجوي قوة رابعة مكتملة في بنيان القوات المسلحة، شهدت على مدار العقود الخمسة الماضية تطورًا نوعيًا، تجاوز الحفاظ على السماء إلى امتلاك أدوات الردع الذكي، والقدرة على المواجهة متعددة المستويات، في ظل حروب أصبحت تقاس بالتكنولوجيا بقدر ما تُقاس بالشجاعة والانضباط.
 
من التهديد التقليدي إلى الاستهداف الذكي
 
في العقود الماضية، تغير وجه المعركة، ولم تعد التهديدات الجوية مقتصرة على طائرات أو صواريخ معلومة المسار. اليوم، نحن أمام طائرات مسيّرة، وصواريخ باليستية، وحروب سيبرانية، ومحاولات لاختراق المجال الجوي من أضعف النقاط. لكن منظومة الدفاع الجوي المصرية أثبتت قدرتها على مواكبة تلك المتغيرات، من خلال بناء شبكة وإنذار مبكر تغطي سماء الجمهورية بالكامل، وتنوع مصادر التسليح والتطوير المحلي، وتأهيل العنصر البشري ليكون هو السلاح الأول.
 
ومع تطور القيادة والسيطرة، بات الدفاع الجوي المصري قادرًا على إدارة معركة السماء في أصعب السيناريوهات، من خلال دمج الكفاءة التكنولوجية بالعقيدة القتالية الوطنية، التي تضع أمن المواطن فوق أي اعتبار.
 
رجال ما بين الأرض والسماء
 
ربما لا يعرف الكثيرون أن جغرافية عمل الدفاع الجوي ليست ساحة واحدة، بل تشمل كامل الأراضي المصرية، من شمالها إلى جنوبها، من مدنها إلى صحاريها، مرورًا بالمواقع الاستراتيجية والمطارات والقواعد والموانئ. رجال يحمون دون أن يُعلنوا، يرصُدون قبل أن يُروا، يتقدمون دون ضجيج، ويقفون حيث لا تصل عدسات الإعلام، لكن الوطن كله يقف خلفهم.
 
المستقبل يبدأ من السماء
 
واليوم، وفي عام 2025، تدخل قوات الدفاع الجوي مرحلة جديدة من التكامل الاستراتيجي، مستفيدة من الطفرة التكنولوجية التي تشهدها القوات المسلحة ، عبر الكثير من برامج التأهيل العسكري والتقني، في إطار رؤية شاملة تؤمن بأن معركة المستقبل تبدأ من السماء، وقد تُحسم فيها.
 
تحية واجبة
 
في عيد الدفاع الجوي الخامس والخمسين، نقف احترامًا لكل من حمل سلاحًا أو جهاز رادار، لكل من نام على الأرض ليحمي سماء بلاده، لكل من يقف الآن في موقعه، لا ينتظر مناسبة، لأنه يعرف أن الأمان لا يأتي إلا باليقظة المستمرة.
 
كل عام وقوات الدفاع الجوي درع السماء، وصوت السيادة، وقلب المقاتل المصري في أعلى الأعالي.