السوق العربية المشتركة | السوق العربية تدق ناقوس الخطر! جشع الجزارين.. وراء الأمراض ووفاة المواطنين

السوق العربية المشتركة

الأحد 17 نوفمبر 2024 - 14:48
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

السوق العربية تدق ناقوس الخطر! جشع الجزارين.. وراء الأمراض ووفاة المواطنين

  محررة السوق العربية فى جولة بالأسواق ومع المواطنين
محررة السوق العربية فى جولة بالأسواق ومع المواطنين

اللحوم المستوردة طريق الفقراء للهلاك بالأمراض السرطانية والمزمنة!

يستمر مسلسل الصراع بين الجزار والمواطن وأفلام الأبيض والأسود حول جشع الجزار ضد جوع المواطن وعدم استطاعته شراء اللحوم الحمراء منه، مسلسلات شهيرة أظهرت الجزار بهذه الصورة وأيضا ظهرت المواطن هو الشخص المهدور حقة من الجزار.



هنا فى عصرنا هذا والسنين الأخيرة قد اختلفت الرؤية للمواطن، فقد أصبح الجزار الجشع والمالك للحق الوحيد فى إمكانية المواطن المصرى الفقير لأكل اللحوم الحمراء هو الحكومة، وأصبح الجزار شريكا للمواطن فى الشقاء ضد غلاء الأسعار ما أدى إلى تغيير لاتجاهات الكثيرين من الجزارين لتحويل الجزارة من الجزارة البلدى إلى الجزارة المستوردة، وقد انتشرت أيضا فى الآونة الأخيرة الأمراض السرطانية بكثرة وبطريقة تستدعى إلى البحث والتدقيق فى هذه الأسباب.

هنا تدق جريدة “السوق العربية“ ناقوس خطر آخر وهو اندراج المواطن إلى الإسراع بشراء اللحوم الحمراء المستوردة إلى طريق الهاوية وهو طريق الأمراض السرطانية والأمراض المزمنة التى انتشرت وبكثرة فى الآونة الأخيرة.

-اللحوم المستوردة شغلانة تكسب

هكذا ترددت المقولات التى تشبه هذه العبارات من تاجر لحوم مستوردة من تاجر إلى آخر، قال علوان رمضان 35 سنة شاب اتجه إلى التجارة وبيع اللحوم المستوردة بدلا من العمل بإحدى الشركات الكبرى التى تعمل بصناعة اللحوم الحمراء ببرج العرب وكان يتقاضى 700 جنيه شهريا، قال “أنا عملت بمصنع سنوات ولم اجد ما يسد حاجتى وحاجة بيتى خاصة بعد أن رزقت بصغار فأصبحت المعيشة صعبة، فقمت ببيع مصاغ زوجتى واستأجرت محلا واشتريت ثلاجة وقمت بالعمل بالجزارة المستوردة، خاصة بعد أن وجدت أن اللحم المستورد يأتى بتراب الفلوس ويباع بأسعار تواكب المواطن، أما بخصوص من أين أتت هذه اللحمة فلا يعنينى بشىء سوى أنها مربحة خاصة الإقبال عليها كثير دون السؤال من أين وإلى أين، ماليش دعوة مصدرها إيه المهم إنى أكسب وأصرف على أولادى “.

بدلت جزارة والدى من البلدى للمستوردة

سعيد أحمد على جزار بلدى صاحب محل جزارة “أولاد حودة أحمد على“ حول الجزارة البلدى إلى بيع اللحوم المستوردة، قائلا: بسبب غلاء اللحوم وقلة تربية المواشى ورفع الدعم على المنتجين للحوم الحمراء من داخل الدولة، غير خوف المزارع من الأمراض التى انتشرت فى الآونة الأخيرة للمواشى مثل الحمى القلاعية وغيرها من الأمراض التى تسبب الخسائر الباهظة للمربيين المواشى، ذلك لأنه لا يوجد أى اهتمام بيطرى من قبل الدولة أو تعويض لهم عن أى خسائر فى أرواح المواشى، فبالتالى أصبحت نسبة تربية المواشى بالجمهورية قلت نسبيا عما مضى فى السنوات السابقة، فمن ظل مستمرا بتربية المواشى أصبحوا قلة لأن الأسعار مستمرة فى الارتفاع دون أى رقابة عليها من قبل الدولة.

أنا باخسر فى سعر العجل 500 جنيه إزاى اكسب كده “غير البيع البطىء فى اللحوم البلدى فكنت اشترى العجل يستمر فى الثلاجة مدة طويلة“ أما الآن اللحوم المستوردة فأضمن لأنها محفوظة، وسريعة البيع، والإقبال عليها شديد لانخفاض أسعارها، لافتا لأن المكسب فى الكيلو حوالى 3 أو 4 جنيهات، لكنه مكسب اسرع من اللحوم الحمراء البلدى التى أصبح سعرها 70 أو 80 جنيها على حسب المكان والجزار، ماعدا محلات الجزارة الكبيرة التى استمرت فى بيع اللحوم البلدى أو التى توجد فى المناطق الراقية هى التى استمرت لمستوى الدخل المرتفع بهذه المناطق، قائلا “أما فى الأحياء الشعبية فيادوب كل حى فيه محل واحد بالكتير بلدى.

فى حين أنه شدد على سلامة اللحوم البرازيلى وأنه لا يعمل الا فى اللحوم البرازيلية، مشددا على أن هناك جزارة أخرى تعمل فى اللحوم المستوردة مجهولة المصدر دون إشراف أو مرور الحجر الصحى عليها.

البلدى له ناسه

سمير محمود عوض جزار بمنطقة الرأس السوداء وهى المنطقة التى تعتبر سوقا للحوم الحمراء، قال: إن اللحوم أنواع وعلى حسب طلب الزبائن، فهناك لحم البتلو والضانى والكندوز وغيرها من الأنواع مثل الموزة والتى تصل إلى 70 جنيها الكيلو وهذا السعر خاص فقط بهذا المكان وهى منطقة الراس السوداء فقط، لافتا بأن هناك أماكن أخرى داخل المحافظة مثل منطقة ”لوران وكفر عبدو“ يكون فيها سعر الكيلو من هذه الأنواع 80 إلى 100.

إحنا قادرين نشترى المستورد لما نشترى البلدى

ولجأ الكثير والعديد من شراء اللحوم المستوردة وذلك بسبب عدم القدرة على امتلاك أسعار اللحوم البلدى حتى منهم من قام باستبدالها بتربية الطيور أو شراء أجنحة الطيور والأطراف كما يطلقون عليها “الحوائج“ لتعويضهم عن طعم اللحم البلدى أو الفائدة منها.

على عثمان محاسب، 48 سنة: لجأت لشراء اللحوم المستوردة مع العلم أنى تربيت فى منزل والدى على البلدى ولا أعلم ماذا حدث للدولة من كثرة ارتفاع الأسعار سنويا بسرعة القطار دون مراعاة لأى ظرف من ظروف المواطنين، مشيرا: أنا اتقاضى مبلغ 1100 جنيه من عملى بالحسابات بإحدى الشركات الخاصة ولدى 3 أطفال بأعمار ومراحل مختلفة فى التعليم بالمدارس ولا أملك حتى أن اشترى لهم كيلو لحم بلدى ولو فى السنة مرة، للظروف الصعبة والأسعار التى لم نعد نتحملها بعد، سائلا: كيف كان حال أبونا ونحن كنا 5 أبناء غير الأبوين فى منزل واحد؟!

أم حسن ربة منزل بمنطقة باكوس بالإسكندرية “إحنا قادرين نشترى المستورد لما نشترى البلدى“ وإنها لا تملك من المال بشراء اللحوم المستوردة والتى تسببت فى مرض لنجلها وقد منعه الطبيب من أكل هذه اللحوم ومع ذلك لا تملك شراء غيرها بسبب ارتفاع الأسعار، فأصبحت تشترى اللحوم البلدى ولكن التى توجد بالأحشاء مثل ما يطلق عليها “الكرشة والفشة أو بالأحرى حلويات الماشية“ لتعويضهم عن الطعم أو الفائدة لها ولأولادها.

الطيور آمنة حتى لو مستوردة

هكذا كانت كلمة علية حمدى، ربة منزل تسكن بمنطقة أبى قير بالإسكندرية، قالت الطيور ليست بقيمة اللحم البلدى من حيث الفائدة أو من حيث الطعم وأيضا ليس بقيمتها فى الأسعار فتعتبر الطيور أرخص بكثير عن اللحوم المستوردة حتى لو أشيع أن المستورد منها مريض فهى فى الآخر طيور ليست بلحوم "حمير أو كلاب".

التفتيش والحجر البيطرى كسالى

قال الدكتور عادل البربرى، رئيس القسم الإنتاج الحيوانى بجامعة الإسكندرية والأستاذ بكلية الزراعة، أن اللجوء إلى الاستيراد ليس بجديد ولا حديث على مصر، فإنها تستورد منذ أكثر من 40 عاما والتى تعرضت إلى الكثير والعديد إلى الصفقات المشبوهة والفاسدة، فلجأت إلى الاستيراد للعجول الحية والتى يتم ذبحها بمصر بشرط أن تخضع إلى الحجر البيطرى والرعاية والعلف المصرى فى المزارع المصرية، وهذا لا يحدث لكسل وتواطؤ وتباطؤ المسئولين بمعظم الهيئات التموينية والصحية خاصة مفتشى التموين على اللحوم الفاسدة، والتفتيش البيطرى حول العجول المصابة بشتى الأمراض المختلفة.

ولابد أن يتم الكشف من تاريخ الوصول على اللحوم المجمدة أو العجول القادمة دون ذبح خاصة القادمة من أوروجواى حتى يتم التأكد تماما من أنها قد قضت مدة الحجر البيطرى وهى 6 أشهر على الأقل والتى تضمن خلوها تماما من الأمراض، حيث تحتوى مزارع أوروجواى على العديد من الأمراض التى تنتقل عبر الطعام حتى لو ذبحت أو تعرضت إلى درجات حرارة عالية، وذلك لأن المزارع هناك مفتوحة فالعجول بها أكثر شراسة وتحتوى على لحوم “خشنة”، والتى تختلف كليا عن التربية بمصر.. والتى تنقل أمراض وحمى الوادى المتصدع والجلد العقدى الحمى القلاعية والتسمم الدموى، وغيرها.

وأكد عادل البربرى، أن الانفجار السكانى السبب الوحيد للجوء إلى استيراد اللحوم من الخارج، دون التفكير فى حلول أخرى للحفاظ على تربية الماشية والحفاظ على الثروة الحيوانية، التى فتحت باب مافيا استيراد اللحوم من الخارج دون النظر من أين تأتى هذه اللحوم وأى ثمن سوف يدفعه المواطن حتى لو كان هذا الثمن هو روحه، ففى الآونة الأخيرة قامت الدولة باستيراد ما يقرب من 3 مليارات الجنيهات لحوم حية والتى تحمل بداخلها الأمراض السرطانية.

مصر لا تستطيع الاستغناء عن اللحوم المستوردة

وقال مصدر بالغرفة التجارية البرازيلية: إن زيادة اللحوم من البرازيل أمر طبيعى لسد العجز المحلى، ما زاد صادرات اللحوم البرازيلية حول حجم صادرات إلى مصر ما يقرب 71.841 وهذه النسبة بالمئوية 33.32 بالمائة لافتا لأن مصر ليست من الدول التى تستطيع أن تتحمل نقص اللحوم الحمراء، والتى لم تكتف بالإنتاج المحلى فقط، واكد المصدر استحالة وصول الدولة إلى الإنتاج الذى يصل إلى حد الاكتفاء ولكن لا بد من النظر مرة أخرى فى وقف مشروع البتلو الذى تم إيقافه عمدا لصالح المافيا التى تقوم بالاستيراد.