السوق العربية المشتركة | الإخصائيون: فى الحليب السائب فورمالين قاتل المواطنون: فقدنا الأمل فى الرقابة وعوضنا على الله

السوق العربية المشتركة

الأحد 17 نوفمبر 2024 - 14:21
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

الإخصائيون: فى الحليب السائب فورمالين قاتل المواطنون: فقدنا الأمل فى الرقابة وعوضنا على الله

فى ظل غياب الإشراف الصحى على المواد الغذائية
فى ظل غياب الإشراف الصحى على المواد الغذائية

فى ظل غياب الإشراف الصحى على المواد الغذائية

على الرغم من أن إضافة مادة الفورمالين للحليب تعد من المشكلات الصحية القديمة والخطيرة جدا على حياة المواطنين لكنها من وقت إلى اخر تطل برأسها لتذكر جموع الشعب المصرى ان فى الحليب سما قاتلا، اخرها كان إعلانا تليفزيونيا يعلن عن حليب معبأ، مذكرا الناس بأنه خالٍ من الفورمالين المضاف على الحليب السائب والمشكلة ان 80% يستهلكون حليبا سائبا بالمقارنة بمستهلكى الحليب المعبأ بمختلف شركاته تاركا العديد من الأسئلة فى أذهان الناس عن تعامل الرقابة متمثلة فى وزارة الصحة على المنتجات الغذائية بصفة عامة والحليب السائب خاصة، وعلى الرغم من التأكيد الدائم للتجار بعدم إضافة هذه المادة القاتلة للحليب لكن مختلف الباحثين يؤكدون استحالة بيع الحليب السائب دون إضافة هذه المادة والا تعرض للتجبن.



“المشكلة تسويقية بحتة وتنافس بين الشركات والتجار وليس لها أدنى علاقة بالمواطن أو صحته”، بهذه الكلمات بدأ محمد السيد– مدير أحد معارض الالبان المشهورة بشارع فيصل– حديثه عن اتهامه وأمثاله من بائعى الحليب السائب بإضافة مادة الفورمالين للحليب السائب، متهما شركات الألبان المعبأة بصرف ملايين الجنيهات على الدعاية التليفزيونية المضادة لكسب أرضية فى السوق-شريحة من مشترى الحليب- على حساب المواطن لأن المواطن المصرى هو من يدفع تكلفة هذه الدعاية المحملة على كل كيلو حليب يشتريه– على حد تعبيره- فكيلو الحليب المعبأ بـ9 جنيهات مع العلم أنه مضاف له المواد الحافظة إضافة إلى نسبة بودرة أما كيلو الحليب السائب فلا يزيد على 7 جنيهات وطازج ودون إضافة بودرة أو مواد حافظة ما يدفع جموع المصريين لشراء الحليب السائب والعزوف عن المعبأ بسبب السعر أو بسبب الجودة العالية الموجودة بالحليب السائب مقارنة بالمعبأ، وهذا يفسر أن نسبة بيع الحليب السائب تصل إلى 80% بالمقارنة بالحليب المعبأ الذى لا يزيد على 20 بالمئة من مجموع استهلاك الحليب بمصر.

والمشكلة تكمن فى أن أصحاب مصانع التعبئة ليس لديهم ما يقدمونه من جودة أو سعر تنافسى فدائما ما يشنون حملات دعاية تليفزيونية مضادة للتحذير من شراء الحليب السائب بحجة الحفاظ على صحة المواطن اقربها إعلان تليفزيونى عن احدى شركات الحليب المعبأ يقول نصا إن حليبهم ليس به فورمالين مثل الحليب السائب فمن يصدق– والحديث لمحمد السيد– ان شركة ألبان تكلف نفسها ملايين الجنيهات لتحذير الناس من أى شىء ضار بصحتهم.. ثانيا أين وزارة الصحة من كل هذا؟! فالامر كله راجع إلى محاولة هذه الشركات جذب شريحة عريضة من مستهلكى الحليب السائب لهم بترهيبهم وتخويفهم بدلا من تقديم خدمة افضل أو تقليل السعر عن كاهل المواطن.

وهذا لا يمنع وجود بعض التجاوزات لدى بعض البائعين فانا– والحديث لمحمد السيد- لا احكم على عموم باعى الحليب فمن الطبيعى وجود البعض مما قلت ذممهم من الممكن ان يلجئوا إلى إضافة الفورمالين لإطالة عمر الحليب وعدم تجبنه ولكن من الظلم التعميم وان يصل للرأى العام ان كل بائعى الحليب السائب يضعون ماده الفورمالين للحليب خاصة ان هذا يتنافى مع المنطق لأن وزارة الصحة تمر من وقت إلى اخر فى حملات وتأخذ عينات من الحليب وبالطبع المخالف يعرض نفسه للمساءلة القانونية ولا يستطيع الاستمرار ويرجع إضافة بعض التجار للفورمالين لانهم يحصلون على الحليب من محافظات خارج القاهرة فالطبيعى ان المورد يضيف هذه المادة حتى لا يتجبن الحليب اما معظم المحلات الكبيرة ومن يرغبون ان يحافظوا على سمعتهم فلهم مزارع يتعاملون معها قريبة من القاهرة على سبيل المثال الشرقية فلا توجد مسافة كبيرة بين الإنتاج والبيع وبالتالى لا يوجد ما يستدعى وضع مثل هذه المادة أو غيرها اما انا عن نفسى فأراعى ضميرى ولدى جهاز للكشف عن هذه المادة أو اى تلاعب فى الحليب من قبل المورد أولا ثم أحافظ على زبونى من خلال تقديم المنتج السليم وبالتالى لا اعرض نفسى لاى تجاوز قانونى وقد مر مفتشو الصحة بتاريخ 17- 9- 2014 واخذوا عينات من الحليب وقاموا بتحليلها وحصلت منهم على شهادة تفيد بعدم وجود مواد حافظة أو فورمالين او اى مواد تضر بصحة المواطن.

قال محمد سليم– مدير أحد محلات الالبان بفيصل– انا لن اتحدث الا عن نفسى ولا ادافع عن جموع بائعى الحليب السائب لأنه من الممكن وجود بعض الغش فى الحليب من قبل البعض لكن نحن نعد فرعا من عدة افرع بالقاهرة كلها متخصصة فى بيع الألبان ومتعاقدين مع ثلاث مزارع ونقوم بفحص الحليب بصورة يومية للتأكد من عدم وجود اى تلاعب من قبل المورد واذا تم اكتشاف اى تلاعب على الفور يتم إعادة كمية الحليب دون اى نقاش كما اننا لا نحتاج إلى اطالة عمر الحليب لانه بمنتهى البساطة الكمية التى نحصل عليها يوميا لا تكفى المستهلكين وبتخلص بدرى بدرى نظرا لثقة الناس بنا فنحن ندفع أرضية للمزارع بكرداسة والمريوطية للحصول على افضل انواع الحليب بدون اى غش اما الحديث عن ان البعض يضيف مادة الفورمالين للحليب فأطالب وزارة الصحة بالمرور المكثف على كل المحلات واخذ العينات ومن يخالف ينال جزاءه ولكن يبقى سؤال من المفروض ان تجيب عنه شركات الحليب المنتجة للحليب المعبأ: هل هناك ضمانة حقيقة لصحة المواطن المستهلك للحليب المعبأ؟ اعتقد الامر به شك لانه فى هذا البلد من الممكن ان تثق فى نظافة شوية فول من على عربية عن اى مطعم أو فندق يقدم افخم المأكولات لأن الرجل البسيط بيخاف ربنا أكثر من اللى معاهم ملايين وعندهم شركات فمن الممكن التجاوز وشراء الضمائر فى هذا البلد فليس هناك ضمانه لشىء لكن المواطن المصرى ذكى ويعلم مصلحته جيدا وده سبب الإقبال الكبير على الحليب السائب مقارنة بالحليب المعبأ رغم حملات التشويه التى تتم من وقت لآخر على بائعى الحليب السائب.

قال عمرو محمود– صاحب سوبر ماركت– إن لدى النوعين من الحليب السائب والمعلب بمختلف شركاته تلبية لرغبة الزبون فالزبون هو من عليه الاختيار وبالطبع باعمل على ان يكون الحليب السائب خاليا من الغش أو من اى مواد مضرة بالصحة لأن ذلك من الممكن يفقدنى سمعتى من ناحية ومن جهة اخرى يعرضنى لمشكلة مع مفتشى الصحة.

وعن أنواع العملاء لكل نوع من الحليب اضاف عمرو إن الامر ليس له مقياس ففى الغالب الاعم الحليب السائب افضل للطبخ والمخبوزات أما من يتناوله كشراب ففى الغالب يتناول الحليب المعبأ فمن الممكن ان تجد نفس العميل يطلب كيلو سائب مع اخر معبأ فالسائب للطبخ والمعبأ للشرب وبالطبع هناك من ينفر من السائب لاحتمالية تعرضه لاى ملوثات، وبعض المقاهى والكافتيريات إضافة إلى كل محلات المخبوزات يشترون الحليب السايب لرخص ثمنه من ناحية وجودته الاعلى فى الاستخدام من ناحية أخرى، كما تجد البعض يحجم عن الحليب المعبأ لعدم ثقته فى الشركات المصنعة والقلق من المواد الحافظة.

قالت أم أحمد– ربة منزل– انا لو هاخد على كل تحذير فى التليفزيون أو من الناس مش هاكل ولا اشرب لأن كل حاجة اصبح فيها مشكلة الخضار بيشرب صرف صحى ومش عارف بيروشوا عليه إيه والحليب لو سايب يبقى المادة اللى بتجيب فشل كلوى– فى اشارة إلى مادة الفورمالين– ولو معبأ احنا مش ضامنين بيضيفوا عليه إيه والحكومة مش فاضية تفتش وتشوف صحة الناس أو الناس بالنسبة لهم مش مهمين وادينا عايشين وخلاص بنقول بسم الله الرحمن الرحيم قبل الاكل وندعى ربنا يحفظنا من الامراض ومن الغش فأنا بجيب الحليب السايب اعمل بيه زبادى أو رز للولاد لانه بيكون احسن فى الطبخ وطبعا بنغليه كويس عشان نضمن انه مفيهوش اذى ونشرب منه برضه ونجيب المتغلف بس مش دايما حسب الظروف لكن طبعا مش كل الحليب السائب كويس لكن بنختار دايما لبان كويس واثقين فيه وبنتعامل معاه بقالنا سنين ولو معندوش بجيب المتغلف لكن مشتريش من اى حد وخلاص.

وحول خطورة مادة الفورمالين حين إضافتها إلى الحليب قالت الدكتورة مى محسن باحث بمعهد البساتين بالجيزة ان الفورمالين حين يدخل جسم الإنسان يتحلل لمادة الفورمالدهيد+ فلور ويخرج من البول او التعرق حال وجوده بالنسبة المسموح بها وهى قليلة جدا لكن اذا وضع بأكثر من الكمية المسموح بها فإن الزيادة تتخزن فى الكبد وما يتبع ذلك من تليف للكبد ومشاكل صحية خطيرة جدا فالطبيعى وجودها فى كل أنواع الحليب سواء المعلب أو السائب لكن الفرق ان المعلب عليه رقابة افضل بحكم كونها مصانع كبيرة توزع على أماكن كثيرة فمفتش الصحة من الممكن سحب اى عبوة وإخضاعها للتحليل وكشف ما بها ومن ثم ففى الغالب انهم يتحاشون ذلك بإضافة المادة بالنسبة المسموح بها غير الضارة بصحة المواطن اما الحليب السائب فانت امام تجار فى اماكن متفرقة فى الغالب لا تخضع للرقابة مما يعطى فرصة للغش ووضع مثل هذه المادة بكمية كبيرة بما تحويه من اثر مدمر على صحة المواطنين خاصة ان هذه المادة متاحة للجميع وليس هناك اى حظر أو رقابة على بيعها لجمهور الناس اضف إلى ذلك بودرة السيراميك المسببة للفشل الكلوى التى يضيفها بعض التجار لزيادة المواد الصلبة بالحليب.

وعن مدى ضرورة إضافة مادة الفورمالين للحليب وإنكار التجار ذلك أضافت مى محسن استحالة ان يباع الحليب السائب بدون إضافة مادة الفورمالين لأن الحليب عمره قصير جدا وبمجرد تعرضه للحرارة يتجبن فكيف تتحرك به سيارة من مكان إلى اخر خاصة فى فصل الصيف ولو كان من أول الشارع إلى آخره لأنه أثناء الزحمة على سبيل المثال من الممكن ان تمكث السيارة المحملة بالحليب لمدة ساعة بالشارع للزحام الشديد والحليب تكفيه نصف ساعة فى ظل درجة حرارة عالية ليتجبن ما يعد خسارة على التاجر فلا يوجد أمامه سواء إضافة هذه المادة القاتلة إلى الحليب قبل ان يتحرك ناهيك عن الموردين من خارج القاهرة فالمحافظات القريبة كالشرقية تعد مصدرا للحليب ولكن نفس المشكلة كيف يأتى حليب لمسافة ساعة ونصف أو ساعتين دو ان يتجبن الا بإضافة هذه المادة؟!

وعن إضافة المواد الحافظة بالنسبة للحليب المعبأ أضافت انه من المستحيل اضافة مواد حافظة للحليب لأن اى مادة حافظة تجعله يقطع بمعنى اخر يتحول إلى لبن رايب، وعلى اى حال يبقى على عاتق وزارة الصحة كل هذه التجاوزات وللأمانة– والحديث للباحثة– لا توجد لدينا رقابة صحية على اى شىء ليس الحليب فحسب وإنما كل ما هو مأكول ومشروب حتى الخضار والفاكهة والشيبسى لو وزارة الصحة أخذت عينة من المعروض فى الأسواق لوجدت به من التجاوزات ما يعرض المواطنين لتدمير صحتهم لكن لا حياة لمن تنادى فقد تقدمنا بشكوى لحماية المستهلك فى أمور مماثلة دون جدوى.

ويحذر الدكتور محمد العزب أستاذ الكبد والجهاز الهضمى ورئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومى للكبد من خطورة إضافة مادة الفورمالين على الحليب أو اى منتج غذائى لانها مادة كيميائية تؤثر على الأنسجة الرخوة للجهاز الهضمى تأثيرا كيميائيا ابتداء من البلعوم للمعدة للاثنى عشر والأمعاء وتأثيرها الخطير على الكبد لأنه فلتر الجسم بدءا من الالتهابات الكبدية خاصة مع الاستمرار على المدى الطويل فلو اسرة معينة تستهلك الحليب المضاف اليه الفورمالين على مدى طويل مما يعد خطرا كبيرا على الكبد وان كانت لا توجد إحصائية تربط بين إضافة الفورمالين للحليب ونسبة تليف الكبد فى مصر ومن ثم يأتى دور مفتشى الصحة المستمر على محلات الاغذية لمراقبة مثل هذه المواد التى تعد خطرا شديدا على صحة المواطن المصرى لأنه مما لا شك فيه ان إضافة هذه المادة لاى مشروب يتناوله الإنسان وهى فى الأصل لحفظ الأنسجة تعد جريمة فى حق المواطنين.