تعانى مكاتب التموين على مستوى الجمهورية من إهمال شديد على جميع الجوانب وعدم الاهتمام بتطوير تلك المكاتب من أعمال صيانة وسيارات بالمديريات لسهولة مراقبة الأسواق وعدم وجود عمال نظافة وانعدام وجود مكاتب محدثة وغيرها، فى الوقت الذى يمثل دور المكاتب المحور الأساسى للمواطن والدور الذى تقوم به المكاتب من حيث العمل على توصيل الدعم للمواطنين خاصةً منذ تطبيق منظومتين جديدتين أعادتا للمواطن الحق فى حصوله على الدعم، ودور مكاتب التموين مهم جداً لما يقوم به تزامناً مع تطبيق المنظومتين الجديدتين وما يتطلبه من تغيير نظام البطاقات التموينية وما يحدث فى الوقت الذى يتم فيه تغيير نظام كامل ولا بد من وجود موظفين جدد وهذا ما طلبه العاملون بالتموين، وفى هذا الصدد قرر وزير التموين الدكتور خالد حنفى العمل على تطوير 1600 مكتب تموينى على مستوى محافظات الجمهورية.

من جانبه قال رأفت القاضى رئيس اتحاد تموين القاهرة أن مكاتب التموين هو الجندى المجهول فى وزارة التموين فهو عماد الوزار الذى يقوم بتنفيذ جميع القرارات والتعليمات الصادرة من الوزارة ويقع عليه مسئولية إيصال الدعم إلى المواطنين سواء كانت سلعا أو خبزا أو غازا فيما بعد، وهو المتصل مباشرة بالمواطنين ونجاح وزارة التموين فى مهمتها يعتمد أساسا على مكتب التموين.

وطالب “القاضى“ الوزارة باﻻهتمام بمكاتب التموين وبموظفيه وتوفير جميع الإمكانات اللازمة للقيام بالعمل المنوط به وتقديم أفضل ما لديه عند تعامل موظفيه مع المواطنين بكل سهولة ويسر، ولذلك ﻻ بد من تحديد مشاكل المكاتب ومعالجتها وهى قلة عدد الموظفين وصغر حجم المكاتب وعدم مناسبتها ﻻستقبال العدد الكبير الذى يراجع المكاتب يوميا وعدم وجود إمكانات مادية لتصوير الأوراق المطلوب استخدامها مثل خطابات التعديل والإضافة والخصم والقيد والإلغاء وخطابات البريد والمعاملات المختلفة.

وأضاف: عدم وجود عامل بالمكتب للنظافة ومتابعة تأمين المكتب وعدم وجود وسيلة مواصلات للقيام بمراجعة الإدارة أو المديربة أو شركة البطاقات كذلك تجار التموين وعدم وجود المقابل المادى أو الحافز الذى يشجع الموظف للعمل خارج ساعات العمل الرسمية وعدم وجود الأمن الكافى لحماية الموظفين لذلك نرى ضرورة حل جميع المشكلات السابقة وتوفير الموظفين بالعدد الكافى حسب ربط كل مكتب وتوفير جهاز حاسب بكل مكتب مجهز بطابعة مع ووجود عهدة لشراء ما يلزم أوراق طباعة وأحبار ولصيانة الجهاز.

بجانب توفير عامل بكل مكتب وتوفير سيارة بكل مكتب واعتماد آلية لصرف قيمة العمل الإضافى واعتماد نظام تشجيعى يخلق روح المنافسة بين المكاتب وضرورة مخاطبة الجهات الأمنية لإلزامه بتوفير رجل أمن لكل مكتب ثابت وتوفير المكان المناسب وتطويرها من ناحية الشكل والمكان والنظافة وبعدها يتم ربط المكتب بشبكة إلكترونية موحدة مع مديريات التموين والوزارة لسرعة تلقى القررات وتنفيذها.

من جانبه قال عزام على بدر رئيس اتحاد تموين اسيوط أن مكاتب التموين لا تليق بالمستوى أو الدور الذى تقوم به مكاتب التموين من إمكانيات متاحة وغيرها ولا يوجد عمال نظافة ولا موظفون بالعدد الكافى لأنه لا توجد تعيينات جديدة.

وطالب “على بدر” بضرورة إيجاد مكاتب جديدة وكراسى وتعيين موظفين إداريين للعمل لأن أغلبهم على مقربة المعاش وذلك لسرعة الانتهاء من خدمات المواطنين.

وأضاف أن مكاتب التموين تتكون من حجرتين بهما كراسى قديمة لا تكفى للموظفين ومملوءة بالأوراق القديمة ويوجد هناك مكاتب على مستوى المحافظة أو الجمهورية سيئة جداً.

وعلى جانب آخر قال محمد إبراهيم رئيس اتحاد تموين سوهاج إن معظم مكاتب التموين لا يوجد بها دورات مياه وبعضها آيل للسقوط وأيضا معظم العاملين غير مؤهلين للتعامل مع الأنظمة الجديدة من أنظمة وحاسبات وخلافه وأن بيئة العمل فى بعض المكاتب غير آدمية.

وأضاف أنه لا يوجد عمال فى معظم المكاتب لأن كل العمال اللى طلعوا على المعاش لم يتم استبدالهم بتعيينات جديدة، بالإضافة إلى العجز فى المفتشين ووجود تكدس فى الإداريين وبالنسبة للمفتشين عددهم قليل فى كل المكاتب التموينية.

وطالب “إبراهيم” بضرورة تزويد المكاتب بموظفين جدد مؤهلين للعمل وزيادة البرامج التدريبية للعاملين القدامى وغير ذلك إحلال وتجديد المكاتب المتهالكة.

وتقول هالة عبدالجليل كبير مفتشى تموين بإدارة تموين حدائق القبة إن المكاتب فى احتياج شديد لموظفين جدد فى الوقت الذى تقترب فيه وزارة التموين من الإعلان عن تعيينات جديدة بالإضافة إلى احتياج تلك الكاتب إلى عناصر أمن، لأنه يوجد الكثير من الاعتداءات عليهم بجميع أنواع الإهانات نظرا لقلة عددهم وعدم وجود تقنينات حديثة.

وأضافت أن مكاتب التموين تنقصها أشياء كثيرة وعدم وجود نظافة ونقص الورق المخصص للعمل ومساحات المكاتب ضيقة جدا لا تتناسب مع خدمة عدد كبير من الجمهور، ومع الدور الذى تقوم به مكاتب التموين مع بداية تطبيق المنظومتين للخبز والسلع التموينية خاصة أن التعامل مع مواطنين أغلبهم بسطاء ومحتاجون لتلك الخدمات بصورة سريعة والمكاتب التموينية لم يهتم بها أى وزير تموين سابق ولكن قد أكد الدكتور خالد حنفى العمل على تطوير تلك المكاتب التموينية على مستوى الجمهورية.

وأكد العربى أبو طالب المستشار الاقتصادى ورئيس الاتحاد العام للتموين بمصر أن التطوير الجوهرى قبل الظاهرى وسيتم ذلك من خلال تطوير الأداء للموظفين بالتدريبات عن كيفية معاملة الجمهور ومهنية المعاملة وكيفية حل الأزمات ومنع التصادمات وكيفية علاج المشكلات وكيفية استقبال المواطنين وكيفية أداء الخدمة ما يوفر الوقت والجهد والمال على الدولة والعناء على الموظفين.

وأضاف “أبوطالب” أن شكل المكاتب بكل تأكيد غير آدمى وأنه غير مناسب للموظفين ولا للعاملين ولا للمواطنين بالإضافة إلى أن التغير الظاهرى وحدة لا يكفى ولابد من التغيير الجوهرى فلابد ألا نظل نتبع التغيير العرضى ولم نعالج أصل المرض لابد أن يتغير الفكر التطويرى المؤسسى والحكومى لمنظور متقدم.

وأشار إلى أنه إذا كان المكان المخصص للمكاتب التموينية رائعا مع عقليات غير واعية وغير متدربة وغير متطورة وغير مؤهلة فلا يشفع المكان لأداء عملهم أو لراحة المواطنين فلابد من التفكير على التوازى بمعالجة العرض مع المرض والأساس المرض ثم العرض.

هذا وقد أكد الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية أن هناك خطة لتطوير جميع مكاتب التموين وعددها 1600 مكتب من حيث إدخال النظم الحديثة وربط هذه المكاتب بشبكة إلكترونية موحدة مع مديريات التموين والوزارة لسرعة تلقى القرارات وتطوير هذه المكاتب من ناحية الشكل والنظافة والمكان لتوفير بيئة مناسبة ومريحة لموظفى مكاتب التموين تماثل أماكن البنوك وذلك لتقديم أفضل ما لديهم عند تعاملهم مع الجمهور وأيضا للتيسير على المواطنين خلال تعاملهم مع فروع المكاتب التموينية.

وأضاف محمود دياب المتحدث الرسمى باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية أن تم البدء فى تطوير 1600 مكتب تموينى وأنه سيتم تطوير المكاتب التموينية شكلا ومضومناً من حيث مدها بجميع بشبكة إلكترونية موحدة لسرعة تقديم الخدمات للمواطنين ولكن لم يتم تعيين موظفين جدد فى الوقت الحالى.