استمراراً لمسلسل الاستهانة بحقوق وأرواح المرضى فى مصر
مريضة سمنة مفرطة تكتشف بعد ثلاث سنوات أنها فأر تجارب!
هروبا من السمنة المفرطة التى عانت منها كثيرا وكأى فتاة تحلم بالقوام الممشوق لم تجد دعاء سمير- موظفة بشركة بترول- إلا البحث عن طريقة سريعة تجنبها الرجيم القاسى لتجد أمامها حلا سحريا يتحدث عنه الدكتور- ع.م- باحدى القنوات الفضائية وهو عبارة عن عملية جراحية تحول حياة أى إنسان مريض بالسمنة إلى الوزن المثالى خلال أشهر قليلة بعيدا عن قسوة الامتناع عن الطعام خاصة أن عملياته الجراحية التى اجراها لمثل حالتها كانت نتائجها مضمونة ومذهلة فما كان منها الا محاولة التواصل مع الدكتور والذهاب إلى عيادته وبعد الكشف كان قراره بإجراء عملية تدبيس للمعدة وتغير المسار وبالرغم من التكلفة التى تجاوزت الخمسة عشر ألف جنيه إلا أن حلم دعاء بأن تكون كأقرانها بلا سمنة كان أكبر من أى شىء.
طلب الدكتور- ع.م- من دعاء- وفقا لروايتها- التوجة إلى مستشفى الحسين الجامعى التابع لجامعة الأزهر والذى يعمل به كأستاذ لجراحة المناظير والسمنة المفرطة وأن تقطع تذكرة دخول وبعد الكشف عليها مرة أخرى قرر تحديد ميعاد لعملية- تدبيس المعدة وتحويل المسار- على أن تتصل دعاء بإحدى شركات المستلزمات الطبية المتعاملة مع مستشفى الحسين لشراء ثمانية دبابيس ودباسة لإجراء العملية.
وبالفعل قامت دعاء بشراء ثمانية دبابيس تكلفة الدبوس الواحد 850 جنيها إضافة إلى دباسة طبية بـ3500 جنيه ودفع 400 جنيه للدكتور النائب كتكلفة لعمل المنظار- كما قيل لها- ثم جاء وقت إجراء العملية وسلمت نفسها أمانة للدكتور ومساعديه لتخرج بعد ذلك للعناية المركز وتستمر عدة أيام بالمستشفى تحت إشرافه.
تقول دعاء سمير بعد ما أفقت من البنج وجدت خياطة من أعلى السرة حتى فم المعدة مع ترك فتحة صغيرة أعلى الخياطة وكانت حرارتى دائما ترتفع إلى أن اكتشفوا فى اليوم السابع من إجراء العملية صديدا بكمية كبيرة يخرج من الفتحة أعلى الخياطة وحينما أسأل الدكتور- ع.م- يقول: ده من الخياطة الداخلية. واستمررت على ذلك لعدة أسابيع، وبعد ستة اشهر طلبت منه أن يرى لى حلاً لاننى لا استطيع الاكل ودائما ما أرجع ما آكله فقال لى أن الأمر لا يتعدى التهابات بالمعدة.
وبدلا من أن تبدأ رحلة شفاء دعاء سمير بدأت رحلة عذابها مع تكالب الاعراض المرضية التى لا تعلم سببها من “ارتجاع فى المرىء- قىء مستمر مع اى اكل- حموضة- تساقط للشعر- مشاكل بالأنف والاذن- ترجيع لمخاط من المعدة نتيجة لافرازات داخلية- قبض التنفس- بواسير“ وكل ما اراجع الدكتور- ع. م- كان يؤكد لى- والحديث لدعاء- أن العملية تمام وأن هذه أعراض لا تمت للعملية بأى صلة مع تحذيرى من اجراء اى منظار على المعدة ما دفعنى إلى البحث عن العلاج فى تخصصات أخرى فلعلاج ضيق الصدر ذهبت إلى الدكتورة سميحة عشماوى أستاذ الصدر بجامعة عين شمس وكان تشخيصها أن الأمر لا يتعلق بالصدر، ومن المحتمل أن تكون مشكلة جيوب أنفية فرجعت لأستاذ فى الجيوب الأنفية إضافة إلى احتمال مشكلة بالمرارة.
وبعد معاناة ثلاث سنوات منذ خضوعى للعملية بمستشفى الحسين وترددى على معظم التخصصات الطبية فى محاولة يائسة لمعرفة أسباب الأمراض التى تكالبت على مرة واحدة خاصة مع الثقة الكبيرة التى بداخلى للدكتور- ع.م- والتى لم أشك للحظة فى كلامه ذهبت إلى مستشفى السلام الدولى وكان لا بد من إجراء منظار على المعدة وفقا لطلب الأطباء هناك وهو ما حذر منه سابقا ولاحقا الدكتور- ع.م- لاكتشف أنه لم يقم منذ ثلاث سنوات بعملية تدبيس للمعدة ولا يوجد بداخلى أى نوع من تحويل المسار وأنه أخضعنى لعملية تجريبية دون علمى ترتب عليها ثقبان بالمعدة وهو الواضح بتقرير مستشفى السلام الدولى اضافة إلى قرح وان كل ما كنت اعانيه طيلة الثلاث سنوات الماضية نتيجة لهذه العملية التى تم ايهامى بانها عملية تدبيس للمعدة مع العلم- والحديث لدعاء- أن تقرير مستشفى الحسين نصه كالآتى “حضرت المريضة للمستشفى وكانت تعانى من سمنة مفرطة وتم إجراء عملية جراحية لتدبيس المعدة وتصغير حجمها وعمل توصيلات داخلية للامعاء“ بتاريخ حجز 1/2/2012 برقم 1200757.
وبالطبع لم اضيع اى وقت وتوجهت للدكتور- ع.م- على الفور لمواجهته بتقرير مستشفى السلام الدولى فرفض فى البداية مقابلتى فطلبت من الممرضة ادخال التقرير له ما جعله يوافق على لقائى وقال “انت بتفتشى من ورايا؟“ “اللى كان يهمك تخسى واهو خسيتى ولا كنت عايزة تفضلى تخينة؟“ “مش شوية مصورين اشعة هم اللى هيقيموا شغلى ممكن اعرف مين اللى مسخنك علىّ” وبلهجة تهديد “هتروحى وترجعى تانى لانه مفيش حد هيعرف يعمل حاجة وانا عارف عملت ايه” فسألته انت راضى عن اللى عملته فىّ؟” فرد “ايوه راضى“ فلملمت تقاريرى ومشيت وتوجهت إلى قسم الهرم لعمل محضر فحولنى إلى الطالبية لان الطبيب ليس بدائرته الذى رفض أيضا المحضر لان العملية تمت بمستشفى الحسين فلا بد من عمل محضر فى دائرة المستشفى وليس الدكتور.
وبعد ثلاث سنوات من إجراء عملية كان من المفترض أن تجلب السعادة لفتاة كل ما كانت تعانيه السمنة المفرطة اصبحت الان امام ضرورة إجراء عملية جراحية أخرى لاصلاح ما تم افساده لكن بتكلفة جديدة وباهظه تصل إلى 75 ألف جنيه متسائلة: كيف اسلم نفسى لطبيب مرة اخر واثق بأنه سيقوم بما تم الاتفاق عليه والا أكون مرة أخرى مجرد فأر تجارب؟