مصر تبدأ فى مشروع إنتاج السولار من الزيوت المستعملة
مصر تبدأ فى مشروع إنتاج السولار من الزيوت المستعملة.. والخبراء: سيوفر أكثر من مليون متر مكعب من السولار وحوالى 30 مليون جنيه أرباحا
عانت مصر خلال الفترات الماضية من ازمات طاحنة فى نقص حاد لكميات الوقود ومشتقاته المختلفة. وعملت الحكومات المختلفة على تفادى الأزمة والتغلب عليها بأى شكل ممكن ما بين استيراد لكميات من الوقود لسد حاجة المواطنين وما يحتاجه السوق المحلية، وأيضا محولات العمل على تكثيف عمليات التنقيب والبحث عن البترول فى المناطق الغنية به فى الأراضى المصرية، السولار يعد واحدا من المشتقات البترولية التى يحتاج إليها السوق المحلية فى مصر بشدة ويؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين ومعيشتهم، وهو يسمى أيضا بوقود الديزل وهو عبارة عن خليط من عدة مواد هيدروكربونية ويستخدم فى محركات الديزل الشائعة فى سيارات نقل البضائع والنقل العام كما تستخدم أيضا فى مولدات الكهرباء وهى من أهم استخداماته وأيضا يوجد منه أنواع أخرى تستخدم لتشغيل محركات السفن، وشهد وقود الديزل فى مصر كغيره من المشتقات البترولية أزمة ونقص حاد مما دعا معهد بحوث البترول بما يتميز به من خبرات طويلة وجهود حثيثة وهو أكبر المراكز البحثية فى الشرق الأوسط للتوصل إلى كل اكتشاف جديد وهو تحويل زيت الطعام المستعمل إلى سولار لاستخدامه بدلا من استيراد السولار بأرقام مرتفعة وأيضا لتعويض النقص الحاد به فى السوق المحلية، السوق العربية المشتركة تشارك قراءها فى هذا التحقيق هذا الاكتشاف الكبير الذى أعلنت وزارة التموين أنه سيتحول خلال فترة قليلة إلى مشروع قومى عملاق يشارك فيه الشعب المصرى كله.
من جانبه قال الدكتور ياسر مصطفى نائب مدير معهد بحوث البترول، إننا أنشأنا فريق بحثى متميز على أعلى مستوى منذ فترة كبيرة للعمل على هذه الاكتشاف الكبير وكيفية الاستفادة منه فى المستقبل، وبالفعل بعد جهد كبير توصل الفريق البحثى إلى طريقة لتحويل زيت الطعام لسولار وسوف يضاف للجرارات الزراعية وماكينات الديزل، ويعتبر السولار الحيوى أحد أنواع الوقود النظيفة وهو قليل السمية ويتحلل حيويا ولا يحتوى على عناصر تلوث الهواء بعد احتراقه، ويعتبر السولار الناتج عن تحويل زيت الطعام هو سولار حيوى نظيف لا تنبعث منه غازات ضارة بالبيئة وهو غير سام أيضا، وان الفكرة ناجحة جدا وقام المعهد بتجربتها لمدة أسبوع على أحد الجرارات فى حديقة المعهد لمدة أسبوع ونجحت نجاحا كبيرا من شتى النواحى العملية والاقتصادية والبيئية أيضا.
وأضاف مصطفى، أن اكتشاف تحويل زيت الطعام المنزلى المستعمل سيكون نقلة كبيرة فى توفير كميات نحتاجها بشدة خلال الفترة القادمة من السولار الحيوى وهو صديق للبيئة، وأيضا سيوفر ملايين الجنيهات على الدولة بدلا من استيراد كميات السولار من الخارج، وسنقوم بتنفيذ المشروع فى البداية باستعمال السولار الناتج منه فى الجرارات ومحركات الديزل، ولاحقا سنقوم بتطويره ليدخل بنسب أعلى وتنويع استخداماته فى المستقبل، وبعد نجاح التجارب التى قمنا بها سيتم تطبيقه فى أقرب وقت بالتعاون مع وزارة التموين والقائمين على المشروع القومى العملاق الذى ستشهده مصر بمشاركة كل أبناء الشعب المصرى بتجميعهم لكميات من الزيوت المستعملة منزليا وتسليمها.
ومن ناحيته أعلن الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية فى وقت سابق أنه تم الانتهاء من الدراسات الفنية لمشروع تحويل زيت الطعام المستخدم منزليا إلى سولار والذى سوف يوفر حوالى مليون لتر سولار سنويا وأيضا توفير فرص عمل للشباب من خلال مشاركاتهم فى هذا المشروع القومى العملاق، وسيقوم بزيادة الدعم الذى تقدمه الدولة إلى المواطنين.
وفى نفس السياق أيضا قام وزير التموين الدكتور خالد حنفى بتوقيع بروتوكول تعاون مشترك مع الدكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بهدف تحويل زيت الطعام المستعمل إلى سولار، ويتضمن البروتوكول قيام الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بتدريب القائمين على المشروع على كيفية تحويل الزيت المنزلى المستعمل إلى سولار، والجدير بالذكر أن الأكاديمية لها بقراءة اختراع مسجل باسمها وهو عبارة عن ماكينات مخصصة للمشاركة فى المشروع وستقوم هذه الماكينات بتحويل زيت الطعام المنزلى إلى سولار ويقوم بتشغيلها شباب على مستوى من التدريب والاتقان لاستخدام هذه الماكينات التى تحتاج إلى طرق خاصة للاستخدام لتقوم بتحويل الزيت المنزلى المستخدم إلى سولار حيوى نظيف يستخدم بشكل أفضل من السولار البترولى وأضراره أقل بشكل كبيرا جدا على البيئة، فهو هنا يجمع عدة مميزات تضيف بشكل أكبر إلى نجاح المشروع الذى تأكدنا من نجاحه وعبوره مرحلة الاختبارات إلى مرحلة التنفيذ القصوى التى بدأت فى تجهيزها الحكومة فى أقرب وقت ممكن والبدء فى تنفيذ المشروع خلال أيام فى إحدى المحافظات ثم تعميمه على محافظات مصر كلها.
ومن جانبه قال محمود دياب المتحدث الرسمى باسم وزارة التموين أن مشروع تحويل الزيت المستعمل إلى سولار ستبدأ الوزارة فى تنفيذه اعتبارا من بداية ديسمبر المقبل وستكون البداية بمحافظة بورسعيد كتجربة أولى بعد القيام بكل التجهيزات الفنية والعملية المطلوبة لنجاح المشروع وسيكون ذلك بالتعاون مع أكاديمية للعلوم والتكنولوجيا للنقل البحرى التى قام السيد وزير التموين بتوقيع بروتوكول مشترك بينها وبين وزارة التموين لتنفيذ المشروع وتدريب العناصر البشرية اللأزمة لنجاحه، ومشروع تحويل زيت الطعام المستعمل لسولار سوف يقوم بتوفير فرص عمل كثيرا جدا للشباب الذين يشاركون فيه وأيضا سيوفر للسوق المحلى حاجته من السولار وفى نفس الوقت يستفيد المواطنين من الكميات الهائلة من الزيت المستعمل والذى يضيع هباء فى المصارف الصحية والتى تتضرر بشكل كبير من جريان هذه الزيوت بها، فنكون بهذا الشكل قمنا بعادة تدوير الزيوت المستعملة وخلق طاقة جديدة منها.
وأضاف دياب أن الطريقة التى سيتبعها المواطنون هى قيام كل أسرة بجمع كميات الزيوت التى قاموا باستخدامها على مدار الشهر ويقومون بتسليمها إلى تاجر التموين المعتمد الذى يحصلون منه حصصهم الشهرية من التموين، ومن جانبه يقوم التاجر بإضافة قيمه مادية لكل مواطن على بطاقة التموين الخاصة به، ويمكن لكل مواطن أن يأخد بها مزيدا من السلع التى يحتاجها، وأيضا يكون للتاجر نسبة فى الربح عند تسليمه الزيوت التى جمعها للمركز الرئيسى وبهذا الشكل يكون مشروع تحويل الزيوت المستخدمة لسولار قد ساهم فى رفع قيمة الدعم لكل مواطن بشكل كبير يساهم فى رفع مستوى المواطن المعيشى ويخفف من تكاليف أعبائه اليومية.
وأشار أيضا دياب إلى أن سيتم أيضا بالاتفاق مع صندوق التضامن الاجتماعى منح قروض للراغبين فى الحصول على الماكينات المخصصة لتحويل الزيوت المستخدمة إلى سولار وتسليمها إلى الشباب المتدربين وسيتراوح سعرها بين الخمسة آلاف جنيه لكل ماكينة، وبالطبع سيسبق ذلك تدريب عدد كبير من الكوادر الشبابية للقيام بالمشروع والعمل على الماكينات بأفضل شكل ممكن، وسيسلم المواطنين الزيوت المستخدمة لكل صاحب ماكينة ليقوم بتحويلها إلى سولار ويقوم بإضافة نقاط لكل مواطن يستفيد بها من البقال التموينى بسلع إضافية، ومن المؤكد البدء فى تنفيذ المشروع خلال نهاية العام الحالى فى محافظة بورسعيد كأول تجربة عملية للمشروع فى محافظة ثم بعد ذلك تعميم المشروع على كل المحافظات للاستفادة منه بشكل أكبر.
يقول الخبير البترولى المهندس صلاح حافظ العضو بجهاز شئون البيئة، إن القيام بمشروع تحويل الزيوت المستعملة إلى سولار حيوى مؤشر غاية فى الأهمية على اتجاه الحكومة والمسئولين إلى الابتكار وتوفير طرق جديدة ومستحدثة لتوليد الطاقة النظيفة كالسولار الحيوى وهو أفضل بالطبع من السولار البترولى الذى له مخاطر بيئية كبيرة، وأيضا يوفر كميات كبيرة مهدرة من الزيوت المنزلية المستعملة التى تضر بالبيئة وبالمصارف الصحية التى تجرى بها وتؤدى إلى هلاكها بشكل أكبر نظرا لثقل المواد الزيتية بشكل عام، وإنتاج هذه الكميات من السولار الحيوى سيوفر لمصر ما يزيد على الثلاثين مليون جنيه كحد أدنى أرباحا للمشروع ويحد بشكل أكبر من عمليات استيراد السولار فمشروع تحويل الزيت التموينى إلى سولار سيوفر أكثر من مليون لتر سولار تضاف إلى السوق المحلية وتسد النقص الحاصل فى كميات السولار التى تستخدم فى المجالات المختلفة.
وأضاف حافظ، أن العالم كله الآن يتجه بشكل أكبر واسرع إلى توليد الطاقة بالطرق المبتكرة بعيدا عن الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية والوقود الاحفورى الذى بدأ الكثير من الدول التقليل من استخداماته ومحاولات الاتجاه إلى الطاقة النظيفة وتوليد الوقود من طرق مصاحبة للبيئة وبما يوجد منها ضرر على الجو الصحى العام للدولة، فمن الطبيعى أن تبدأ ثروات البترول ومشتقاته فى النضوب بشكل مستمر ولذلك وجب على المسئولين فى مصر أن يعوا جيدا أن الاتجاه للطاقة البديلة والوقود الحيوى وطرق إنتاجه غير التقليدية المبتكرة مثل مشروع تحويل زيت الطعام المستعمل إلى سولار حيوى يستخدم فى البداية للجرارات وماكينات الديزل حتى تستطيع المصانع استخدامه فى المستقبل.
قال الدكتور صلاح عرفة أستاذ الفيزياء، أن السولار من مشتقات الوقود المهمة التى تستهلك مصر منها كميات كبيرة تفوق إنتاجها المحلى منه وتضطر فى الغالب من استيراده من الخارج بأسعار مرتفعة، ولذلك البدء فى تطبيق مشروع تحويل الزيوت المستخدمة إلى سولار حيوى سيقوم بتوفير الكميات اللازمة لتغطى احتياجات السوق المحلية من السولار وأيضا توفير أموال طائلة يمكن الاستفادة منها فى عمل مصانع جديده للقيام بتكرير هذه الزيوت المستعملة وتحويلها إلى سولار ومشتقات أخرى يمكن الاستفادة منها، وسيخلق مشروع تكرير الزيوت المستعملة حالة جديدة من الاكتفاء الذاتى لدى المواطن فهو يقوم باستعمال الزيوت ثم جمعها لتحويلها إلى سولار يقوم باستخدامه مرة اخرى، وأيضا يساهم المشروع فى الاهتمام بقضية ترشيد الاستهلاك والاستفادة بشكل كبير من مخلفاتنا ليس الزيوت فقط وإنما كل شىء وهو ما يفعله الغرب الآن يتم الاستفادة حتى من بقايا الزجاج المتحطم وتدويره وإعادة تصنيعه وهكذا يتم الأمر مع كل شىء تقريبا يستخدمه الآن فالاستفادة من مخلفاتنا لا تنتهى والمجتمع الواعى هو الذى يعيد صناعة وتكرير هذه المخلفات.
من جانبه أشار الخبير الاقتصادى الدكتور فخرى الفقى نائب رئيس صندوق النقد الدولى الأسبق، إلى الأهمية الاقتصادية التى يمثلها مشروع إعادة تكرير الزيوت المستخدمة إلى سولار، فهذا المشروع القومى العملاق فى البداية يمثل فرصة كبيرة للقضاء ولو بشكل حزئى على مشكلة البطالة فالمشروع سيوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة سواء عن طريق تدريب وتشغيل الشباب للقيام بتشغيل الماكينات التى ستستخدم فى عمليات تحويل الزيت إلى سولار أو المصانع التى ستدخل فى عمليات التكرير فى المستقبل، والكميات الكبيرة جدا من الزيوت المهدرة فى البيوت والمطاعم والتى تعد ثروة هائلة ضائعة سيحقق مشروع تحويل الزيوت قدرا هائلا من الاستفادة منها وعدم إضاعتها بهذا الشكل الرهيب، فنحن نحتاج فى هذا الوقت والاقتصاد المصرى يتعافى ويعود إلى عهود قوته السابقة إلى الاستثمار فى كل شىء والاستفادة من كل طاقاتنا المهدرة والعمل على الاهتمام بصناعات التكرير التى لا تكلف شيئا بل تدر دخلا قوميا هائلا.
وأضاف الفقى، أن الحد من الاستيراد المستمر لكل ما نحتاجه وبالأخص المشتقات البترولية ويجب على مصر أن تتجه آلية لأننا لا نستطيع الاعتماد على الاستيراد بهذا الشكل، والمشاريع المبتكرة مثل تحويل الزيوت المستخدمة إلى سولار وغيرها من المشروعات التى تجعلنا نعتمد على الجهود الذاتية لخلق اقتصاد قوى يعتمد على العمل الداخلى والاستثمار المحلى وعمليات التكرير وتدوير المخلفات وغيرها من عمليات الاكتفاء الذاتى الاقتصادية التى يتجه إليها العالم كله.