السوق العربية المشتركة | مصر والكويت تاريخ حافل ومثمر.. وعلاقة نموذجية فى جميع المجالات

السوق العربية المشتركة

الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 15:07
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

مصر والكويت تاريخ حافل ومثمر.. وعلاقة نموذجية فى جميع المجالات

خبراء لـ«السوق العربية»: العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا ملحوظًا فى عهد الرئيس السيسى
 
«مصر فى قلب الكويت، والكويت فى قلب مصر»، هى عبارة يرددها المسؤولون المصريون أو الكويتيون فى مختلف المحافل الإقليمية أو الدولية، وعقيدة راسخة فى قلب وعقل القيادة السياسية فى البلدين الشقيقين، خاصة فى ظل العلاقات القوية والتاريخية بينهما، والتى ازدادت رسوخا ومتانة فى ظل رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح.
 
وإذا سردنا التاريخ فسيكشف عن توافق تام بين مصر والكويت على المستويين الرسمى والشعبى وبينهما خصائص تجمعهما، وتؤكد إدراك كل طرف أهمية الطرف الآخر فضلا على التأثير والدعم المتبادل بين البلدين والاتفاق فى الرؤى حيال القضايا المختلفة على الساحة الإقليمية والدولية.
 
حيث كانت أول زيارة لمسؤول كويتى لمصر فى عام 1919، وذلك بالتزامن مع الحراك الشعبى فى مصر من ناحية ومع نهاية الحرب العالمية الاولى من ناحية أخرى، حيث قام الشيخ أحمد الجابر الصباح بزيارة القاهرة والتقى السلطان حسين كامل ملك مصر وقتها، وأجرى الجانبان مباحثات ثنائية شكلت أولى معالم علاقات متميزة ومتنامية امتدت وازدادت رسوخا جيلا بعد جيل، وشهدت العديد من المواقف وصور التعاون فى شتى المجالات عبر عقود طويلة جسدت فى حد ذاتها ملحمة من العمل الاخوى قلما تشهده علاقات الدول.
 
وتعتبر العلاقات «المصرية- الكويتية» المتجذرة عبر تاريخ البلدين، نموذجا يحتذى به فى العلاقات الدولية، حيث تؤكد مصر دائما تأييدها ووقوفها إلى جانب كل ما من شأنه تحقيق أمن الكويت واستقرارها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، حيث كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، من أوائل الرؤساء الذين هنأوا الكويت باستقلالها عام 1961، من خلال برقية أرسلها إلى الشيخ الراحل عبدالله السالم أمير الكويت حينها، لتحدد تلك البرقية مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
 
ولاتزال محطات العلاقة بين البلدين مستمرة إلى الآن وتزداد صلابة بمرور الوقت، وهو ما يؤكده المسؤولون فى البلدين من أن أمن الكويت والخليج مسألة مهمة لمصر ومرتبطة بشكل مباشر بالأمن القومى لمصر وأمن واستقرار مصر من اهم أولويات الكويت، وما تبعها من معارضة مصر لتهديدات الرئيس العراقى الراحل عبدالكريم قاسم، بضم الكويت للعراق، وإصدار الرئيس جمال عبدالناصر بيانا تاريخيا قال فيه: «إن الوحدة لا تتم إلا بالإرادة الشعبية فى كل من البلدين، وبناء على طلبهما معا»، مرورا بموقف القيادة المصرية المؤيد والداعم للكويت.
 
وفى المقابل، تؤكد الكويت دائما دعمها الكامل لمصر فى مختلف المواقف والأزمات التى تمر بها، وهو ما اتضح جليا، حينما أعلنت الوحدة «المصرية- السورية» عام 1958، حيث أعلنت الكويت دعمها لتلك الوحدة بالكامل، على الرغم من عدم ارتياح بعض دول المنطقة لتلك الوحدة حينها، وكذلك وقوف الكويت إلى جانب مصر فى مواجهة عدوان يونيو 1967، وفى حرب أكتوبر عام 1973، وأخيرا فى تأييد إرادة الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو 2013.
 
ومنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين مصر والكويت، فى أعقاب إعلان استقلال الكويت رسميا عام 1961، بدأت العلاقات بين الجانبين فى التنامى المطرد، حيث سرعان ما جرى تبادل السفراء، وجرى التنسيق السياسى بين البلدين الشقيقين على أعلى المستويات.
 
فى حين بدأت العلاقات المشتركة على المستوى الشعبى مبكرا، وذلك من خلال الدور التاريخى للبعثات التعليمية المصرية فى الكويت خلال أربعينيات القرن الماضى، والتى تحملت الحكومة المصرية رواتبها حينها، إيمانا منها بوحدة مصير البلدين، لتساهم تلك البعثات فى بناء عصر التنوير والنهضة التنموية وتأسيس القاعدة العلمية فى الكويت.
 
كما استقبلت مصر فى عام 1939، أول بعثة طلابية من الكويت، والتى إيمانا منها بأنها فى وطنها الثانى، أسست «بيت الكويت فى القاهرة»، الذى خرجت منه واحدة من أهم المجلات الثقافية فى تاريخ الكويت الحديث، وهى مجلة «البعثة» برئاسة المفكر والأديب المعروف عبدالعزيز حسين، بينما استقبلت أول بعثة طلابية نسائية عام 1956، وكانت مكونة من سبع طالبات.
 
وتنوعت العلاقات بين البلدين فى مختلف مجالات الثقافة، حيث تأسس المسرح الكويتى على أيدى الفنان الراحل زكى طليمات، حينما أنشأ فرقة المسرح العربى عام 1961، بالإضافة إلى إصدار المفكر الكبير أحمد زكى مجلة «العربى» فى ديسمبر 1958، ليؤسسها كمنارة للكويت فكرية وثقافية عربية، بينما كان أول مدير لجامعة الكويت عام 1966، هو الدكتور الراحل عبدالفتاح إسماعيل، بل امتد التعاون إلى الروابط الرياضية أيضا؛ حيث تولى المدرب المصرى الراحل طه الطوخى، مسؤولية أول منتخب كويتى مشارك فى كأس الخليج الأولى، ونجح فى تحقيق البطولة حينها.وعلى الصعيد القانونى، ساهم المصريون فى وضع الدستور الكويتى، الذى كان مسودة مشروع دستور فى مصر فى أوائل خمسينيات القرن الماضى، إلا أنه كتب له أن يكون دستورا للكويت، على أيدى كبار الفقهاء الدستوريين المصريين، ومنهم عبدالرزاق السنهورى، وعثمان خليل عثمان، ومصطفى كامل وعبدالفتاح حسن.
 
وخلال تاريخ العلاقات «المصرية- الكويتية»، وتأكيدا لأطر التعاون المشترك فى مختلف المجالات، وقع البلدان منذ عام 1963 وحتى عام 2018، نحو 114 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم، وهو ما يعكس مدى عمق وقوة العلاقات بين البلدين الشقيقين، فضلا على الشراكة الطويلة والمثمرة بين مصر والصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية منذ نشأته عام 1961، حيث بلغ عدد المشروعات الممولة من قبل الصندوق الكويتى نحو 48 مشروعا فى مختلف القطاعات التنموية والحيوية فى مصر.
 
وفى عام 1998 تأسست اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لتحقيق القدر الأكبر من التنسيق والتعاون فى مجالات التعاون المختلفة، كما ترتبط الدولتان بالعديد من بروتوكولات التعاون بين المؤسسات (السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والتعليمية والفنية والإعلامية والقضائية والأوقاف والشؤون الإسلامية) والمؤسسات المناظرة فى كلا البلدين، وتتواصل جلساتها باستمرار، بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.
 
وتعتبر العلاقات الاقتصادية والتجارية، أحد أهم روافد التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين، خاصة فى ظل النمو المضطرد الذى شهدته خلال السنوات القليلة الماضية؛ حيث تجاوزت الاستثمارات الكويتية المتراكمة فى القطاعين العام والخاص فى مصر حاجز 15 مليار دولار، إضافة إلى عمل ما يقارب ألفًا و227 شركة كويتية فى مجال التجارة والاستثمار فى مصر، وهو ما ساهم فى زيادة حركة تنقل الأفراد بين البلدين، بمعدل 64 رحلة جوية أسبوعيا، ونحو 170 ألف زائر كويتى سنويا، فى حين ازداد حجم التبادل التجارى بين البلدين بشكل ملحوظ، ليصل إلى نحو ثلاثة مليارات دولار أمريكى خلال السنوات الأربع الماضية.
 
وعلى المستوى الشعبى، يبقى التقارب الكبير بين الشعبين، حجرا مهما فى بناء العلاقات الأخوية الوطيدة بينهما، وهو ما يتضح من خلال الدور المهم، الذى تقوم به الجالية المصرية بالكويت فى عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ عقود، والذى وصل حجمها حاليا إلى نحو 700 ألف مصرى، لا يحظون بتقدير الشعب الكويتى فقط، وإنما مسؤوليه أيضا، والذين يثنون على دور الجالية فى مختلف المناسبات، كما أن هناك جالية كويتية فى مصر من الدارسين فى الجامعات المصرية فضلا على المستثمرين وأصحاب الأعمال تقدر بنحو 22 ألف كويتى، وتزيد قيمة إنفاقهم على مليار دولار سنويا، وكلها ملامح تؤكد الاهتمام الرسمى والشعبى الكبير بتطوير العلاقات الثنائية فى مجال الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، ويؤكد المسؤولون فى الكويت سعيهم لمزيد من التعاون وترحيبهم بتواجد الشركات المصرية فى الكويت التى تقوم بعضها بتنفيذ بعض المشاريع حيث يتميز الاقتصاد الكويتى بتعدد الفرص والانفتاح على كافة الاستثمارات الخارجية.
 
وبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين حوالى 3.2 مليار دولار عام 2015، وتحتل الكويت المركز الرابع ضمن قائمة الدول المستثمرة فى مصر (الثالثة عربيًا)، وذلك بإجمالى مساهمات فى رأس المال المصدر تبلغ حوالى 2.8 مليار دولار تعكس نشاط 927 شركة، تشمل أنشطتها معظم المحافظات المصرية، وتتوزع الاستثمارات الكويتية فى مصر على عدد من القطاعات هى: الخدمات والبناء والتشييد والصناعة والزراعة والتمويل. وفقا لآخر لبيانات غرفة التجارة والصناعة بالكويت بلغ عدد الشركات التى تساهم فيها رءوس أموال مصرية حوالى 2736 شركة معظمها شركات صغيرة ومتوسطة، وبنسبة مشاركة دون 51% وفقًا للقانون الكويتى، فيما تعد استثمارات شركة المقاولون العرب من أهم الاستثمارات المصرية فى الكويت.
 
وعلى صعيد التعاون العسكرى، فقد ظهر فى أبلغ صوره بمشاركة الجندى والضابط الكويتى جنبًا إلى جنب مع أخيه المصرى بحرب 6 أكتوبر عام 1973 فى مصر واختلطت الدماء المصرية والكويتية فى معركة استرداد الكرامة العربية، وكذلك شارك الجيش المصرى فى حرب تحرير الكويت ضد العدوان العراقى الغاشم فى حرب تحرير الكويت عام 1990 وقدمت مصر العديد من الشهداء من أجل تحرير الكويت الشقيق.
 
وتعمل اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين من خلال اجتماعات دورية وتنسيقية مستمرة لتعزيز التعاون الثنائى، وتشهد الآونة الراهنة ازدهار فى العلاقات العسكرية الكويتية- المصرية بمجالى التدريب والتعليم، وتستقبل المعاهد والمنشآت العسكرية المصرية أعدادًا كبيرة من الدارسين الكويتيين وكذلك تستقبل المعاهد والمنشآت العسكرية الكويتية أعدادًا من الدارسين المصريين بهدف تبادل الخبرات والرؤى والأفكار فى المجال العسكرى.
 
وصرح الرئيس السيسى من قبل أن أمن دول الخليج ومن ضمنها الكويت خط أحمر بالنسبة لمصر وأن مصر سوف تبذل الغالى والنفيس من أجل حماية الأشقاء فى الخليج ضد أى عدوان واختصر الرئيس السيسى ذلك فى جملة «مسافة السكة» ليؤكد سرعة استجابة مصر فى حماية أشقائها فى الخليج ضد أى أطماع خارجية.
 
وتجلت هذه الجملة فعليًا عندما قدمت الكويت عقب ثورة 30 يونيو حزمة مساعدات اقتصادية لمصر على مرحلتين بقيمة 8 مليارات دولار، تلاها توقيع عدة اتفاقيات مع الصندوق الكويتى للتنمية لتطوير قطاعى الكهرباء والنقل ليصل اجمالى مساهمات الصندوق إلى 4.3 مليار دولار عبر أكثر من 50 قرضا كان من أبرزها توقيع اتفاق بقيمة 100 مليون دولار لتمويل جزء من حصة مصر فى مشروع الربط الكهربائى مع المملكة السعودية، علاوة على 4 محطات لتحلية المياه فى شبه جزيرة سيناء، وهو أحد المشروعات الاستراتيجية المهمة التى تركز عليها مصر فى الوقت الحالى.
 
ويركز الصندوق الكويتى للتنمية فى نشاطه على قطاعات أساسية كالزراعة والمياه والتعليم والصحة وتمويل برامج عمليات بنوك التنمية المحلية والصناديق الاجتماعية، نظرا لآثارها الإيجابية الملموسة على توفير الغذاء وتحسين مستويات المعيشة وإيجاد فرص عمل جديدة تساهم فى الحد من البطالة وتدعيم تحقيق الأهداف الإنمائية المنشودة.
 
وكان للصندوق دور بارز فى مشاريع عملاقة فى مصر منذ سنوات طويلة من أبرزها مشروع تعميق وتطوير مجرى قناة السويس بحيث يسمح للسفن العملاقة بالمرور فى القناة، ومشروع توصيل مياه نهر النيل إلى أرض سيناء من خلال ترعة الشيخ جابر الذى كان مقدرا ان يسهم فى زراعة 400 ألف فدان فى أرض سيناء، كما دعم الصندوق برامج الصندوق الاجتماعى للتنمية بعدد من القروض الميسرة التى كانت تستهدف مواجهة مشكلة البطالة بين الشباب.
 
وكانت إدارة الصندوق سريعة الاستجابة لكل ما تطلبه مصر من صور التعاون إيمانا بقناعتها بأهمية مساندة مصر ودعم مساعيها للتنمية من خلال تمويل 50 مشروعا بقيمة 3.4 مليار دولار أمريكى، وهو ما يجعل من مصر الدولة الأكثر استفادة من جهود الصندوق الكويتى وأكثرها حصولا على تمويل لمشروعات تنموية.
 
وفى يوليو 2013 أعلنت الكويت عن تقديم حزمة مساعدات اقتصادية عاجلة لمصر بقيمة 4 مليارات دولار، وأعقب ذلك عدد من الزيارات المتبادلة التى تؤكد مساندة الكويت التامة لمصر وتأتى زيارة الرئيس السيسى إلى الكويت الأخيرة، هى الزيارة الثالثة له منذ توليه الرئاسة فى يونيو 2014، حيث كانت الزيارة الأولى فى الخامس من يناير 2015، بينما كانت الزيارة الثانية فى السابع من مايو 2017، استكمالا للزيارات المتبادلة بين البلدين الشقيقين، والتى تستهدف النهوض بالتعاون الثنائى فى كافة مجالات العمل المشترك، من أجل تعزيز علاقات التعاون التاريخية الراسخة والمتنامية بين البلدين والشعبين الشقيقين فى مختلف المجالات الحيوية، إيمانا بوحدة الهدف والمصير والتطلع إلى مستقبل مزدهر.
 
واكتسبت الزيارة الأخيرة أهمية كبيرة نسبة إلى توقيتها، نظرا للتحديات التى تعصف بالعالمين العربى الإسلامى، وتؤكد أهمية العمل العربى المشترك للتصدى لتلك التحديات، ومواجهة التهديدات التى تهدد مستقبل المنطقة، والتى تتطلب العمل على تعزيز المصالح المشتركة فى شتى المجالات.
 
وفى المقابل كان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على رأس المهنئين للرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفل التنصيب الذى اقيم بالقاهرة بمناسبة انتخابه رئيسا لمصر، أعقبها زيارة للمشاركة فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ فى مارس من العام 2015، وزيارة ثانية لحضور حفل افتتاح مشروع ازدواج قناة السويس، وتواكب مع ذلك العديد من اللقاءات والزيارات الرسمية، من بينها اللقاء الذى جمع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الأحمد الصباح فى الأمم المتحدة بنيويورك، كما تمت عدة لقاءات بين وزيرى الخارجية الشيخ صباح الخالد والوزير سامح شكرى.
 
ومنذ فترة قام رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بزيارة مهمة إلى القاهرة، ضمن زياراته العديدة التى تجسد الخصوصية والتواصل المستمر بين قيادات البلدين من كافة المستويات، وعلى هامش الزيارة أكد الدعم الكامل من الكويت لمصر وعلى متانة العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات، كما استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأكد خلال اللقاء على متانة وقوة العلاقات المصرية- الكويتية وما تتميز به من خصوصية كما أكد حرص مصر على تطوير التعاون الوثيق والمتميز بين البلدين على شتى الأصعدة.
 
وبالرغم من محاولات عدة من دول معادية للوقيعة بين مصر والكويت عبر استغلال أحداث فردية أو ترديد شائعات تستهدف النيل من الروابط التاريخية بينهما، إلا أن المسؤولين فى كلا البلدين أكدوا عمق العلاقة بينهما والوقوف ضد أى محاولات لتعكير الصفو والروابط الأخوية بين البلدين.
 
وتدعم الكويت استقرار مصر وتعزز من دورها العربى والإقليمى، وتنظر إلى مصر باعتبار أن دورها محورى ومطلوب وأن قوة واستقرار مصر قوة للعرب ولذلك دائما ما تدعم الكويت مصر وخطواتها نحو الاستقرار، وتجلى ذلك مؤخرا حين أكدت الكويت وقوفها إلى جانب مصر فى عمليتها العسكرية الأخيرة ضد الإرهاب، فضلا على دعم كل الإجراءات المصرية التى تسعى لتحقيق الاستقرار.
 
وكانت الزيارة الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى للكويت مهمة جدًا، ونشر السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، صورًا من لحظة وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى مطار الكويت، واستقباله أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولى العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح له فى المطار، حيث تزينت أبراج الكويت، والتى تّعد أحد أبرز المعالم بالكويت، بالعلم المصرى.
 
وكانت شوارع الكويت تزيّنت بالأعلام المصرية والكويتية استعدادا لزيارة الرئيس السيسى، حيث انتشرت أعلام البلدين بالشوارع الرئيسية بالكويت، ابتداء من مطار الكويت الدولى، مرورا بشارعى الاستقلال، والخليج العربى، وطريق 55، إضافة إلى قصر البيان الذى سيشهد المباحثات الرسمية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
 
وأيضا استقبل الشعب الكويتى الرئيس السيسى بالترحيب حيث كانت تغريدات قطاع كبير من الشعب الكويتى على «تويتر» ترحيب بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى.
 
ومن بعض المغردين على تويتر.. قال محمد أحمد الملان «‏عسى هالابتسامة ما تفارقك يا بوناصر، وقدوم ضيف الكويت الكبير الرئيس السيسى هى فرحة لنا جميعا، ‏فخامة الرئيس السيسى يصل إلى أرض وطنه الكويت، وسمو الأمير حفظه الله فى استقباله، ‏الصورة تعبر عن التقارب والمحبة بين مصر والكويت»، فى حين قال نايف مجبل العسكر: «الرئيس عبدالفتاح السيسى، أهل الكويت والشعب الكويتى يرحب بك فى الكويت».
 
بينما قال خالد عابر البذالى: «‏أعز من جانا الريّس السيسى، بين أهلك وناسك، ضيف سيدى صاحب السمو ‏منور الكويت يا ريّس»، فى حين قال نواف: «الكويت ومصر دائما جنبا إلى جنب، ‏وألف شكر الأمير والشعب الكويتى ‏على حفاوة الاستقبال لرئيس جمهورية مصر العربية، ‏وتحيا الكويت وتحيا مصر».
 
فيما قال محمد فضل الشمرى: «‏نورت الكويت يا زعيم، وأهلا وسهلا فيك عزيز وغالى عندنا وعند أمير الإنسانية صباح الأحمد الصباح، الكويت ترحب بالرئيس السيسى»، فى حين قال محمد حمد: «أهلا وسهلا ومرحبا ‏بضيف صاحب السمو ‏الشيخ صباح الأحمد الصباح، ‏فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ‏فى بلدك الثانى، ‏الكويت ومصر شعب واحد وبلد واحد».
 
وعلى جانب آخر.. استقبل الرئيس السيسى وقتها فى مقر إقامته بالكويت، الشيخ الفريق خالد الجراح الصباح خالد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتى، واستقبل أيضا مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتى، وذلك خلال الزيارة التى يجريها لدولة الكويت الشقيقة، حيث تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، لا سيما على المستوى البرلمانى، وأيضا التقى الشيخ الفريق خالد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتى.
 
والتقى الرئيس السيسى، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، حيث عقدا جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، وتطرقت المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما على المستوى الاقتصادى، فى ضوء تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى شهد تبنى إصلاحات مكّنت مصر من تحقيق تطورات إيجابية ملموسة على المستوى التنموى، وتشييد بنية تحتية متطورة، وتحسين بيئة الاستثمار، حيث ناقش الجانبان الفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر فى ضوء المزايا والحوافز التى يقدمها قانون الاستثمار الجديد.
 
كما تناولت المباحثات تطورات عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تأكيد أهمية تعزيز العمل العربى المشترك، لمواجهة التحديات المختلفة غير المسبوقة التى تشهدها المنطقة، فى ضوء تعدد وخطورة الأزمات التى تشهدها بعض الدول العربية الشقيقة.
 
كما أبرزت الصحف الكويتية الصادرة فى صدر صفحاتها الأولى، القمة المرتقبة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى- وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
 
وقالت صحيفة «السياسة» الكويتية فى صدر صفحتها الأولى، تحت عنوان (قمة كويتية– مصرية): إن الرئيس عبدالفتاح السيسى، سيعقد جلسة مباحثات رسمية مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، واصفة زيارة الرئيس السيسى للكويت، بأنها زيارة «من الوزن الثقيل».
 
وأضافت أن المحادثات المصرية– الكويتية التى ستجرى اليوم فى قصر بيان على مستوى القياديين أو كبار المسؤولين والوزراء من الجانبين، ستتناول موضوعات فى غاية الأهمية، خاصة فيما يتعلق بمستجدات المنطقة، والظروف الحرجة التى تمر بها وزيادة التوترات برًا وبحرًا.
 
من جانبها، قالت صحيفة «الأنباء» فى المانشيت الرئيسى لها، تحت عنوان (مباحثات قمة بين الأمير والسيسى اليوم)، إن الرئيس السيسى وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، سيعقدان جلسة مباحثات رسمية اليوم، تتناول العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين، وسبل دفعها إلى آفاق أوسع وأرحب، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
 
واستعرضت الصحيفة- بالصور وعلى موقعها بالفيديو- الاستقبال الحافل للرئيس السيسى بمطار الكويت الدولى، حيث كان على رأس مستقبليه على أرض المطار، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، وولى العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق على الغانم، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وكبار مسؤولى الدولة وقادة الجيش والشرطة والحرس الوطنى.
 
بدورها، قالت صحيفة «النهار» فى قلب صفحتها الأولى، تحت عنوان (صاحب السمو استقبل السيسى.. والمباحثات الرسمية اليوم)، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى وأمير الكويت، سيعقدان اليوم جلسة مباحثات رسمية بقصر بيان، تتناول عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وأوجه العلاقات الثنائية بين البلدين.
 
وأعدت الصحيفة ملفا كبيرا حول طبيعة العلاقات المصرية– الكويتية، والزيارات المتبادلة بين الرئيس السيسى وأمير الكويت، ومعدلات التبادل التجارى بين البلدين، بالإضافة إلى عدد السائحين الكويتيين الوافدين إلى مصر سنويا، وأهم نتائج أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، والتى عقدت فى ديسمر الماضى فى الكويت برئاسة وزيرى خارجية البلدين، إضافة إلى تقرير منقول عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، حول العلاقات المصرية– الكويتية.
 
ومن جانبها، قالت «القبس» فى مانشيت الصحيفة الرئيسى، (السيسى فى الكويت)، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى وصل والوفد الرسمى المرافق له إلى الكويت أمس، فى زيارة رسمية يجرى خلالها مباحثات رسمية مع أمير الكويت، فيما نقلت تقريرا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ.ش.أ) حول تاريخ العلاقات المصرية– الكويتية.
 
بدورها، قالت صحيفة «الجريدة» فى صدر صفحتها الأولى، تحت عنوان (قمة مواجهة التحديات)، إنه وسط ما يحيط بالمنطقة من تهديدات، وأجواء ملبدة تستلزم مواجهتها، استقبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد أمس، الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى وصل إلى الكويت فى زيارة رسمية هى الثالثة له، مشيرة إلى عقد جلسة مباحثات رسمية بينهما اليوم بقصر بيان.
 
وسردت الصحيفة تقريرا نقلا عن (أ.ش.أ)، تناول تاريخ العلاقات المصرية- الكويتية فى مختلف المجالات، مشيرة إلى أن أبرز ما ستتضمنه مباحثات الرئيس السيسى وأمير الكويت، بحث تهديدات المنطقة وتنسيق العمل العربى حيالها.
 
أما صحيفة «الراى»، فأبرزت تحت عنوان (القمة الكويتية- المصرية تبدأ من المطار)، استقبال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للرئيس عبدالفتاح السيسى على أرض مطار الكويت الدولى، بالإضافة إلى ردود أفعال عدد من السياسيين المصريين حول طبيعة وأهمية الزيارة.
 
وكانت أخر زيارة هى متمثلة فى قدوم رئيس مجلس الوزراء الكويتى الشيخ جابر المبارك الأحمد الصباح فى زيارة رسمية استمرت يومين منذ أسبوعين، وكانت الزيارة على رأس وفد كبير يضم عددا من الوزراء ورجال المال والأعمال، وممثلى غرفة تجارة وصناعة الكويت ومجلس الأعمال المصرى- الكويتى والصندوق الكويتى للتنمية.
 
وارتبطت الزيارة أيضا بحدث كبير، يحتفل به كافة أبناء الكويت، والتى تمثلت فى عودة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من رحلة علاج بالخارج تكللت بالنجاح، ليعود إلى وطنه وشعبه مواصلا قيادته الحكيمة ودوره الإنسانى المشهود على مستوى العالم، والذى يولى من ناحيته اهتماما كبيرا لتطوير وتعزيز التعاون الاخوى بين مصر والكويت، ويرى فى الدور المصرى النشط ضرورة للحفاظ على الامن القومى العربى.
 
وشهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات التى من شأنها أن تعمل على تعزيز مسيرة العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين، علاوة على مباحثات مهمة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى والدكتور مصطفى مدبولى.
 
وبعد أن سردنا التاريخ الحافل من العلاقات بين الدولتين، والزيارات الرسمية الأخيرة.. استطلعت «السوق العربية» اراء الخبراء للتعرف على أهمية تاريخ هذه العلاقات وكيفية الاستفادة منها على الجانبين.
 
فى البداية أكد الأمين العام للمجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب الكويتى الدكتور كامل سليمان العبدالجليل، أن التعاون الثقافى بين مصر والكويت، يعد أحد أهم دعائم العلاقات بين البلدين الشقيقين على مدار تاريخهما.
 
وأضاف العبدالجليل، فى تصريحاته، إن التعاون الثقافى المصرى- الكويتى يتميز بالتنوع فى مختلف المجالات، إذ يتضمن المهرجانات الفنية والموسيقية، ومعارض الفنون التشكيلية والحرف اليدوية التراثية، فضلا على توقيع عشرات البروتوكولات بين الجانبين فى المجال الثقافى.
 
وأعرب العبدالجليل عن سعادته للمشاركة فى فعالية «صالون بيت الكويت الثقافى»، التى نظمها المكتب الثقافى الكويتى فى القاهرة يوم الاثنين الماضى، والتى جاءت تحت عنوان واقع العلاقات الثقافية بين الكويت ومصر، والتى استعرضت خلالها تاريخ العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين.
 
وشارك فى الصالون أيضا، الدكتور عيسى الأنصارى الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة فى المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب الكويتى، وكوكبة من الأدباء وأساتذة الجامعات.
 
كما أكد الدكتور طارق فهمى، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للكويت الأخيرة، هى زيارة تؤكد خصوصية العلاقات المصرية- الكويتية فهى علاقات تاريخية بمعنى الكلمة ومصر تعتبر الكويت إحدى ركائز الاستقرار فى الخليج العربى.
 
وقال فهمى، فى تصريحاته، لـ«السوق العربية»، إن زيارة الرئيس السيسى للكويت تعكس اهتماما مصريا بأمن الخليج ودعم دوله فى تهديدات الإقليمية، كما أن الزيارة أكدت أن الأمن القومى المصرى يتماس ويتلاقى مع الأمن فى الخليج وترجمة لما يقوله الرئيس السيسى من أن إذا هدد أمن الخليج فمصر لم تتردد فى دعم الأشقاء.
 
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الزيارة أرتبطت بتطوير وتنمية العلاقات الثنائية على كافة المستويات خاصة أن اللجنة المشتركة قامت بتطوير التعاون فى مجالات متعددة، خصوصًا أن هناك تنسيقا فى المواقف المصرية- الكويتية خاصة فى ملف اليمن وأمن الخليج والملفين السورى والفلسطينى كما تم مناقشة القضايا الثنائية وهى علاقات ثقافية وتعليمية وسياسية واقتصادية.
 
كما أكد النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن أهمية الزيارة التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى لدولة الكويت، موضحا أنها تعد الزيارة الثالثة للرئيس السيسى منذ توليه الرئاسة فى 2014، حيث تأتى هذه الزيارة فى ظل خصوصية العلاقة بين مصر والكويت.
 
وقال أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، فى بيانه، إن العلاقات المصرية- الكويتية هى علاقات خاصة تمتد إلى تدعيم كافة المجالات المشتركة بين الدولتين، سواء السياسية أو الاقتصادية.
 
ولفت النائب طارق الخولى، إلى أن الزيارة حملت أكثر من بعد بداية من البعد السياسى، والتدعيم على مستوى التفاهمات السياسية سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى، وكذلك البعد الاقتصادى خاصة فيما يتعلق بدعم العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، كما أنها تساهم فى زيادة التبادل التجارى.
 
بينما قالت النائبة بسنت فهمى، عضو لجنة الاقتصاد بمجلس النواب، إن النجاح الاقتصادى يتحقق من خلال التكنولوجيا والثروات التى تمتلكها البلاد والموارد المادية، مشيرة إلى أن مصر بها ثورات هائلة، كما أن الدول العربية تمتلك موارد مادية ضخمة، مما يؤدى إلى تحقيق تنمية اقتصادية شاملة بين الدول العربية.
 
وأكدت فهمى، فى تصريحاتها لـ«السوق العربية»، على أن زيارة الرئيس السيسى للكويت الأخيرة عززت العلاقات السياسية بين البلدين، لافتًا إلى أن الكويت دولة من أهم الاقتصاديات فى العالم وليس على المستوى العربى فقط.
 
وأضافت عضو مجلس النواب، أن مصر دولة لا تمثل المنطقة العربية فقط بل تمثل القارة السمراء، موضحة أن جميع الزيارات التى يقوم بها السيد الرئيس هى خطوة مهمة فى التقدم الاقتصادى المصرى والإفريقى.
 
كما أكد الدكتور يوسف العميرى، مؤسس ورئيس «خليجيون فى حب مصر»، أن العلاقات المصرية- الكويتية، تاريخية وأن مكانة مصر وقيمتها والعرفان بفضلها لدى أبناء الخليج العربى ليست بحاجة إلى دليل أو إعادة اكتشاف، فمصر هى الوطن الثانى لكل الكويتيين والخليجيين، والعكس صحيح.
 
وأضاف أن العلاقات المصرية-الكويتية، تنعم بدرجة عالية من التقارب والتفاهم والتنسيق الاستراتيجى المشترك على كافة المستويات.
 
وأيضا قال سفير الكويت بالقاهرة محمد صالح الذويخ، إن مصر والكويت جمعتهما علاقات أخوة قوية وتعاون مشترك فى كافة المجالات منذ بعيد، حيث إنهم لا ينسون الدور المصرى القوى فى حرب الكويت، بالإضافة إلى التبادل الثقافى القوى أيضا، مشيرا إلى أنه تمت الاستعانة بالخبرات المصرية الدستورية، للتعديل الدستور الكويتى.
 
بينما قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادى، أن هناك علاقات تاريخية بين مصر ودولة الكويت يعززها التقارب بين الشعبين الشقيقين وقد بلغت الاستثمارات الكويتية فى مصر نحو 4.7 مليار دولار فى 1302 شركة فى مجالات الصناعة والمالية والعقارات والسياحة والخدمات والزراعة، وهناك أيضا استثمارات مصرية بالكويت بلغت نحو 1.1 مليار دولار، يتركز معظمها فى مجالات البناء والتشييد والخدمات وفروع الشركات المصرية وسوق الأوراق المالية.
 
وأشار جاب الله، فى تصريحاته، لـ«السوق العربية»، أن التقارب السياسى بين البلدين وما تم من إجراءات لتحسين مناخ الاستثمار فى مصر والكويت أيضا يمكن أن يؤسس لأرضية مناسبة لمزيد من الاستثمارات المتبادلة والشراكة الاستراتيجية بما يحقق مصلحة الشعبين.
 
وأضاف الخبير الاقتصادى، أن العلاقات المصرية- الكويتية تمتد لعقود سابقة منذ عام 1963 وحتى الآن، وقد تم تنظيم التعاون بين البلدين بنحو 114 اتفاقية ومذكرة تفاهم، وهو ما يعكس مدى عمق وقوة العلاقات بين البلدين.
 
وتابع قائلًا: أن الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية يعتبر من أهم الآليات التى ساهمت فى تعزيز التعاون بين مصر والكويت منذ نشأته عام 1961؛ حيث بلغ عدد المشروعات المقامة بتمويل من قبل الصندوق الكويتى نحو 48 مشروعا فى مختلف القطاعات التنموية والحيوية فى مصر، ما كان له دور كبير فى خلق شراكات مصرية- كويتية فى الكثير من المجالات بما يحقق مصلحة الشعبين.