السوق العربية المشتركة | الفكر والإبداع ضميرا الأمة

السوق العربية المشتركة

الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 11:23
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
الفكر والإبداع ضميرا الأمة

الفكر والإبداع ضميرا الأمة

سألني مذيع صوت العرب المتميز محمد عبد العزيز مقدم برنامج «بالعربي» سؤالاً عن تجربتي حضور لبروفات موسيقية في دار الأوبرا المصرية للحفل الذي يقيمه المايسترو وحيد الخان على المسرح الوطني بمملكة البحرين برعاية من هيئة البحرين للثقافة والآثار، وبمبادرة طيبة من معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة هذا العام 2019م؛ احتفالاً بذكرى ميثاق العمل الوطني يوم الرابع عشر من فبراير من كل عام، ليستعين المايسترو وحيد الخان بالأوركسترا السيمفونية بدار الأوبرا المصرية؛ ليقدم وحيد الخان حفلاً موسيقياً يحتوي على العديد من الموسيقى البحتة من تأليفه وإبداعه ومصاحبة هذه الفرقة المتميزة بقيادة مشتركة ما بين المايسترو ناير ناجي من جمهورية مصر العربية والمايسترو البحريني وحيد الخان، وما أثير في اللقاء من سؤال هو: هل من المألوف أن تصاحب هذه الاحتفالية الوطنية إبداعاً موسيقياً؟!
 
لا شك أن ميثاق العمل الوطني الذي أطلقه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ضمن المشروع الإصلاحي الوطني الكبير لمملكة البحرين، كان انطلاقة وطن متكاتف وتآزر بين قائد وشعب لخير الوطن والمواطنين والابداع الفني والفكري الذي أكد عليه ميثاق العمل الوطني، ما كان له أن يتأخر عن هذه المسيرة الواثقة، والتي تعلي من شأن المواطن البحريني في توجهاته نحو المستقبل.
 
والفن والفكر ماهي إلا نتاج شعب وضمير أمة، وعندما نعلي من شأن الإبداع الفكري والفني إنما نؤكد المكانة التي يحققها المواطن في مختلف المجالات، وندرك ذلك عندما نقرأ تاريخ مملكة البحرين وما حققته القيادة السياسية تكاتفاً وتضامناً مع الشعب وسعيه نحو التقدم وتحقيق المنجزات التي يفتخر بها الوطن على مر الزمان، والبحرين بتاريخها العريق وامتداد هذا التاريخ على مدى قرون فإن هذا التاريخ يؤكد مكانة هذا الوطن العزيز وانجازاته وعلاقاته بالكثير من البلدان والشعوب في صورة ملؤها التسامح والمحبة والعيش المشترك والأخذ والعطاء، ولعل في هذه المسيرة شواهد على الإهتمام بالثقافة والفكر، وإحياء مناسبات وطنية وما يصاحبها من تأكيد على الإبداع وإمكانات هذا الشعب الكامنة في أن يضيف ويسهم في التقدم والنماء وتحقيق التنمية البشرية المستدامة.
 
نشهد كل عام تظاهرات فنية إبداعية ولعلنا مسؤولون عن إبراز هذه الإبداعات وعلى مدى تاريخنا الفني والفكري والإبداعي وطبيعة الأمور تستدعي من الجميع التمسك بما حققناه وحققه من كان قبلنا؛ فالفنون الغنائية والموسيقية على مدى التاريخ الإبداعية شهدت نماذج مشرفة، وكذا بالنسبة للفنون التشكيلية التي تعاقبت على مسيرتها أجيال شهدت بذلك صالات الفنون في خليجنا العربي ووطننا العربي، والأسماء التي نعرفها وسمعنا عنها أثبتت ولاءها لهذا المنتج الإبداعي، ولازال هناك من يحمل الراية ويسير على نهجه ويأخذ بكل أساليب الإبداع الفني والثقافي والأدبي.
 
قد تمر بالأمة ظروف، وينصرف الذهن والإهتمام إلى ما يشغل الناس في معيشتهم اليومية، والبحث عن مكان تحت الشمس ولكن تبقى شواهد الإبداعات في مختلف المجالات تذكر بأن ما يتم تحقيقه إنما هو مسيرة ممتدة منذ الحقب الأولى.
 
إن السعي الحثيث، والجهود التي تبذل لإعلاء المنجزات على مختلف الأصعدة، يجب أن لا تنسينا الاهتمام بضمير الأمة والمتمثلة في الإبداع الفكري والفني في تعاون مع الجميع وكل في المجال الذي تخصص فيه.
 
لا غنى لأي وطن عن التقدم الإقتصادي والإجتماعي والسياسي، والثقافي والشبابي والرياضي، وتبقى الفنون والآداب ونتاج الفكر روافد مهمة في مسيرة أي وطن. 
 
حفظ الله وطننا مملكة البحرين وأدام على شعبنا أفراحه والتفافه مع قيادته لتحقيق كل ما هو جميل لهذا الوطن العزيز.
 
وعلى الخير والمحبة نلتقي