المواقع الأثرية بأسيوط تعانى الأهمال و"آثار الهمامية" خير مثال
12:06 ص - الأربعاء 30 مايو 2018
تمتلك محافظة أسيوط عدة أماكن أثرية التى تضعها على الخريطة السياحية إلا أنها تعانى من الأهمال الشديد واغفال هذه الصناعة بأسيوط التى تعتبر من أهم قاطرات الاقتصاد يشكل خطرا أكبر .. وأصبحت أسيوط رغم استعداد المحافظة لاستقبال وفود سياحية بشكل منتظم إلا أن المسئولين اكتفوا بكونها محافظة "مبيت" فقط للوفود السياحية خلال رحلتهم مما يحرمها من الاستفادة بهؤلاء السياح بالشكل الأمثل.
وتمثل منطقة آثار "الهمامية " بمركز البداري جنوب أسيوط مثالا لإهمال الآثار وضياع أحد أهم موارد الدخل القومي وهى السياحة .. فلابد من إعادة تطوير المواقع الأثرية وإشراك القطاع الخاص وتشجيعه على الاستثمار السياحى للنهوض بهذه الصناعة .
يقول الاستاذ عثمان الحسيني مدير الهيئة الإقليمية للتنشيط السياحي بأسيوط ان المحافظة غنية بالمناطق الاثرية الفرعونية والقبطية والاسلامية، وأوضح إنه يتم التنسيق مع الجهات المعنية المختلفة لاستقبال الوفود السياحية والعمل على توفير كافة سبل الراحة والاستمتاع مؤكداً على اهتمام المحافظة وسعيها لتنمية قطاع السياحي وتطوير المواقع الأثرية والسياحية والترويج لها والعمل على زيادة أعداد الوفود السياحية للمحافظة بكافة الطرق الممكنة.. وأشار الحسيني إلى أن للفرد دورا كبيرا اتجاه السياحة لأن الشعوب هي مصدر فعال في المعادلة السياحية من خلال أخلاقيات التعامل مع السائح أو الحفاظ علي نظافة المدن أو التوعية بالمواقع السياحية للأصدقاء في الداخل والخارج.. وهو ما يتطلب مزيدا من معرفة كل فرد لدوره والمردود الذي يقع عليه من تشجيع السياحة فالسياحة تمثل واحدة من أهم موارد الدولة وهو ما يجعل السياحة مقوم اقتصادي واجتماعي هام هذا بجانب دورها السياسي.. مؤكدا على أهمية إقامة البرامج التوعوية والتثقيفية للتعريف بالمواقع السياحية من خلال عقد الدورات والندوات وتنظيم الجولات المختلفة للمواقع الاثرية والسياحية بالتنسيق مع الجامعات والمدارس والمؤسسات المختلفة بالمجتمع واستهداف كافة الشرائح التي لها علاقة بالسياحة من أجل الترويج لهذه المواقع مما ينشط السياحة الداخلية مضيفا ان المواقع الاثرية بأسيوط شهدت مؤخرا عدة زيارات من وفود اجنبية واهمها وفداً سياحياً يضم 39سائحاً روماني الجنسية خلال زيارتهم لعدد من المعالم الأثرية والسياحية وذلك خلال رحلته القادمة من محافظة المنيا.
واكد الدكتور احمد سليمان مدير عام الآثار الاسلامية باسيوط ان الآثار الاسلامية بالمحافظة واهمها مسجد المجاهدين ومسجد الكاشف ووكالة ثابت باشا ووكالة لطفى باشا وقصر الكسان باشا ومتحف اسيوط القومى وقناطر المجذوب وقناطر ديروط ومعهد الملك فؤاد الاول مشارا إلى ان بعضها بحاجة الى دعم مادى من الدولة لإعادة ترميمها وعمل الحفائر للآثار الحفرية وتمهيد الطرق إليها حتى تظهر بشكل مناسب والعمل على جذب السياحة إليها.
وأضاف الدكتور أسامة سلام أستاذ الآثار جامعة أسيوط لم تنل اسيوط حظا وفيرا من الرعاية الاثرية والسياحية مثل باقي المحافظات التي تطل علي النيل العظيم بالرغم أن أسيوط تضم مواقع أثرية عبر العصور التاريخية منذ عصر ما قبل الأسرات مثل حضارة البداري ودير تاسة الذين ينتمون الى العصرين الحجري الحديث والعصر الخامس وامتد التاريخ بها من عصر الدولة القديمة والانتقال الاول مرورا بالدولة الوسطى والدولة الحديثة وحتى العصر الروماني او العصر القبطي مرتبطا بالسياحة الدينية ورحلة العائلة المقدسة للسيدة العذراء كما احتضنت اسيوط في العصر الفرعونى اربعة اقاليم من واقع 20 اقليما بصعيد مصر لذا مثلت اسيوط قوى كبرى ونفوذا لجأ له العديد من الملوك لاستقرار ورغم ذلك لم تسمح وزارة الآثار بالموافقة سوى على موقعين للزيارة السياحية وهم الهمامية ومير بالقوصية إلا انهم بحاجة الى التطوير سياحيا وخدميا.
وأوضح سلام على ضرورة التدخل السريع من قبل المحافظة مع الجانب الأصيل وهى هيئة الآثار لتطوير المواقع الاثرية من خلال توفير الطرق الممهدة والكافتريات والبازارات التى تساعد على تشغيل الشباب الى جانب خدمة الزوار بالاضافة الى عمل قاعات بالمواقع الاثرية بها شاشات لعرض فليم وثائقى عن المواقع الاثرية بالمحافظة ما يساعد على التسويق السياحى.. وناشد الدكتور سلام وزارة الآثار بمشاركة الجامعة فى انشاء متحف تعليمى من نتاج اعمال الحفائر والعمل على تدريب الطلاب على الترويج السياحى.
وقال الاستاذ طارق محمود مفتش آثار بأسيوط: إن المحافظة تتضمن 38 منطقة أثرية ومزارًا سياحيًا على أرضها، من أهمها "منطقة آثار مير، وآثار المعابدة بأبنوب والدير الجبراوى، والدير المحرق بالقوصية، والمسجد الفرغل بأبوتيج، والمسجد الأموى بأسيوط، والمعهد الدينى الأزهري الذي شيد آوان حكم الملك فاروق، وقناطر أسيوط التى شيدت آوان حكم محمد علي باشا، وكذلك محمية وادي الأسيوطى وآثار الهمامية التى تعتبر ثانى منطقة مفتوحة للزيارة بعد منطقة مير بالقوصية ولو نظرنا الى منطقة آثار الهمامية التى ترجع الى عصور ما قبل التاريخ وهى من أقدم الحضارات بها مجموعة مقابر صخرية لحكام الاقليم العاشر نجد انها تحتاج الى تطوير وانشاء استراحات وبعض التجهيزات اللازمة لتقديم الخدمات للزائرين بالاضافة الى تمهيد طريق لها بعيد عن المنطقة السكانية.
وأشار الاستاذ ناصر سيد رئيس وحدة محلية ان عدم ادراك الطلاب للمعالم السياحية المميزة بالمحافظة له تأثير على السياحة الداخلية وعدم معرفتهم أن محافظتهم تضم العديد من المناطق الاثرية فلابد من تنظيم رحلة ارشاد سياحي مجانية واتاحة المواقع الاثرية مجانا لطلاب المدارس وذلك لتعريفهم بعناصر الهوية المصرية والحضارية المميزة لمصر عبر العصور وتعزيز انتمائهم اليها ونقل الوعى بها للآخرين وللاجيال الاخرى.