السوق العربية المشتركة | مستعمرة الجزام سقطت من اهتمامات المسئولين بالقليوبية

السوق العربية المشتركة

الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 19:30
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

مستعمرة الجزام سقطت من اهتمامات المسئولين بالقليوبية

 
على مساحة 300 متر فى نهاية أبو زعبل بمكان منعزل عن العالم توجد مستعمرة الجذام تلك المنطقة تحتوى على 130 فدان مرزعة ويتم زراعها بالتين الشوكى وأشجار المانجو والزيتون والبرتقال ,ايضا تضم ثلاثة مستشفيات لمرضى الجذام مستشفى خاصة باإدارة والعيادات والعمليات ومستشفى خاصة بالسيدات وأخرى للرجال.
 
 
وأيضا يوجد 13 غرفة فى مستشفى السيدات حدث بها هبوط أرضى وتسبب ذلك فى تشقق الجدران مما يمثل خطورة على حياة المرضى وتم اخلاؤها حيث أصبحت مخزن لمخلفات المستعمرة وأصبحت مأوى للفئران والثعابين كما يوجد 5 غرف أخرى مهجورة بمستشفى الرجال وأيضا يوجد مبنى قايل للسقوط بالمبنى الرئيسى حيث يضم غرفة مقشات وخياطة وغرفة للعمال.
 
وتجولت كاميرا جريدة السوق العربية لنكتشف كارثة كبرى وهى وجود روائح كريهة لا تطاق ب المستعمرة وبالسؤال عن هذه الروائح وجدنا مصنع لتجميع مخلفات المجازر لتصنع علف للدواجن منها وأيضا وجود شبورة ودخان كثيف بالمنطقة حيث وجدنا مصنع لصناعة الشبة وأيضا يوجد مصنع بلاستيك ومصنع الألومنيوم  وقصدير والطامة الكبرى هى وجود مكمورة فحم على مساحة كبيرة على بعد عدة أمتار فقط من المستعمرة مما يوحى بأن سكان المستعمرة يتم تجاهلهم من قبل الحكومة ومحكوم عليهم بالإعدام فى ذلك المنفى.
 
 
وتقول الدكتورة مروة عادل القائم بأعمال مدير المستعمرة أن المستشفى بها 7 عنابر للرجال و8 للسيدات وبها 355 سرير وتضم 580 مريضا وانها منشأة منذ عام 1934م مشيرة إلى انه يوجد بالمستعمرة عدد من المشاكل ومنها أسلاك الضغط العالى التى توجد بداخل المستعمرة مما يمثل خطورة على أرواح المرضى.
 
وطالبت مروة من المسئولين بمديرية الصحة الاهتمام لعمل تغذية لكابل الكهرباء الخاص بالمستعمرة نظرا لزيادة الأعباء بسبب التكييفات ولوجود غرفة عمليات للبتر بالمستشفى مؤكدة أنها تقدمت بعمل مقايسة بتكلفة 350 ألف جنيه لوكيل وزارة الصحة ولم يتم الرد.
 
وأشارت مديرة المستعمرة إلى أن المهندس مصطفى مجاهد رئيس الشركة القابضة لمياة الشرب والصرف الصحى بالقليوبية إثناء زيارته للمستعمرة شاهد خزانات المياة بها صدأ وأن المياة غير صالحة للاستخدام الآدامى مؤكدة إلى انه تم إخطار مديرية الصحة لكن دون جدوى وما زلنا بنشرب من المياة الغير صالحة للاستعمال.
 
 مضيفة أنه يوجد عدد كبير بالمستعمرة لايوجد لديه بطاقة الرقم القومى ولا شهادة ميلاد معللة ذلك أنه بمجرد علم بعض الأهالى بمرض طفلهم المزمن يقوموا بإلقاءه داخل المستعمرة وتركه وحيدا دون إثبات شخصية.
 
مشيرة إلى انه يوجد جهاز سونار متهالك بالعيادات يتم الكشف به على جميع المرضى وإيضا أهالى المدن والقرى المجاورة مؤكدة أنه يوجد عجز شديد فى الاطباء ولا يوجد تخصصات بالمستشفى غير الجلدية لسهولة دراسة الحالة لهم حتى يتمكنوا من التخصص ولا يوجد أى تخصصات على قدرة المستشفى إنما يتم انتدابهم أو التعاقد معهم وأكثر الاوقات لايوجد طبيب متخصص والمستعمرة فى حاجة اليهم وايضا يوجد أزمة فى الصيادلة والقسم الاجتماعى لا يوجد به غير اثنين موظفين فقط.
 
 
ومن جانبها قالت احدى الممرضات انه لا يوجد وسيلة مواصلات فى تلك المنطقة غير ميكروباص متهالك لنقل الأطباء مشيرة الى ان ذلك يمثل صعوبة على الوصل للمستعمرة من قبل المواطنين.
 
 
وأيضا يوجد عزبة بالكامل بالمستعمرة هى عزبة عبد المنعم رياض محتلة من عشرات السنين من قبل الاهالى حيث قاموا بالبناء عليها لكى يكون بالقرب من ذويهم.
 
ووسط ذلك يظهر 4 راهبات أجانب تابعين لجمعية كاريتاس وهى جمعية ذات نفع عام ومسجلة بوزارة الشئون الاجتماعية تحت رقم 1150 لسنة 1967 وهى تعمل في جمهورية مصر العربية ومنتسبة لهيئة كاريتاس الدولية ورسالتها تنمية الإنسان وكل إنسان وكل الإنسان، دون التمييز بين اللون أو الجنس أو الدين ومن أجل تحقيق رسالتها فهي تعمل في مجالات التكوين والتأهيل والتوعية ودعم حقوق الإنسان.
 
 
 ويحملن الجنسية الإيطالية والأسبانية متطوعات لخدمة مرضى الجذام بالمستعمرة التقينا ب "جان فكتوريا" 54 عاما التى أكدت أنها بالمستعمرة منذ عام 1984 وتقول أنا سعيدة جدا والحال هنا إتغير تماما عن زمان وكنت بنضف حمامات المرضى وأغسل ملابسهم على إيدى وأغير على الجروح وأرعى المتشوهين بفعل المرض ودى أقل حاجة نقدمها للمرضى قائلة: "نقاتل بروح الفرسان لتوفير الراحة والرعاية الكاملة للمريض".
 
وتؤيد ماريا الأسبانية كلام فيكتوريا حيث انها تجد السعادة فى خدمة مرضى الجزام قائلة انا عاوزة الوضع يكون أفضل من كده مضيفة أنها تتمنى شفاء جميع الحالات وعاوزين نغير حاجات كتير مثل النظافة والتوعية للمرضى والممرضات ونتفق مع بعض لكى ننهى على المرض أو على الاقل نحافظ على الجديد اللى جاى الصغيرين.
 
وتقول نعمة فتحى عمران من سكان المستعمرة أنا مليش غير ربنا مليش أهل ولا زوج ولا ابن وبحمد ربنا بس فى حاجات بنحتاجها ومش بنلاقيها وفى نقص فى الأدوية ومحتاجة قطرة ومش لاقياها وبطلب من وزير الصحة يلتفت لنا ويبص علينا بعين الرحمة.
 
ويقول محمد السيد أحد مرضى المستعمرة أنا فى المستعمرة من 38 سنة بسبب المرض ولان مريض الجذام يتم عزله لانه من الامراض المزمنة ويوجد مرضى يعانوا من أمراض أخرى ولا يوجد علاج بالمستشفى ويتم شراء تلك الادوية من خارج المستشفى مثل مرض السكر ويوجد بديل فقط وده بيعمل لنا مشاكل وبيتقل القدم.
 
 مضيفا احنا عايشين على التبرعات وبيتم صرف 3 كيلو سكر شهريا للفرد وانا متزوج وعندى 5 أولاد وزوجتى ايضا مريضة بالجذام وواخدين عزل كامل وشغالين فى مزرعة المستعمرة ب 15 جنيه فى اليوم وأثناء زيارة اللواء محمود عشماوى محافظ القليوبية للمستعمرة منذ شهر تقدم نزلاء المستعمرة جميعهم بطلب لزيادة الأجر من 15 الى 25 جنيه ولكنه لم يهتم بهم ولم يستجيب لطلباتهم مطالبا وزير الصحة النظر لهم بعين الرأفة قائلا النهاردة دنيا وبكرة أخرة هتفابل ربنا تقوله ايه وذلك لعدم وجود تخصصات فى المستعمرة مشيرا الى انه لا يوجد وحدة للغسيل الكلوى بداخل المستعمرة ويوجد حالات تعانى من فشل كلوى وتحتاج للغسيل ونضطر للذهاب بها الى معهد الكلى.