السوق العربية المشتركة | اللواء طلعت موسى هاجم مركز قيادة شارون واستولى على مجلة عسكرية إسرائيلية

السوق العربية المشتركة

الأحد 22 سبتمبر 2024 - 15:25
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

اللواء طلعت موسى هاجم مركز قيادة شارون واستولى على مجلة عسكرية إسرائيلية

اللواء طلعت موسى هاجم مركز قيادة شارون واستولى على مجلة عسكرية إسرائيلية



تخرج اللواء أ.ح متقاعد الدكتور طلعت موسى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا والخبير العسكرى عام 1964، فى الكلية الحربية وشارك فى حرب 1967 وحرب الاستنزاف ومعركة أكتوبر 1973.

يقول: كانت معرفتى بميعاد الحرب وكنت وقتها رئيسا لعمليات كتيبة مشاة ميكانيكى وطبقا لبرنامج التدريب اليومى كانت الكتيبة مصطفة فى الطابور الصباحى لإجراء طابور اللياقة البدنية، وإذا بقائد الكتيبة يطلب منى جمع ضباط الكتيبة لعقد مؤتمر مع قائد الفرقة وفى تمام الساعة التاسعة حضر قائد الفرقة، وقال لنا: «مبروك يا رجالة، الساعة التى نتمناها منذ سنوات قد جاءت سنحارب اليوم، وسنحرر سيناء اضبطوا ساعتكم على ساعة جامعة القاهرة الساعة 12 ظهرا ستعبر الطائرات من فوقكم الثانية إلا خمس دقائق وسيعقبها التمهيد النيرانى بالمدفعية لمدة 53 دقيقة حيث سنبدأ موجات العبور ونتقابل جميعا فى سيناء بإذن الله. وانصرف مسرعا إلى كتيبة أخرى ليقول لضباطها نفس الأوامر والتعليمات .

مشيرا إلى انه فى الساعة الثانية إلا خمس دقائق بعد الظهر بدأ الهجوم بأن انطلقت 200 طائرة فى عنان السماء إلى سيناء لتنفيذ الضربة الجوية على الأهداف المخصصة لها من 3 مطارات وقواعد جوية، 10 مواقع صواريخ هوك، 3 مراكز قيادة وسيطرة وإعاقة إلكترونية، 2 موقع مدفعية بعيدة المدى، 3 مناطق شؤون إدارية، عدد من محطات الرادار، جميع حصون العدو شرق بورفؤاد، وفى نفس اللحظة سقطت نيران أكثر من 2000 مدفع على طول جبهة القناة فى أكبر تمهيد نيرانى لعملية هجومية يشهدها التاريخ لمدة 53 دقيقة بمعدل 175 طلقة فى الثانية، ثم بدأت فى الساعة الثانية والثلث موجات العبور للقوات، ليتم الإعلان عن سقوط أول نقطة قوية للعدو ورفع العلم المصرى عليها وبدأت قوات المهندسين فى نفس اللحظة بدء أعمال فتح الثغرات والممرات فى الساتر الترابى وإنشاء الكبارى لعبور الدبابات والانتهاء منها قبل آخر ضوء، لافتا إلى انه كلف ليلا بمهاجمة مركز قيادة شارون فى جبل القط ووجدت به مجلة عسكرية عبرية لكبار القادة الإسرائيليين تشبه مجلة الدفاع.

وفى أقل من 6 ساعات استطاعت فرق النسق الأول اقتحام قناة السويس على مواجهة 170 كم بقوة 80 ألف جندى من أعز أبناء مصر، لقد كان ذلك رائعا لا يمكن أن ينسى، ولقد سجله التاريخ بكل فخر للعسكرية المصرية وللجندى المصرى، الذى شهد بكفاءته العدو قبل الصديق.

وقال اللواء موسى ان القوات توقفت على الخط الذى استولت عليه حتى يوم 10 أكتوبر نظرا للخسائر الكبيرة التى تكبدتها إسرائيل فى بداية المعركة، فقد اتصلت جولدامائير رئيس وزراء إسرائيل بالرئيس الأمريكى يوم 8 أكتوبر، وهى تصرخ انقذوا إسرائيل، وبدأ الإمداد الأمريكى بالدبابات والمعدات التى تم تدميرها عن طريق الجسر الجوى من أمريكا إلى مطار العريش إلى ميدان المعركة مباشرة، حيث تم أسر عدد من دبابات العدو يشير عداد المسافة بها إلى أنها قطعت 150 كم فقط، وهى المسافة من مطار العريش إلى ميدان المعركة، ولذلك فقد كان من الضرورى لنا وقفة تعبوية لمدة أربعة أيام لأكثر من سبب أولا لضمان ثبات وتعزيز رءوس الكبارى عن طريق استكمال أعمال التجهيز الهندسى لتوفير الوقاية للقوات، ثانيا إتاحة الفرصة لانتقال عناصر ووحدات الدفاع الجوى إلى شرق القناة وإجراء التجهيز الهندسى الملائم لها لتوفير الحماية لقواتنا أثناء القتال، ثالثا ضمان تحقيق الاتزان الاستراتيجى فى المسرح بفضل وجود الأنساق الثانية للجيوش الميدانية واحتياطات القيادة العامة غرب القناة، رابعا إعادة تنظيم وتجميع القوات فى رءوس الكبارى.

وقد استطاعت الصاعقة المصرية الاستيلاء على المصاطب التى أعدها العدو لدباباته، ثم اندفعت جماعات منهم إلى الشرق لإقامة الكمائن لاقتناص دبابات العدو التى تحاول الاقتراب من الساتر الترابى وفى عمق سيناء، وخاضوا قتالا مستميتا على الطرق والمضايق ضد مدرعات العدو التى حاولت الاقتراب لإجهاض عملية العبور، حيث واجهوا دبابات العدو بأسلحتهم الخفيفة المضادة للدبابات، وألقوا بأنفسهم فى طريق تقدم العدو وعلى ظهورهم الألغام المضادة للدبابات كى تنفجر فوق أجسادهم مدرعات العدو فى شجاعة منقطعة النظير.

ويروى اللواء موسى انه بعد عدة دقائق من بدء العبور وضع أكثر من ثمانية آلاف مقاتل مصرى أقدامهم على الضفة الشرقية واقتحموا النقط بالمواجهة ودمروا تحصيناتها، وتم صد وتدمير هجمات العدو المضادة، وقبل آخر ضوء لذلك اليوم عبرت عشرات من طائرات الهليكوبتر المصرية تحمل قوات الصاعقة صوب أهدافها المخصصة لها على طول المواجهة لأعماق تصل 30-40 كم بدأت تنفيذ مهامها المحددة لتعطيل احتياطات العدو التعبوية من الوصول لأرض المعركة، وقبل بزوغ نهار اليوم التالى كانت قواتنا قد عززت مواقعها شرق القناة بأعداد كبيرة من المدرعات والمدفعية والأسلحة الثقيلة، ونجحت قواتنا خلال السابع من أكتوبر فى تعميق رءوس الكبارى حتى 8 كم شرقا، وتم تحرير مدينة القنطرة شرق.

وأوضح انه تم تطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر ظهرا من خلال سير أعمال القتال فى المرحلة الأولى للعملية الهجومية الاستراتيجية وأن العدو يركز جهوده الرئيسية لإيقاف هجوم القوات السورية لما له من خطر كبير على العمق الإسرائيلى بصورة مباشرة، لذا فقد دفعت إسرائيل بالجزء الأكبر من احتياطها تجاه الجبهة السورية، ولإحباط مخطط العدو قررت القيادة المصرية إجبار العدو على نقل جهوده صوب سيناء لتخفيف الضغط على سوريا، ولإجبار العدو على المناورة، لذا تقرر التعجيل بقيام القوات المصرية بالضغط شرقا على العدو فى سيناء.

وتلخصت فكرة عملية التطوير يوم 14 أكتوبر فى دفع القوات على المحاور الرئيسية الأربعة فى سيناء، وتعرضت خلال تقدمها إلى ستائر الصواريخ المضادة للدبابات التى وصلت حديثا من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن قواتنا تمكنت من التوغل لمسافة 12- 15 كم وأوقعت بالعدو خسائر كبيرة واحتلت بعض مواقعه.

وعبر عن اعتزازه بما حققته نتائج حرب أكتوبر على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى، فلقد كانت سببا فى إيجاد موقف عربى موحد لم يشهده العالم من قبل، وعززت الوحدة الوطنية المصرية إلى درجة كبيرة، وأعادت للشعب ثقته بالقوات المسلحة، كما قضت على أسطورة جيش إسرائيل الذى لا يقهر، وغيرت الاستراتيجية العسكرية فى العالم كله حتى باتت القيادة العسكرية فى الدول الكبرى، تعكف على دراسة وتحليل حرب أكتوبر، كما أنها حركت أزمة الشرق الأوسط بدرجة لم تحدث من قبل ذلك.