السوق العربية المشتركة | نكشف السبب الحقيقى وراء كثرة القناديل هذا العام الكوميديا السوداء.. «القناديل» تستغيث من الأطفال والمصطافين

السوق العربية المشتركة

الجمعة 15 نوفمبر 2024 - 23:34
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

نكشف السبب الحقيقى وراء كثرة القناديل هذا العام الكوميديا السوداء.. «القناديل» تستغيث من الأطفال والمصطافين

شعار صيف 2017 «هى لسعة ولا أكتر»



نكشف السبب الحقيقى وراء كثرة القناديل هذا العام الكوميديا السوداء.. «القناديل» تستغيث من الأطفال والمصطافين

بدأ المصطافون إجازتهم الصيفية هذا العام مرددين هتافات «هى لسعة ولا أكتر» بعد انتشار القناديل بكميات كبيرة على شواطئ الإسكندرية والساحل الشمالى، وبالرغم من تحذيرات وزارة البيئة وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» صورا عديدة لقناديل البحر على الشواطئ إلا أن المصطافين لم يستسلموا لها، وإذا به يتحول الموقف إلى كوميديا سوداء فأصبحت القناديل لعبة فى أيدى الأطفال والشباب، ووجبة غذائية تقوم النساء بطهيها على الغداء، وصور تذكارية يلتقطها الكبار قبل الصغار مع القناديل على الشواطئ. قامت «السوق العربية» بالانتقال إلى أحد شواطئ الإسكندرية، لرصد آراء الزوار بعد هجوم القناديل بكميات كبيرة على الشواطئ باختلاف أنواعها ما بين: الأبيض والبنى إلا أنه ظهر هذا العام نوع جديد من القناديل السامة ذات اللون الأزرق، الذى يعد أول ظهور له على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فيقول محمدى السيد، أحد المصطافين، «إننا معتادون على وجود القناديل فى البحر لكن هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة حيث تتواجد القناديل بكثرة مع اختلاف أحجامها وأنواعها بين السام والعادى».

ويضيف السيد، أنه بسبب ارتفاع درجات الحرارة لم يُبال الأهالى من كارثة القناديل وانهالوا على الشواطئ بكثرة آخذين احتياطاتهم بتوفير الخل والليمون فى حالة تعرض أحدهم للإصابة. فيما تقول شيماء حسين، أحد الزوار، «نحن نقوم باصطياد القناديل ونعمل على تنظيفها جيدا وطهيها بأكثر من طريقة وذلك بعد الاطلاع على الإنترنت اكتشفنا أنها من الوجبات المفضلة للهنود وعدد من الدول الأخرى كما أنها تحتوى على العديد من الفوائد التى يغفل عنها الكثير».

ويضيف أحمد مرجان «أقوم أنا وعدد من أصدقائى باصطياد العشرات من القناديل من البحر كنوع من أنواع المرح والترفيه ونحرص على اصطياده من رأسه وعدم لمس بواطنه السامة ووضعها تحت أشعة الشمس حتى تتم إذابتها حيث إنها كائن زلالى وبعدها يتم دفنها تحت الرمال«. وكان هناك رأى مخالف تماما لسيدة رفضت ذكر اسمها بإحدى قرى الساحل الشمالى فتقول «إن هذه بدعة من الإخوان يقصدون بها ضرب السياحة فى مصر!».

فيما يؤكد الحاج حمدى «أحد الصيادين» لـ«السوق العربية» أن هذا هو موسم تواجد القناديل سنويًا ونحن ننتظره من العام للعام لأنه مرتبط بموسم الأسماك التى تظهر بعد رحيل القناديل، ويرجع انتشار القناديل بكثرة هذا العام بسبب اصطياد الأهالى وبعض الصيادين لـ«الترسة البحرية» أو «السلحفاة البحرية» التى تتغذى على القناديل فى البحر وسط غياب الرقابة المائية من قبل المسئولين على المسطحات المائية وهيئة الثروة السمكية.

ويضيف الحاج حمدى، أنه انتشر بيع هذه السلاحف فى أسواق الأسماك بالإسكندرية فى الآونة الأخيرة باختلاف أحجامها ما بين صغير الحجم وكبير الحجم ما يجعلها مهددة بالانقراض ولهذا السبب هاجمت القناديل الشواطئ لأن وسيلة الحماية غير متوافرة لذلك يجب إعادة تربية الترسة البحرية للحد من انتشار القناديل، مشيرًا إلى أنه هناك العديد من المشاكل التى تقابلهم بسبب انتشار القناديل وهى قلة وجود الأسماك لأنها تقوم بطردها بعيدًا عن الشواطئ كما أنها تعمل على سد شباك الصيد.

فى المقابل أكد اللواء أحمد حجازى، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، أن قناديل البحر ظاهرة طبيعية ولم تتخط معدلاتها الطبيعية التى تظهر كل عام فى شواطئ الإسكندرية، إلا أن الإدارة استعدت لمواجهة تلك الظاهرة حيث تم وضع نقاط تمركز للإسعافات الأولية فى كل شاطئ وبها زجاجات خل وليمون لمواجهة لدغات قناديل البحر.

وأضاف حجازى أن الإدارة قامت بمخاطبة جهاز شئون البيئة والمركز القومى لعلوم البحار ويتم حاليًا دراسة أبعاد تلك الظاهرة، مشيرًا إلى أن قناديل البحر لها قيمة غذائية كبيرة، يمكن الاستفادة منها خاصة أنها تعد من الوجبات المفضلة لبعض الدول مثل شرق آسيا وقد قامت مصر بتصدير 400 طن من قنديل البحر عام 2004.

وفى سياق متصل، أصدرت وزارة البيئة بيانا عاجلا بشأن انتشار قناديل البحر على سواحل البحر المتوسط أوضحت خلاله أنه بعد ظهور بعض أنواع من قناديل البحر بساحل البحر المتوسط المصرى، قامت الوزارة بتشكيل مجموعة عمل علمية متخصصة فى مجال علوم البحار لبحث ودراسة هذه الظاهرة وأسبابها وكيفية التعامل معها، وعلى الفور قامت مجموعة العمل بالتنسيق مع أجهزة الوزارة وجهاز شئون البيئة وفرع الجهاز بالإسكندرية والمحميات الطبيعية بالمنطقة الشمالية لمتابعة هذه الظاهرة.

وأوضحت الوزارة فى بيانها أن النوع المتسبب فى هذه الظاهرة هو نوع Rhopilema nomadica وهو من الأنواع المسجلة فى البحر المتوسط منذ عقود، وعلى مستوى إقليم البحر المتوسط منذ عقود، وعلى مستوى إقليم البحر المتوسط فإنه جار البحث فى دراسة هذه الظاهرة حيث تم تسجيل انتشار هذا النوع خلال هذا العام فى موسم الشتاء فى لبنان وإسرائيل وقبرص، وهى ظاهرة غير مسبوقة، كما ازداد امتداده الجغرافى على الساحل المصرى حيث كان يتركز على سواحل العريش وبورسعيد ودمياط ولكنه امتد مؤخرا إلى الساحل الشمالى الغربى.

وهذه الظاهرة تستدعى مزيدا من الدراسة على مستوى إقليم البحر المتوسط لاسيما أن مصر مشتركة فى شبكة رصد القناديل البحرية بالبحر المتوسط والتى تشرف عليها المفوضية الأوروبية لحماية البحر المتوسط وتتخذ من إمارة موناكو بفرنسا مقرا لها، وأضافت أنه على الرغم من انتشار ذلك النوع بالبحر المتوسط إلا أنه لم يتم تسجيل أى انتشار كثيف له سواء فى البحر الأحمر أو خليج السويس.

وبصورة عامة فإن انتقال قناديل البحر على مستوى بحار ومحيطات العالم ظاهرة طبيعية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتغيرات المناخية والتلوث والصيد الجائر للأسماك والسلاحف البحرية، فقد سجل التاريخ انتقال نوع Mnemiposis leidyi من المحيط الأطلسى عير مضيق جبل طارق، وقد عرف هذا النوع بشراسته بل وامتد غطاؤه الجغرافى إلى البحر الأسود وتسبب فى خسائر مادية هائلة. وأشارت البيئة فى بيانها إلى أن فى إطار قيام الوزارة بتوعية الجمهور بماهية قناديل البحر Jellyfish، تود وزارة البيئة بيان صفات هذا الكائن وخصائصه وأهم ما يتعلق به، وما يهم المواطن المصرى معرفته عن هذا النوع وكيفية التعامل معه خاصة فى ظل موسم الإجازات الحالى.

وقد صرح الدكتور محمد العيسوى، رئيس محميات المنطقة الشمالية، خلال مؤتمر وزارة البيئة، أنه تم إطلاق أكثر من 40 سلحفاة لمعالجة ظاهرة انتشار قناديل البحر، مضيفا أنه تم إطلاق سلاحف صغيرة فى عدد من الشواطئ منها الإسكندرية ومرسى مطروح، ويأتى ذلك فى إطار برنامج رصد السلاحف لإعادة التوازن.

وفيما يتعلق «بلسعة» قنديل البحر، فتختلف لسعة قنديل البحر حسب نوعه، وحسب عدد الخلايا اللاسعة التى تخترق جلد الإنسان، وتتميز قناديل البحر بأنها تظل قادرة على اختراق جلد الإنسان ولسعه حتى إن كانت ميتة. أما عن أعراض لسعة قنديل البحر، فتبدأ بطفح جلدى بسيط يزداد شيئًا فشيئًا ويسبب التهابا شديدا وتورما للجلد، ويشعر المصاب عادةً بحرقة فى الجلد، وتبقى آثار اللسعة لمدة يوم تقريبًا قبل أن تزول، ويرافقها تقلص فى العضلات، وعادة ما يحدث احمرار وتورم فى الجلد، وقد تحدث أحيانًا بعض الحروق وتسبب تشوهات دائمة لا يمكن شفاؤها، وحول الإسعافات الأولية للسعة قنديل البحر، ينصح بعدم القلق فور التعرض للسعة، ويجب تهدئة المصاب، وعدم لمس المنطقة الملسوعة، ووضع مياه دافئة فوق مكان اللسعة.

ويمكن وضع المياه المالحة فوق مكان الّلسعة، ووضع خل أو ليمون على منطقة اللسع، وذلك لمعادلة مادة اللسع قلوية التأثير، وفى حالة استمرار آلام اللسع يقترح اللجوء إلى الإشراف الطبى، ويجب استخدام المسكنات لتخفيف الألم الناتج عن اللسعة، ولا يستخدم الماء العذب لغسل الجلد أو وضع الثلج عليه، بجانب المتابعة مع نقطة الإسعاف التابعة لوزارة الصحة المتواجدة بالشواطئ.