الفريق أسامة الجندى قائد القوات البحرية: الأوضاع غير المستقرة وتداعياتها على الأمن القومى تتطلب امتلاك قوات بحرية قوية وحديثة
أكد الفريق أسامة الجندى قائد القوات البحرية أن حجم التهديدات التى تواجه المنطقة يتطلب امتلاك القوات البحرية المصرية أحدث المعدات القتالية حتى تتمكن من تنفيذ جميع المهام داخل وخارج حدودنا وأن الصفقات التى تم التعاقد عليها خلال العامين الماضيين ساهمت بشكل كبير فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية.
وقال فى حوار خاص لـ«السوق العربية» إن العلاقة الجيدة بين مصر وفرنسا كان لها الأثر فى حصول مصر على حاملات الطائرات المروحية من طراز ميسترال، مشيرا إلى أن هذه المعدات لها القدرة على تجميع عناصر الأسلحة ومساعدة القوات المسلحة على مكافحة الإرهاب فى سيناء.
وأضاف الفريق الجندى أن حاملات المروحيات لا تعمل منفردة فى المسرح البحرى بصفة عامة وإنما يكون عملها ضمن تشكيل بحرى مكون من عدة وحدات بما يكفل توفير وتنظيم جميع أنواع الدفاعات.
وأوضح أن القوات البحرية تعمل بالتعاون مع الأجهزة المختلفة فى القوات المسلحة على درء مخاطر الهجرة غير الشرعية التى يتعرض لها الكثير من أبناء الوطن، لافتا إلى أن هذه الظاهرة عالمية وتتراوح نسبتها من 10 إلى 15٪ من عدد المهاجرين فى العالم.
■ البعض يتحدث عن فكرة أن حاملة المروحيات تكلفة تشغيلها عالية جداً وغالباً ما يقتصر اقتناؤها على الدول الكبرى.. ما التحول الذى حدث لنمتلك وحدة بهذا الحجم؟ وكيف تساهم هذه الحاملات فى رفع تصنيف الجيش المصرى والقوات البحرية؟
- الأوضاع غير المستقرة التى تمر بها المنطقة وتداعيتها على الأمن القومى المصرى بالإضافة إلى حجم التهديدات والعدائيات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية يتطلب امتلاك قوات بحرية قوية وحديثة لها القدرة على تنفيذ كافة المهام داخل وخارج حدود الدولة.
وبالنظر إلى منطقة الشرق الأوسط نجد أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تمتلك هذا الطراز من الحاملات وتساهم هذه الحاملات فى رفع تصنيف الجيش المصرى والقوات البحرية بقدراتها القتالية العالية وكبر مدة بقائها بالبحر والقدرة على تحميل قوات أسلحة مشتركة وإدارة أعمالها القتالية.
■ على مدار العامين الماضيين تم تسليح القوات البحرية وتزويدها بصفقات على درجة كبيرة من الأهمية مثل الفرقاطة (فريم) لنشات صواريخ سليمان عزت- لنش صواريخ مولينا من الجانب الروسى وأخيراً ميسترال بالإضافة إلى صفقات الغواصات الألمانية.. كيف ساهمت هذه الصفقات فى رفع قدرات القوات البحرية؟
- إن الصفقات التى تم تسليح القوات البحرية بها على مدار العامين الماضيين ساهمت بشكل مباشر فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل فى المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية فى أقل وقت ما يساهم فى دعم الأمن القومى المصرى فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حالياً.
■ القيادة السياسية وعلاقتها الجيدة بدولة فرنسا.. هل كان لها الأثر فى حصول مصر على هذه الصفقة من حاملات الطائرات المروحية من طراز ميسترال؟
- تجمع مصر وفرنسا علاقات تاريخية ليست فقط على المستوى السياسى لكن تمتد لتربط أواصر الصلة فيما بين الشعبين بموروثها الثقافى والحضارى أيضاً. وقد أدى تقارب الرؤى الاستراتيجية فيما بين القيادة السياسية لبلدينا، ونتيجة للتوافق السياسى للدولتين اتجاه قضايا مكافحة الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار فى المنطقة وقعت مصر وفرنسا العديد من الاتفاقيات فى مجال التسليح وحصلت مصر بموجبها على حاملات المروحيات طراز ميسترال، بالإضافة للفرقاطة متعددة المهام طراز فريم والقرويطات طراز جويند.
■ ما الأهمية الاستراتيجية التى يمكن لحاملة المروحيات طراز ميسترال أن تقدمها لمصر فى مجال مكافحة الإرهاب بسيناء؟ وكيف يمكن الاستفادة منها فى تأمين حقول الغاز المكتشفه فى البحر المتوسط؟
- إن حاملات المروحيات طراز ميسترال لها القدرة على تجميع عناصر الأسلحة المشتركة على متنها، قوات برية، عناصر القوات الخاصة بالإضافة للمدرعات والمركبات وكذا طائرات الهليكوبتر ما يمكن حاملة المروحيات من تنفيذ كافة المهام القتالية الموكلة إليها داخل وخارج حدود جمهورية مصر العربية وتأمين كافة مصادر الثروات القومية بأعالى البحار وعددها (99) منصة بترول وغاز.
■ هل تم إنهاء صفقة المروحيات المنتظر أن تعمل على ميسترال؟ وماذا عما يتردد بين الحين والآخر عن صفقة مروحيات (كا 52) الروسية لتعمل على حاملتى المروحيات؟
- إن القوات البحرية بالتنسيق مع القوات الجوية من خلال لجان فنية متخصصة تقوم بدراسة العديد من العروض المقدمة من الدول الصديقة ونحن الآن بصدد اختيار العرض المناسب الذى يتميز بالكفاءة القتالية العالية ويتماشى مع طبيعة مسرح العمليات والمهام العملياتية المكلفة بها حاملة المروحيات.
■ هل يحتاج تحريك حاملة المروحيات فى السواحل المصرية إلى إجراءات حماية وتأمين معينة من خلال المقاتلات أو لنشات الصواريخ لتأمين خط سيرها؟ وما الفرق التقنى والفنى بين حاملة الطائرات المقاتلة وحاملة المروحيات؟
- إن حاملات المروحيات بصفة عامة لا تعمل منفردة فى المسرح البحرى، وإنما يكون عملها ضمن تشكيل بحرى مكون من عدة وحدات بما يكفل توفير وتنظيم جميع أنواع الدفاعات عن عناصر التشكيل البحرى. أما بالنسبة للشق الثانى من سؤالكم بحاملات الطائرات فهى أكبر الوحدات البحرية الموجودة حالياً، تحمل على متنها الطائرات المجنحة بالإضافة إلى التجهيزات الفنية الموجودة على سطح الحاملة الخاصة بالمقاتلات التى تساعد على إيقافها أثناء الهبوط أما حاملة المروحيات فهى منوطه فقط بحمل نوع واحد من الطائرات وهى الطائرات العمودية.
■ هل يمكن لحاملة المروحيات ميسترال أن تؤدى دور فى المنطقة العربية خلال الفترة المقبلة؟
- فى ظل الأحداث التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة التى أدت إلى حالة من عدم الاستقرار لبعض الدول وما ترتب عليه من انتشار الأعمال الإرهابية الذى أمتدت آثاره لتشمل العديد من دول العالم ومصر بتاريخها ومكانتها هى قلب الوطن العربى، ومصالحنا القومية والاستراتيجية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأشقائنا فى الخليج العربى إن الأمن القومى الخليجى هو جزء من الأمن القومى المصرى وعندما يتطلب الموقف اشتراك الميسترال فى تنفيذ مهام بالمنطقة العربية فإن مصر لن تتوانى فى مساندة أشقائنا فى الخليج العربى.
■ هل الحاملة (أنو السادات) ستتولى تأمين ساحل البحر الأحمر بينما الحاملة (جمال عبدالناصر) ستتولى تأمين البحر المتوسط؟
- إن حاملات المروحيات طراز ميسترال (جمال عبدالناصر- أنور السادات) هى وحدات من ضمن وحدات القوات البحرية يتم تكليفها بتنفيذ المهام العملياتية المختلفة داخل وخارج حدود الدولة طبقاً لطبيعة المهمة والعدائيات المنتظرة دون تحديد مسبق لمناطق عمل الوحدات.
■ كيف جاءت فكرة تسمية حاملتى المروحيات (ناصر والسادات) ومن اقترح الأسماء؟
- عادة ما تطلق أسماء القادة والزعماء أو المعارك الحربية، وأسماء المدن على وحدات القوات البحرية هنا فى مصر أو فى البحريات العالمية. وعرفاناً منا بالجميل لزعمائنا السابقين (الزعيم جمال عبدالناصر- الزعيم أنور السادات) وتقديراً لدورهما الجليل فى إضاءة التاريخ المصرى والعربى بأحرف من نور جاءت فكرة تسمية حاملتى المروحيات ناصر والسادات.
■ كيف تم الاتفاق على عقود الصيانة والتأمين الفنى الخاصة بحاملتى المروحيات (ناصر والسادات)؟ وما أهمية توفير التأمين الفنى لأى معدة داخل القوات البحرية؟ وهل هناك أرصفة حربية يتم بناؤها وتجهيزها للحاملة (السادات)؟
- تم الاتفاق على عقود الصيانة والتأمين الفنى من خلال عقود متكاملة بين الجهات المختصة بالقوات البحرية والشركة المصنعة للحاملات (DCNS) تلتزم الشركة المصنعة من خلال هذه العقود بعمل الصيانات الدورية المطلوبة بما يحقق التأمين الفنى لتلك الوحدات وذلك لضمان جاهزية الحاملتين للقيام بكافة المهام القتالية الموكلة إليهما. وقد تم الاستعداد لاستقبال حاملتى المروحيات طبقاً لجدول زمنى روعى فيه استكمال كافة الاستعدادات الفنية والإدارية لاستقبال تلك الوحدات وقد شملت الإجراءات سالفة الذكر بناء وتجهيز الأرصفة الجديدة بكافة الخدمات البحرية التى تؤمن تراكى تلك الوحدات عليها.
■ القوات البحرية لم تكن تمتلك من قبل حاملات مروحيات.. هل سيتم تدريس حاملات المروحيات ضمن مناهج الكلية البحرية؟ وكيف سيتم تدريب الطلبة عليها؟
- إن القوات البحرية منذ نشأتها وحتى وقتنا المعاصر تنتقل رايتها من جيل إلى جيل وتبقى دائماً رايتها عالية خفاقة.. فطلبة الكلية البحرية يتم تدريبهم وتسليحهم بأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا خلال (4) سنوات بما يمكنهم من العمل على الوحدات البحرية الحديثة [حاملات المروحيات طراز ميسترال- الفرقاطة متعددة المهام طراز فريم- لنشات الصواريخ طراز سليمان عزت-.....] وكما حرصنا على بناء الأسس العلمية لطلبة الكلية البحرية، فإن الحلقة التعليمية لا تنتهى عند هذا الحد وإنما يتم ثقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم من خلال التدريب العملى على جميع وحدات القوات البحرية والتى تشمل الوحدات البحرية المنضمة حديثاً.
■ فى ظل الأحداث الراهنة حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية وغرق بعض الافراد أثناء هذه المحاولات.. ما دور القوات البحرية فى مكافحة هذه الظاهرة؟
- إن الهجرة غير الشرعية تعتبر ظاهرة عالمية موجودة فى كثير من دول العالم والتقديرات الصادرة عن منطقة العمل الدولية تشير إلى أن حجم الهجرة غير الشرعية يتراوح بين 10 و15% من عدد المهاجرين فى العالم، ولمجابهة هذه الظاهرة يجب تكاتف وتعاون جميع دول العالم للقضاء على هذه الظاهرة والعمل على معالجة أسباب حدوثها.
من هذا المنطلق حرصت القوات البحرية بالتعاون مع الأجهزة المختلفة فى القوات المسلحة فى درء المخاطر التى يتعرض لها الكثير من ابناء هذا الوطن الغالى الذين يتم التغرير بهم لتهجيرهم إلى دول اخرى وتعرضهم لمخاطر الغرق، وقد قامت القوات البحرية بإحباط العديد من عمليات الهجرة غير الشرعية تمكنت فيها من إنقاذ آلاف الارواح، وعلى سبيل المثال وليس الحصر قامت القوات البحرية اعتباراً من يناير 2016 وحتى الآن بالقبض على عدد(2310) مهاجرين غير شرعيين، وخلال شهرى أغسطس وسبتمبر 2016 فقط تم القبض على عدد (9) بلنصات تقوم بأعمال الهجرة غير الشرعية على متنها عدد (1517) مهاجرا غير شرعى.
كما تقوم القوات البحرية بتكليف وحدات المرور والنشاط القتالى بتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه فيها والقبض على المخالفين وتسليمهم لجهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.