السوق العربية المشتركة | السفير الدكتور عز الدين العوامى القائم بأعمال السفارة الليبية بإيطاليا: عجلة الإنتاج انطلقت فى ليبيا بعد تصدير النفط بفضل الجيش الوطنى الليبى

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 29 أبريل 2025 - 01:35
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري

السفير الدكتور عز الدين العوامى القائم بأعمال السفارة الليبية بإيطاليا: عجلة الإنتاج انطلقت فى ليبيا بعد تصدير النفط بفضل الجيش الوطنى الليبى

السفير الدكتور عزالدين العوامى القائم بأعمال السفارة الليبية بروما
السفير الدكتور عزالدين العوامى القائم بأعمال السفارة الليبية بروما

أكد السفير الدكتور عزالدين العوامى القائم بأعمال السفارة الليبية بروما أن العمل السياسى يمر بصعوبات فى ليبيا وهناك محاولات لخلق اتفاق سياسى إلى جانب بعض الأزمات الاقتصادية التى تمر بها البلاد وأهمها عدم وجود سيولة بالمصارف، وأوضح السفير الليبى بروما أن المسار العسكرى هو الأكثر استقرارا بليبيا من خلال الجيش الوطنى الليبى والذى من خلاله تتم عملية محاربة البؤر الإرهابية والآن أصبح الجيش الليبى الوطنى يسيطر على معظم المناطق فى ليبيا ويفرض فيها الأمن على أعلى مستوى، كما أن الجيش الوطنى الليبى فرض السيطرة على عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية المهمة فى البلاد والمتمثلة فى الموانئ والحقول النفطية وهو يعد أهم مصدر لقوت الشعب الليبى.

وأشار الدكتور عز الدين العوامى إلى أن الهجوم والانتقاد الذى واجهته ليبيا شعبا وجيشا فى الفترة الأخيرة من بعض الدول جاء نتيجة لتسرع تلك الدول فى أحكامها مؤكد أن هذا الموضوع شأن وطنى ليبى والقيادة المخولة لإدارة البلاد والمتمثلة فى البرلمان الليبى هى من أعطت للجيش الوطنى الليبى الشرعية لهذا العمل العظيم وسط ترحيب كبير من الشعب الليبى والإدارة السياسية.

وقال القائم بأعمال السفارة الليبية بإيطاليا فى حواره لجريدة السوق العربية المشتركة إن مصر تعتبر من أكثر الدول التى تؤيد وتدعم الشعب الليبى والقيادات السياسية والوطنية.

وإلى نص الحوار:

مصر تؤيد وتدعم الشعب الليبى والتصريحات المعادية لنا من بعض الدول كانت «متسرعة»

■ كيف ترى الأحداث التى تتم حاليا بليبيا ومدى تأثيرها على الشعب الليبى فى ظل العمليات الإرهابية المنتشرة فى ليبيا؟

- هناك ثلاثة مستويات لا بد أن نتحدث فيها وأولها العمل السياسى وهو موضوع يمر ببعض الصعوبات وهناك محاولات لإجراء اتفاق سياسى وهذا به نقاط اختلاف أيضا هناك بعض الأزمات الاقتصادية التى تمر بها البلاد وعلى رأس هذه المشاكل عدم وجود سيولة فى المصارف وأكثر مسار به تقدم فى مختلف المسارات بليبيا هو المسار العسكرى من خلال الجيش الليبى الوطنى والذى من خلاله تتم عملية محاربة البؤر الإرهابية والآن الجيش الوطنى أصبح يسيطر على مناطق شاسعة بليبيا ويفرض فيها الأمن على أعلى مستوى بالإضافة إلى أن الجيش الوطنى فرض السيطرة على عدد كبير من المؤسسات الاقتصادية المهمة بليبيا والمتمثلة فى الموانئ والحقول النفطية وهو يعد أهم مصدر لقوت الليبين والإرهاب فى ليبيا فى طريقه للهزيمة ففى كل يوم يحقق أبناء ليبيا انتصارا جديدا على الإرهاب والإرهابيين بالإضافة إلى الدعم الحقيقى من المجتمع الدولى والدول الصديقة والمجاورة وعلى رأسها مصر الشقيقة.

■ ماذا عن دوركم فى روما ودول الغرب بالنسبة للهجوم الغربى على ليبيا عندما تمت السيطرة على حقول النفط بليبيا وما واجهته ليبيا من انتقاد غربى على الجيش الليبى وكيف كان ردكم كسفير لليبيا بدولة أوروبية؟

- فى الحقيقة أن هذا الموضوع شأن وطنى ليبى والقيادة المخولة لإدارة البلاد هى من أعطت للجيش الليبى الشرعية فى أى عمل يساهم فى ضبط الأمن والنظام فى ليبيا، وبالتالى فإن رد السلطة التشريعية والشارع الليبى والبرلمان كانت هناك ردود فعل شعبية وسياسية واسعة ضد التسرع من قبل المعترضين على هذا الأمر لعدم فهم ما قام به الجيش الوطنى ولعل تسليم الجيش الوطنى هذه الموانئ والحقول للمؤسسة الليبية للنفط بعد السيطرة عليها أفضل رد على هذه التصريحات، وأبشر كل المتعاطفين مع الشعب الليبى بأنه تم بالفعل تصدير النفط، فنحن متوقفون عن التصدير منذ عامين لكن بعد سيطرة الجيش على الحقول والموانئ النفطية بدأت ليبيا فى تصدير النفط فى خلال أقل من أسبوع وبالتالى تكون هذه التصريحات التى ظهرت كانت متسرعة فعلا وليست لها مصداقية.

■ هل تراجعت الرؤية والفكرة لدى المجتمع الدولى؟

- لا نستطيع أن نقول المجتمع الدولى كله ولكن هناك بعض الدول دعمت ما قام به الجيش الوطنى خاصة الدول المجاورة والصديقة وأولها مصر والدول دائمة العضوية بمجلس الأمن مثل الصين وروسيا وبعض الدول الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن كان لهم دور فى ذلك من خلال محاربة الإرهاب ومصر أيدت ما قام به الجيش الليبى ولعل كلمة الرئيس السيسى فى الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت واضحة وصريحة بهذا الخصوص ولا نستطيع أن نقول أن المجتمع الدولى كله يعترض على ما قام به الجيش الوطنى الليبى، وكما قلت أن هذه الدول تسرعت كثيرا فى تصريحاتها ومن يريد سيطرة على ليبيا غير سيطرة الجيش الوطنى يعنى وأقولها بصراحة يعنى أنه لا يريد أن يعود تصدير النفط من ليبيا، وبالتالى استمرار الأزمة الاقتصادية واستمرار معاناة الشعب الليبى.

■ بمناسبة ذكركم كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالأمم المتحدة كيف رأيت كلمة أمير قطر فى اتهامه لمصر بأنها تقف إلى جوار ليبيا؟

- العلاقة بين مصر وليبيا قد لا يفهمها البعض للأسف حتى الحكام فى بعض الدول لا يفهموها ولا يعرفوا أن العلاقة بين مصر وليبيا علاقة تاريخية ودائما الشعب المصرى يقف إلى جوار شقيقه الشعب الليبى فقد قرأنا فى التاريخ وسمعنا من أجدادنا وآبائنا ما كان يقدمه الشعب المصرى فى فترة مقاومة الاحتلال الإيطالى فى ليبيا وما يحدث الآن ليس غريبا عن الواقع التاريخى بين ليبيا ومصر وقد لا يتفهم «تميم» أو غيره أن هناك علاقة قوية بين البلدين ولا يمكن للشعب المصرى أن يترك أشقاءه من أبناء ليبيا ليقاوم الإرهاب وحيدا، وبالتالى فإن كلمة أمير قطر كانت غير مقبولة ولم يرض عنها أحد من الشعب الليبى، وأعتقد أن كلمة «تميم» أساءت لدولة قطر قبل أن تسىء لنا وبالنسبة لمصر أو ليبيا فإن مثل هذه التصريحات لا تؤثر وليس لها أى اعتبار فى الحقيقة.

■ كيف ترى الفترة القادمة فى ليبيا وهل سيكون هناك تغيير فى رؤية بعض من المجتمع الدولى وهل ستتغير النظرة فى الفترة القادمة وهل سيكون هناك رفع حظر عن استيراد الأسلحة للجيش الليبى؟

- الواقع يقول إن المصالح هى التى تحكم العلاقات بين الدول وبالتالى فإن كل دولة من هذه الدول تبحث عن مصالحها فى ليبيا وعندما قلت إن تصريحات بعض الدول فيها نوع من التسرع لأن هذه الدول جميعها لديها مصالح فى ليبيا وجميعها لديها شركات بليبيا وقد يكون مسئولون فى هذه الدول نفسها لديهم شركات خاصة فى المجال النفطى والاقتصادى بليبيا، وبالتالى عندما عاد النفط للتصدير وبدأت الشركات تعمل والأمور تستقر نرى بعد هذا التطور الإيجابى الذى حدث فى مجال النفط كثيرا من الدول ستعيد نظرتها نحو ليبيا وهذا ما أتوقعه وأتمناه أن يحدث عجلة الإنتاج انطلقت فى ليبيا ولن تتوقف أبدا إلى حين عودة عملية إنتاج النفط فى ليبيا إلى المستوى المأمول كما كانت عليه وإنتاج ليبيا اليوم هو مليون وستمائة ألف برميل يوميا.

■ هل من الممكن فى القريب العاجل أن يكون هناك رفع حظر على استيراد الأسلحة للجيش الوطنى؟

- نتمنى ذلك وأن يكون هناك استيراد أسلحة للجيش الوطنى الليبى وقرار حظر الأسلحة لليبيا كان منذ عام 2011 وفى الفترة السابقة كانت هناك مبررات نظرا لوجود الميليشيات الإرهابية ولم تكن هناك قيادات عسكرية واضحة وقتها والأمر الآن مختلف وأصبح متغيرا وواضحا أنه الآن قيادة عسكرية تتبع مجلس النواب وأيضا ليس هناك مبرر لتأجيل السماح للشعب الليبى بشراء الأسلحة لجيشه الوطنى.

■ ماذا عن رؤيتكم فى الأيام القادمة لمستقبل ليبيا السياسى والاقتصادى؟

- الأيام القادمة ستشهد عودة تصدير النفط بقوة وحاليا الموانئ بدأت فى العمل بقوة والحقول النفطية عادت لها الحياة من جديد وعودة الحياة للمؤسسات الاقتصادية المهمة والمتمثلة فى حقول وموانئ النفط تساعدنا كثيرا فى حل المشاكل الاقتصادية التى تعانى منها البلاد والتى أدت إلى معاناة الشعب الليبى فى الأزمات الاقتصادية وهذه الخطوة مهمة جدا للاستقرار السياسى والاقتصادى فى ليبيا وسوف يعزز من دعم الشعب الليبى للمؤسسة العسكرية، وبالتالى يعزز من فرص الوصول للحلول السياسية والتوافقات السياسية التى تؤدى إلى بناء دولة قوية خالية من الميليشيات الإرهابية وتسيطر على البلاد مؤسسات أمنية محترمة سواء من الشرطة أو المؤسسة العسكرية.

■ ليبيا بها خيرات كثيرة وتعداد سكانها ليس بالكثير وكان الشعب الليبى من الشعوب التى تعيش فى رغد من العيش، فليبيا كانت ومازالت دولة غنية وبها ثروات فما الذى أدى إلى قيام بعض الشباب بهذه الأعمال الإرهابية وهل هذا كان مخططا خارجيا ومؤامرة فى الدولة العربية خاصة ليبيا؟

- الموضوع ليس اقتصاديا فقط لكن له عدة جوانب ثقافية واجتماعية وسياسية ونعم كان فى السابق إيرادات ليبيا ضخمة وكانت أسعار النفط عالية لكن لم تكن تصل هذه الأموال للشعب الليبى بالطريقة التى نتمناها جميعا وأيضا كان هناك بعض المشاكل الاجتماعية والثقافية التى أدت إلى اتجاه بعض الشباب لتلك الأفكار المتطرفة وللأسف لم يظهر لهذه المشاكل فكانت هناك أخبار تقول أن النظام السابق كان يساعد هؤلاء المتطرفين على الهجرة إلى العراق فى هذا الوقت محاولة منم لخلق المشاكل فى بعض الدول الأخرى أيضا لا يمكن أن ننسى أن هناك بعض الجهات التى لا تريد للشعب الليبى الاستقرار والأمن، وبالتالى كان هناك أطراف لا تريد الاستقرار فى البلاد وكل هذه العوامل أدت إلى ما حدث فى ليبيا فى الفترات السابقة.

■ كيف ترى الفترة القادمة وضرورة أن تقوم الإدارة السياسية باحتضان هؤلاء الشباب وأن ينتبهوا إلى تلك المؤامرات وهل ترى أنه يجب أن يكون هناك تغيير فى أسلوب الإدارة لاحتضان هؤلاء الشباب فيما بعد؟

- لابد من خلق ظروف مثالية للشباب من حيث متطلباتهم واحتياجاتهم ولابد من النظر إليهم بروح متفتحة وليس بطريقة منغلقة، فهناك مشاكل حياتية بوجه عام يعانى منها الشباب، فالشباب هم مستقبل الشعوب والأوطان ولا بد أن نجعل الشباب يشاركون فى وضع الحلول والمقترحات وبالتالى سيتم إبعاد الأفكار المتطرفة من الشباب.

■ ماذا عن دور التعليم فى ذلك؟

- لا بد أن ينظر للشباب فى جميع الجوانب منها التعليمية والسياسية والثقافية والرياضية وغيرها وفى كل المتطلبات والتعليم طبعا له دور كبير فى ذلك إلى جانب كل الجوانب التى ذكرناها وبالتالى نستطيع خلق مناخ جيد للشباب فى الحياة ونبعدهم عن وسائل العنف والتطرف والأفكار الهدامة.

■ هل ترى أنه حان الوقت لتماسك الدول العربية وأن يعود الاقتصاد العربى المهاجر لنا من جديد وأن نقوم بإنشاء سوق عربية مشتركة قوية؟

- نتمنى ذلك طبعا ونحن لا نقول حان الوقت فهذا الموضوع منذ زمن كان لا بد أن يتم فكانت فكرة السوق العربية المشتركة ومثلا دولة مثل مصر غنية بخبرات أبنائها وبالأيدى العاملة الماهرة وهناك الدول الخليجية الغنية بثرواتها ودولة مثل ليبيا غنية بثرواتها والسودان غنية بالأيدى العاملة والثروات فإذا تم التوفيق والتجانس بين كل هذه الدول العربية يمكن أن تخلق نشاطا ورابطة قوية بين تلك الدول ولكن هناك ظروفا صعبة تمر بها الدول العربية حاليا وأيضا التدخلات من الأطراف الخارجية تؤثر على استقرار النشاط الاقتصادى فى الدول العربية بمعنى أن التأثيرات لهذا الأمر تأتى من خارج حدود الدول العربية.

■ هل ترى أننا بعد أن تخرج الدول العربية من أزماتها من الممكن أن نخلق سوقا عربية مشتركة قوية؟

- إننا نتمنى ذلك ودائما أنا متفائل بأنه سوف يحدث الأفضل لنا جميعا وسوف نصل إلى الأفضل والقادم أفضل إن شاء الله.

■ سيادة السفير هل تريد إضافة أى جديد للحوار؟

- أشكركم وأشكر جريدة السوق العربية المشتركة التى أتاحت لى هذا الحوار الشيق وأتمنى لكم كل التوفيق وللصحافة العربية كل التوفيق بما فيه مصلحة بلادى ليبيا ومصر وجميع الدول العربية أن تنعم بالخير والتقدم والسلام دائما.