السوق العربية المشتركة | حرب الاستنزاف مهّدت للمعركة الحاسمة والعبور

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 09:33
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

حرب الاستنزاف مهّدت للمعركة الحاسمة والعبور

  اللواء طلعت موسى يتحدث لمحررة السوق العربية
اللواء طلعت موسى يتحدث لمحررة السوق العربية

الرائد سمير نوح أحد أبطال المجموعة «39 قتال» لـ«السوق العربية»:

كشف الرائد سمير نوح، أحد أبطال المجموعة «39 قتال»، عن سبب وصف «موشيه ديان» للمجموعة بالأشباح، وذلك يرجع إلى أن المجموعة لم تكن تترك أثرا خلفها بعد تنفيذ أى عملية، كما كانت أول عملية وكانت ناجحة بنسبة 100% وقادها العميد إبراهيم الرفاعى وكان وقتها برتبة مقدم وكانت أيضاً قبل تكوين المجموعة وهذه العملية جعلت الفريق محمد أحمد صادق وكان وقتها مدير المخابرات الحربية يقول: «إحنا عندنا ناس أبطال ممكن يقوموا بأعمال ضد العدو ومش هنقف مكتوفى الأيدى»، والجيش المصرى كان فى وضع الاستعداد والتجهيز بعد الاستيلاء على معظم الأسلحة والذخيرة والطيران» و«كلف وقتها الفريق صادق العميد إبراهيم الرفاعى بتكوين مجموعة لعمل عمليات ضد العدو. وكشف “نوح” خلال حوراه لـ“جريدة السوق العربية“ أن الاستطلاع رأى أنه لا توجد أى تأمينات لهذا الموقع الإسرائيلى واستطاع غلوش السباحة وبدلاً من أن يحضر صاروخا واحدا أحضر 3 صواريخ وكان حجم الصاروخ صغيراً فوضع الثلاثة فى “الكيس” وأعطى الإشارة فى الجانب الآخر عن طريق تحريك الحبل وتم سحبه وبعدها تحركوا بسيارتهم إلى إدارة المخابرات والتقوا اللواء محمد أحمد صادق ووأرسلوا الصواريخ للخبراء السوفييت الذين فوجئوا بدورهم مما رأوه وقالوا: ”كنا متأكدين أنكم لن تستطيعوا أن تحضروا صاروخا واحدا فقمتم بإحضار 3 صواريخ».



■ فى البداية، حدثنا أكثر عن المجموعة 39 قتال ودور العميد إبراهيم الرفاعى فيها؟

- أود فى البداية أن أوضح أن الجيش المصرى لم يحارب فى 67، وبعد احتلال العدو الإسرائيلى سيناء، بدأ بالانتشار فى منطقة سيناء، ونشر أسلحة وصواريخ على الضفة الشرقية حتى تضرب على الضفة الغربية لسيناء بالإسماعيلية، ولكى نتحدث عن بداية عمل العميد إبراهيم الرفاعى، فيجب أن نتحدث عن الصواريخ التى كانت تنتشر على طول خط القناة وتضرب المواقع والسيارات التى كانت تتحرك من وإلى الإسماعيلية وإلى بورسعيد»، و«كان فى هذا الوقت الخبراء السوفييت موجودين فى مصر وطلبوا إحدى تلك الصواريخ التى كانت تضرب على المواقع المصرية الموجودة على خط القنال، لكى يتم معرفة مدى قوته وتفجيره ومسافته، ووقتها طلب الشهيد إبراهيم الرفاعى من صديقه النقيب إسلام توفيق قاسم من «الصاعقة البحرية»، أشخاص من الصاعقة البحرية، لأنهم يستطيعون السباحة لمسافات طويلة، ولكى ينفذوا مهمة إحضار الصواريخ»، وفى «4 يوليو 1967» عبر النقيب «إسلام توفيق» وكان معه ملازم أول «رأفت جمعة» والملازم أول «بهجت خضير»، وقد اكتشفوا بعد الاستطلاع، أن القوات الإسرائيلية استولت على مخازن للأسلحة والذخيرة بعد انسحاب القوات المصرية من سيناء، فعبر الشهيد إبراهيم الرفاعى وأحضر مجموعة من الكتيبة 141، كانوا حوالى 4 صف ضباط، وجهزوا كل معدات النسف وعبروا القناة وبدءوا يحزمون الأسلحة والذخيرة فى منطقة «جنيفة» فى الإسماعيلية فى الضفة الشرقية، ونسفنا أكثر من مليون صندوق للأسلحة الذخيرة والمعدات وقطارا محملا بالأسلحة والذخيرة، وكتائب مظلات إسرائيلية وظلت النيران مشتعلة عدة أيام حتى شوهدت فى الزقازيق».

■ هل هذه كانت أول عملية لكم قبل تكوين المجموعة 39 قتال أليس كذلك؟

- نعم كانت أول عملية وكانت ناجحة بنسبة 100% وقادها العميد إبراهيم الرفاعى وكان وقتها برتبة مقدم وكانت أيضاً قبل تكوين المجموعة وهذه العملية جعلت الفريق محمد أحمد صادق- وكان وقتها مدير المخابرات الحربية- يقول: «إحنا عندنا ناس أبطال ممكن يقوموا بأعمال ضد العدو ومش هنقف مكتوفى الأيدى»، والجيش المصرى كان فى وضع الاستعداد والتجهيز بعد الاستيلاء على معظم الأسلحة والذخيرة والطيران» و«كلف وقتها الفريق صادق العميد إبراهيم الرفاعى بتكوين مجموعة لعمل عمليات ضد العدو وفى هذا الوقت كانت قوات الجيش تقف مكتوفة الأيدى وقوات العدو تتأرجح فى سيناء شمالا ويمينا وتضرب المواقع والسيارات وتقوم بطلعات جوية كثيرة، وبدأت القوات تنوع فى الأسلحة وبدأ العديد من الدول يساعدنا وفى هذا الوقت طلب الخبراء الروس احد الصواريخ فطلب الرفاعى من إسلام توفيق قاسم تنفيذ العملية وكان عندنا بطل من برما من الغربية يسمى «عبدالمنعم أحمد غلوش»، وكان قويا جدا فى السباحة وكان الأقوى جسمانيا والأمهر فى السباحة من بيننا ولديه قوة تحمل وعبروا القناة سباحة».

■ كيف تمكنتم من إحضار 3 صواريخ رغم كل المصاعب التى كانت أمامكم؟

- عند عبورهم القناة كان التيار شديداً وكشف الاستطلاع وقتها أنهم حينما سيعبرون من تلك النقطة سيبتعدون عن الهدف بـ2 أو 3 كيلو من شدة التيار وفشلت فكرة الغطس وعبروا عن طريق السباحة فوق المياه بمساعدة المعدات والتجهيزات الموجودة، والذى أعرفه أن الشهيد عبدالمنعم أحمد غلوش عبر بمفرده وهو الذى طلب منهم هذا وتم ربطه بأحد الحبال من “وسطه” وأخذ «كيس بلاستيك» ووضعه فى بدلة الغطس حتى يتمكن من إحضار الصاروخ دون أن تؤثر عليه ملوحة المياه»، كما أن «الاستطلاع رأى أنه لا توجد أى تأمينات لهذا الموقع الإسرائيلى واستطاع غلوش السباحة وبدلاً من أن يحضر صاروخا واحدا أحضر 3 صواريخ وكان حجم الصاروخ صغيراً فوضع الثلاثة فى “الكيس” وأعطى الإشارة فى الجانب الآخر عن طريق تحريك الحبل وتم سحبه وبعدها تحركوا بسيارتهم إلى إدارة المخابرات والتقوا اللواء محمد أحمد صادق ووأرسلوا الصواريخ للخبراء السوفييت الذين فوجئوا بدورهم مما رأوه وقالوا: ”كنا متأكدين أنكم لن تستطيعوا أن تحضروا صاروخا واحدا فقمتم بإحضار 3 صواريخ».

■ ما الذى اكتشف فى الصاروخ؟

- تم تجربة أحد الصواريخ وتعرفنا على مداه وأنه يتراوح من 5 إلى 6 كيلو فقط فقمنا بإبعاد الأهداف أكثر لحوالى 7 كيلو وتم عمل شباك بطول الضفة حتى توقف أى صاروخ يتم ضربه وينفجر فى تلك الشباك، وتم منح الشهيد «غلوش» نوط الجمهورية، وطلب الشهيد إبراهيم الرفاعى من اللواء صادق التصديق على استدعاء صف ضابط وضباط من الصاعقة البحرية للقيام بعمليات تعرضية ضد العدو، وتم تدريبنا بشكل شاق جدا بقيادة النقيب إسلام توفيق قاسم والملازم أول وسام عباس حافظ وملازم أول ماجد مصطفى ومجموعة كبيرة منا وكنا حوالى 25 أو 26 فردا كلنا كنا برتبة “عريف” باستثناء غلوش كان مساعد وهنيدى أبوشريف كان رقيب أول».

■ كيف كانت تدريباتكم؟

- كنا نحضر بالونات ونفردها على حبل غسيل ونضربها من على بعد 200 متر وهى تتأرجح ويجب على كل واحد أن يصيب الهدف من أول طلقة، وتدربنا فى نادى الرماية على «الشواخص»، بأن يكتب كل واحد فينا اسمه بالرصاص ووصلنا لدرجة متقدمة جدا فى التدريب، وكنت الأول فى السباحة، وكنا نعبر مع النقيب إسلام فى النيل وكنا نعبر بالسلاح وبكامل معداتنا ضد التيار والمياه العذبة أثقل من المياه المالحة».

■ ما أكبر وأبرز عملية قمتم بها بعد ذلك؟

- كان هناك عملية مهمة جداً وأطلقنا عليها عملية «كمين جبل مريم» والاستطلاع اللاسلكى المصرى كان يرصد دائما وجود سيارتين تأتيان من اتجاه الشمال أو الجنوب كل يوم فى حدود التاسعة مساء تقوم بعمل دورية بالجهة الموازية للقناة وكلف النقيب إسلام توفيق والرائد احمد رجائى عطية وكان قائد العملية وقبل العملية كلفت بأن أكون قائد التلغيم فى الجانب الأيمن وكان زميلى النقيب عادل فليفل من الشمال وكان اللغم مضاد للدبابات وكفيل بتفجير دبابة وكل مجموعة مكلفة بوضع 6 ألغام فى كل جانب بمعدل لغمين أعلى بعضهما البعض ولا بد من سد كل طريق بلغمين»، و«كنا نجيد التمويه جدا لأنه أهم شىء فى العملية حتى لا يستطيع العدو كشفنا والوصول لنا وكان معى فى العملية الشهيد موسى عبدالعاطى والشهيد محمد عبدالحميد الشامى، وكانا ضاربين «آر بى جى»، وقبل أن نعبر، عبر المرحوم الملازم أول ماجد ناشد ومعه عبدالمنعم غلوش والبطل هنيدى مهدى للاستطلاع حتى يكشفوا المكان، لأنه من الممكن أن يكون هناك كمين وعبروا القناة وأعطونا الإشارة بالأنوار وعبرنا بـ«اللانش» خلفهم وكل واحد منا يحمل لغمين، و«قمنا بوضع الألغام وأثناء مرور السيارتين انفجرت الألغام فى السيارة الأولى وإحنا اشتغلنا بالآربى جى والعربية اللى بعدها دخلت فى اللغم اللى أنا وضعته وأول ما دخلت فى الألغام نزلنا فتحنا النيران بشدة وكانت أول عملية صاخبة تقوم بها القوات المسلحة وعلى مستوى الجيش كله وكانت فى 26/8/1968 وتطايرت أجساد اليهود فى الجو ووجدنا واحد منهم مازال على قيد الحياة وكان اسمه يعقوب رونيه».

■ كيف كان نتائج عملية «كمين جبل مريم» على العدو الإسرائيلى؟

- توقيت عبورنا وتنفيذ العملية كان الساعة 9.30 مساءً وبمجرد وقوع الانفجارات استغاث الإسرائيليين وقالوا إن هناك لواء من الجيش المصرى عبر القناة وكنا وقتها نضرب طلقات خارقة وحارقة وخارقة حارقة كانت تنير السماء وكان “خلصانين” لكن إحنا كملنا و“معتقناش” لان هذه كانت أول عملية نقوم بها والنقيب إسلام ضرب طلقة كاشفة فى المكان نورت المنطقة فوجدنا هذا الجندى يعقوب رونيه ينازع فحمله البطل هنيدى مهدى أبوشريف والشهيد محمود الجيزى ومحمد شاكر وعبروا القناة وجروا به إلى المستشفى لكنه توفى بعدها بحوالى نص ساعة».