السوق العربية المشتركة | «السيسى» أنقذ مصر من حافة الدول الفاشلة وأعادها إلى ريادتها إقليمياً وعالمياً

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 09:38
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«السيسى» أنقذ مصر من حافة الدول الفاشلة وأعادها إلى ريادتها إقليمياً وعالمياً

اللواء طلعت موسى يتحدث لمحررة السوق العربية
اللواء طلعت موسى يتحدث لمحررة السوق العربية

اللواء طلعت موسى أحد أبطال حرب أكتوبر لـ «جريدة السوق العربية»: تلاحم القيادة السياسية والعسكرية وراء نصر أكتوبر 73


أكد اللواء طلعت موسى رئيس عمليات كتيبة مشاة ميكانيكى بالجيش الثانى الميدانى خلال حرب أكتوبر 73 أن تلاحم القيادة السياسية مع القيادة العسكرية فى تناغم وتنسيق كبير جداً هذا سبب رئيس فى إحداث النصر، لأن القيادة السياسية تكمل القيادة العسكرية والعمل العسكرى امتداد للسياسية أو إحدى أدوات الدولة التى تستخدمها لتحقيق أهدافها السياسية أو القومية، وهذا إلى جانب تلاحم الشعب مع القوات المسلحة ظهر هذا جلياً فى حرب اكتوبر 73، حيث كانت الدولة تمر بأصعب مراحلها اقتصادياً بعد نكسة 67، وبالرغم من هذا وتدمير 75% من المعدات الخاصة بالقوات المسلحة، لكن توجهت الجهود كلها إلى المجهود الحربى لأن البنية الاساسية للدولة كانت ضعيفة، إلى جانب الأزمات الاقتصادية التى كنا نمر بها، وبالرغم من كل هذا الشعب لم يعبر عن استيائه على الإطلاق مما يعانيه من مصاعب فى حياته الاجتماعية والاقتصادية، ولكن كانوا يدعمون القوات المسلحة فى تدريبتها وإعداها فى القضاء على العدو الإسرائيلى المحتل. وكشف “موسى” خلال حوراه لـ “جريدة السوق العربية” عن دور الدول الأوروبية والدول الكبرى التى كانت داعمة ومؤيدة لحرب أكتوبر 73، حيث تغير موقف بريطانيا وفرنسا وألمانيا قبل الحرب، حيث قام وزير خارجية فرنسا وبريطانيا بالإعلان أنه من حق الدول العربية أن تسترد أراضيها ثانيةً، ويجب على إسرائيل أن تنسحب من الأراضى التى احتلتها وإيضا هذه التغير حصل مع وزير خارجية ألمانيا الذى أعلن إيضا هذا الكلام، حيث استخدمنا كل الطرق والوسائل السلمية لاستيراد الأرض، كما كان موقف الدول الكبرى من حرب 73 يرجع إلى الإعداد السياسى للمعركة الذى قام به الرئيس الراحل انور السادات فهو فعلاً رجل عظيم لا يجود الزمان بمثله وهو فعلاً صاحب الحرب والسلام.



برلمان 2015 يجب أن يكون قوياً لمواجهة التحديات وممثلاً لجميع طوائف الشعب

 «ثغرة الدفرسوار» كان هدفها الاستيلاء على مدينة للتباهى بها إعلامياً


■ فى البداية.. ماذا تعنى لك حرب أكتوبر فى الذكرى الثانية والأربعين لها؟

- لما بسترجع حرب أكتوبر 73 بعد 42 سنة من هذه الحرب، حيث يستحضرنى الدروس المستفادة منها وكيف نستغلها فى عملية البناء والتنمية وتحقيق الأمن والاستقرار والتلاحم بين الشعب والقوات المسلحة وهذا ما حدث بحرب الاستنزاف وحرب اكتوبر 73، حيث فيها من العظات والعبر والدروس المستفادة ما يكفى لو اقتدينا بها فى هذا الوقت لاجتزنا هذه الازمة التى نمر بها والمرحلة الصعبة المليئة بالتهديدات والتحديدات التى تواجه مصر بما لم يسبق له مثيل على مر التاريخ، وهذه التحديات منها داخلية وخارجية والتحديات الداخلية متمثلة فى الإرهاب الذى يستشرى فى داخل الوطن وبعض أفراد الوطن الذين يدعمون الإرهاب ويستخدمون كمجرد أدوات تحركها الأيدى الخارجية لبث الفرقة والقيام بالعمليات الإرهابية داخل الوطن العربى، فنحن فى أحوج ما يكون فى هذا الوقت لكى نقتدى بمبادئ ومُثل وقيم حرب أكتوبر 73.

■ ماذا كان موقعك أثناء حرب أكتوبر 73؟

- أنا كنت أثناء حرب اكتوبر73 رئيس عمليات كتيبة مشاة ميكانيكى فى النسق الثانى للجيش الثانى الميدانى على مسافة حوالى 12 إلى 15 كيلومترا من الحد الأمامى للدفاعات لقناة السويس، فإن خمس فرق النسق الاول عندما قامت بالهجوم الساعه 2 ظهراً بعد 7 ساعات كانت فى الضفة الشرقية وكان هناك 80 ألف جندى تحركوا من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية، وأصبح مكانهم خاليا فى الضفة الغربية وذلك من خلال تنفيذ التوازن والاتزان الاستراتيجى للقوات والخمس الفرق الموجودة فى الشرق، قامت بعمل رؤوس كبارى اللواءات والفرق خلال ثلاثة وأربع أيام وهذه كانت المهمة الخاصة بنا.

■ اذكر لنا بعض الدروس المستفادة من انتصار أكتوبر 73؟

- أهمها هو تلاحم القيادة السياسية مع القيادة العسكرية فى تناغم وتنسيق كبير جداً، لأن من نتيجة نكسة 67 انفصال القيادة السياسية عن القيادة العسكرية، لكن عندما نرى ما بعد 67 نجد أن تناغم القيادة السياسية مع العسكرية بتنسيق متكامل، لأن القيادة السياسية بتكمل القيادة العسكرية والعمل العسكرى امتداد للسياسية أو إحدى أدوات الدولة التى تستخدمها لتحقيق أهدافها السياسية أو القومية، وهذا إلى جانب تلاحم الشعب مع القوات المسلحة ظهر هذا جلياً فى حرب اكتوبر 73، حيث كانت الدولة تمر بأصعب مراحلها اقتصادياً بعد نكسة 67، وبالرغم من هذا وتدمير 75% من المعدات الخاصة بالقوات المسلحة، حيث توجهت الجهود كلها إلى المجهود الحربى وبالتالى أصبحت البنية الاساسية للدولة ضعيفة، كما كانت هناك عدة أزمات اقتصادية، وبالرغم من كل هذا الشعب لم يعبر عن استيائه على الإطلاق ما يعانيه من مصاعب فى حياته الاجتماعية والاقتصادية، كما كانوا يدعمون القوات المسلحة فى تدريبتها وإعداها فى القضاء على العدو الإسرائيلى المحتل، حيث كان يقوم وفود من جميع فئات الشعب المختلفة ومنظمات المجتمع المدنى بزيارتنا فى الجبهة أثناء التدريب لحرب أكتوبر 73 ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وكان هذا الشعور وهذا الأمان به، لكننا الآن نجد هجوم من بعض فئات الشعب الذى يطلق عليهم أبناء مصر لكنهم لا يستحقون حمل الجنسية المصرية لان الذى يهين القوات المسلحة أو ينال منها وهى التى تقوم بحمابة أرضه ووطنه لا يستحق أن يحمل شرف المصرية ولا شرف المواطنة المصرية، حيث كان هناك تلاحم حقيق بلا حدود بين الشعب والجيش وهذا ما نتطلع إليه من الدروس المستفادة لأن إرادة الشعب هى النافذة وهى التى تحرك الأمال والطموحات.

■ بالتزامن مع تعاوننا العسكرى مع روسيا وفرنسا والصين.. كيف كان موقف تلك الدول من حرب أكتوبر 73؟

- يرجع ذلك إلى السادات فهو فعلاً رجل عظيم لا يجود الزمان بمثله وهو فعلاً صاحب الحرب والسلام، حيث قام السادات بإعداد المجتمع الدولى والمنظمات الدولية والإقليمية والعربية والدول الكبرى، كما قام بإعدادها لتكون مؤيدة لقرار الحرب، وكان يسير بالتوازى الإعداد العسكرى مع السياسى والإعداد السياسى تمثل فى إن بريطانيا وفرنسا والمانيا حصل تغير فى موقف هذه الدول قبل الحرب، حيث قام وزير خارجية فرنسا وبريطانيا بالإعلان أنه من حق الدول العربية أن تسترد أراضيها ثانية، ويجب على إسرائيل أن تنسحب من الأراضى التى لحتلتها وأيضا هذه التغير حصل فى وزير خارجية المانيا أعلن أيضا هذا الكلام، حيث استخدمنا كل الطرق والوسائل السلمية لاستيراد الأرض وهذا يرجع إلى الترابط بين القرار السياسى والقرار العسكرى، كما كان موقف الدول الكبرى من حرب 73 يرجع إلى الإعداد السياسى للمعركة الذى قام به الرئيس الراحل انور السادات على اكثر من محور وهما السير على الإعداد العسكرى للهجوم بما لدينا من أسلحة دفاعية، إلى جانب إرادة وعزيمة الجندى المصرى وتلاحم الشعب مع الجيش وعندما حصل توافق بين الروس والامريكان، حيث حصل مؤتمر سنة 1970 واتفقوا حول فرض حالة الاسترخاء العسكرى فى الشرق الاوسط بمعنى أن قضية تحرير سيناء أحتلت الدرجة الثانية عالمياً.

■ كيف حدثت الثغرة.. ولماذا؟

- حدثت الثغرة فى فاصل بين الجيش الثانى والثالث وهى منطقة بها أقل حجم من القوات على الحافة الشمالية للبحريات الكبرى، يوم 13 أكتوبر دخلت طائرة تصوير جوى أمريكية على ارتفاع فوق إمكانات الدفاع الجوى، حيث دخلت من الإسكندرية ثم عادت من أسوان إلى القاهرة، وقامت بتصوير القوات الموجودة شرق وغرب القناة وهذه البيانات قامت بنقلها إلى ميدان المعركة فى اسرائيل، واكتشفوا أن هناك منطقة خالية تم دفع اللواء الخاص بها، حيث كنا سنقوم بتطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر، فالاحتياط الاستراتيجى الخاص بنا غرب القناة تم دفعه يوم 13 إلى شرق القناة استعداداً لتطوير الهجوم يوم 14 أكتوبر، واكتشافهم لهذه الثغرات وخلال ذلك قاموا بدفع القوات الخاصة بالعدو وتمكنوا من إحداث ثغرة الدفرسوار لكنهم واجهوا مواجهة عنيفة فى شرق القناة لم يستطيعوا الاستيلاء على غرب القناة، حيث لم يتمكنوا من الاستيلاء سوى على 40 كيلومترا مربعا حتى صدور قرار وقف اطلاق النار يوم 22 أكتوبر، وكانوا يحاولون أن يتجهوا شمالاً للاستيلاء على مدينة الإسماعيلية لكنهم ووجهوا بمواجهة شرسة من القوات الصاعقة اللواء 139 صاعقة، وعندها بدأوا فى التراجع عندما علموا انهم غير قادرين، ويوم 22 أكتوبر وقت صدور قرار وقف اطلاق النار غيروا اتجاههم من الشمال إلى الجنوب للاستيلاء على السويس، لأن الهدف هو الاستيلاء على مدينة حتى يستخدموها إعلامياً بأنهم حققوا النصر وهاجموا السويس ثلاث مرات ولم يستطيعوا اقتحامها تحت قرار وقف إطلاق النار ولكنهم لم يلتزموا بها.

■ ما أهداف الخطة “بدر”.. وماذا عن الملامح الرئيسية التى تم وضعها كخطة لحرب أكتوبر؟

- الخطة بدر هى خطة الهجوم المصرية بالتعاون مع سوريا خلال حرب أكتوبر، وكان هناك تنسيق بين الجبهتين المصرية والسورية وعقد مؤتمر بين هيئة العمليات المصرية والسورية ببرج العرب، وذلك لتحديد توقيت الهجوم وشكل الهجوم وعين اللواء نوفل قائدا لهيئة العمليات للجانبين المصرى والسورى، حيث تم تحديد الهدف السياسى والعسكرى لكلا الدولتين فى بيان أصدرته قيادة العمليات الموحدة، ثم صدر القرار العسكرى متضمناً توقيت الهجوم، واشترك من الجانب المصرى 200 طائرة فى توجيه الضربة الجوية ومن الجانب السورى أشترك 100 طائرة فى الهجوم، وكان هدف الجانب السورى استعادة الجولان بينما على الجبهة المصرية كان مخططا لنا هو تدمير خط برليف واحتياطات العدو ومراكز قيادته وأسلحة الدفاع الجوى، وكانت هذه المهمة وخطة بدر على الجانبين المصرى والسورى.

■ كيف ترى الحالة السياسية والوضع الحالى الذى تمر به البلاد؟

- مصر كانت فى عام 2013 كانت تقف على حافة الدول الفاشلة بين دول العالم، والدول الفاشلة هى التى لا تستطيع مؤسساتها الدستورية أن تدير هذه الدولة أو أن تحقق أهدافها وسياستها القومية التى من خلالها تحقيق آمال وطموحات الشعب، ما دفع البنك الدولى 6 مرات أن يخفض مكانة مصر الدولة وأن ينصح دول العالم بعدم التعامل مع مصر، لأنها غير قادرة على الوفاء بالتزامتها الدولية، لكننا خلال عام واحد من بعد 3 يوليو وثورة 30 يونيو تغيرت خريطة المستقبل، وبالرغم مما تتعرض له مصر من هجمه شرسة من قبل الإرهاب الذى يجتاحها نتيجة للعام الأسود تحت حكم الاخوان، نجد أن القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة وتلاحم قوى مع الشعب مما جعلهم حققوا نجاحات باهرة فى القضاء على الإرهاب ونحن نرى الجهود التى قامت بها عملية “حق الشهيد” التى تقوم بها قوات انفاذ القانون والعمل فى مواجهات أمنية مع العناصر الإرهابية الخارجة عن القانون فى سيناء، والدليل واضح الآن وكيف أصبحت القوات المسلحة أحكمت قبضتها على سيناء وتطارد الإرهاب الذى تناقص، وأصبح يندثر بدليل لا توجد عمليات يقومون بها بعد نجاح العمليات التى تقوم بها القوات المسلحة وملاحقتها المتمرة، وتوجيه الضربات المتتالية فى أوكار وبؤر تجمع العناصر الإرهابية حتى لا يستطيعوا الهرب، ولذلك مصر تتجه إلى التنمية كما استطاع الرئيس السيسى أن يعيد لمصر مكانة مصر الدولية والإقليمية فى العالم من خلال زيارته المتعددة، والتى وصلت إلى 23 زيارة فى عام وشهرين منذ توليه، وأرجع ريادة مصر كما عمل على التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن وحماية حدودها الاستراتيجية، نجد أن هذه الزيارات أعادت إلى مصر مكانتها الإقليمية والدولية وأصبحت مؤثرة فى المجتمع الدولى، ما جعل المستثمرين بمختلف دول العالم يتنافسون على الاستثمار فى مشروع قناة السويس العملاق الذى تم إنجازه خلال عام واحد وهذا إعجاز بشرى لا تستطيع أى دولة فى العالم أن تقوم به.

■ وهل ترى التلاحم الذى كان موجوداً بين الشعب والجيش أثناء حرب أكتوبر مازال موجوداً حتى الآن؟

- نعم، التلاحم بين الشعب والجيش واضح جداً وهو سبب الأمن والاستقرار ولكن هناك بعد الفئات صاحبة الأهداف الخاصة بالمجتمع والذين يتقاضون أموالا من الخارج لإثارة القلاقل فى هذه الفترة الحرجة من خلال التظاهرات والاعتصامات من مطالب فئوية، ويجب علينا أن ننتظر نتائج الثورة الاقتصادية والإصلاح الاقتصادى لا يحدث فى يوم وليلة، كما يجب أن تتوقف المطالب الفئوية والمطالب الخاصة أمام المطالب القوية وهى مطالب الدولة بالكامل والفئات التى تقوم على مثل هذا العمل هى فئات على غير صواب تدفعهم أفراد لها مصالح خاصة ولهم أهداف خاصة وانتماءاتهم وولاؤهم ليس لمصر، ويجب اقتصاصهم وإخراجهم من المجتمع لأنهم لا يستحقوا أن يكونوا مصريين، لأن المصرى يجب أن يقف بجوار بلده وأهدافها ومصالحها القومية وإنما لا يعتصم لتعطيل العمل العام حتى تنطلق الدولة.

■ ماذا عن أساليب مواجهة طرق حروب الجيل الرابع؟

- يتم ذلك من خلال التوعية عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، كما أن الأزهر له دوراً والكنيسة والمدرسة والجامعة لها إيضاً دوراً وزارة الشباب والرياضة ووزارة الشئون الاجتماعية والقوات المسلحة والشرطة ايضاً لهم دوراً، ولا بد أن تعمل كل هذه المؤسسات فى خطة متناسقة لإزالة هذا الفكر، وذلك يتم من خلال إعادة الخطاب الدينى حتى لا تعم الفوضى ويعود ذلك إلى أصوله وذلك من خلال التوعية، كما يأتى ويرجع إلى أمانة وسائل الاعلام فى توصيل الصورة الحقيقية ولا تستضيف أشخاصا من المنحرفين وأشخاصا ذوى فكر متطرف وبرامج التوك شو التى تتسابق عليها، ومواجهة الشائعات والأكاذيب بالحقائق من خلال المتحدث الرسمى بمختلف مؤسسات الدولة وهم عبارة عن عناصر تقاوم الشائعات والأكاذيب وحروب الجيل الرابع وحرب المعلومات من خلال بث المعلومات الخاطئة عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، وكل هذا يتمثل فى حروب الجيل الرابع التى نتعرض لها حالياً.

■ ما أوجه الشبه والاختلاف بين حرب أكتوبر 73 وبين محاربة الإرهاب بسيناء؟

- حرب أكتوبر كنا نواجه عدوا حجمه واضح ومكانه وقواته وتكتيكاته وأساليبه فى القتال، لكن الإرهاب لا مكان ولا قوة محددة له، حيث يستشرى فى خلايا الشعب المصرى كما تستشرى الخلايا السرطانية فى جسم الإنسان، التى تتشبع وتتكاثر بطريقة غير قانونية، فالإرهاب خلايا سرطانية ينمو وينشر فى جسد الشعب المصرى تناثر فى محافظات الجمهورية وعايش وسطنا ولا أحد يشعر به، فالحرب مع الإرهاب نواجه عدوا ليس ظاهرا بل مختفى ويذوب فى أفراد المجتمع، أما أوجه الشبه هى عزيمة القوات المسلحة وقدراتها الفائقة على العمل بلا ما يماثل أى قوة فى العالم ولا على أى قوة عسكرية بالعالم تستطيع عمل ما قامت به القوات المسلحة وما اكتسبته من خبرة ومهارة فى مواجهة الإرهاب، ولم تتعرض دولة للإرهاب بمثل ما تعرضت له مصر من إرهاب فى سيناء على وجه الخصوص من تمركز العناصر الإرهابية وبهذه الكثافة وبهذه الأسلحة وما تملك يجعلها متمثلة ضمن أسلحة جيش نظامى وليس إرهابا عاديا، فإننا نحارب إرهاب غير ممسوك