السوق العربية المشتركة | «السوق العربية» ترصد آراء المواطنين فى «القليوبية» عن الأفلام الهابطة وتأثيرها على المجتمع بشكل عام

السوق العربية المشتركة

الأحد 17 نوفمبر 2024 - 10:42
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«السوق العربية» ترصد آراء المواطنين فى «القليوبية» عن الأفلام الهابطة وتأثيرها على المجتمع بشكل عام

محرر السوق العربية يتحدث مع أحد المواطنين
محرر السوق العربية يتحدث مع أحد المواطنين

الراقصة والبلطجى والألفاظ الإباحية والإيحاءات الجنسية وأغانى مهرجانات وأفلام هابطة، أصبحت هى السمة الرئيسية للثقافة فى المجتمع المصرى الذى أصبح يعيش عصراً من الانحطاط الأخلاقى، فبالرغم من قيام ثورتى 25 يناير و30 يونيو والمعروف أن بعد الثورات يتغير تفكير المجتمعات، أصبح الشعب المصرى يعيش حالة من انعدام الأخلاق والذوق العام.



وأصبح من يتلفظ بألفاظ قبيحة أو يعرف «لغة» كما يقول الشباب هو الأفضل والمثل الأعلى الذى يجتمع الشباب حوله، حتى تحول الشباب والأطفال المصريين إلى شباب وأطفال غربيين يرتدون ملابس الغرب ويتفوهون ألفاظهم بل وأقبح منهم، والأفلام الهابطة وخاصة أفلام «السبكى»، والتى تصور المجتمع على أنه مجتمع منحدر بدرجة كبيرة لما تتضمنه تلك الأفلام من راقصات عاريات وبلطجية وكثير من الألفاظ الإباحية ولإيحاءات الجنسية المثيرة.

والراقصة «صافيناز» التى وصل عدد مشاهدات الفيديو الخاص برقصتها فى فيلم «القشاش» إلى أكثر من 5 ملايين مشاهد، والذى أثير مواقع التواصل الاجتماعى من كثرة الحديث عنها وعن رقصتها المثيرة للجنس، وتأتى اغانى المهرجانات حتى تضع لمستها فى انحدار الفكر والثقافة فمن أم كلثوم وعبدالحليم حافظ إلى أغانى المهرجانات و»أوكا وأورتيجا» وأغانى مليئة بالإيحاءات الجنسية المثيرة التى يسمعها الشباب المراهق الذى أصبح يتفوه بأبشع الألفاظ.

وبالرجوع مرة أخرى نرى أن كانت ثورتى يناير ويونيو صحوة شعب عظيم وحين بدأ جنى الثمار ظهرت كل امراض العهد البائد، وكان من اخطرها انتشار العنف والجريمة فى الشارع المصرى، وانتشار أفلام الجريمة بعد ثورة الثورتين بل وتمثل ظاهرة سيئة فقد تصورنا أن الثورة ستكون بداية لحياة جديدة أكثر استقرارا وأمنا واحتراما للفن الجميل، ولكن يبدو أن الوجه الآخر لمظاهرات العنف قد تحول إلى أفلام سينمائية تعكس الوجه القبيح فى حياة المصريين وهذا الوجه ظهر واضحا بعد الثورتين التى جسدت أجمل ما فينا وكشفت أيضا عن مظاهر الخلل فى حياتنا.

فبالرجوع وراء قليلا نرى أن فى فترة السبعينيات ظهر على السطح مجموعة سيئة من الأفلام تحت عنوان أفلام المقاولات، وكانت هذه الأفلام تصور فى الشقق المفروشة وتحت بئر السلم، وكانت تمثل فترة انحطاط وتراجع فى تاريخ السينما المصرية وما نراه الآن فى أفلام الجريمة فى السينما المصرية يشبه تماما ما حدث مع موجة أفلام المقاولات التى اجتاحت الفن المصرى، والسبب فى هذه الظواهر المرضية أن منطق المقاولات والربح والمال سيطر على الإنتاج السينمائى من مجموعة من المنتجين لا علاقة لهم بالفن وذهبوا إلى السينما بهدف الربح حتى لو افسدوا ذوق شعب بالكامل.

ومنذ فترة ليست بالقليلة ونحن نشكو من ظاهرة التحرش الجنسى ونسينا أن عشرات الأفلام فى السينما المصرية كانت دعوات صريحة لامتهان المرأة وان الألفاظ السوقية فى مسلسلات رمضان كانت تكفى لتشويه كل شىء فى الشارع المصرى، وقبل ذلك كانت السينما المصرية من أخطر وسائل انتشار المخدرات بين الأجيال الجديدة وكل الدراسات الاجتماعية تؤكد ذلك.

ولهذا لم يكن غريبا أن تزداد جرعة الإسفاف وتنتشر الجرائم ويشكو كل المصريين من ظاهرة الاعتداء على بناتهم فى الشوارع وأمام المحلات التجارية ابتداء بالخطف وانتهاء بالاغتصاب، وأفلام العنف تجتاح السينما المصرية فى موجة خطيرة تهدد البيت المصرى فى أغلى ثرواته وهم الشباب‏، امام فيلم غريب اندفع آلاف الشباب يحطمون واجهات دور السينما من اجل مشاهدة الفيلم‏.

والغريب أيضا أن داخل تلك الأفلام لم يتوقف المنتجون عن ظاهرة الإسفاف فتوجهوا إلى موجة من الأغانى الشعبية الرديئة عرفت طريقها إلى الأفلام السينمائية المصرية مؤخرا، لترويج أعمالهم الفنية بعد أن لفتت هذه الأغانى الاستماع إليها، وتحديدا لدى الشباب. ورغم أن أغلبها يعد أغانى هابطة ولا يمت للشعبية بصلة، إلا أنها باتت جزءا أصيلا من محتويات الأفلام الحالية لما لها من سحر فى جذب فئات معينة من الجمهور.

وأصبحت هذه الظاهرة مثار انتقاد الكثيرين داخل وخارج الوسط الفنى، فنرى أن المجلس القومى للمرأة فى مصر انتقد أكثر من مرة مجموعة من الأفلام التى وصفها بـ»الهابطة والمتدنية أخلاقيا» فى دور السينما، وشدد على ضرورة إيقافها.

وقال المجلس فى بيان سابق له «إن تلك النوعية من الأفلام تؤدى لازدياد واستفحال معدلات التحرش الجنسى بالشارع المصرى، وهى الظاهرة التى يعانى منها الجميع بصورة تهدد أمن وسلامة المجتمع المصرى»، واستنكر الإعلانات التى تبثها بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة للدعاية لتلك الأفلام «والتى تسىء للأخلاق والمبادئ والقيم الأصيلة للأسرة المصرية»، وأهاب المجلس فى بيانه بمن وصفهم بـ»القائمين على صناعة السينما المصرية والأجهزة الرقابية والمسئولين التدخل السريع، واتخاذ قرار حاسم بمنع ووقف عرض تلك الأفلام المسيئة، حفاظاً على القيم والمبادئ، وحماية للمجتمع من انتشار ظاهرة التحرش المؤسفة خاصة أن تلك النوعية من الأفلام لا تتلاءم مطلقا مع الأوضاع والظروف السياسية التى تشهدها البلاد خلال المرحلة الانتقالية».

وانتقل الامر أيضا على الإنترنت فقد دعا ناشطون مصريون بمواقع التواصل الاجتماعى «تويتر» و»فيسبوك» إلى مقاطعة الأفلام السينمائية التى وصفوها بأنها «مبتذلة»، وقال أحد منسقى حملة ضد الأفلام المبتذلة، «إن الفكرة تستهدف حث المواطنين على مقاطعة أى عمل فنى مبتذل، فضلاً على التصدى لتحكم الرأسمالية فى الفن والأدب، على حد تعبيره».

وأضاف فى تصريح لـ»السوق العربية»، تأثير السينما الهابطة التى تخاطب الغرائز لا يقل عن تأثير المخدرات، فكلاهما يرفعان شعار المتعة الرخيصة والمكسب السريع دون النظر إلى الوسيلة المستخدمة.

وتابع «لقد حددنا قائمة سوداء للأفلام التى تشوه صورة مصر وتساعد على نشر الجهل والتخلف، ونأمل من المواطنين الالتزام بمقاطعتها».

وبالذهاب لـ»محافظة القليوبية» إحدى محافظات مصر، استطلعت السوق العربية آراء بعض المواطنين فى «بنها ومركز طوخ وشبرا الخيمة» حول تلك الأفلام ومدى تأثيرها على المجتمع المصرى بشكل عام، فقال أحمد منصور موظف حكومى: «المجتمع أصبح فاسدا، ومشكلتنا أن كل فرد بيقول وأنا مالى، وبنهتم بالسياسة أكثر من إهتمامنا بأخلاقنا ومجتمعنا». واتفق معه محمد عصام طالب جامعى: «الناس للأسف اصبحوا يتكلمون بالالفاظ الاباحية والشتائم بينهم وبين بعضهم بطريقة عادية، حتى نحن كشباب لازم تكون عارف لغة لكى تكون مساير الحياة». وقالت سوسن حامد موظفة بإحدى الشركات «العيب على المسئولين الذين يتركون مثل هذه النوعية من الأفلام الاباحية تدخل بيوتنا، وتدمر مجتمعا بأكمله».

وأيدتها نهى محمود ربة منزل «أنا بسمع من أبنائى ألفاظا غريبة، وأصبحت عادية البنت أو الولد يقولها مثل: أحييه وفشخ، وكلام كله فارغ وغريب على مجتمعنا بالكامل».

وقال محمد عبدالعال مهندس مدنى «المشكلة فى كلمة عادى وتتفيه الأمور بمعنى اننا نترك برامج وأفلاما تدخل بيوتنا وتقول ألفاظا قبيحة، ومع ذلك اذا اعترضنا يقولوا حرية إعلام، فين الحرية مع القباحة، مثل أفلام العيد أو غيره كل ذلك يدل على تدهور مجتمعنا وسكوتنا على الاوضاع الخاطئة».

وقالت منى محمود مدرسة ابتدائى «مشاهدة الآلاف للراقصة صافيناز فى كليباتها أو أفلام العيد الهابطة او المهرجانات أو او او، كل ذلك يثبت شيئاً واحداً أن الشعب المصرى اصبح يفكر فى الأمور الجنسية وشعب بطبعه يحب الجنس، والدليل على ذلك أنه أصبح كل شىء يمارس فى المجتمع بشكل عادى دون أى مبررات».

وقال حسن عبدالنور مهندس «أنا أتمنى حقيقى أننا نقاطع تلك النوعية من الأفلام الهابطة التى تسىء لمصر، والتى تصور مصر بصورة غير محترمة، ونفس الكلام للبرامج المسيئة لأخلاقنا».

وقالت نجوى محمود محاسبة «الخطأ فينا لأننا بنشهر الناس دى ونعمل ليهم شهرة ولا ندرى انهم يؤثرون علينا وعلى بيوتنا وألفاظنا وبيوتنا وأخلاقنا». وقال إبراهيم جميل ويبلغ 28عاما «يجب أﻻ تعرض مثل هذه الأفلام ﻷنها تشكل خطرا كبيرا على البنات أكثر من الشباب فالشباب تثيرهم فقط أما البنات فتجعلها تظن أن مثل هذه اﻷمور التى تحدث فى الفيلم عادية وتحاول أن تقلد البطلة خصوصا البنات فى سن المراهقة»، كما أيّده فى الرأى أمير جمال 36عاما «طبعا يجب اﻻ تعرض هذه اﻷفلام حتى إذا وجد مشاهدون يحبونها فإنها تؤثر على اﻷطفال الصغار أكثر من أى فئة عمرية أخرى حيث إنها تفتح أعينهم على أشياء أكبر من سنهم وتعلمهم الفساد بشكل عام».