■ من الملاحظ لواء خلف أن عبارة الأمن القومى عند مفهوم البعض تعد غامضة ومطاطة أليس صحيحا أهى حقا هكذا؟!

- الأمن القومى المصرى هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى فى إطار التحولات المحيطة بنا لأن الإنسان هو ابن البيئة، وبالفعل عبارة الأمن القومى تعد غامضة ومطاطة فى المجتمع المصرى علما أنها ليست هكذا، ونجد أن نظرية الأمن القومى موجودة فى الآية الكريمة “الذى أطعمهم من جوعا وآمنهم من خوف“ وهذه تعد نظرية الأمن القومى، والإطعام من جوع هنا ينعكس على الحياة ليس الأكل فقط والأمن لذا يجب أن نعلم جميعا أن مصر تعيش على 8% من المساحة الكلية ومنذ عصر الفراعنة ومصر لديها تنمية كبيرة جدا، إذا لا بد للعلاقات المصرية الدولية أن تكون متفقة على أننا نسير فى علاقة سلام، والأمن القوم العربى هو البيت الكبير إذا منظومة الأمن القومى المصرى لا بد أن تتكامل مع الأمن القومى العربى لأن ما يهدد الأمن القومى العربى يهدد مصر لذا لا بد أن نتكاتف جميعا.

والجدير بالذكر أننى من الجيل الذى حارب أربع حروب “حرب اليمن، حرب 67، حرب الاستنزاف، حرب أكتوبر“ وعلى الجميع أن يعرف أن “الشعب المصرى بكى لكن لم يقل الآه التى تطلع منه الآن“ وأسقطنا خط بارليف فى ست ساعات وأنشأنا 64 كوبرى مثل كوبرى قصر النيل فى ساعتين، إذا مصر دولة عظيمة، لكن لا ننكر أننا الآن فى حالة حرب ويجب على الإعلام أن يوحد الشعب ولا يفرقه بقضايا فرعية، نخلص من هذ أن مشكلة الأمن القومى تكمن فى الداخل وليس الخارج.

■ ألست معى لواء خلف أن إسرائيل لا تعترف باتفاقية السلام؟!

- حقيقة الأمر أن إسرائيل لا تعترف باتفاقية السلام إلا إذا كان لدينا قوة تحمى وبالفعل لدينا القوات المسلحة أقوى قوة فى الشرق الأوسط، والدولة المصرية قامت على الجيش المصرى، إذا القوات المسلحة المصرية هى المكان الوحيد فى مصر الذى نسميه “بوتقة وطنية“.

■ بحكم التجربة.. ماذا عن القائد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك؟

- حقيقة الأمر أن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك كان قائدا عسكريا ولعب دورا عسكريا رئيسيا فى مستقبل مصر وفى القوات المسلحة المصرية وفينا نحن، ثم كان رئيسا سياسيا وأخطأ والخطأ موضوع للحساب والإيجابيات موضوع آخر، وكل من يحب التراب الوطنى وشاله على دماغه أنا أشيله على دماغى أيا كان هو، وأنا أعرف مبارك منذ أن كان عقيدا مديرا للكلية الجوية ورئيس أركان الكلية الجوية، وأذكر هنا ما لم يذكر من قبل أثناء حرب الاستنزاف كنت فى ليبيا ومبارك كان بيتعاقد باسم ليبيا لأن كان لدينا مشكلة للإعداد فى حرب أكتوبر 73 ولم يعلم أحد عن هذا الكلام شيئا لأنه لم يقل من قبل والقذافى كان قد أعطانا آنذاك القواعد الجوية وأعطانا عقودا من خلال ليبيا والفرنسيين والعالم وكانت تأتى باسم الجيش الليبى وأنا كنت موجودا بالصاعقة آنذاك ومبارك هو الذى خطط الضربة الجوية وأهميتها كانت فى أول 6 ساعات عندما ركب المصرييون الكبارى ليعبر الجيش، ومبارك قد جعل قناة السويس فى هدوء شديد إلى أن تم تركيب الكبارى وعبرت الدبابات وتحقق النصر، وأنا اتفق مع الشعب المصرى أنى ضد مبارك سياسيا، لكن اختلف مع من يكون ضده عسكريا، لأن مبارك قائد عسكرى عظيم، وقمت بزيارته فى المستشفى وأتواصل معه فى المناسبات كقائد ونراجع ذكرياتنا فى الحرب، ونحن القوات المسلحة المصرية أبناء أساتذتنا.. أبناء القادة الذين علمونا، ومبارك من هؤلاء وكل قادة القوات المسلحة بما فيهم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى نحن أسقيناهم تاريخ مصر جيدا ولديهم خبرة أكتوبر و48، إذا نحن أمناء على التجربة القتالية.

■ هل حقا القوة العربية المشتركة تحقق حماية الأمن القومى العربى وردع الإرهاب؟

- هناك فكرة استراتيجية لا بد أن يعلمها الجميع وهى فكرة قيام القوة، وهنا تكمن فكرة “الردع” وهى أن نرسل إشارة إلى من حولنا أن الذى يقوم بالاعتداء عليه سيكلفه هذا الكثير إذا الردع هو أن أعطى رسالة للخصم ألا يفكر فى الاعتداء عليه، ومن هنا نلحظ أن عمليات الردع الحديثة تتناول وجود قوة عسكرية تردع الآخرين وتعطى إشارة للآخرين أن هناك عقابا جسيما تكلفته تفوق أى مكسب، إذا يجب أن نعلم جيدا أن مصر لديها قوة رادعة تردع إسرائيل.. والمنطقة العربية “سداح مداح“، إذا لا بد للمنطقة العربية من عمل قوة ردع لأنها فى حد ذاتها تحمى وتمنع مخططات العدوان على المنطقة بكاملها، وفى حقيقة الأمر أن القوة العسكرية العربية هى بالأساس قوة ردع وإعلان قيامها يعطى للمنطقة بالكامل قوة خصوصا إيران الدولة الفارسية وهى ضعيفة عسكريا لكنها تعتمد على الميليشيات لأنها ربطت الدين بالتوجه الشيعى.

■ لكن هل الحل العسكرى كافٍ لضرب معاقل داعش؟!

- داعش قضية عراقية أصلها دينى وأساسها سياسى، والإرهاب موجود ولن ينتهى إلا بمجهود ثقافى طويل، وللأسف نحن نركز على فقه العبادات والدين هو فقه المعاملات، والإسلام آداب فى التعامل والحرام والحلال بالنسبة للإسلام يكون فى المعاملات وليس فى العبادات، إذا لا بد من وجود نظام تعليمى ثقافى للقضاء على الإرهاب، والأم فى المنزل هى أساس تعلم الأطفال.. رحم الله أمهاتنا.

وعلينا ألا نقول الإرهاب فى سيناء بل نقول الإرهاب فى رفح والعريش، لنعلم أن الشعب السيناوى يعيش على الجفاف، لكن من المؤكد أن الإرهاب سوف ينتهى نهائيا خلال ثلاثة أشهر.

■ إذا الإرهاب هو بث رعب وخوف من أجل إحداث زعزعة وارتباك فى أخذ القرار؟

- حقا هذا صحيح بالتأكيد هدف الإرهاب هو بث الرعب والخوف حتى يحدث ارتباك فى أخذ القرار، إذا المطلوب إرباك مصر وإذا حدث هذا سوف يتحكم بقوة لأن الإرهاب عدو خفى يستغل المواطنة ولا يتحلى بأى مبادئ أخلاقية. وعلينا أن نعلم جيدا أن الإرهابيين لديهم رغبة جامحة لهدم الدولة ومؤسساتها وإحداث خسائر هائلة بين المواطنين، ويعتقدون أنهم فقط الأقوياء والمواطنين ضعفاء، ومن ثم يتصورون أن بمقدورهم كسر إرادة الشعوب، وعلى ذلك فهم واقعون فى وهم كبير، فلا توجد دولة محترمة تقبل ذلك.

■ لكن دعنا نعرف ما أهم إنجازات عاصفة الحزم سيادة اللواء؟

- عاصفة الحزم تعد تحولا استراتيجيا بالغ الأهمية لدول الخليج والتحول من سياسة الاحتواء للنفوذ الإيرانى إلى سياسة الحسم والمواجهة، وأوضحت عملية عاصفة الحزم قوة الحضور العربى الكاسح، ولعل أهم الإنجازات لعملية عاصفة الحزم أنها أثبتت للعالم وأمريكا بوجه خاص أن الأسطورة الإيرانية مجرد وهم وأن ما يقال عنها أنها من الممكن أن تكون شرطى المنطقة هو قول أجوف لا قيمة له.

حقيقة الأمر أن عاصفة الحزم تستهدف إعادة تصويب مسارات التفاعل بين مصالح الدول على قاعدة التوازن والواقعية، وقد أظهرت تلك العملية هشاشة وضعف المشروع الإيرانى، الذى يرتكز على الأوهام الطائفية التى تمكنها من تفكيك الدول كما تتصور، ولكن ظهر دور الدولة الوطنية القادرة على حماية مرتكزاتها، قد أفشل التوجهات الإيرانية.

■ لكن ماذا عن عملية استعادة الأمل.. لواء خلف؟!

- عملية استعادة الأمل هى عملية مخططة لإعطاء المساحة اللازمة لاستعادة الأوضاع السياسية كما كانت عليه من قبل انقلاب الحوثيين وذلك باستغلال نتائج عملية عاصفة الحزم وبما يمكن المؤسسات الدولية والمحلية من إصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمنى مع الاستمرار فى حصار اليمن.

■ فى نهاية اللقاء نتوجه نحن أسرة جريدة السوق العربية المشتركة بالشكر لسيادتكم على هذا اللقاء المصغر نظرا لضيق وقت سيادتكم.

- كل الشكر والتقدير لجميع أسرة الجريدة ولمجهوداتكم العظيمة البناءة، ونأمل أن تتحقق حقا سوق عربية مشتركة فى القريب العاجل إن شاء الله.. حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر.