السوق العربية المشتركة | اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالقوات المسلحة يتحدث لـ“السوق العربية المشتركة“:

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 سبتمبر 2024 - 17:39
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالقوات المسلحة يتحدث لـ“السوق العربية المشتركة“:

  اللواء نصر سالم يتحدث لمحررة السوق العربية
اللواء نصر سالم يتحدث لمحررة السوق العربية

إسرائيل تريد إقامة الدولة اليهودية.. ومصر لن تعطيها الفرصة

فى ظل وضع مائع ومضطرب سياسيا وأمنيا وعسكريا واجتماعيا واقتصاديا وبعد سقوط نظام ديكتاتورى فاشى وإجهاض مبكر للولاية والإمارة والخلافة الإسلامية الاستعمارية الإرهابية الصهيو-أمريكية وإيقاف مخطط تركيع مصر والوطن العربى وتقسم المنطقة لكن لا تزال سفينة مصر تتقاذها أمواج متلاطمة بحثا عن أمل قريب فى الوصول إلى شاطئ الأمان فقد دفع المصريون كثيرا من دمائهم وأرزاقهم وأعصابهم بحثا عن الحرية، لكن يبدو أن الثمن لا يزال باهظا وأن هناك أصابع كثيرة لا تريد نهوض هذا الوطن وتحارب أحلام أبنائه فى العيش بكرامة، وسط كل هذا كان لنا هذا اللقاء مع الخبير الأمنى والاستراتيجى اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاح الأسبق بالقوات المسلحة.



ثورة 30 يونيو أوقفت مخطط تركيع مصر والوطن العربى

 

■ بداية.. هل لنا أن نعرف ماذا عن اجتماع قادة أركان الجيوش العربية الذى عقد مؤخرا؟!

- الدعوة التى وجهتها مصر على لسان الرئيس السيسى بإنشاء قوة عربية مشتركة تحعمل تحت علم جامعة الدول العربية لتصدى لأى تهديد أو عدائيات تهدد أى دولة فى الوطن العربى، هذا النداء أراد الله سبحانه وتعالى أن يؤيد على الواقع بشىء ملمس من أجل أن يقتنع الناس بأهميته بما حدث فى اليمن وعملية عاصفة الحزم، وعندما يكون الكلام نظريا لن يستوعبه الناس، لكن يشاء الله أن يأتى فى نفس التوقيت عملية عاصفة الحزم فى تهديد هام وخطير للأمن القومى العربى على أرض اليمن الشقيق، هناك قوة أجنبية لها أطماع توسعية فى وطننا العربى، وممكن أن تتسلل إليه مثلما فعلت العراق ولبنان وسوريا ومثل ما صرح الدبلوماسى الإيرانى بأنهم الآن لهم تواجد فى أربع عواصم عربية ومسيطرين عليها العراق، دمشق، بيروت، صنعاء، فقد كان هذا الانقلاب الحوثى المؤيد بالرئيس السابق لليمن على عبدالله صالح انقلاب ضد الشرعية وضد إيرادة الشعب اليمنى، هذا الانقلاب كاد يحول اليمن صورة أخرى من سوريا من اقتتال وحرب أهلية، إذا المشكلة هنا تكمن فى أن أى أخطار تحيط بالوطن العربى ما لم تتصد لها فى توقيت مناسب وفى وئد أى أخطار قبل أن تستفحل، وبالفعل كان القرار الصائب بتدخل عربى مشترك ضد هذا الانقلاب فى اليمن وأيدت الدول العربية ذلك أيضا التأييد الدولى فى مجلس الأمن كان بالإجماع على هذه العملية لأن هناك تهديدا ومن حق الدول العربية من حق مصر أن تدافع عن أمنها القومى، وهنا لا بد أن نفهم جيدا ما المقصود بالأمن القومى وما هى أبعاده، ولا بد من التصدى فى الوقت المناسب قبل فوات الأوان، ودعوة مصر بتشكيل قوة عربية مشتركة واكبها فى نفس التوقيت حادث ما حدث فى اليمن ليؤكد أننا فى حالة فعلا إلى قوة مشتركة للتصدى لأى أخطار، واجتماع أركان الجيوش العربية كان لدراسة الدراسة العملية لتشكيل هذه القوة العربية، واجتماع رؤساء الأركان تشكل من خبراء لجان متخصصة وأهم لجنة هى اللجان المخابراتية، من مديرو ورؤساء الجيوش العربية، وهؤلاء يحددون المخاطر والتحديات والتهديدات والعداءات التى تهدد الوطن العربى فى أى مكان، وعلى حجم هذا يجتمع لجنة أخرى من رؤساء وضباط العمليات فى الجيوش العربية ليحددوا حجم القوات اللازمة لمواجهة هذه الأخطار سواء بالتصدى لها أو ردعها من البداية لكى لا تحدث، وفى النهاية يخرجون بتوصيات تعرض على مجلس الدفاع العربى المشترك الذى يرأسه الرؤساء والملوك العرب، وبمجرد التصديق عليه يبدأ التشكيل فورا، وأرى أن الوقت الذى يستغرق فى الدراسة سيكون أطول من وقت التنفيذ على الأرض لأن طبيعة الجيوش أنها على درجة عالية من الجاهزية والاستعداد، وبالتالى بمجرد وجود إرادة سياسية وإصدار أوامر بالتشكيل تنظم القوات ولا تستغرق وقت، علما بأن هذه القوات ليست ضد أحد وليست حلفا عسكريا ولكنها قوة عربية مشتركة لمجابهة التهديدات التى تهدد وطننا العربى خاصة فى الداخل وتتجسد فى الإرهاب المنتشر فى معظم البلدان العربية، إذا هذه القوة تعد لضرب أى أخطار لمواجهتها فى الوقت والمكان المناسب.

■ ماذا كان الهدف الحقيقى من عاصفة الحزم سيادة اللواء وهل حققت المأمول كى تنتهى؟

- الهدف من عاصفة الحزم هو أن كان هناك تهديد للأمن القومى العربى وهو كل لا يتجزأ من مجموع الأمن القومى الوطنى لكل الدول العربية إذا ما حدث ثغرة فى أحدها يؤثر على باقى كيان الأمن القومى، إذا هناك دولة مستقرة آمنة موجودة على ممر مائى دولى هام جدا وحيوى لمصر وللتجارة العالمية كلها، وهناك أطماع لهذه البقعة من الأرض إذا ما نجحت قوة الحوثيين فى الاستيلاء على الحكم فى اليمن ممكن أن يهددوا مصالح دول كثيرة، ولنعلم أن اليمن كات مرشحة أن تكون صورة اخرى من سوريا والعراق وليبيا، والاقتتال الداخلى والحرب الأهلية كل هذا يعد ثغرات قاتلة فى ثوب الكيان والأمن القومى العربى، إذا كان لا بد من التدخل فكانت عاصفة الحزم والهدف القومى رقم واحد هو حماية الأمن القومى العربى، وهذا الهدف الكبير ينقسم إلى هدف سياسى والآخر عسكرى، والهدف السياسى هو إعادة السلطة الشرعية لليمن خاصة بعد الاعتداء السافر من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس على صالح السابق لليمن، وكل هذا كان اعتداء على الشرعية خاصة أن الرئيس السابق هو الذى طالب بالتدخل إذا الهدف السياسى هو إعادة السلطة الشرعية تلبية لإرادة الشعب اليمنى لأن هو الذى اختار هذه السلطة، بينما الهدف العسكرى يكمن فى أن هناك آلة عسكرية يملكها الانقلابيون الحوثيون وأنصار على صالح تمنع إعادة السلطة الشرعية، فكان لا بد من تدخل عسكرى للقضاء على هذه الآلة العسكرية الموجودة فى يد الانقلابين أو تحيدها وإخراجها من المعادلة السياسية على أرض اليمن، ولنا أن نقول أن قوات عاصفة الحزم نجحت فى تدمير 80% من الصواريخ بعيدة المدى التى كان ممكن أن تهدد دول الجوار سواء كات السعودية أو دول أخرى مجاورة لليمن، أيضا تدمير قدرات عسكرية كبيرة تستخدم ضد شعب اليمن نفسه، أيضا هذه القوة الكبيرة من الحوثيين وأنصار على صالح كانوا يستخدمون الشعب اليمنى كدروع بشرية أثناء التصدى لضربات عاصفة الحزم، كل هذا كان لا بد من الإجهاز عليه وإخراجه من المعادلة السياسية فى اليمن، ونجحت عملية عاصفة الحزم فى أنها منعت التمدد الحوثى للاستيلاء على كامل اليمن، ودليل ذلك أنها رفعت الروح المعنوية للشعب، وبدأت القبائل تتصدى للانقلابيين، أيضا هذه العملية شجعت عددا كبيرا من أن القوات التى كانت تابعة للرئيس على صالح الانقلاب عليه وانضمت للشرعية، وكانت هذه أهم نتائج العملية العسكرية، ولم يكن الهدف هو الغزو البرى لليمن، ولكن كان هدف العملية هو إخراج هذه الآلة العسكرية من استخدامها لفرض إرادتها على الشعب اليمنى، ونجحت العملية عسكريا، وحدث سيطرة جوية على كامل المجال الجوى اليمنى ومنع أى إمداد خارجى للحوثيين وتم حصار بحرى كامل لكل الموانئ اليمنية، وكل هذا أدى فى النهاية إلى أن الرئيس الشرعى لليمن مثلما طلب توجيه ضربة أو معونة عسكرية للحفاظ على الشرعية فهو أيضا الذى طلب إيقاف عاصفة الحزم لإعادة الأمل للشعب اليمنى مرة أخرى للشعب اليمنى وتعد عملية إعادة الأمل التى بدأت بعد انتهاء عاصفة الحزم بعد أن أخرجت الآلة العسكرية وقضت على قدرتها فى التأثير على الشرعية فى اليمن، إذا كان لا بد من المراقبة اللصيقة والحازمة لهذه القدرات لكى لا تزداد مرة أخرى، وعملية إعادة الأمل هى بمثابة إعادة الكفاءة لمعظم المنشآت الحيوية فى الدولة التى كانت توقفت ونلحظ الطرق التى مدت وإعادة بناء البنية التحتية وإعادة الاقتصاد، وهذا ما يجعل الشعب يشكل ضغط على الانقلابيين أنفسهم لسرعة الالتفاف حولين مائدة حوار سياسية لاختيار حل سلمى وإعادة الأوضاع فى اليمن إلى ما يرضى الشعب اليمنى طبقا لإرادته.

■ كيف ترى مشروع العاصمة الجديدة لمصر؟

- حقيقة الأمر أن العاصمة الجديدة تعد مشروعا استثماريا رائعا، هناك قطعة من الأرض صحراوية جرداء قاحلة ليس لها أى فائدة، وعندما يقام مشروع عمرانى عليها سوف تحتوى مشروعات سكنية واقتصادية، وغير ذلك والمستثمر هنا سيكون له نصيب والدولة تأخذ نصيبها من المبانى والمنشآت الإدارية والسكنية والصناعية، والعاصمة الجديدة تعد نموذجا لمدينة ديدة من أحدث المدن فى العالم وسوف تحل أزمة الإسكان والمواصلات، حقا العاصمة الجديدة هى نقطة مضيئة على خريطة مصر.

■ سيادة اللواء أجب بصراحة.. كيف ترى الحكومة الحالية ومدى قدرتها على إعادة اللحمة بين أفراد المجتمع المصرى بعد ثورة 30 يونيو؟

- دائما تقاس الأمور بالنتائج والحكومة الحالية بتعمل فى مرحلة بعد ثورتين بجدية فى ظل مرحلة من الانفلات أثرت على كل دواليب العمل فى البلد، أثرت على روح الشعب والجدية ومستوى الأداء لدى العمال، لكن الآن نلحظ تغيرا كبيرا فى البنية التحتية، ربما التحديات والطموحات والآمال أكثر لكن ما لا يدرج كله يترك كله.

■ هل الهدف الاستراتيجى للولايات المتحدة وإسرائيل هو المحافظة على اتفاقية السلام؟

- ليس الهدف الاستراتيجى فقط بل نقطة فى مجال المحافظة على أهدافها الاستراتيجية لأن الهدف الاستراتيجى للولايات المتحدة الأ مريكية أن يبقى القرن الواحد والعشرين قرنا أمريكيا، إذا استراتيجية تحقيق هذا فى المنطقة التابعة لنا هو تفتيت الدول العربية لتكون هى الأضعف من إسرائيل وتكون إسرائيل هى الشرط الأمريكى فى المنطقة، إذا اتفاقية السلام تحيد مصر فى اتجاه إسرائيل وتؤمن إسرائيل فى اتجاه مصر، لكن ليس معنى هذا أن إسرائيل لها مطلق الحرية أن تعمل ضد أى دولة عربية.

■ هل تتوقع حربا عالمية ثالثة؟

- الحرب العالمية الثالثة تعنى استخدام الأسلحة النووية بمعنى فناء العالم، إنما حرب محلية متعددة مثل ما يحدث الآن وارد لأن الشبح النووى سيكون هو الحرب الأخيرة، وهناك الممتلكات النووية لدى روسيا وأمريكا التى تدمر الكرة الأرضية بكاملها.

■ لكن أليس أمريكا وإسرائيل تريد هذا الدمار الشامل؟!

- حقيقة الأمر أن مشكلة الضربة النووية أن من ينجح فى الضربة الأولى لا يستطيع أن يتلقى الضربة الثانية، ونلحظ أن أمريكا وروسيا تضع ترسانة أسلحة نووية خارج حدودها، وروسيا لديها غواصات نووية عبارة عن قواعد نووية تجوب حول محيطات العالم، إذا ضرب روسيا الضربة الثانية ستكون من خلال هذه الغواصات، وأمريكا لديها أيضا قواعد نووية منتشرة فى العالم، فلن يسلم العالم إذا ما قامت حرب عالمية ثالثة، لكن هناك الحرب الباردة، والحرب بالوكالة، والجيل الرابع للحروب، وكل هذا من أجل أن يتجنبوا الصدام النووى لتحقيق الأهداف.

■ هل حقا القوة العربية المشتركة تحقق حماية الأمن القومى العربى ومحاربة الارهاب؟

- حقا ليس هناك شك فى هذا، وهناك ما يبنى عليه وجود قوة عربية نستطيع أن نستخدمها بدلا من أن تستخدم قوة عالمية كما استخدمت فى العراق وتم تدمير الجيش العراقى وفى ليبيا تم تدمير الجيش الليبى والبنية التحتية لهذين البلدين، لكن عندما يكون هناك قوة عربية فلن تعمل إلا بموافقة السلطة الشرعية لهذه البلد، وإذا تدخلت قدرات عربية على أى أرض عربية لن تقوم بهدف تدمير البلد أو الشعب، لكن التدخل يكون لحماية الشعب لأنه شعب شقيق، وهذا يضمن وجود قوة عربية تحافظ على هذا وتشكل رادع لأى قوة تحاول أن تعتدى عليه.

■ ماذا عن تقييمك لدور الحكومة المصرية فى دعم الشرعية والمساندة فى حل الأزمة اليمنية؟

- نحن تدخلنا إلى جانب عاصفة الحزم بتأيد كامل بأننا نعى مقدار الإرادة الشعبية، وإرادة شعب اليمن كاد الحوثيون أن يقضوا عليها بوصولهم إلى الحكم، بل أنهم كانوا سيهددون الأمن القومى العربى والملاحة الدولية فى مضيق باب المندب الذى يعتبر ممرا رئيسيا فى اتجاه قناة السويس وإذا تعطلت الملاحة فى مضيق باب المندب تعطلت قناة السويس وهذا يعد تهديدا لاقتصاد مصر، إذا التدخل لم يكن لحماية الأمن القومى العربى فقط بل كان لحماية مصالح مصر فى المسرح الإقليمى.

■ هل يجوز القول أن الرئيس اليمنى صالح والحوثيين يلفظون الرمق الأخير الآن؟

- لا.. ليس بهذا الشكل لأن بكل أسف طبيعة الأرض هناك تعطى قدرا من العمل بشكل العصابات نتيجة الطبيعة الجبلية القبلية التى تطيل أمد الصراع فى هذه المنطقة، إذا الموضوع يحتاج إلى جانب الضغط العسكرى ضغطا سياسيا على الأطراف التى تؤيد وتمد على صالح والحوثيين، بمعنى أن يتم ضغط مباشر على إيران لمنعها من توصيل أى إمدادات للحوثيين وإخراج قدرة الإمداد هذا الذى سوف يحجم قدرة الحوثيين ثم الحل اليمنى الذى يتم على مائدة المفاوضات الذى يقرب من البعد النظرى ويقلل المخاطر.

■ كيف كانت قراءتك للضربة الجوية التى وجهتها مصر لمعاقل داعش؟

- هذه الضربة كان رد فعلها النفسى والمعنوى رائعا أن يشعر الشعب المصرى أن له سيفا بتارا يقطع رقاب من يعتدى عليه، وهذا كان مهم جدا أن يثق الشعب فى قدرات الجيش المصرى على التصدى حتى ولو خارج أراضيه وأنه كان رادعا لهؤلاء الإرهابيين فى ليبيا بأن يواجهوا أى مصريين مرة أخرى لأنهم عملوا أن أى تصرف من جانبه سيكون رد الفعل أضعاف أضعاف ما عندهم، وتلك الضربة الجوية كانت رادعة جدا لهؤلاء الإرهابيين فى ليبيا.

■ ماذا عن رأيك لتوجيه ضربة عسكرية ضد معاقل الارهابيين فى ليبيا مثلما يحدث فى اليمن؟

- أعتقد أن هذه ستكون الخطوة القادمة بعد اكتمال القوة لأن دورها الأساسى هو محاربة الإرهاب داخل الدول العربية، وسوف تتدخل هذه القوة بتوجيه ضربة عسكرية فى ليبيا إذا ظل متواجدا.

■ هل يجوز إنكار إنجازات الرئيس حسنى مبارك؟

- لا.. لا يجوز إنكار الرئيس مبارك لأن دور مبارك فى 73 لن تنكره عين فكل إنسان له سلبيات وإيجابيات.

■ أجب بصراحة دون تردد أو مواربة سيادة اللواء نصر سالم.. هل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك كان على دراية بالفساد؟!

- لم يكن على دراية بالفساد ولكنه كان مسئولا وكان يجب أن يتنحى لأنه كان غير قادر على قبضته على البلد، وربما فى السنوات العشر الأولى من حكمه أعطى نموذجا للقيادة الحكيمة والناجحة، بعد ذلك تخلل إليه الفساد ولن نعفيه من مسئوليته عن الفساد فهو المسئول عن الأخطاء التى حدثت فى عصره.

■ هل مبارك كان يعلم بخطورة الموقف لذلك وافق على التنحى لعدم إراقة الدماء؟

- أكيد بدون شك، وهنا تكون وطنية مبارك لأن هذا الرجل بدأ حياته بالدفاع عن شعبه فلا يمكن أن يقتنع بأن يضحى بشعبه ولذلك تنحى مبارك ورفض أن يخرج من مصر، وكان أمامه أن يخرج بما يريد لكنه رفض وهذا يحسب له.

■ هل مبارك كان يعلم أن امريكا وراء كل ما يحدث؟

- طبعا كان يعلم جيدا وسبق وأن وجهوا إليه إنذارات كثيرة لكن لم يتخيل أنهم سيضحون به بهذا الشكل.

■ إلى أى مدى سيادة اللواء القوات المسلحة المصرية قادرة على التصدى للتنظيمات الإرهابية التى تريد ضرب استقرار مصر؟

- حقا القوات المسلحة قادرة لأنها تمتلك القيادة والإسرار وهذا هو الأهم، وقدرات القوات المسلحة تفوق أى أعمال إرهابية.

■ هل حقا حرب الخليج كانت بداية التنفيذ للتقسيم لمشروع الشرق الأوسط الكبير؟

- بدون شك أكيد حرب الخليج كانت بداية التنفيذ على الأرض، وهم خططوا لعاصفة الصحراء والغزو العراقى منذ عام 1980 ونفذوا فى 1990بالفعل هم يخططون لتفتيت الشرق الأوسط منذ سقوط الاتحاد السوفيتى، إذا البداية للتقسيم والتفتيت كانت حرب الخليج.

■ أليس صحيحا أن امريكا وإسرائيل يعلمون أن المستقبل ليس للغرب بل للصين والهند وروسيا وخلال الأيام القليلة القادمة سوف ينتقل القطاع الاقتصادى من اقصى الغرب إلى اقصى الشرق.. وبالتالى الثقل السياسى سوف ينتقل أيضا.. فهل لذلك يقومون بمحاولة تكسير كل القوى العربية بالمنطقة؟!

- فعلا هذا كلام صحيح 100% ويتلخص فى الآتى: نلحظ أن بعد السقوط عام 1950 حدد الرئيس الأمريكى أن ذاك الهدف الاستراتيجى وصدر مرسوم رئاسى بهذا وهو القضاء على الاتحاد السوفيتى وهزيمته اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، والانفراد بقضية العالم، وبسقوط الاتحاد السوفيتى أعلنت كل مراكز الدراسات الأمريكية تمام تحقيق الهدف الاستراتيجى الأمريكى الذى حدد سنة 1950 ثم البدء فى تحديد هدف استراتيجى جديد للولايات المتحدة مع بداية التسعينيات وكان هذا الهدف أن يكون القرن الواحد والعشرين قرنا أمريكيا، ولتنفيذ هذا الهدف أمريكا قسمت العالم والدول التى تناطح أمريكا فى القضية وهى روسيا والصين واليابان والكوريتان والهند، وهذا هو ما سمى بالمحور الآسيوى وتولته أمريكا كاتجاه لجهودها الرئيسية، وهنا نجد أن كل اتجاه أمريكا فى المحور الآسيوى، وإفريقيا أوكلتها إلى أوروبا لأن أوروبا دول حليفة ومشتركة معها فى حلف الأطلنطى ولها الحق فى أى تطلعات وآمال لكن غير متعارضة مع أمريكا، لذلك أعطتها جزءا من الكيكة وبقيت منطقة الشرق الأوسط وهو الوطن العربى بالإضافة إلى باكستان وإيران وأفغانستان وطبعا إسرائيل، وتخطيط أمريكا لهذه المنطقة كان أن تكون إسرائيل هى الشرطى الأمريكى فى هذا الوقت للسيطرة على هذه البقعة من الشرق الأوسط والتى تسمى بالشرق الأوسط الكبير، لذا كان لا بد من أن يتم إضعاف هذه الدول لتكون أقل قوة من إسرائيل وهذا عن طريق إضعافها وتفتيتها إلى دويلات، وهذه هى استراتيجية أمريكا فى المنطقة العربية لتكون إسرائيل هى القوة الأكبر على السيطرة عليها نيابة عن الولايات المتحدة وهذا ما يحدث الآن.

■ لكن كيف تستعيد مصر ريادتها الأمنية؟

- هناك دراسة كاملة لتحدد الثغرات الأمنية ونقاط الضعف للتخلص منها وإنهائها، ثم إذا نظرنا لدول العالم نجد أنها مرت بتجارب مثلنا، إذا لا بد من الاستفادة من تجارب الآخرين ثم نبنى عليها من حيث انتهى الآخرون ويتم هذا بناء على دراسة علمية حقيقية مع توافر إرادة التغيير.

■ لكن ألم تكن ثورة 25 يناير ضربت مصادر معلومات وزارة الدخلية وأمن الدولة؟

- حقيقة الأمر أن هناك فرقا بين الثورة وبين من ركبوا الثورة زورا وبهتانا، الثورة كانت نموذجا رائعا لإرادة وطنية عبرت عن إرادة شعب، لكنها كانت أشبه بمن تعطلت سيارته فى الطريق وطلب من البعض أن يعاونوه فى دفعها إلى الأمام فتدخل من دفعها إلى حفرة لكى تدمر بدلا من أن تسير، وبالتالى الإخوان عندما دخلوا لم يدفعوا بالثورة فى الاتجاه الصحيح إنما اختطفوا الثورة ليحققوا أهداف تنظيمهم وهنا كانت المشكلة، وجهاز مباحث أمن الدولة جهاز معلوماتى بالدرجة الأولى يعرف جيدا أين هى المخاطر وأين هم الإرهابيون وأعداء الوطن والمجرمون، وتم القضاء على الجهاز بالكامل وهذا كان السبب الذى استغرق منا وقتا فى التصدى على الإرهاب لأن قاعدة البيانات بأمن الدولة تعرضت للخلل ودمرت خلال فترة الإخوان.

■ ألست معى سيادة اللواء أن ثورة 30يونيو اوقفت مخططا لتركيع مصر والدول العربية؟

- بلا شك هذه الثورة المجيدة أوقفت مخطط تركيع مصر والدول العربية بنسبة 100% ويكفى أنه كان هناك اتفاق ولا يزال قائما إلى الآن وهم ينفذونه وهو أن تكون سيناء وطنا بديل اللفلسطينيين بأن يعطوا جزءا من سيناء لقطاع غزة يضمونه وتكون هذه الدولة الفلسطينية، والضفة الغربية تأخذ حكما ذاتيا لكن لم تكن دولة فلسطينية ولذلك نجد الآن أن كل الإرهاب مرتكز فى المنطقة المواجهة لقطاع غزة، إذا هم يريدون فرض أمر واقع والأمريكان يرون أن هذا هو الحل الأمثل للقضية الفلسطينية، وبهذا ينتهى صداع الصراع العربى- الإسرائيلى على حساب مصر، ثم تجمع الإرهابيين من العالم فى سيناء ويستخدمون لصالح الانقضاض على الأنظمة العربية وتحديدا الجزيرة العربية، لكن بقيام ثورة 30 يونيو أجهض هذا المخطط الغربى وبالتالى كانت المواجهة الصاخبة لثورة 30 يونيو عندما قاموا بعدم الاعتراف برفض كل ما قام به الثوار وأن هذا انقلاب وأمريكا وأوروبا وإفريقيا قطعوا العلاقات مع مصر، لكن الآن نجد أنهم هم الذين أعادوا علاقتهم بمصر ويسعون إلينا لأن الثورة نجحت بامتياز فى إفشال كل المخططات التى كانت ضد الشعب والأرض.

■ منذ أيام كان الاحتفال بذكرى تحرير سيناء.. كيف ترى سيناء الآن؟!

- أرى أن رمال سيناء التى تروى الدماء كل ذرة رمل بتنبت شجرة وإن شاء الله سيناء ستزرع وتعمر بالكامل وسيتحول الثقل الديموغرافى إليها قريبا رغم الإرهاب لأن المخطط الإرهابى فى سيناء غير المخطط فى وادى النيل، فهناك مخطط كما ذكرنا لجعل سيناء وطنا بديلا للفلسطينيين وحل القضية الفلسطنية على حساب أرضنا فى سيناء وهذا ما لن يتحقق على الإطلاق ومن هنا اوجه رسالة للعالم ولمن خططوا هذا إن كل نقطة دم تروى ارض سيناء تزيد تمسكنا بها وأبناء سيناء فى القلب والعين وإن شاء الله هذه الكبوة التى تمر بسيناء ستنقشع قريبا وتعود سيناء كما كانت أرض السلام والتنمية والخير.