جريدة «السوق العربية» فى جولة لاستطلاع الآراء حول أزمة البوتاجاز
عادت أزمة البوتاجاز تطل برأسها من جديد وتخرج لسانها لمواطنى الدقهلية وكأن لسان حالهم يؤكد أن هذا الشعب المسكين مكتوب عليه النكسات والأزمات خاصة أن أهالى الدقهلية اعتقدوا خيراّ بأن السفينة بدأت فى السير إلى الأمام.. بعد أن حأولت الدولة بجميع أجهزتها توفير احتياجات الأسر المصرية وفى مقدمتها الغاز حيث إنه لا حياة بدونه ولكن عاد الأمر كما هو عليه فى سابق العهد يعانى المواطن فى البحث عن أنبوبة البوتاجاز التى ارتفع سعرها إلى أرقام فلكية واستغلها السماسرة والتجار كلاّ حسب هواه، مستغلين فى ذلك حاجة المواطن لها.. وبالرغم من الدور الكبير الذى تقوم به مديرية التموين بالدقهلية بقيادة عبدالرحمن السيد وكيل أول وزارة التموين بها والجهود المبذولة من قبل رجال مباحث التموين للقضاء على الأزمة وعلى تجار السوق السوداء الذين مصوا دماء المواطن بل جعلوه فريسة إرضاء لجشعهم وطمعهم إلا أن الأزمة مازالت قائمة.. هل يمكن السكوت عن استمرار تلك الأزمة التى باتت تهدد استقرار الأسر المصرية؟ خاصة أن المواطن رجلا أو سيدة يستمر فى البحث عن اسطوانات البوتاجاز لعدة أيام متواصلة.. ما الجديد؟ وما علامات المستقبل الذى يتمناه أهل الدقهلية؟
قامت جريدة السوق العربية بجولة داخل شوارع الدقهلية للوقوف على أبعاد تلك المشكلة وايضاّ طرحها على المسئول الأول عن التموين بالدقهلية- عبدالرحمن السيد- وكيل أول وزارة التموين بها.
قال- محمد كمال-نعانى يومياّ معاناه شديدة فى الحصول على أنبوبة البوتاجاز وبل أصبحنا عرضة للإهانة بشكل يوم بسبب الصراع والتزاحم بين الناس كى نستطيع الفوز بأنبوبة البوتاجاز، مضيفاّ أن الكمية التى تأتى أقل بكثير من حاجة المواطنين ما يتسبب فى حدوث هذه الصراعات بل وقد يصل الأمر إلى أن يصاب أحد المواطنين نظراّ للازدحام الشديد والخناقات التى تنشب حول سيارة الأنابيب، متسائلاّ: إلى متى سنظل فى هذه الأزمة؟
بينما قالت- عفاف إبراهيم- إن لديها فرنا لشوى الأسماك و«هذا هو مصدر رزقى وقوتى وقوت أولادى، فأنا احتاج يومياّ إلى أنبوبة بوتاجاز كى أستطيع تشغيل الفرن ولذلك اضطر إلى المجىء إلى هنا يوميا وأن أسلك رحلة العذاب اليومية من أجل الحصول على الأنبوبة وإلا مت جوعاّ أنا وأولادى، بل وقد يصل الأمر بى إلى شراء الأنبوبة من السوق السوداء بأضعاف ثمنها»، مطالبة من الحكومة بضرورة إيجاد حل لتلك المشكلة قائلة: نحن أحياء أموات.
قالت- عائشة فوزى- أصحو يومياّ من الفجر فى رحلة البحث عن أنبوبة البوتاجاز وأحمل روحى على كفى خوفاّ من الإهانة التى اتعرض لها أثناء محاولتى الوصول إلى سيارة الأنابيب والحصول على الأنبوبة، كما أكدت أنه لا توجد عدالة اجتماعية فى توزيع الاسطوانات فمن لديه واسطة ومحسوبية يستطيع الحصول على الأنبوبة دون جهد ولكن هى ومثلها يذوقون العذاب ألوانا، وأضافت أنا لا أستطيع شراء الأنبوبة من السوق السوداء، وطالبت من الحكومة تكثيف جهودها من أجل حل تلك المشكلة.
قال- محمد جمعة- إن السبب وراء تلك الأزمة هم تجار السوق السوداء الذين يفتعلون الخناقات والمشاكل أمام سيارة الأنابيب مستغلين تلك الأفعال فى الحصول على عدد كبير من الاسطوانات وتخزينها وبعد ذلك يقومون ببيعها بأسعار باهظة فى السوق السوداء، مؤكداّ ما يقوم به رجال مباحث التموين من مجهود كبير جدا ودور فعال فقد تمكنوا من من تعديل السعر الأصلى للأنبوبة فبعد أن كانت تأتى إلينا بـ11 جنيها أصبحت تأتى إلينا الآن بـ10 جنيهات، ولكن أزمة البوتاجاز لازلت قائمة ولانعلم إلى متى ستظل؟.
قال- محمد شاور- بسبب مرضى لا استطيع الانتظار امام سيارة الأنابيب وأيضا لا أقوى على الدخول فى صراعات مع الآخرين من أجل الحصول على اسطوانة بوتاجاز واضطر إلى انتظار الموزع حتى يصل إلى منزلى واشتريها منه بثمن غالٍ جدا بـ70 جنيها، متسائلاّ وهو فى حزن شديد٬ أى دخل وأى مرتب يسمح بهذه المهزلة؟
قال-محمد مجدى-لابد من تقسيم الحصة اليومية التى تأتى إلى المحافظة من اسطوانات البوتاجاز إلى نصفين نصف للجمهور والنصف الثانى لعمال توزيع الأنابيب، فأسطوانات البوتاجاز مصدر رزق لكثير من الأسر المصرية، وأضاف أنه هناك عدد كبير من السيدات والمرضى وكبار السن لا يستطيعون الانتظار والوقوف فى تلك الطوابير وخوض المعارك من أجل الحصول على الأنبوبة بالإضافة الى عدم قدرتهم على حمل الأنبوبة نفسها ونقلها إلى منازلهم.
فيما أكد- محمود سليمان- أن الأزمة بدأت فى الانفراج النسبى منذ أيام قليلة، مؤكداّ الدور الإيجابى المبذول من قبل رجال مديرية التموين لحل تلك الأزمة، وأضاف أن سيارة الأنابيب بعد أن كانت لا تأتى إلا كل يومين أصبحت الآن تأتى فى موعدها كل يوم وذلك منذ 7 أيام تقريباّ، وأضاف أنه يتمنى أن تنتهى الأزمة تماما خلال الأيام المقبلة.
كما أكد- طارق السعيد- ان هناك أيادى خفية وراء تلك الأزمة والازدحام المفتعل وهناك تجار معروفون بالاسم فى منطقة عزبة الشال وهم تجار سوق سوداء، مطالباّ رجال مباحث التموين بملاحقتهم.
قال- وليد رمضان، عامل توزيع أنابيب- كنت أحصل على حصة عدد 10 اسطوانات بوتاجاز فى اليوم وأقوم بتوزيعها فى المناطق السكنية من خلال توصيلها إلى المنازل، وهذا هو مصدر رزقى الوحيد ومهنتى التى أمتهنتها منذ 20 عاما، والآن احصل على أنبوبة واحدة وأحيانا كثيرة لا أستطيع الحصول على تلك الواحدة، وأضاف وليد “هاكل منين وأعول أسرتى منين ومصدر رزقى ضاع”، وأكد جهود رجال مديرية التموين ورجال مباحث التموين فى القضاء على السوق السوداء إلا أن المشكلة مازالت موجودة.
قال- عصام محمد السيد، عامل توزيع أنابيب- لقد يئست من حل تلك المشكلة وليس لدى أى عمل آخر غير هذه المهنة، كنت أحصل فى السابق على 30 أنبوبة سعر الواحدة 10 جنيهات وأقوم ببيعها بـ 15 جنيها للمواطنين، أما الآن فأصبحت حصتى أنبوبة واحدة واضطر إلى بيعها بـ100 جنيه وإلا مت من الجوع فضلاّ عن العذاب والاهانة اليومية التى أتعرض لها فى رحلة الحصول على تلك الأنبوبة.
قال- محمد صابر، عامل توزيع أنابيب- أجيب أكل عيالى منين بعد أن أصبحت حصتى أنبوبة واحدة كل يومين، وطالب محمد من الرئيس السيسى التدخل شخصياّ لحل تلك الأزمة قائلاّ أنه على ثقة من أن الرئيس السيسى واحد من أبناء مصر المخلصين ويشعر بنا جميعا وواثق أن كل ما يهمه الوقوف إلى جانب المصريين لحل مشاكلهم.
فيما التقت جريدة السوق العربية وكيل أول وزارة التموين بالدقهلية- عبدالرحمن السيد-لمعرفة ما الحلول لتلك المشكلة، فأكد أنه وجميع العاملين بمديرية تموين الدقهلية يبذلون قصارى جهدهم لحل تلك الأزمة قائلاّ: بالفعل الحصة التى تأتى إلى محافظة الدقهلية الآن أقل من الأيام السابقة وأرجع ذلك إلى ظروف الطقس التى شهدتها البلاد الأيام الماضية.
وأضاف أن الأزمة فى طريقها للحل الجذرى والانتهاء التام، وأنه وضع خطة شاملة بالتعاون مع رجال التموين داخل الإدارة وبالاتفاق مع مباحث التموين للقضاء على الأزمة، موضحاّ أن هناك مجموعة من التجار معدومى الضمير كل همهم استغلال المواطن وزعزعة الاستقرار وهم تجار السوق السوداء وسوف يتم القضاء عليهم فى الأيام القليلة القبلة، وأكد محاسبة المخالفين والخارجين عن القانون ومحاسبتهم قضائياّ.
كما أوضح أن هناك متابعة شاملة من قبل مفتشى التموين بحيث يتم عمل تفتيش مفاجئ على عديد من المستودعات، بالإضافة إلى تواجد مفتش تموين مع كل سيارة من سيارات الأنابيب لضمان توزيعها توزيع عادل على المواطنين، وأضاف أن المديرية تعمل بكامل طاقتها لحل هذه المشكلة والقضاء على أزمة البوتاجاز نهائيا، موضحا أنها بالفعل بدأت فى الانتهاء، ووعد بأن الأزمة ستنتهى تماماّ خلال الأيام القليلة المقبلة.