العشوائيات والقمامة مشاكل أزلية.. ووزارة البيئة تدعمنا بشكل كبير

العشوائيات والقمامة مشكلة أزلية تعانى منها جمهورية مصر العربية منذ عدة قرون ويحاول جميع المسئولين حلها لكن للأسف دون جدوى فأصبحت هذه المشكلة رمزا من رموز الدولة للأسف الشديد وأصبح الأهالى بمختلف محافظات مصر يعانون من هذه الأزمة الشديدة ولكن مع سقوط نظام ووجود نظام جديد له استراتيجية جديدة ومنظومة الهدف منها فى الأساس راحة المواطن المصرى وبالفعل أصبحنا نجد تطورا شبه ملحوظ لحل هذه الأزمة ولهذا السبب أجرينا حوارا مع المهندس محمد طلعت إبراهيم مدير وحدة العشوائيات بمحافظة القليوبية ليرد على الأسئلة التى تطمئن الشعب المصرى والمواطن القليوبى.

فى البداية حدثنا عن اجتماع محافظ القليوبية مع الوكالة الألمانية لبحث تدوير مخلفات القمامة؟

عقد الاجتماع منذ حوالى شهر فى مكتب المحافظ المهندس محمد عبدالظاهر حيث حضر الاجتماع اللواء حسن ناجى سكرتير المحافظة نائباً عن المحافظ وعرض فى الاجتماع التفاصيل الخاصة بالمشروع من حيث المكان والجهة التى ستدير وتنفذ المشروع والذى أقترح أن تكون شركة خاصة أو إحدى مصانع الأسمنت حيث إنها تستخدم الطاقة البديلة الناتجة عن تدوير القمامة فى أفرانها (RDF) كما أن المحافظة بدأت بالفعل فى أخذ خطوات جادة فى هذا المشروع بمجرد وصول الخبراء التابعين للوكالة الألمانية لمدينة الخانكة التى سينفذ بها المشروع لدراسة المشروع على أرض الواقع ودراسة تفاصيل المشروع من كافة الجوانب بالإضافة إلى العمل على حل المشكلات التى قد تحدث أثناء تنفيذ المشروع والعمل على تذليلها لسرعة البدء فى المشروع وسيكون هذا المشروع تجربة رائدة لمحافظة القليوبية حيث إن هذا المشروع سيحد من مشاكل التلوث السمعى والبصرى وستكون المحافظة بعد تنفيذ هذا المشروع محافظة صديقة للبيئة إن شاء الله.

متى سوف يبدأ العمل فى هذا المشروع؟

سوف يبدأ العمل فى هذا المشروع ابتداءً من هذا الشهر حيث استقبل المهندس محمد عبدالظاهر، فرانك جيليك المدير المالى والإدارى لبرنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضارية والذى حضر لتسليم مستندات إقامة مصنع التدوير وإنشاء المحطة الوسيطة بمدينتى الخصوص والخانكة بالقليوبية وسوف يتم التوسع فى هذا المشروع فى باقى محافظات مصر للقضاء نهائياً على مشكلة القمامة التى تعانى منها البلاد منذ سنوات عديدة فضلاً عن الاستفادة من هذا المشروع الرائد فى دفع عجلة الإنتاج والتنمية وتحقيق عائد مالى للمحافظة وتحويل الشىء الضار إلى أشياء مفيدة تعود بالنفع على المجتمع.

حدثنا عن افتتاح مشروع استعادة وتدوير المخلفات الصلبة الذى افتتح بمدينة الخانكة والخصوص؟

هذا المشروع هو مشروع مجتمعى متكامل لإدارة المخلفات الصلبة بعرب العليقات بالخانكة والمحطة الوسيطة بالخصوص وقد تم تنفيذ هذا المشروع من قبل برنامج التنمية بالمشاركة فى المناطق الحضارية وبتمويل من شركات أخرى بإجمالى مبلغ 7 ملايين جنيه وتقوم فكرة إنشاء المصنع على مفهوم استغلال الوقود البديل بأنواعه خاصة فى مجال صناعة الأسمنت ومن هذا المنطلق يتولى المصنع صناعة أو فصل المواد القابلة للتدوير وإنتاج السماد العضوى والوقود المشتق من المخلفات وقال أن الدكتور ليلى إسكندر أثناء افتتاحها المشروع أن التجربة فى محافظة القليوبية تعتبر مثالاً يحتذى به فى تطبيق استراتيجية إعادة المخلفات الصلبة وعلى المستوى المحلى قام المشروع بتحسن ظروف المعيشية لقطاع جامعى القمامة غير الرسمين ووفر لهم فرصاً لكسب سبل العيش بمدينتى الخصوص والخانكة كما أن المشروع سيحدث طفرة فى النظافة بمحافظة القليوبية بشكل عام وأن المحافظة هى صاحبة التجربة الأولى فى هذه المنظومة وستعمم فى باقى المحافظات قريبا إن شاء الله.

ماذا عن منطقة الزرايب بمدينة الخصوص؟

منطقة الزرايب بالخصوص هى أكثر المناطق العشوائية بالمحافظة وأهملت على مدار السنوات الماضية وأن المخلفات الصلبة كانت تمثل أزمة بها موضحاً أن بدأ تنفيذ المشروع منذ أكتوبر 2010 وحتى ديسمبر 2014 بتكلفة 7 ملايين جنيه بطاقة 100 طن للوردية الواحدة والمحطة الوسيطة بالخصوص بتكلفة 3,5 مليون جنيه على مساحة 5 آلاف متر، وأكد أن المهندس محمد عبدالظاهر طالب بإنشاء محطة وسيطة بمدينة شبرا الخيمة نظراً لحاجة المواطنين والمدينة إليها لتراكم القمامة بها متمنياً بتعديل السلوك الخاطئ لدى المواطنين وتحديد أوقات إلقاء القمامة وكذلك إلقائها فى الأماكن المخصصة للحفاظ على المظهر الجمالى للمحافظة.

ماذا عن المخلفات الصلبة بشكل عام فى المحافظة؟

المخلفات الصلبة حتى الآن فى القليوبية بشكل أخص يصرف عليها من الموازنة العامة للدولة وعملية الجمع تتم من خلال مجالس المدن ومن خلال بعض الشركات فى شبرا الخيمة والخصوص أما باقى مدن المحافظة من خلال مجالس المدن ونحن الآن بصدد تطوير هذه المنظومة لأن العالم كله لم يصبح يعتمد على منظومة الجمع ولا بد من دخول المجال الاستثمارى والقطاع الخاص لأن التكلفة عالية للغاية وأن مشاكل القمامة ظهرت فى الفترة الأخيرة بشكل سيئ للغاية ومن الصعب السكوت عليها الآن خصوصاً أن محافظة القليوبية محافظة محورية ومن أصغر محافظات مصر مساحة وهى محافظة تعتبر عنق الزجاجة للدلتا ولا يوجد لها ظهير صحراوى وبالتالى عملية الدفن هنا صعبة للغاية لأنها تحتاج مساحات كبيرة جداً وطالبنا وزارة البيئة من ضرورة تدبير أماكن لدفن هذه النفايات بشكل أمن والأماكن المخصصة لنا صحراء بلبيس ومساحتها حوالى 712 فدانا وهذه نقطة أساسية ومهمة لكى نستطيع أن نطرح على المستثمرين وشركات القطاع الخاص والشركات الاستثمارية والأجنبية لكى تعمل معنا فى منظومة التدوير ونوصل بها مثل باقى دول العالم الآن خصوصاً أن الدول الآن لم تعد تدفن قمامة أصبحت زيور وست أصبح الآن بنظام التدوير والتخلص الآمن من المخلفات وكيف ندفن قمامة وعلى بعد متر واحد يوجد مياه جوفية بهذا الأسلوب نحن نلوث أرض وندمر أجيالا قادمة ومنذ 2010 بصدد التطوير ولكن توقف الحال بسبب حدوث ثورتى 25 يناير و30 يونيو ولم تسر العملية كما كان محدد لها فى السابق ولكن الآن أصبح يوجد لدينا منح مثل المنحة الألمانية وهى تعتبر نموذج لتدوير المخلفات الصلبة وإلى الآن منتظر من وزارة البيئة الهيكل الإدارى لمنظومة المخلفات الصلبة وحتى يومناً هذا قطاع النظافة يقوم بتوزيع العاملين والسائقين بطريقة عشوائية والعربية تغادر فى أى وقت ليس لها وقت محدد ونلاحظ أن العالم كله سبقنا فى هذا المجال ودول شمال إفريقيا تطورت جداً فنجد رواندا مثلاً حائزة على أفضل مدينة إفريقية ونحن الآن بصدد التطوير لجعل المنظومة تسير بشكل جيد وكما محدد لها ولكن المشكلة التى تواجهنا أن الاشتراطات التى تأتى لنا من وزارة البيئة لمحافظة القليوبية كارثية لنا حيث من الطبيعى وجود محطة تجميع ومحطة وسيطة أو محطة نقل مخلفات أو مصنع تدوير مخلفات لا يوجد مكان يتوافر فيه الشروط البيئية حيث إن القليوبية لا يوجد مسافة ما بين كل سكن وسكن والاشتراطات البيئية تطلب 25 كيلو ما بين كل سكن والآخر ونقطة المحطة الوسيطة تتطلب 3 كيلو وبالتالى الاشتراطات البيئية صعبة للغاية على محافظة القليوبية ومشكلة المحافظة أنها قريبة جداً من محافظة القاهرة وهذا عيب وليس ميزة لأننا نتحمل صرف القاهرة والقمامة والكل يرمى عندنا المخلفات والانفلات الأمنى هو السبب فى حدوث ذلك ولكن ما وصلنا له الآن من خلال المنحة الألمانية والتى بدأت من 2010 إلى 2014 وانتهت الآن حيث أنشأنا خط تدوير للمخلفات حيث إن القليوبية تنتج 4 آلاف طن يومى هذا الخط نموذج يغطى مدينة ويدور حوالى 200 طن يومياً وطبعاً هذا نقطة فى بحر من المخلفات ويخرج سماد عضوى وأنشأنا إدارة مخلفات بالخانكة وتدريب كوادر بشرية على أعلى مستوى ويوجد هناك إدارات متابعة وسير يومية وهناك يوجد تحكم كامل لهذه المنظومة ونتمنى من الله أن نستطيع تعميم هذه المنظومة على جميع محافظات مصر والمشكلة كما قلت من قبل أن فى محافظة القليوبية لا يوجد مكان بها لإنشاء مصنع الذى يحاج حوالى 8 فدادين ولا توجد أراضٍ زراعية ومن خلال المنحة الألمانية أنشأنا محطة وسيطة بالخصوص التى تسمى بالمناولة وهذه تقلل كثيرا حوالى 70% من السحب ويتم فيها عملية الفرز وكل المدينة تصب فى منطقة واحدة ونجلب عربيات نقل لنقل تلك المخلفات لتذهب إلى المدفن وهذا يقلل من استخدام عربيات نقل كثيرة فاحتاج فقط ثلاث عربيات فى اليوم بدل من 30 عربية وبهذا قد نكون قللنا من عملية التكليف وصيانة معدات لو وجدت فى كل مدينة محطة وسيطة ستوفر علينا الكثير ونحن الآن لدينا محطة وسيطة التى أنشئت فى الخصوص واستيعابها يوميا حوالى 15 طنا وتأخذ من مدينة الخصوص والخانكة ويتم تجميع القمامة منها يوميا ولا يتبقى كيلو قمامة لليوم الثانى وبالتالى فقد قمت بالتوفير على المتعهد وعلى عامل النظافة وعلى عربيات النقل وبطرق عملية حدثية للغاية ويوجد عشر حاويات موجودة هناك بحيث أن تملأ واحدة تسحب وتترك حاوية فارغة أخرى مكانها وبمجرد امتلائها جميعاً تسحب إلى منطقة أبوزعبل وهذا يوفر الكثير ومن الممكن عمل فرز فى المحطة الوسيطة لكى أفصل البلاستيك أو الزجاج أما السماد العضوى هو الذى يذهب إلى المدفن مباشراً والحق يقال أن هذه المنحة كانت ستسحب من المحافظة لوقوفها حوالى سنة ونصف السنة لولا تدخل المحافظ وتسهيل الإجراءات اللازمة لسير هذه المنحة من جديد وسريانها بشكل طبيعى.

هل يوجد لديكم دعم من وزارة البيئة؟

بالطبع وزارة البيئة تدعمنا ودعمتنا فى السنة الأخيرة بـ8 ملايين جنيه وأخذنا منهم لودر و6 عربيات نقل ودعمتنا بشكل كبير فى الفترة الأخيرة ولكن بالنسبة للوضع الحالى فهو محتاج الكثير والكثير والكل فى انتظار مشروع قومى لإدارة المخلفات بشكل آمن وإدارة فنية متخصصة فى المخلفات كما فعلت تونس والمغرب وهناك مستثمرون كثيرون فى انتظار هذه المنظومة الجديدة ونحن على وشك الإعلان للدخول فى الطاقة البديلة ونحن الآن فى صدد وضع كراسة الشروط مع دخول الجانب الألمانى معنا وكراسة الشروط هذه على عملية الاستثمار والتدوير والجانب الألمانى ليس شريكا معنا بل هو بالدعم الفنى فقط وهذا ما ينص على البروتوكول بيننا وبين الوكالة الألمانية ونحن نريد مستثمرين جديدين يخافون على مصلحة الوطن ولا يكون هدفهم الأساسى هو ابتزاز الدولة ليس أكثر كما كان فى السابق وأؤكد مرة أخرى لا بد من دخول الاستثمارات والقطاع الخاص فى هذه المنظومة لأن البلد لن نستطيع وحدها أن تقوم بذلك لأنها ميزانية كبيرة للغاية.

حدثنا عن العشوائيات فى محافظة القليوبية؟

يوجد فى القليوبية 67 منطقة وهى مصنفة ضمن الخريطة العشوائية فى مصر وهى مصنفة منذ عام 1994 والعشوائيات تخص المدن وليس القرى والمناطق العشوائية فى القليوبية غير أى محافظة كالقاهرة فالمناطق العشوائية هناك عبارة عن كتلة سكنية داخل المدينة وكان فى السابق تأتى موازنة مخصوص لها ولكن الآن تأتى على المدينة لأن المياه من المدينة والكهرباء وغير ذلك من الخدمات ولا يمكن فصلها عن المدينة لأنها جزء لا يتجزأ منها وعندما نجلس فى مؤتمرات وندوات مع خبراء أجانب يتحدثون كأنهم مهمشون وليس لهم حقوق ولكن فى القليوبية وضع آخر حيث إننا عشوائيات بناء وليس بشر كما يوجد فى محافظة القاهرة حيث إن المخطط التى يأتى إلى المدينة يأتى متأخرا حيث إن المخطط فى محافظة القليوبية مجهز من 2008 ولكن اعتمد فى 2014 وهذه كارثة بكل المقاييس وفى القليوبية المناطق العشوائية دون استثناء يوجد بها خدمات ومدارس وكافة شىء مثل المدينة تماماً ومثال على ذلك منشية النور فى بنها يوجد بها غاز طبيعى حيث المشكلة تكمن فى سوء التخطيط ليس أكثر، حيث يوجد فى الخصوص أبراج 16 دورا على الرغم من أن الخصوص مصنفة كمنطقة عشوائية ولكن بها كافة الخدمات وتم بناؤها لغياب التخطيط الكامل وما بين كل عمارة والثانية 2.5 متر وبعد ذلك يأتى ويطالب الدولة بالصرف الصحى والخدمات الأخرى ومن هنا لا نستطيع وضع بنية أساسية وهذه هى مشكلة العشوائيات فى القليوبية كما قلت عشوائيات بناء وليس بشر.

ما الحلول للقضاء على ذلك؟

طبعا الحد من عملية التعديات على الأراضى الزراعية وعلى أراضى الدولة وانتظار المخطط لكى ينفذ كما اعتمد والبناء الموحد كما فى القانون رقم 119 ولا بد أن تكون للدولة يد عليا وأن تستعجل عمليات المخططات والعمل على خطوط تنظيم لحين الانتهاء من المخططات حيث إن المدينة مثل الطفل اللى يخطط له، فمثلا نجد المخطط فى لندن مجهز لـ250 سنة فى المستقبل ولا بد من تعميمها هنا والمشكلة فى مصر هى تطبيق القوانين فتخيل أنت منطقة كوسط البلد فى بنها مندرجة من ضمن العشوائيات وهى من أكبر المناطق فى مدينة بنها وهى مبنية منذ عام 1820 مدينة بنها بالكامل مندرجة ضمن العشوائيات ما عدا منطقة تدعى الفلل فى مدينة بنها والسبب أن مدينة بنها عشوائية لأنها اتبنت بتخطيط قديم ومهما صرفنا عليها من رصف وتوفير خدمات للأسف مصنفة من ضمن العشوائيات وأعتقد أن مدينة كالخصوص هى من وجهة نظرى زلزال مصر القادم حيث أعتبرها مقبرة المنح ويوجد بها رجال أعمال هناك كثيراً ولكنها عشوائية والمشكلة فى مصر فى المقام الأول هى سلوك المواطن المصرى فلا بد من توعية المواطن للحفاظ على البيئة التى يسكن فيها واحترام القانون لا بد أن نكون مثل الخارج هناك المواطن يحافظ على البلد بشتى الطرق الممكنة حيث إن نظافة المواطن المصرى تنتهى عند باب منزله وليس فى الشارع فالمشكلة مشكلة ثقافة لا بد من علاجها، لكن المشكلة فعلاً فى القليوبية ولا بد أن تضع الدولة أعينها تجاه هذه المشكلة هى مشكلة أبراج الضغط العالى بشبرا الخيمة حى شرق وهما حوالى 12 أو 13 منطقة تحت أبراج الضغط العالى وهذه تسمى بالمناطق غير الآمنة بالمرة ومنطقة العكرشة الصناعية الحرفية ومنطقة الزرايب بالخصوص ولا بد من حل فورى لها ونحن نبدأ الآن فى معالجتها بشتى الطرق الممكنة. وفى نهاية حديثة أشاد المهندس محمد طلعت إبراهيم مدير وحدة العشوائيات بمحافظة القليوبية بالمهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية وأشاد بالدور الذى قام به منذ تولية المسئولية ووصفه بأنه شعلة من النشاط وجعل العاملين والمسئولين بالمحافظة يخافون على عملهم وعلى حبهم للمحافظة لكى يعود كل هذا بالخير على محافظة القليوبية ومصرنا الحبيب.