تواصل سلطنة عُمان أداء دورها المحوري كقوة إقليمية داعمة للسلام والاستقرار في المنطقة، مستندة إلى نهج دبلوماسي متوازن يقوم على الحوار وضبط النفس، بعيدًا عن سياسة الاستقطاب أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول. موقف ثابت يدعو للتهدئة أكدت سلطنة عُمان، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، استمرار موقفها الداعي إلى ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة، مشددة على ضرورة معالجة القضايا العالقة عبر الحوار البنّاء والتفاهم الأخوي، بما يخدم أمن اليمن ومصالحه الوطنية، ويعزز في الوقت ذاته أمن دول الجوار. ويعكس هذا الموقف الثابت التزام مسقط بسياسة خارجية تقوم على خفض التصعيد واحتواء الأزمات بدلًا من تأجيجها، وهو ما جعلها محل ثقة إقليمية ودولية في ملفات الوساطة. دعم الحلول السياسية الشاملة أعربت سلطنة عُمان عن تأييدها الكامل للمواقف الداعية إلى إنهاء التصعيد ومعالجة جذور الأزمة اليمنية، مؤكدة أن الحلول العسكرية أثبتت عدم جدواها، وأن السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم يتمثل في التوصل إلى حلول سياسية توافقية تراعي مصالح جميع الأطراف. وشدد البيان على أهمية احترام سيادة الجمهورية اليمنية ووحدة أراضيها وأمنها واستقرارها، وعدم فرض أي حلول لا تعبّر عن إرادة الشعب اليمني. عُمان وسيط موثوق إقليميًا ودوليًا لعبت سلطنة عُمان، على مدار السنوات الماضية، دور الوسيط الهادئ في الأزمة اليمنية، من خلال استضافة لقاءات غير معلنة، وتسهيل قنوات التواصل بين الأطراف المتصارعة، إضافة إلى تنسيقها المستمر مع الأمم المتحدة والفاعلين الدوليين لدفع مسار السلام. وقد أسهم هذا الدور في تقليل حدة التوتر في مراحل حساسة، وفتح نوافذ أمل أمام تسويات سياسية كانت تبدو بعيدة المنال. سياسة خارجية قائمة على عدم التدخل ترتكز السياسة العُمانية على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها، وهو ما أكدت عليه مرارًا في مواقفها من الأزمة اليمنية، معتبرة أن تحقيق السلام الحقيقي لا يتم إلا بإرادة وطنية خالصة، ودعم إقليمي مسؤول. السلام خيار استراتيجي تعكس مواقف سلطنة عُمان قناعة راسخة بأن أمن المنطقة مترابط، وأن استقرار اليمن يمثل ركيزة أساسية لأمن الخليج والجزيرة العربية، ما يجعل دعم الحلول السلمية خيارًا استراتيجيًا لا حيادًا سلبيًا. وفي ظل استمرار التحديات، تواصل مسقط لعب دورها كصوت للعقل والحكمة، ساعية إلى تحقيق الوئام والسلام، ليس في اليمن فحسب، بل في محيطها الإقليمي بأكمله.