السوق العربية المشتركة | لي تشيانغ : الصين علي استعداد لتعميق المواءمة الاستراتيجية مع الآسيان ومجلس التعاون الخليجي

دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا آسيان ودول مجلس التعاون الخليجي إلى

السوق العربية المشتركة

الجمعة 30 مايو 2025 - 02:16
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري

لي تشيانغ : الصين علي استعداد لتعميق المواءمة الاستراتيجية مع الآسيان ومجلس التعاون الخليجي

دعا رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ،  الصين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى العمل معا بغية صياغة نموذج للانفتاح والتعاون التنموي والتكامل بين الحضارات.



أدلى لي بهذه التصريحات في أثناء إلقائه كلمة خلال افتتاح قمة الآسيان الصين مجلس التعاون الخليجي المنعقدة في كوالالمبور، عاصمة ماليزيا.

وقال لي إن الصين والآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي تتمتع بتاريخ طويل من التبادلات الودية، مضيفا أنه في ظل التغيرات المعقدة في المشهد الدولي والنمو الاقتصادي البطيء، فإن إنشاء منصة تواصل وآلية تعاون كهذه القمة الثلاثية يمثل ابتكارا رائداً في التعاون الاقتصادي الإقليمي.

وأضاف رئيس مجلس الدولة الصيني أنه من خلال توثيق الارتباطية والتعاون، يمكن للأطراف الثلاثة بناء دائرة اقتصادية ديناميكية وقطب نمو، ما يحمل أهمية كبيرة لازدهار كل منها وأيضا للسلام والتنمية في آسيا والعالم.

وحث لي جميع الأطراف على استغلال هذه الفرصة التاريخية، ومواصلة إثراء جوهر التعاون الثلاثي، والعمل معا لبناء نموذج للتعاون والتنمية العالميين.

وحث جميع الأطراف أيضا على بناء نموذج في ثلاثة جوانب.

أولا، دعا لي الأطراف الثلاثة إلى إنشاء نموذج للانفتاح الإقليمي، مشيرا إلى أن التعداد السكاني والناتج الاقتصادي الكلي للصين ودول الآسيان ودول مجلس التعاون الخليجي، يشكلان ما يقرب من ربع إجمالي عدد السكان وربع الناتج الاقتصادي الكلي على مستوى العالم.

وأضاف أن الترابط الكامل بين الأسواق الثلاث سيؤدي بالتأكيد إلى خلق مساحة أكبر بكثير للتنمية وإحداث تأثير على نطاق أوسع.

وأشار لي إلى أن الصين والآسيان قد أكملتا تماما المفاوضات بشأن تحديث النسخة 3.0 من منطقة التجارة الحرة بينهما، مضيفا أنه من المتوقع اختتام المحادثات في وقت مبكر بشأن اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والصين والآسيان من أجل رفع مستويات التجارة بين الأطراف الثلاثة.

وحث لي الأطراف الثلاثة على توسيع الانفتاح الإقليمي بثبات، وجعل المناطق ذات الصلة سوقاً مشتركة واسعة تتدفق فيها الموارد والتقنيات والمواهب بكفاءة أكبر، وتتمتع فيها التجارة والاستثمار بمزيد من الحرية والتيسيرات، وهو ما سيتيح إطلاق العنان بشكل كامل للتأثير القوي للتنمية المفتوحة.

ثانيا، دعا لي أيضا الأطراف الثلاثة إلى صياغة نموذج للتعاون عبر مختلف مراحل التنمية، قائلا إنه رغم أن الأطراف الثلاثة تمر بمراحل مختلفة من التنمية، فإن الاختلافات بينها لا تشكل عائقا أمام التعاون، ولكنها تكمل نقاط القوة لدى كل طرف.

وأعرب لي عن استعداد الصين لتعميق المواءمة الاستراتيجية مع الآسيان ومجلس التعاون الخليجي على أساس الاحترام المتبادل والمعاملة على قدم المساواة، معربا أيضا عن استعداد الصين لتعزيز التنسيق بشأن سياسات الاقتصاد الكلي، وتعزيز التعاون في التخصص الصناعي.

وتابع قائلا: "يجب أن نسعى جاهدين لتحويل نقاط القوة لدى كل منا إلى نقاط قوة لنا جميعا، وفي الوقت نفسه نساعد بعضنا البعض على مواجهة التحديات الجديدة الناشئة في التنمية، وإتاحة سبل جديدة للتعاون الاقتصادي الصناعي الدولي، وتعزيز تنمية منسقة يمكن من خلالها استكشاف قدراتنا بالكامل ومضاعفة الفوائد وتقاسمها".

ثالثا، حث لي الأطراف الثلاثة على إنشاء نموذج للتكامل بين الحضارات، مشيرا إلى أن الأطراف الثلاثة هي مَواطِن لحضارات نابضة بالحياة، وتتشارك معاً التمسك بالقيم الآسيوية المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمول.

ودعا لي إلى تعميق التبادلات الثقافية والشعبية وترسيخ أساس الثقة المتبادلة، ودعا أيضاً الأطراف الثلاثة إلى إدارة الخلافات بفعالية من خلال التفاهم المتبادل، وتعزيز التعاون ذي المنفعة المتبادلة من خلال تبادل الأفكار، واستكشاف مسار جديد للتقدم الشامل لمختلف الحضارات.

وأكد لي أن الجانب الصيني يدعم بنشاط مبادرة الحوار الحضاري الكونفوشيوسي-الإسلامي التي اقترحها رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.

وأبدى لي استعداد الصين للعمل مع الآسيان ومجلس التعاون الخليجي لتنفيذ مبادرة الحضارة العالمية، وتعزيز التعلم المتبادل بين الحضارات، وبناء توافق وزخم أكبر للسلام والتنمية.

وقال لي إن الصين مستعدة لتعزيز الشراكات الثلاثية مع الآسيان ومجلس التعاون الخليجي، والعمل معا لصياغة خطة عمل للتعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتعزيز المواءمة في البنية التحتية وسبل تنظيم السوق، وتوسيع التعاون في مجالات كالطاقة والزراعة والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، فضلا عن التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، وتعزيز التبادلات الشعبية والتفاهم المتبادل.

وقال لي إن الصين مستعدة أيضا لتقديم تسهيلات أكبر في الحصول على التأشيرات للمواطنين من دول الآسيان ومجلس التعاون الخليجي.

وأشار لي إلى أنه على الصعيد العالمي، يتعين على الأطراف الثلاثة تعزيز التواصل والتنسيق في إطار الأمم المتحدة وغيرها من الأطر متعددة الأطراف، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية، ومعارضة الهيمنة وسياسة القوة بحزم، والسعي نحو حوكمة عالمية أكثر عدلا وإنصافا.

وقد أشاد قادة الآسيان ومجلس التعاون الخليجي الذين حضروا القمة، بالدور المهم الذي يؤديه تعزيز التعاون الثلاثي في دفع عجلة التنمية في بلدانهم، وفي تعزيز السلام والازدهار على الصعيد الإقليمي.

وقالوا إن القمة فتحت فصلا جديدا للأطراف الثلاثة لمواجهة التحديات والسعي نحو التنمية بشكل مشترك.

وتعهد القادة بالمضي في تعميق التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق، وتعزيز التعاون في مجالات مثل الارتباطية، والاقتصاد والتجارة، وسلاسل الصناعة والإمداد، والزراعة، والطاقة، والمالية، والاقتصاد الرقمي.

وتعهدوا أيضاً بتعزيز التعلم المتبادل بين الحضارات، وتوثيق التعاون متعدد الأطراف، ودفع التكامل الثلاثي من أجل تنمية قوية وشاملة ومستدامة، ما يسهم في بناء مجتمع مصير مشترك.