الحكومة تواجه شبح أنفلونزا الطيور بالترصد والتطعيم
على الرغم من قلة الحالات البشرية المؤكد إصابتها بفيروس أنفلونزا الطيور التى لم تتجاوز اثنتى عشرة حالة حتى الأسبوع الماضى وفقا لبيانات وزارة الصحة إلا أن الخطورة تكمن فى نسبة الوفيات العالية للمصابين والتى وصلت إلى ست حالات بما يعادل 50% من الحالات البشرية المؤكد إصابتها بالفيروس اضف إلى ذلك بؤر الإصابة التى بلغت 195 بؤرة باحدى وعشرين محافظة على مستوى الجمهورية وفقا لتقارير وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى ما يقرع ناقوس الخطر لازدياد حالات العدوى وبالتالى الوفاة خاصة مع دخول فصل الشتاء يأتى ذالك فى الوقت الذى لم تتغير فيه عادات المصريين فى التعامل مع الطيور سواء بالأرياف أو بالمدن فى الوقت الذى اكتفى فيه المسئولون بمحاولة تطعيم الطيور والتعامل مع حالات الإصابة ولم يقدموا حتى هذه اللحظة حلا جذريا يحجم هذا الفيروس.
أكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الإعلامى لوزير الصحة اهمية دور المواطن نفسه فى التعامل مع فيروس أنفلونزا الطيور سواء قبل الإصابة به لأجل الوقاية أو فى التعامل مع المرض ذاته بعد الإصابة فثقافة المواطن فى التعامل مع المرض هى المعول الرئيسى لمواجهة هذا الفيروس وهذا ما تقوم به وزارة الصحة من استنفار مختلف الاجهزة على عموم الجمهورية لترصد حالات الإصابة والتعامل معها فورا اضافة إلى الحمالات الإعلانية لتوعية المواطنين بأهمية اتباع أساليب الوقاية فى التعامل مع الطيور خاصة أننا- والحديث لعبدالغفار- نواجه إضافة إلى فيروس أنفلونزا الطيور مجموعة من العادات غير السليمة والمتراكمة لدى الكثير من المواطنين على سبيل المثال ذبح الطيور التى يظهر عليها الإعياء قبل موتها بحجة الاستفادة منها فإن كانت مصابة بالفيروس فستصيب من يقوم بذبحها.
إضافة إلى التعامل مع الفيروس ذاته فمعظم الناس تتعامل مع الأعراض الناتجة عن الإصابة بحبة إسبرين للصداع وينتظر يوما أو اثنين حتى يرى النتيجة، فى حين لابد من التعامل الفورى مع أى عرض من أعراض الفيروس بالتوجه إلى أقرب مستشفى خلال ثمانى وأربعين ساعة وألا يحدث ما لا يحمد عقباه وتقل نسبة شفاء المريض ومن ثم فإن وزارة الصحة وبالتعاون مع هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة ومنظمة الصحة العالمية وهيئة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة تعمل على على زيادة تقوية نظم وبرامج الترصد والتوعية لجميع الموطنين خاصة من يتعاملون بشكل مباشر مع الطيور والتقييم المستمر لمستشفيات الصدر والحميات ومراجعة مخزونها من أدوية تطعيم وعقارات مع دراسة إمكانية تطعيم الدواجن من منزل إلى آخر على غرار تطعيم الأطفال لتحجيم الفيروس والوقاية منه وعن كيفية وقاية الأطفال من أنفلونزا الطيور خاصة فى فترات البرد القارس وتناول الأطفال لوجبات مدرسة فى بعض الأحيان تحتوى على الفراخ أضاف المتحث الإعلامى لوزير الصحة أن الفيروس لا ينتقل من بشرى إلى آخر وإنما من الطيور لبعضها أو من الطيور إلى الإنسان ما يجعل المشكلة تتركز فى المتعاملين مباشرة من الدواجن إضافة إلى طهو الطعام بشكل جيد يبعد إصابة الاطفال أو الكبار به مع الأخذ فى الاحتبار حالة المراقبة والترصد التى تقوم بها وزارة الصحة مع الجهات المعنية للسيطرة على الفيروس وقت الإصابة به مباشرة ما يرجعنا إلى مسألة رفع الوعى لدى الاسرة والاطفال وبالمدارس فلا بد من الذهاب إلى المستشفى فور ظهور أى عرض من أعراض أنفلونزا الطيور اضافة إلى غسيل الأيدى والعادات الصحية السليمة من تغطية للفم والأنف أثناء التعامل مع الطيور واستخدام أكياس بلاستيك أثنائه لضمان الوقاية لمختلف أفراد الأسرة.
من جهة أخرى قال أيمن محمود- تاجر دواجن- أن حركة بيع وشراء الطيور سواء فراخ أو بط أو حمام لم تتأثر بالسلب أو بالإيجاب نتيجة ظهور حالات مصابة بأنفلونزا الطيور كذلك الأسعار فى حالة ثبات منذ أكثر من ثلاثة اشهر، فكيلو الفراخ البيضاء بـ14 جنيها وكيلو البلدى بـ19.5، كما أن المواطنين يشترون كعادتهم دون الحديث عن الأنفلونزا، خاصة أن المواطن المصرى يفضل الفراخ الطازجة عن المجمدة فالمجمدة موجودة بالسوبر ماركت إلا أن طبيعة المواطن المصرى تدفعه لاختيار الفرخة الحية التى نقوم بذبحها أمامه وتقطيعها ولا يتعامل فى غالب الأمر مع المجمدات.
والجدير بالذكر أن ايمن محمود وغيره من تجار الدواجن الحية الذين يقومون بذبحها بداخل المحل لا يوجد لديهم أدنى قدر من الوقاية فالذبح يتم باليد مباشرة دون قفازات وكذلك باقى عملية غسل وتقطيع الفراخ ما يجعلهم فى مواجهة مباشرة وسهلة فى نفس الوقت لفيروس الأنفلونزا.
قالت أم محمد- مواطنة- أن الفراخ وجبة أساسية لأسرتها ولا يمكن الاستغناء عنها أو استبدالها بالمجمد فالفراخ المجمدة ليست بطعم أو بفائدة التى تشتريها من المحل طازجة ومذبوحة أمامك، خاصة أن المجمد من الممكن أن تكون ميتة أو مريضة وأنت لا تعلم شيئا عنها، أما الحية فأمامك مباشرة تستطيع أن تميزها حتى إن كانت مريضة فهى أمان أكثر، وعن إمكانية انتقال عدوى الأنفلونزا لها فى أى مرحلة من مراحل التعامل مع الفرخة الحية أضافت أم محمد أنه من الصعب انتقال العدوى لأن تاجر الفراخ هو من يقوم بذبح وتنظيف وتقطيع الفرخة ويأتى دورى بعد ذلك فى الغسيل مرة أخرى بالخل والليمون إضافة إلى الطهى الجيد وغسل اليدين المستمر وفى النهاية اللى يقدره ربنا هيكون بس احنا بنعمل اللى علينا وتساءلت أم محمد: هو ايه اللى فى البلد دى مش مصاب وفيه مشكلة؟ فاللحمة نفس الكلام والخضار والفاكهة بيقولوا فيها كيماويات وبتشرب صرف صحى وميه النيل ملوثة ولو كل أكلة هنمنعها عشان فيها مرض مش هناكل حاجة لأنه معادشى فيه ضمير والأمراض عادت محصرانا من كل حتة.
من ناحية أخرى قال عادل السيد- صاحب سوبر ماركت- أن الطلب زاد على بيع الفراخ المجمدة فهناك شريحة اعتادت شراء الفراخ المجمدة ومعظمهم من الموظفين الا أن فى الأيام الماضية زادة نسبة الإقبال نظرا لقلق بعض الأسر من عدوى أنفلونزا الطيور فالفراخ المجمدة أكثر أمانا من الحية خاصة أن رائحة محلات بيع الطيور الحية فى حد ذاتها ترهب بعض السيدات حتى إن كانت سليمة.