تميزت مصر طوال تاريخها بعمق علاقاته الاستراتيجية مع الأشقاء العرب فى شتى المجالات وعلى جميع الأصعدة، وتسعى مصر دائما لتعضيد التعاون المصرى العربى وزيادة سبل هذا التعاون والعمل على الحفاظ عليه كأولوية قصوى لمصر كرائدة للقومية العربية منذ القدم، ويعد مجال الطاقة والبترول من المجالات التى تميزت فيها مصر منذ اول اكتشاف بترولى فى الصحراء الغربية ومنذ هذا التاريخ تعمل مصر على زيادة التطوير والإنتاج فى قطاع الطاقة ومحاولات حثيثة لزيادة التعاون فى مجال الطاقة مع الأشقاء العرب وهم لهم باع قى الشأن البترولى ومجالات الطاقة المختلفة، من هنا حرص مسئولو قطاع البترول فى مصر وفى إطار دعم التعاون العربى المشترك فى مجال الغاز والبترول، اجرى المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية مباحثات ثنائية غاية فى الأهمية مع كل من الدكتور يوسف اليوسفى وزير الطاقة والمناجم الجزائرى والدكتور على صالح العمير وزير النفط ووزير الدولة لشئون مجلس الامة بدولة الكويت الشقيقة، وقد تناولت المباحثات مجالات التعاون المقترحة فى مجال البترول والغاز وأيضا سبل متابعة أوجه التعاون القائمة حاليا بين مصر والجزائر الشقيقة من ناحية وبين الجانب المصرى والكويتى.

من ناحيته قال وزير البترول المصرى المهندس شريف إسماعيل، أن جلسة المباحثات مع وزير الطاقة الجزائرى والوفد تناولت متابعة ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماع اللجنة العليا المصرية- الجزائرية المشتركة بالقاهرة فى نوفمبر الماضى، وتحديد الخطوات العملية لإنشاء شركة مشتركة فى مجال البحث والاستكشاف وإنتاج البترول والغاز للعمل داخل مصر والجزائر وخارجهما خاصة فى إفريقيا والاستفادة من الكوادر البشرية بالبلدين، كما تم مناقشة دراسة امكانية تكرير خليط من الخام الجزائرى بمعامل التكرير المصرية، وتم الاتفاق على عقد اجتماع بين مسئولى هيئة البترول ومؤسسة سوناطراك الجزائرية لتحديد الخطوات التنفيذية للاتفاق، وبحثنا مع الجانب الجزائرى موقف استيراد الغاز الطبيعى المسال من الجزائر ومتابعة ما تم التوصل إليه بين مسئولى الشركة القابضة للغازات الطبيعية وشركة سوناطراك الجزائرية، وقد تم الاتفاق على توريد 6 شحنات من الغاز المسال الجزائرى خلال الفترة من إبريل وحتى 2015 بمعدل شحنة شهريا وتم الاتفاق على عقد اجتماع بالجزائر بنهاية هذا الشهر للتوقيع على العقد، وأيضا عقد عدة اجتماعات أخرى بين خبراء البلدين فى مجالات البحث والاستكشاف والغاز الطبيعى والتكرير لوضع برامج العمل وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، كما استعرض إمكانية الاستفادة من خبرة الجزائر فى مجال الغاز الصخرى.

وأضاف إسماعيل، عقدنا أيضا جلسة مباحثات مع الدكتور على صالح العمير وزير النفط ووزير الدولة لشئون مجلس الامة الكويتى والوفد المرافق له، وقمنا باستعراض مجالات التعاون بين البلدين فى مجالات البترول والموقف الحالى للتعاون مع مؤسسة البترول الكويتية فى مجال توريد الخام والمنتجات البترولية حيث تقوم بتوريد 3 ملايين برميل خام شهريا، بالإضافة إلى 1.2 مليون طن سولار سنويا و120 ألف طن من وقود الطائرات سنويا بتسهيلات فى السداد، كما قمنا ببحث مجالات التعاون المقترحة خلال الفترة القادمة فى مجال البحث والاستكشاف من خلال تكثيف مشاركة الشركات الكويتية فى المزايدات العالمية التى تطرحها هيئة البترول المصرية وإيجاس وجنوب الوادى القابضه للبحث والاستكشاف عن البترول والغاز، وأيضا دراسة تكوين شركة مشتركة للعمل فى مجالات البحث عن البترول والغاز وتنميتهما بالبلدين، كما تم بحث امكانية استغلال الطاقة الفائضة والمتاحة بمعمل تكرير النصر للبترول بالسويس لتكرير الخام الكويتى، وسبل تنمية مجالات التعاون المشتركة المساهمة فى مشروعات التكرير والتصنيع بهدف توفير الاحتياجات المتزايدة للسوق المحلى فى مصر من المنتجات البترولية وتتمثل أهم هذه المشروعات فى مشروعات إنتاج البنزين ومجمع تكسير هيدروجينى للمازوت بشركة أسيوط لتكرير البترول، ومجمع زيوت التزييت ووحدة إنتاج الاسفلت ومجمع تفحيم جديد لإنتاج البوتجاز والسولار بشركة السويس لتصنيع البترول.

وأشار وزير البترول، إلى استعراض مشروعات خطوط الانابيب الجديدة لنقل المنتجات البترولية، بالإضافة إلى انشاء مستودعات مازوت بالعين السخنة لزيادة السعة التخزينية، وايضا بحث مشروعات البتروكيماويات لتوفير احتياجات السوق المحلى من المنتجات البتروكيماويات وتوفير استيرادها وتصدير الفائض مثل مشروع إنتاج البروبيلين ومشتقاته من البروبان بالإسكندرية، ومشروع إنتاج الفورمالدهيد ومشتقاته بكفر الشيخ ومشروعى إنتاج الإيثانول الحيوى من المولاس وقش الأرز بكفر الشيخ، هذا بالإضافة إلى بحث التعاون فى مجالات تدريب الكوادر البشرية بمراكز التدريب المصرية ودعم مشاركة شركتى انبى وبتروجت فى المشروعات التى يتم طرحها بقطاع البترول الكويتى

من ناحيته قال المهندس حسام عرفات رئيس شعبة المواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية، اننا مع اى تطور فى العاقات بين مصر والاشقاء العرب بما يؤدى إلى وفرة فى مجال الطاقة والبترول والغاز فى مصر خصوصا لما يتميز به الجانبان الجزائرى والكويتى من تطور هائل لديهما فى مجال البترول والغاز، ولذلك فى اعتقادى أن اى اتفاقيات جديدة أو مباحثات فى مجال البترول والغاز يقوم بها مسئولو قطاع البترول فى مصر ستؤدى إلى مزيد من التطوير والنمو الكبير فى القطاع وسيزيد من فرص الاستثمار المتبادل بين مصر وباقى الدول المنتجة للبترول وسيساهم فى التخفيف من حدة الازمة التى تمر بها مصر فى قطاع الطاقة خلال هذه الفترة،

وأضاف عرفات، أن قطاع البترول المصرى يحتاج خلال هذه الفترة مزيدا من الاستثمارات والتطوير لسد احتياجات السوق المحلى من البترول والغاز، ولذلك اى اتفاقيات أو مباحثات من شأنها توفير المنتج البترولى أو الغاز الطبيعى هى مهمة جدا لمصر لعبور هذه الفترة الصعبة على مصر وبالاخص فى قطاع الطاقة بشكل عام، وايضا للاستفاده وتبادل الخبرات بين مصر والكويت والجزائر وتبادل الخبرات الفنية والكفاءات العلمية.

قال الخبير البترولى، مدحت يوسف نائب رئيس الهيئة العامه للبترول الأسبق، أن التعاون بين مصر والجزائر والكويت ضرورة حتمية لا يمكن الاستغناءعنها وهو ما يعلمه جيدا مسئولو قطاع البترول المصرى ولذلك هم حريصون اشد الحرص على تنمية سبل التعاون بين مصر والاشقاء العرب وبالاخص فى مجال البترول والغاز بكل احتياجاته المتعددة سواء فى مجال الاستكشاف والتنقيب أو التكرير وغيرها من المجالات المختلفة، فالجانب الجزائرى تعتمد عليه مصر بشكل كبير لاستيراد الغاز المسال وقد وصلت مصر دفعات عديدة وكميات من الغاز المسال الذى تقوم مصر باستيراده من الجزائر، وبعد المباحثات المتواصلة والاتفاقيات التى وقعها الجانبان المصرى والجزائرى سيكون هناك أكثر من 6 دفعات من الغاز المسال تحتاجها مصر لمواجهة النقص الحاد فى الغاز الطبيعى المسال الذى يحتاجه السوق المحلى المصرى خلال الفترات المقبلة، وهى فى انتظار التجهيزات اللازمة لاستقبال الغاز المسال.

وأضاف الخبير البترولى، أن الكويت لها باع طويل فى الاستثمارات فى قطاع البترول المصرى منذ فترة وهى تتميز أيضا بمشاركتها فى مشاريع ضخمه جدا فى أوروبا وبمليارات الدولارات، وأيضا مصر تستورد من الجانب الكويتى مشتقات مهمة من البترول مثل السولار والزيت الخام بتسهيلات مهمة جدا من الجانب الكويتى، وبالطبع سيكون لهذه المباحثات التى جرت اهمية كبرى لزيادة سبل التعاون بين البلدين وستعمل بشكل أكبر على تنمية التعاون الاقتصادى فى مجال الطاقة والبترول والغاز من حيث مجالات الاستكشاف والبحث وأيضا ما تتميز به المعامل المصرية للتكرير من خبرات متراكمة ستساهم فى السماح بتكرير المواد الخام الكويتية فى المعامل المصرية خلال الفترة القادمة.