إيميا باور تحتفل بتركيب الخلية الشمسية الأخيرة في محطة أبيدوس بأسوان
محمد إبراهيم
احتفلت إيميا باور الإماراتية التابعة للنويس للاستثمار بتركيب الخلية الشمسية الأخيرة في محطة أبيدوس للطاقة الشمسية بأسوان قدؤة ٥٦٠ ميجاوات، وذلك بعد قرابة العام من تركيب النموذج الأولي في الموقع نوفمبر الماضي. جاء ذلك على هامش زيارة وفد المراجعة الدورية لهيئات التمويل الدولية، والتي تأتي قبيل التشغيل التجاري للمحطة. وشارك أعضاء الوفد ومسؤولي إيميا باور وأبيدوس والمهندسين والعمال في وضع آخر خمس خلايا شمسية، حيث اصطف الحاضرون على هيئة صفين متوازيين لتنتقل الخلايا الأخيرة من يد إلى يد وصولا لقواعدها.. ومع تركيب الخلية الأخيرة التقط المتواجدون صورا تذكارية. فمن جانبه، قال سمير ناصف المدير التنفيذي لشركة أبيدوس للطاقة الشمسية أن وصول المشروع لهذه المرحلة يبعث على الشعور بالارتياح بعد شهور من الجهد والعمل والتحديات، مشيرا إلى أن جهود كل العاملين في المشروع كانت السبب في تجاوز هذه التحديات والوصول لهذه المرحلة.
وأوضح أن المشروع واجه تحديات كبيرة كان أولها التواصل مع المجتمع المحلي، وبفضل فريقنا والتفاعل مع أفراد المجتمع استطاع المشروع تجاوزها، بل وأصبح المجتمع المحلي داعما للمشروع وجزءا منه، مضيفا أن الأكثر اهمية من إنجاز المشروع هو ما يبقى للمجتمع المحلي والأجيال المقبلة، وهو ما يتحقق من خلال المعهد الأزهري للفتيات الذي ساهمت إيميا في بنائه ليخدم أكثر من ألف فتاة في قرية فارس. وتابع أن التحدي الثاني كان الاضطرابات بالبحر الأحمر والتي أثرت على وصول المعدات الخاصة بالمشروع، لكن فريق عمل إيميا باور استطاع التغلب على هذا التحدي الكبير وإنهاء المشروع.
وأوضح أن المراجعة الدورية الأخيرة لهيئات التمويل الدولية، كانت جيدة، حيث استطاع فريق عمل المشروع الحفاظ على المعايير العالية التي يطبقها منذ انطلاق الاعمال وحتى اليوم، مشيرا إلى أن وفد المراجعة كان له بعض الملاحظات والتوصيات وهو أمر طبيعي لأنه ليس هناك شئ كامل. وفيما يتعلق بمشروع محطة أبيدوس ٢ في بنبان، قال ناصف إن فريق مشروع أبيدوس ١ تعلم الكثير من الدروس خلال مراحل تنفيذ المشروع، وبالتأكيد سيتم تطبيق ما تعلموه في المشروع الجديد، مضيفا أنه بالتأكيد ستكون هناك تحديات لكن الأمر يتعلق دائما بإدارة التحديات وتنفيذ المشروع وفق الخطة الموضوعة وفي الوقت المحدد ووفق الميزانية الموضوعة له.
بدوره، أعرب كارونا كومار كبير مسؤولي التشغيل والصيانة بشركة إيميا باور عن فخره كونه جزءا من فريق أحد أكبر المشروعات في سجل أعمال إيميا باور. وفيما بتعلق بالمرحلة المقبلة للمشروع، أكد كومار أن الخبرات التي يتمتع بها فريق عمل إيميا باور تمكنها من إدارة وتشغيل وصيانة محطة أبيدوس دون مشكلات. وأشاد بقدرات المهندسين المصريين وخبراتهم الكبيرة وقدرتهم على إدارة وتنفيذ مشروعات بحجم أبيدوس.
من جانبه، أشار المهندس إسلام الجندي مدير إدارة السلامة والصحة المهنية والبيئة في شركة أبيدوس إلى أن المشروع يحتفل كذلك بأربعة ملايين ونصف المليون ساعة عمل آمنة، موضحا أن ذلك تحقق من خلال الجهد الكبير لأكثر من ١٥٠ مسؤول سلامة وصحة مهنية عملوا على مدار الساعة طوال فترة تنفيذ المشروع. وأعرب عن إحساسه بالفخر كونه جزءا من المشروع منذ بدء الأعمال وحتى تركيب آخر خلية شمسية من أصل مليون و٢٢ الف و٨٩٦ خلية، تم إنجاز ذلك بأياد مصرية. وأضاف أن المشروع استثمر منذ البداية في التعريف بثقافة السلامة والصحة المهنية لبناء كوادر من أبناء المجتمع المحلي للمشروع، موضحا أن هذا لم يكن سهلا لكن فريق عمل المشروع استطاع تنفيذه. ولفت إلى أن إدارة المشروع كانت حريصة منذ بدء الأعمال على تقليل الأثر البيئي، حيث تم تخصيص مساحة ٤ كيلومترات مربعة من أجل إعادة تدوير المخلفات الخاصة بالمشروع، والتي وصلت إلى ١٨٠٠ طن، حيث جرى طوال فترة المشروع فصل المخلفات وإرسالها لمنطقة إعادة التدوير، لزيادة فعالية إدارة المخلفات ونقلها والاستفادة منها.
من جانبه، قال كبير مهندسي الكهرباء بشركة أبيدوس للطاقة الشمسية المهندس محمد سليمان إن تركيب الخلية الأخيرة في مشروع أبيدوس يمثل تكليلا لجهود كبيرة بذلها فريق أبيدوس. وأضاف أنه رغم التحديات الكبيرة وجدول الأعمال الضيق استطاع فريق أبيدوس تجهيز المحطة الفرعية ووضع كل المعدات فيها واختبارها، خلال شهرين، وهو ما يعد تحديا كبيرا. وأشار إلى أن بناء وتجهيز المحطة الفرعية لأبيدوس كان تحديا كبيرا، حيث تحتوي على معدات تستخدم للمرة الأولى في مصر، مثل المحولين الأكبر من نوعهما في إفريقيا والشرق الأوسط، ومعدات مكافحة الحرائق والتي استلزمت الاعتماد على أنظمة تشغيل فريدة من نوعها، معربا عن فخره كونه جزءا من فريق مصري استطاع إنهاء مثل هذا المبنى. وأكد أن فريق عمل المشروع يتطلع إلى الخطوة المقبلة والتطور المقبل في المشروع والمتمثل في إضافة بطاريات تخزين قدرة ٣٠٠ ميجاوات/ساعة، والتي تعد الأولى من نوعها في مصر. وفيما يتعلق بالاختبارات مع الشركة المصرية لنقل الكهرباء، أكد المهندس محمد سليمان أنه وعلى مدار الفترة الماضية تم التنسيق والتعاون مع الشركة المصرية لإجراء الاختبارات تمهيدا لربط قدرة المحطة على الشبكة القومية. بدوره، قال المهندس شهدي أيوب المشرف على الأعمال الكهربية في المشروع إن الفريق تمكن من تركيب ٨٥ بالمائة من الروبوتات الخاصة بالتنظيف الجاف للخلايا و١٠٠ بالمائة من كابلات التيار المباشر واختباراتها، ومن المتوقع انتهاء اختبارات ربط قدرة المحطة على الشبكة خلال أيام. يشار إلى أن استثمارات إيميا باور في مشروعات الطاقة المتجددة في مصر، تتجاوز 2 مليار دولار، من خلال 3 مشروعات رئيسية هي: محطة "أبيدوس1" للطاقة الشمسية (قدرة 500 ميجاوات- نظام بطاريات التخزين BESS قدرة 300 ميجاوات في الساعة)، ومشروع مزرعة "آمونت" لطاقة الرياح (قدرة 500 ميجاوات)، ومحطة "أبيدوس 2" (قدرة 1000 ميجاوات- مع نظام BESS بقدرة 600 ميجاوات في الساعة).