السوق العربية المشتركة | مسئولو البنوك: التجزئة المصرفية من القطاعات المربحة ولا يمكن التخارج منها

السوق العربية المشتركة

الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 02:46
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

مسئولو البنوك: التجزئة المصرفية من القطاعات المربحة ولا يمكن التخارج منها

سهر الدماطى
سهر الدماطى

بعد خروج سيتى بنك hsbc من السوق المصرى
مسئولو البنوك: التجزئة المصرفية من القطاعات المربحة ولا يمكن التخارج منها

أجمع عدد من مسئولى البنوك المصرية ان تخارج سيتى بنك hsbc من قطاع خدمات الافراد داخل مصر ليس له أى علاقة بالسوق المصرى او ان هذا القطاع لا يجذب البنوك او انه لا يتمتع بأهمية من جانب البنوك مستبعدين ان تقوم بنوك أخرى باتخاذ مثل هذا القرار حيث ان هذا يرجع الى سياسة وقرارات البنوك الام فى الخارج كما انه تخارج من 11 دولة أخرى على مستوى العالم ولم يتخارج من مصر وحدها، مؤكدين اهمية قطاع التجزئة المصرفية بالنسبة للبنوك وانه يحقق مزيدا من الربحية لهذه البنوك ويساعدها على جذب عدد كبير من العملاء وتوسيع قاعدة العملاء الى جانب أهميته الكبيرة للاقتصاد المصرى حيث انه يخلق حالة من الطلب على المنتجات المعروضه داخل السوق وبالتالى فهو يمثل حلقة رئيسية من حلقات سلسة الاقتصاد الخاص بأى دولة.



فى البداية تقول سهر الدماطى نائب العضو المنتدب لبنك الإمارات دبى الوطنى أن قرار سيتى بنك hsbc بالتخارج من قروض وخدمات التجزئة المصرفية يرجع إلى استراتيجية المجموعة الأم التى قررت إعادة النظر فى خطتها والتخارج من قروض الأفراد من 11 سوقًا حول العالم من بينها مصر فلم يتم التخارج من هذا القطاع داخل مصر فقط بل تم التخارج من دول أخرى على مستوى العالم وبناء على هذا فان هذا القرار يرجع الى الاستراتيجية الخاصة البنك ورغبته فى التوسع فى مناطق جغرافية وقطاعات معينة وكذلك تقليص حجم أعماله بقطاعات أو مناطق جغرافية معينة، مشيرة الى ان البنك يرغب فى التركيز على قطاع تمويل الشركات والمشروعات خلال الفترة القادمة.

وأضافت الدماطى ان هذا التخارج لا يعنى ان قطاع التجزئة المصرفية من القطاعات غير الجيدة والتى لا تحوز اهتمام البنوك بل انه من القطاعات المربحة والجيدة الى حد كبير والتى تستحوذ على اهتمام عدد كبير من البنوك المصرية، مشيرة الى ان هذا القطاع يتميز بارتفاع التكلفة الخاصة به حيث ان البنك الذى يرغب فى الدخول لهذا القطاع لا بد ان يكون لديه عدد كبير من الفروع والمنتشرة فى عدد من المناطق الجغرافية حتى يتسنى له عملية اجتذاب أكبر قدر من العملاء بالاضافة الى قدرته على منافسة البنوك الكبرى فى هذا القطاع.

ويقول عمرو طنطاوى العضو المنتدب لبنك مصر ايران ان تخارج البنكين من قطاع التجزئة المصرفية داخل مصر لا يعنى ان هذا القطاع لا يتميز بالربحية او انه قطاع غير مربح ومهم بالنسبة للبنوك فعلى العكس فان قطاع التجزئة المصرفية من القطاعات المهمة جدا للبنوك واستطاع عدد كبير من البنوك تحقيق معدلات ربح جيدة وكبيرة ولكنه يتميز بمخاطره المرتفعة، مشيرا الى ان تخارج سيتى بنك hsbc يرجع الى السياسات الخاصة بالادارة الرئيسية والبنك الام فى الخارج.

وأضاف طنطاوى ان البنك يدرس التوسع فى هذه الخدمات وطرح منتجات التجزئة المصرفية ولكن فى الوقت الحالى يتم التركيز بشكل أكبر على مبادرة البنك المركزى للتمويل العقارى ونقوم باعداد الدراسات اللازمة ممن أجل التوسع فى طرح هذه المنتجات والتى تتعلق بدراسة السوق والخدمات التى تقدمها البنوك الاخرى بالاضافة الى دراسة احتياجات العملاء أنفسهم حتى نستطيع ان ندخل هذا السوق بشكل قوى، مشيرا الى ان البنك سيهتم بتقديم البرامج التى يحتاج اليها العملاء داخل البنك ولكن حتى يتم التوسع فى هذه المنتجات هناك أشياء لابد من التعرف عليها أولا تتمثل فى عميات المتابعة والتحصيل ولابد ان يكون هناك مهارات داخل البنك بشكل أكبر مما هو عليه حاليا بالنسبة لهذا القطاع حيث لا يوجد قطاع بالكامل مسئول عن التجزئة المصرفية داخل البنك هذا بالاضافة الى ان التوسع يحتاج الى قطاع متخصص يكون لديه أهداف محددة وادارات معينة ومعدلات نمو وهذا غير موجود فى الوقت الحالى كما انه يحتاج الى عدد عمالة معين وكذلك توسع عدد الفروع الخاصة بالبنك.

وأشار العضو المنتدب للبنك الى انه لا يوجد ما يمنع من التوسع فى تقديم هذه الخدمات والمنتجات فى ضوء الآليات الى طرأت على التجزئة المصرفية حيث انه وقت ان تم طرح هذا النشاط داخل السوق لم يكن هناك شركة I- SCORE والتى أدت الى تطوير نشاط التجزئة المصرفية بشكل كبير من خلال قيامها بالاستعلام الائتمانى عن العملاء حيث كانت البنوك تجد صعوبة فى استقاء المعلومات والبيانات الخاصة بالعميل قبل منح الائتمان وبالتالى كان البنك لايستطيع ان يعلم اذا كان لدى العميل مديونيات لدى البنوك الاخرى ام لا وكذلك حجم الالتزامات الخاصة بهذا العميل والطالب للائتمان وبالتالى فان اى عميل كان يستطيع الحصول على أكثر من تمويل ومن أكثر من بنك وكانت البنوك لا تستطيع معرفة هذا مما يؤدى الى تعثر العميل وعدم قدرته على السداد ومن ثم زيادة محافظ التعثر داخل البنوك ولكن هذه الشركة أعطت البنوك القدرة على معرفة جميع البيانات والمعلومات الخاصة بكل عميل مهما كانت قيمة التمويل صغيرة، مؤكدا ان هذه الشركة لها فضل كبير فى تقليل محفظة التعثر داخل البنوك المصرية وذلك بفضل قيامها بتقديم كافة المعلومات والبيانات الخاصة بجميع العملاء ومن ثم قيام البنك باتخاذ القرار الائتمانى.

ويقول شريف فاروق المدير العام ورئيس قطاع التجزئة المصرفية بالبنك المصرى الخليجى ان تخارج سيتى بنك، hsbc ليس له علاقة بقطاع التجزئة المصرفية داخل مصر وانه يرجع الى السياسات الخاصة بالبنك وتوجهاته وأسلوب ادارته لفروعه فى جميع أنحاء العالم، مشيرا الى ان اهم ملامح الاستراتيجية الخاصة بالبنك هى المنافسة الذكية داخل السوق المصرفى حيث ان معظم البنوك خلال العام الماضى اتجهت الى الاستثمار فى أذون الخزانة والسندات الحكومية ما أدى الى عدم وجود تطور حقيقى فى قطاع التجزئة المصرفية وتمويل الافراد ولكن بعد انخفاض سعر الفائدة على هذه الاستثمارات بدأت البنوك تعود الى دورها الحقيقى وهو التمويل وبذلك فان البنوك ستنطلق بقوة فى مجال التمويل الشخصى للافراد خلال الفترة القادمة حيث ان البنوك تنظر اليه على أنه الامل لتحقيق عائد متميز.

وأضاف فاروق ان اهم أهداف البنك خلال الفترة القادمة هو المنافسة بقوة داخل السوق واقتحامه من خلال طرح منتج التمويل العقارى ولكن بشكل مختلف حيث إننا نقوم بتمويل الوحدات الخاصة بمحدودى الدخل والتى تتراوح مساحتها ما بين 90 و110 أمتار وأسعارها فى 120 جنيها حيث قام البنك بتوقيع بروتوكولات تعاون مع عدد من المطورين العقاريين لتمويل الوحدات السكنية لمحدودى الدخل والتى يستفاد منها الشباب حيث إن التمويل العقارى الخاص بمحدودى الدخل منتج جديد لم تقتحمه كل البنوك بعد وتصل مدة التمويل الخاصة به الى 15 عاما ويتم منحه بشروط ميسرة هذا الى جانب استمرار البنك فى طرح القروض الشخصية وقروض السيارات وأشار المدير العام بالبنك الى ان تمويل السيارات بصفة عامة من المنتجات التقليدية التى تقدمها جميع البنوك ولا يوجد بها تطوير ولكن بالنسبة للبنك فانه يسعى الى تقديم سعر متميز للعملاء وذلك بالتعاون مع شركائنا مثل الشركة البفارية حيث تمت زيادة مدة سداد قرض السيارة الى 7 سنوات بعد ان كان 5 سنوات وبالنسبة لسعر الفائدة الخاص بنا يعتبر سعرا متميزا ومنافسا بشكل قوى فى السوق كما يقدم البنك أيضا منتجا خاصا بتمويل السيارات المستعملة، هذا الى جانب القرض الشخصى حيث يتم منحه بحد أقصى يصل الى 500 ألف جنيه ولدى البنك باقة مختلفة ومتنوعة من كروت الائتمان مثل فيزا وماستر كارد والكارت البلاتينى والذهبى ويرغب البنك فى تسويق هذه المنتجات بشكل جيد خلال الفترة القادمة، موضحا قرض السيارة قرض جذاب للعملاء بصفة عامة وسعر الفائدة الخاص به يكون منخفض عن القرض الشخصى وذلك بسبب وجود السيارة كضمان بالاضافة الى وجود طلب متزايد على هذا النوع من التمويل بسبب أزمة المواصلات وعلى الرغم من أزمة المرور والازدحام الكبير فى الشوارع بسبب كثرة السيارات الا انها تعتبر علامة صحية فان وجود سيارات تتمتع بحالة جيدة يقلل من التعطل والتخلص من السيارات القديمة ولا يزال قرض السيارة هو المسيطر بالنسبة لعمليات تمويل الافراد ونحن نتبع سياسة المنافسة الذكية ولذلك فلم نوجه اهتماما كبيرا لهذا التمويل بل قمنا بالمشاركة فى تمويلات أخرى مثل مشروع تمويل الغاز الطبيعى للفقراء ومحدودى الدخل بالاضافة الى التمويل العقارى والانواع الاخرى.

من جانبه يقول مجدى الدكرورى مدير عام ببنك الشركة المصرفية العربية الدولية انه يجب على البنوك عند الدخول فى قطاع التجزئة المصرفية ان تلتزم بالقواعد والمعايير الخاصة بهذا القطاع هذا بالاضافة الى ضرورة تقديم التمويل للأفراد بناء على أسس سليمة ومعايير جيدة، مؤكدا انه لا يمكن ان تتخارج البنوك المصرية او العاملة فى مصر من هذا القطاع لما يتمتع به من أهمية كبيرة سواء بالنسبة للبنوك حيث يؤدى هذا القطاع الى زيادة ربحية البنوك أو بالنسبة للأفراد أنفسهم حيث يستطيعون من خلال خدمات الافراد المصرفية اقتناء وحدات سكنية وسيارات وغيرها من متطلبات الحياة هذا بالاضافة الى ان هذا القطاع يساعد البنوك على جذب عدد كبير من العملاء وتوسيع قاعدة العملاء بالبنوك وبالتالى فان خروج سيتى بنك hsbc من هذا القطاع فى مصر ليس له اى علاقة بالسوق المصرى وانما يرجع الى قرارات وسياسة كل بنك، وأضاف الدكرورى ان قطاع التجزئة المصرفية من القطاعات المهمة جدا بالنسبة للاقتصاد حيث ان تمويل البنوك للشركات يساعد على وجود حجم من الانتاج داخل السوق والذى يتطلب وجود طلب على هذا الانتاج فلا يمكن ان يكون هناك طلب بدون عرض ولا عرض بدون طلب او حتى يتم زيادة حجم المعروض من السلع عن حجم الطلب أو العكس لذلك يجب على البنوك ان تقوم بتمويل الجانبين بحيث يكون هناك حالة من الطلب تقابلعها حالة من العرض فهى مثل السلسلة التى تكمل بعضها البعض وأكد المدير العام ببنك الشركة المصرفية العربية الدولية ان البنوك تحاول التوسع الجغرافى داخل جميع محافظات الجمهورية تنفيذا لتعليمات المركزى بضرورة التوسع الجغرافى وجذب شريحة كبير للتعامل مع البنوك وبالتالى فان افتتاح الفروع يسهل للعملاء الحصول على خدماتهم البنكية دون ان يتم الانتظار بشكل كبير، الى جانب ضرورة قيام البنوك بطرح خدمات تجزئة مصرفية تتناسب مع شرائح عديدة داخل المجتمع المصرى وعدم التركيز على شريحة بعينها وبالتالى تستطيع البنوك توسيع قاعدة العملاء الخاصة بها، مؤكدا على أهمية قطاع التجزئة المصرفية بالنسبة للبنوك والمجتمع والعملاء.