السوق العربية المشتركة | سيناء : فضيلة التنوع الجغرافى الثرى (١٣)

يتغزل عباقرة علم الجغرافيا السياسية فى شبه جزيرة سيناء بل واعتبروها نقطة التقاء العالم القديم اسيا الكبير

سيناء,فضيلة التنوع الجغرافى

الخميس 28 نوفمبر 2024 - 02:06
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
سيناء : فضيلة التنوع الجغرافى الثرى (١٣)

سيناء : فضيلة التنوع الجغرافى الثرى (١٣)

يتغزل عباقرة علم الجغرافيا السياسية فى شبه جزيرة سيناء ، بل واعتبروها نقطة التقاء العالم القديم (اسيا ) الكبيرة، وافريقيا السمراء (القادمة) واوروبا العجوز (الراحلة) فكانت - ولاتزال-  سيناء لهؤلاء العلماء هى الملهمة للكثير من النظريات عن جغرافيا الارض الحاكمة، فسيناء هى جزء من منطقة الرصيف الأمامى للدرع العربى الكبير، وتظهر صخور هذا الدرع فى الجنوب وبميل إقليمى باتجاه الشمال، حيث يليها ويكسوها قطاع الصخور الرسوبية، وتنقسم شبه جزيرة سيناء إلى ثلاثة أقاليم طبيعية تُرتب على النحو التالى من الشمال إلى الجنوب:
الاول يمتد من رفح المدينة الاولى شرقا ثم بئر العبد (ارض الشهداء) وثالثتهما عريش سيناء عاصمة الشمال فالمدينة الخضراء (بئر العبد) وجميعهم ينضموا تحت مسمى  إقليم السُّهُول فى شمال شبه الجزيرة- سيناء- و الذى يتضمن ثلاث قطاعات، أولها: قطاع الساحل ويتكون من مياه ضحلة، ويضم عدة مستنقعات وبحيرات وأراضٍ رطبة، وتبدأ تلك الظواهر بملاحة بورفؤاد التى تقع شرق قناة السويس، ثم بحيرة البردويل التى يبلغ طولها نحو 130 كم تمتد من المحمدية شرق بورسعيد بنحو 35 كم غربًا حتى قبل العريش شرقًا بنحو 50 كم، وتتصل بحيرة البردويل بالبحر ببوغاز اتساعه نحو 100م، وفى الشتاء تؤلف البحيرة بكاملها مسطحًا مائيًّا واحدًا ثم تنحسر عن قطاعها الشرقى صيفًا لتشكل بحيرتين منفصلتين، وآخر المستنقعات على الساحل الشمالى فتقع عند الشيخ زويد بين العريش ورفح وتبعد قرابة 2 كم عن ساحل البحر، وتحيط بها الكثبان الرملية وأشجار النخيل من الشمال والغرب.
أما ثانى القطاعات فهو قطاع السُّهُول، ويقع بعد خط الساحل مباشرة، وبلغ أقصى ارتفاع فيه نحو 200م، وتبلغ مساحة هذه السهول 8000 كم2، وتتسع كثيرًا فى الغرب عند قناة السويس، ثم تضيق قليلًا فى الوسط، وتعد هذه السهول بمثابة امتداد طبيعى لصحراء شرق دلتا النيل، وأبرز معالم هذا النطاق السهلى هو الكثبان الرملية المنتشرة بها، والكثبان الرملية فى سهول شمال سيناء تمثل خزان مياه الأمطار الطبيعى، ويتم الاعتماد عليها بشكل أساسى فى الزراعة.
وثالث القطاعات هو: قطاع القباب، ويقع إلى الجنوب مباشرة من نطاق السهول، ويضم مجموعات متميزة من الجبال القبابية التى تتكون من الحجر الجيرى، وتبلغ مساحته نحو 13 ألف كم2، ويبلغ ارتفاع سهول قاعدته ما بين 200: 500م فوق سطح البحر، بينما تنتشر فوقها جُزُر جبلية تتراوح ارتفاعاتها بين 400: 1000م، وبين هذه المرتفعات تنتشر فتحات جبلية تستخدم كممرات وطرق للمواصلات والحركة إلى جانب انتشار الآبار والينابيع، وأشهر هذه الممرات ممر متلا، وممر الجدى، وتنتهى هذه الممرات إلى وادى المليز، متجهًا نحو الشمال الغربى قرب بئر الجفجافة، وعند الاتجاه شمالًا يبرز جبل الحلال، جبل المغارة الذى يصل ارتفاعه بين 400: 700م، وتتخلل هذه الجبال مجموعة من الأودية مثل وادى الفتح، وادى المزرع، وادى المساجد، وادى المغارة، وادى الأيثلى، وادى الحسنة، ووادى الملحى.
هذه الجبال التى أعطت أفضلية حاكمة فى الدفاع عن سيناء من خلال اعتلاء جبالها الكاشفة للسهول والوديان، وبالتالى من المهم جدًّا عند دراسة جغرافيا سيناء؛ الالتفات بعناية لنظريات جون ماكندر (من مؤسسى علم الجغرافيا السياسية)، التى تحدث فيها عما يسمى بقلب الأرض أو مركزها المسيطر.
وسنوالى تباعًا إن شاء الله الحديث عن جغرافيا وسط وجنوب سيناء ما بين ثراء التنوع والهيئات المسيطرة