المناطق الأثرية بمحافظة الإسكندرية تشهد اقبال كبير من السائحين الأجانب
تحقيق سميرة سالم
عبد الوهاب محمد: الاقبال السياحي على الثغر أكبر من المعتاد وافتتاح المتحف اليوناني زاد من معدلاته
محمد متولى: قلعة قايتباي تشهد تدفق لأعداد كبيرة من الأفواج السياحية من جنسيات متعددة
عادة تشهد تلك الفترة من العام رواج سياحي ببداية فصل الخريف؛ وذلك لزيادة أعداد الرحلات خاصة تلك القادمة من الدول الأجنبية، للتمتع بأجواء الطقس الخريفي المعتدل وزيارة المناطق الأثرية والسياحية، حيث شهدت المناطق الأثرية اقبال أكبر من المعتاد في ظل استمرار تدفق الأفواج إليها.
صرح عبد الوهاب محمد، مدير مكتب وزارة السياحة بالإسكندرية، أن الاقبال السياحي على محافظة الإسكندرية يشهد انفراجة كبيرة، مشيرًا إلى الحركة السياحية من خلال الميناء البحري قوية للغاية، واستقبال الأفواج السياحية يسير بشكل جيد جدًا وبمعدل منتظم وأعلا من العام السابق، موضحًا بأن الوزارة تستهدف استقبال 12 ألف سائح من مختلف الجنسيات متوقع وصولهم عبر البواخر السياحية لميناء الإسكندرية، وذلك خلال الفترة من أكتوبر وحتى ديسمبر المقبل، مضيفًا بأنه قد تم تخصيص وفد رسمي لاستقبال السائحين ومرافقتهم خلال الجولات السياحية لتسهيل الخدمات وتذليل أي عقبات خلال الرحلة.
وأضاف بأن افتتاح المتحف اليوناني الروماني والذي ادى إلى تنوع المنتج السياحي بالمحافظة والخدمات التي نقدمها في الزيارة وبالتالي زيادة معدلات الاقبال السياحي وفترات إقامة السائحين.
وقال بأن الوزارة بدأت أعمال الاستعداد للموسم الشتوي حيث انتهت لجان إعادة تقييم الفنادق من أعمالها وفي انتظار اعتماد التقييمات الجديدة من الوزير، موضحًا بأنها كانت تعمل لضبط جودة الخدمات السياحية المقدمة وفقًا للمعايير الدولية التي أقرتها منظمة السياحة العالمية خلال الموسم الشتوي، مشيرًا إلى أن عددهم 41 منشأة.
وتابع بأن الهدف من إعادة تقييم تلك الفنادق هو وضعها على الخريطة السياحية وفقًا لما يتناسب مع التقييمات العالمية للفنادق، وبالتالي رفع الزيارات الرسمية على موقع الوزارة بهدف الترويج وتنشيط السياحة وذلك بعد التوجيه للاهتمام بالدور الترويجي للمنشآت من خلال الحملات الدعائية داخليا وخارجيًا.
وأشار إلى أن من ضمن الاستعدادات الخاصة باستقبال الموسم الشتوي تكثيف الحملات الرقابية للتفتيش على جميع المنشآت السياحية والفندقية، كما بدأت الفنادق في تنفيذ سياسة سعرية ترويجية للأفواج السياحية، بالإضافة إلى وضع جدول استقبال البواخر السياحية القادمة عن طريق ميناء الإسكندرية، بداية من أكتوبر وحتى ديسمبر حيث سيتم استقبال عدد كبير من الرحلات السياحية القادمة من عدة دول أوروبية.
وفي نفس السياق أكد محمد متولي مدير عام آثار الإسكندرية، أن قلعة قايتباي قد شهدت تدفق لأعداد كبيرة من الأفواج السياحية، حيث استقبلت القلعة العديد من الأفواج السياحية من جنسيات متعددة وبأعداد كبيرة.
ومن ناحية أخرىتقال متولي بأنه يتم التجهيز للمرحلة الثانية لأعمال صيانة مسرح سيد درويش "اوبرا الاسكندرية" والمسجل في عداد الآثار الإسلامية بالإسكندرية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 449 لسنه 1990 م، كما لا تزال تجرى أعمال ترميم مبني محكمة سراي الحقانية.
وأوضحتانه قد تم الانتهاء من المرحلة الأولى لأعمال الصيانة والترميم لمسرح سيد درويش تحت الاشراف الاثري لمنطقة اثار الاسكندرية بقطاع الاثار الإسلامية والقبطية واليهودية وقطاع المشروعات وبناء على موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية وعلي نفقة دار الأوبرا المصرية، موضحًا بأن أعمال المرحلة الأولي للمشروع تضمنت ترميم الواجهة الرئيسيةت بعناصرها الزخرفية المتنوعة والتي تم فيها إعادة الألوان الأصلية للمبني وكذا الواجهة الغربية والممر الرئيسي للمدخل وأعمال علاج العناصر الخشبية ودهانها وأعمال العزل الجزئي لسطح المبني.تتتتتتت
وحرصاً علي اظهار المناطق الأثرية بالمظهر الحضاري اللائق قامت منطقة اثار غرب الإسكندرية بأعمال تنسيق حدائق منطقة كوم الناضورة الاثرية وتقليم النخيل، تحت اشراف كريم عودة مدير منطقة غرب الإسكندرية، والمهندسة الزراعية امل يوسف، كما تم التنسيق مع حي الجمرك لرفع المخلفات الزراعية بالمنطقة، كما قامت منطقة اثار قلعة قايتباي بالإسكندرية بأعمال تنسيق حدائق القلعة بصحن القلعة وبين الاسوار علي يمين ويسار المدخل الرئيسي، وذلك تحت اشراف محمد عز المشرف علي قلعة قايتباي.
مسرح سيد درويش
يذكر ان مبني مسرح سيد درويش بني في الفترة الاولي لعهد الملك فؤاد الاول مكان مسرح زيزينيا الشتوي في الفترة من 1918 م الي 1921 م وبناه الثري اللبناني بدر الدين قرداحي علي مساحة 1500 م حيث عهد للمهندس الفرنسي جورج بارك بإنشاء مسرح علي نسق اوبرا فينا بالنمسا وزينه بمجموعة من العناصر الزخرفية ذات الطابع الكلاسيكي الاوربي، وسمي اول الأمر تياترو محمد علي ثم تغير الاسم الي مسرح سيد درويش منذ عام 1962 م.
ويتخذ المسرح الشكل المستطيل ويتكون من صالة رئيسية وملحقاتها ويقع المدخل الرئيسي بالجهة الجنوبية، ويتميز المسرح بوجود زخارف نباتية محورة اخري هندسية وآدمية.
محكمة سراي الحقانية
مبني محكمة سراي الحقانية والمسجلة في عداد الاثار بمنطقة اثار الاسكندرية بالقرار رقم 196 لسنة 2001، تحتوي المحكمة علي ٢٥٠ غرفة بخلاف قاعات المحاكم المتعددة والتي تتسم بوجود عدة مخارج ومداخل بها احد المداخل لدخول السادة القضاة لقاعة المداولة ومنها الي منصة القضاء ومدخل الجمهور ومدخل للمحامين والمدخل الرابع لدخول المتهمين الي غرفة ومنها الي قفص الاتهام الحديدي بقاعة المحكمة.
وقد أنشئت سراي الحقانية عام 1293/ 1876م فى عصر الخديوي إسماعيل لتطبيق نظام المحاكم المختلطة، وبعد تعرض اجزاء منها للتدمير عام 1882 تم تجديدها عام 1303ه/ 1886م فى عصر الخديوي توفيق، ثم تم تجديدها مرة ثانية فى عصر الملك فاروق عام 1938م، وقد شهدت قاعات المحكمة أشهر القضايا مثل حادثة دنشواي وقضيتي ريا وسكينة وسفاح الإسكندرية.
ويوجد لوحة تأسيسية بواجهة المدخل الرئيسي تشير إلى تجديد مبنى سراي الحقانية عام 1303ه/ 1886م، ويؤكد ذلك طريقة البناء التى ترجع لعصر أسرة محمد على، كما أن طراز بناء المحكمة وزخارفها يشبه الطرز والزخارف السائدة بأوروبا فى ذلك الوقت وهو أسلوب معماري انتشر فى مصر فى عهد الخديوي إسماعيل.
وبنيت المحكمة على الطراز الإيطالي من مبنى مستطيل مكون من خمسة طوابق وبدروم متباينة الارتفاعات، ومواد البناء هي الحجر الجيري والطوب الأحمر واستخدام كمرات حديد وبراطيم خشبية فى الأسقف.ت تتتتتتتتتتت
ويشمل مبنى سراي الحقانية أربع واجهات، وتعد الواجهة الشمالية هي الواجهة الرئيسية وبها المدخل الرئيسي يفتح بها نوافذ مستطيلة، والواجهة مقسمة لأربعة مستويات، المستوى الأول من أسفل ويفتح به نوافذ البدروم،ت والمستوى الثاني وبه نوافذ الطابق الأول والثاني، والمستوى الثالث وبه نوافذ الطابق الثالث والرابع، والمستوى الرابع وبه نوافذ الطابق الخامس.
ويزين أعلى المدخل الرئيسي فرانتون بداخله دائرة يحيط بها إكليل من فرع نباتي من غصن الزيتون، وبداخل الدائرة عبارة "العدل أساس الملك سنة 1303" وعلى الجانبين زخارف نباتية تشبه سعف النخيل أو أغصان الزيتون ويعلوها ما يشبه اللفافة الورقية وقد تم تنفيذ ذلك باللون الأخضر، ويزين وسط المدخل عامودين يستندا إلى دعامتين ويتوجهما تاج إيونى وزخرفة البيضة.
ويعلو المدخل إطار مستطيل نقش فيه "سنة 1886 إفرنجية سراي الحقانية سنة 1303 هجرية " ويلي المدخل ردهة على جانبيها نوافذ خشبية يليها المداخل الرئيسية وهم ثلاثة مداخل أوسعهم الأوسط والمعقود بعقد نصف دائري، أّمّا المدخلان الجانبيان فهما مستطيلا الشكل، وعلى يمين ويسار الردهة يوجد مدخلان يؤديا إلى ممر ممتد من الشرق للغرب ثم ينعطف فى نهايته إلى الجنوب ثم ينعطف ثانية إلى الغرب ويفتح به حجرات على الجانبين.
"تل كوم الناضورة"
ويعتبر تل كوم الناضورة الأثري أحد أهم وأشهر وأقدم المناطق الأثرية الإسلامية في الإسكندرية، وتأتى أهميته كونه شهد عصورًا تاريخية واحداثا عديدة، مثل العصر الفاطمي والحملة الفرنسية وعصر الاسرة العلوية والاحتلال الانجليزي.
وتضم منطقة اثار كوم الناضورة العديد من قبور الصحابة والتابعين الذي وفدوا إلى مصر، مما أكسبها شهرة واسعة خلال فترات كبيرة من الزمان، حيث تقع المنطقة في قلب المدينة القديمة وبالتحديد في شارع بحرى بك التابع لقسم اللبان من حي الجمرك، ويحيطه من الجهة الشمالية شارع حمام الورشة، والجهة الجنوبية شارع بحرى بك، والجهة الشرقية شارع الجزائر، والجهة الغربية شارع الباب الأخضر.
مساحة الموقع 6 أفدنة ومسجل في عداد الآثار كأثر اسلامي بموجب القرار 2375 لسنة 1996، والتل يرتفع بمعدل 25 مترا عن سطح الأرض من البوابة الرئيسية للموقع، وبواقع 50 مترًا من أعلى نقطة في برج الإشارة أعلى التل ذاته، ولعل أبرز ما يميزه احتوائه على عدد كبير من المباني الأثرية التي شهدت على عصور مختلفة ما يزيد من قيمة ذلك المكان وتاريخه ودوره في حقب تاريخية مهمة.
توظل الموقع لسنوات عديدة يُعرف باسم اکوم وعلةب، نسبة إلى عبدالرحمن بن وعلة المصري السبئى التابعي الجليل، صاحب ابن عباس، الصحابي الشهير الذي يعتبر أول من دفن بها فَنُسبت المقبرة إليه، وكذلك في نهاية القرن الثاني الهجري، ومن أشهر من دفن بها بعد ذلك االحافظ السلفيب واأبوبكر الطرطوشيب في القرن السادس الهجري واعبدالرحمن بن هرمزب، وغيرهم من الصحابة والتابعين، حيث يضم الموقع شواهد قبور عديدة.
وكانت المنطقة تستخدم كمزار نظرا لانتشار القبور داخلها، إلا أنه بعد ذلك وبالتحديد في عهد الحملة الفرنسية على مصر انتهى دور التل في استخدامه كمقابر لدفن الموتى وبدأت الحملة الفرنسية في تشييد عدد من المباني به، حيث أمر نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسيةت بإنشاء طابية عُرفت باسم اطابية كافاريللىب، نسبة إلى ادوفالجا كافاريلليب، أحد مهندسي الاستحكامات الحربية في الجيش الفرنسي، والذى توفى أثناء حصار عكا في أبريل 1799، وجرى إطلاق اسمه على الطابية تكريما وتخليدا لذكراه.
وتتكونت طابية كافاريللى من حجرتين، ويتم النزول إليها من خلال سلم درج هابط وتفتح على حجرتين من الداخل، مطلتين على الواجهة الغربية من التل على شارع السكة الجديدة أو الباب الأخضر، يعلو الطابية مبنى مكون من 3 حجرات، وفى عهد محمد على باشا وخلفائه تم إنشاء صهريج للمياه 1839، ومن ثم تم إنشاء مرصد صغير لدراسة العلوم الفلكية وبداية ونهاية الشهور الهجرية، ويرجع ذلك لعام 1876م في عهد الخديوي إسماعيل، وهو على شكل مثمن متعدد الأضلاع، حيث كان يرى من خلاله الميناء بالكامل، كما يضم ثكنة للمأمور الإنجليزي، وهى مكونة من حجرتين، ويتم الصعود إليها بسلم، وأهم ما يميزها هو الروابط المعدنية، بل تعتبر أهم ما يميز العمارة الإنجليزية وقتها.
وجرى إنشاء برج الإشارة على ارتفاع قرابة 25 مترًا، فى عام 1929 وهو موجود في منتصف التل ليكشف قلعة قايتباى والبحر، والمنطقة كانت تتبع محافظة الإسكندرية إلى أن صدر لها قرار إخضاع للمجلس الأعلى للآثار في عام 1982، وفى 1996 صدر قرار تسجيلها.
وتضم منطقة اثار كوم الناضورة 6 أبنية أثرية مهمة، تشمل برج الإشارة الذي يرجع تاريخهت لعام 1929، والصهريج وهو عبارة عن حجرة مستطيلة الشكل، سقفها مقبب بقبو برميلي، وغطيت جدرانه بطبقة من المصيص الوردي يتوسط الجدار الشرقي من الصهريج، واطابية كافاريللىب عبارة عن قبو برميلي من الحجر الجيري، ويتوصل إليها عن طريق ممر مزود بدرج هابط.
ويفتح بكل منهما شباك مستطيل الشكل يطل على الجهة الغربية من المنطقة، وحجرات المرصد التي تم إنشاؤها أعلى طابيه كافاريللى ويتكون من أربع حجرات: الأولى والرابعة مساحتهما أقل من مساحة الحجرة الثانية والثالثة، وهى حجرات مستطيلة الشكل ذات سقف مسطح، بنيت من الحجر الجيري، تعلو هذه الحجرات حجرة مثمنة الشكل بنيت من الطوب الأحمر، فضلًا عن مسكن المأمور الإنجليزي، الذي يتكون من 3 حجرات وقاعة، وسقف المبنى بسقف مسطح على الطراز الانجليزي.