نطالب الحكومة بالتدخل الفورى للقضاء على سماسرة الهجرة الغير شرعية
شباب مصر جثث فى مراكب الموت
أهالى الشباب: تذكرة الموت ثمنها 70.000 جنيه
حلم الهجرة غير الشرعية.. تحول الشباب المصرى لأنهم كرهوا العيشة واللى عايشينها، فأصبح حال كثير من شباب مصر أن يخرج من مستنقع الفقر الذى أصبح عنوانا له لينتقل لحلم الثراء وتحقيق الأحلام على ضفاف أوروبا.. الكل يعلم أن الشباب المصرى يبيع كل ما هو غالٍ ونفيس حتى يصل الأمر لبيع أثاث المنزل والمنزل نفسه مقابل تذكرة الهجرة غير الشرعية التى يصل ثمنها إلى السبعين والثمانين ألف على أمل التعويض، حتى يهربوا من حياة الكاد التى لا توفر لهم لقمة العيش.. رفعوا شعار “الهجرة فى الأمام وجحيم الوطن فى الخلف” كل همهم جمع المال لتوفير التذكرة غير الشرعية لرحلة غير شرعية.. تلك هى رحلة الهروب من الوطن مشتاقاً ومتلهفاً لحجز مكان داخل قارب صغير يسبح بهم فى قلب البحر تلاطمهم الأمواج وتجرهم يميناً ويساراً وتهتز قلوبهم رعباً يدعون الله أن ينجيهم ويصلوا إلى تحقيق الحلم بعد رحلة رعب تستغرق أسبوع أو عشرة أيام داخل الأمواج.. فكثير من الأحيان لا تكتمل الرحلة بل يغرق المركب ومن عليه ويصبح الشباب وليمة لأسماك القرش تتغذى على أجسادهم وتضيع معهم أحلامهم وأحلام أسرهم.. الأمر المفزع والذى يستحق وقفة من قبل المسئولين أن مصر من أكثر الدول هجرة غير شرعية لصبية لم يتعد عمرهم الثمانية عشر يقذف بهم آباؤهم فى أمواج البحر على أمل العودة لهم محملين بالأموال وتحقيق الآمال ولكن نكتشف أننا أمام صراخ وعويل بعد أن يتبين لنا أن تلك المراكب غير الشرعية سقطت فى قاع البحر وضاعت كل الأحلام.. ساعد الهجرة غير الشرعية أن مصر بها سواحل عديدة رغم وجود رقابة مشتركة بين مديريات الأمن بالمحافظات السواحلية وقوات الجيش لمراقبة تلك السواحل والمنافذ مثل شواطئ رشيد ودمياط وجمصة ومطروح وعزبة البرج وكفر الشيخ تلك هى أكثر الشواطئ للهجرة غير الشرعية بالإضافة لسماسرة متخصصين فى بيع الوهم لتحقيق أحلام زائفة.. ويتبين لنا أن شباب مصر يعتبر أوروبا وخاصة إيطاليا قبلتهم حيث إنها من أكثر الدول التى يهاجر إليها المصريين والعرب، فإيطاليا معظمها يقع على الشواطئ العربية ما يسهل عمليات الهجرة إليها، ولكن هناك حسب نص القوانين ما بين مصر وإيطاليا الآلاف داخل السجون والآلاف مشردون والقليل منهم يحصل على فرصة عمل.
سؤال يطرح نفسه لماذا يضحى الشباب بالغالى والنفيس حتى يصل بهم الحال لبيع أثاث المنزل من أجل الحصول على تأشيرة الهجرة غير الشرعية رغم مخاطرها.. نعم هى فرصة لشباب فقد الأمل فى الحصول على فرصة عمل داخل وطنه.. تحطمت آماله وأحلامه فكانت الهجرة غير الشرعية هى البديل.
السوق العربية التقت الشباب للوقوف على أبعاد تلك المشكلة يقول محمد حسن- 27 سنة، حاصل على دبلوم فنى- تخرجت منذ أكثر من 10 سنوات وانتقلت من حرفة إلى حرفة وأحياناً أصبح عاطل لعدم الاستمرار فى تلك المهن التى لم تدر أى دخل.. سنة وراها أخرى أعيش مهزوزاً لعدم توافر فرصة عمل فكان حتماً ولابد أن أبحث عن فرصة خارج مصر، تعرفت على أحد المراكبية الذى أوهمنى أننى سأودع الفقر وتصبح الأحلام ممكنة بالسفر إلى إحدى الدول الأوروبية عن طريق البحر مقابل 70000 جنيه ويلتقط أطراف الحوار- محمد سامى- بكالوريوس تجارة- 33 سنة- يقول حصلت على مؤهل عالٍ ولم أحصل على مهنة تناسب إمكانياتى ومؤهلى ولا أخفى عليكم أننى اشتغلت عاملا فى بنزينة وانتقلت من سوبر ماركت إلى آخر كل هذا لم يوفر ثمن شقة أو متطلبات الدخول على عروس فكان البديل البحث عن الهجرة حتى ولو كان عبر البحر، أضاف رغم خطورة السفر من خلال البحر إلا أن أصدقائى الذين هاجروا إلى إيطاليا واليونان تغيرت أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية ما جعلنى أقدم على الهجرة فقمت بتوفير مبلغ من أشقائى واقترضت الباقى من أصدقائى من أجل الحصول على تأشيرة الهجرة عبر إحدى المراكب للسفر لإيطاليا.
يقول- محمد محمد- أبلغ من العمر 35 عاماً وحتى الآن لم أتزوج ونظراً لظروف أسرتى كنت أعمل بالأجر اليومى من أجل الإنفاق عليهم ولفشل الحكومة فى توفير فرصة عمل لجأت للسفر لأوروبا رغم مخاطره ورغم تعرض الكثيرين للغرق بل وأصبحوا أكلا لأسماك البحر وبعضهم ألقى القبض عليه.. إلا أننى قمت بتوفير مبلغ كبير جداً بعد أن أوهمنى أحد سماسرة الموت بأن السفر عن طريق البحر من جمصة وخلال أسبوع سأكون فى دولة اليونان وأن فرص العمل هناك كثيرة لتعويض ما ضاع من عمرى.
يقول- احمد رفعت- صراع دائم بين الشباب خاصة فى بعض قرى الدقهلية “تلبانة وميت الكرما وميت العامل” هاجر شبابها وأصبحت غيرة بينهم لأبناء نفاجأ فى أقل من عام بأنهم بنوا العمارات واشتروا الأراضى بعد السفر لإيطاليا أو فرنسا أو اليونان أو غيرهم، فالأحلام فى مصر يتم وأدها ولكن حول البحر المتوسط تحقق كل الطموحات لذلك يضحى بكل غالٍ ونفيس من أجل الحصول على هذه التأشيرة غير الشرعية. يقول- محمد عبدالمجيد- أحد الأهالى بسبب البطالة الموجودة فى وطننا يتجه الشباب نحو فكرة الهروب من الفقر إلى الثراء فى بلاد الخارج حتى ولو دفع المال الكثير لشراء تذكرة الموت. يقول- عماد عبدالرحيم- أحد الأهالى لو وجد الشباب حياة كريمة داخل مصر وفرصا يتم فيها استغلال طاقتهم وأفكارهم ما كانوا اضطروا إلى الجرى وراء السراب والأوهام.