الحرير الطبيعى.. الذهب الناعم الذى أتلفه الإهمال
بعد الصدارة فى صناعة الحرير الطبيعى.. حصة مصر 2٪ من المنتج العالمى
مازالت صناعة الحرير الطبيعى هى الصناعة الاولى والمتوجة على عرش صناعة المنسوجات فى العالم براغم من تراجع اسهم تلك الصناعة مقابل ما استحدث من ألياف صناعية اخرى فى قطاع صناعة الحرير وخاصة الحرير الصينى حيث تعد الصين المستهلك الاول فى العالم لمنتج الحرير بنسبة 75 فى المائة بسبب قيامها بإدخاله فى العديد من الصناعات التكملية والطبية الاخرى بجانب خلطة مع انواع اخرى من الحرير والالياف الصناعية.
وصرح الدكتور اسامة غازى رئيس قسم بحوث الحرير بمركز البحوث الزراعية بأن هناك حالة تراخى وتراجع واضح فى صناعة الحرير فى مصر بسبب عدم الاهتمام بتربية (دودة القز) والتى تعد المصدر الاساسى الوحيد لإنتاج الحرير الطبيعى والذى ذاع شهرتة فى جميع انحاء العالم لجودتة فمازال حرير اخميم بمحافظة سوهاج يتمتع بشهرة عالمية فيجب احياء تلك الصناعة التى كانت تساهم بشكل كبير فى الدخل القومى خاصة انها غير مكلفة فسعر شتلة التوت لا تكلف اكثر من 3 جنيهات ويمكن زراعتها فى اى مكان ولا تشترط مناخ معين ولا تربة خاصة.
وأكد محمد حسنى صاحب مزرعة لتربية دودة القز وصناعة الحرير الطبيعى باخميم ضرورة الاهتمام بتلك المهنة الراقية وذات المكسب الكبير، فبعد أن كانت مصر خاصة محافظات الصعيد تتصدران قائمة منتجى الحرير فى العالم منذ الخمسينيات حتى أوائل الثمانينيات اصبح الانتاج لا يتجاوز 2 فى المائة من حجم الانتاج العالمى لكن يكفينا فخرا ان كسوة الكعبة المشرفة كانت تصنع من الحرير المصرى سنويا.
وأضاف حسنى ان المشكلة تكمن فى الغزو الصينى لمصر من الحرير والالياف بالاضافة إلى عدم تشجيع الدولة للمربين بشراء المنتجات الحريرية منهم بأسعار مناسبة والاعتماد على التسويق المباشر ومع طول مدة الانتاج رغم ان تكلفته قلية بالمقارنة بصناعات اخرى مع عزوف المزارعين وأرباب المهنة عن تربية دودة القز والانصراف الى زراعة منتجات اخرى واين دور الارشاد الزراعى وتوعية الفلاحين فهذه صناعة تعد جزءًا من التاريخ الزراعى الصناعى لمصر ولا تقل اهمية عن المحاصيل الاستراتجية مثل القطن المصرى او القمح.
واضاف المهندس محمد عبدالحميد بإدارة الزراعات النظيفة بوزارة الزراعة ان صناعة الحرير فى مصر اصبحت على وشك الانتهاء اذا لم نقم بادارة المنظومة الزراعية الصناعية الهامة وان حجم الناتج العالمى من الحرير الطبيعى وصل الى 100 الف طن سنويا حصة الصين وحدها 75 فى المائة وتأتى الهند فى المرتبة الثانية بحصة 15 فى المائة والباقى على دول العالم وهذا دليل على ان السوق يتقبل المزيد من المنتج والذى اصبح الاقبال عليه مرتفع خاصة بعد اكتشاف العديد من الفوائد الاخرى له ودخوله فى الصناعات الدوائية والعمليات الجرحية كخيوط لربط الجروح وغيرها من الصناعات الاخرى مثل الاستفادة من بويضات واليرقات لدخولها فى صناعات دوائية مثل ادوات التجميل ذات الجودة العالية.
الجدير بالذكر هو عدم اقتصر انتاج الحرير الطبيعى على زراعة اشجار التوت فقط حيث يوجد حوالى 10 انواع اخرى من الاشجار تساهم فى غذاء دودة القز مثل حرير التاسار والموجا وحرير التوتية المعروف.
وارجع عبدالحميد سبب غلاء المنتج على مستوى العالم لانه المنتج الوحيد الذى لا يقبل الانصار بسهولة مع باقى الالياف الصناعية الاخرى فسرعان ما يتم اكتشافه واذا حدث فانه يقلل قيمته الى الضعف.
واضاف الدكتور مدحت ابو المجد الخبير الزراعى برابطة منتجى الحرير باخميم ان احياء تلك الصناعى المهمة ذات الطابع والمعاملة الخاصة سوف يضمن دخلا قوميا سنويا كحد ادنى 100 مليون جنيه ولا ننسى انها كانت من اهم مصادر الدخل القومى لمصر بالاضافة الى سرعة حل مشاكل المربين من شراء المنتج الذى اذا طال فترة تواجده لديهم ربما تعرض الى التلف بالاضافة الى زيادة عدد المزارع الخاصة بتلك الصناعة حيث لا يتجاوز حجم المزارع الـ25 مزرعة وهو رقم ضعيف جدا.