المركز اللوجستى العالمى قبلة للاستثمار العالمى نحو مصر
بعد إعطاء الرئيس السيسى إشارة البدء
المركز اللوجستى العالمى قبلة للاستثمار العالمى نحو مصر
ضمن كوكبة من المشروعات التنموية الضخمة التى تشهدها البلاد حالياً من أجل الدفع بعجلتى الاستثمار والتنمية وإنهاض الاقتصاد المصرى أعطى الرئيس عبدالفتاح السيسى إشارة البدء فى إنشاء وتنفيذ المركز اللوجيستى العالمى للحبوب والغلال والسلع الغذائية بهدف جعل مصر منطقة لوجيتسية عالمية لتخزين وتجارة وتداول الحبوب ومصباً تجارياً لأغلب دول العالم، مع الاستفادة الاستثمارية من تلك الأنشطة والأعمال المضافة مثل التصنيع والتغليف والتعبئة وعمليات النقل والشحن والتفريغ، ما يضع مصر على خارطة الاستثمار العالمى فضلاً عن توافر المواد الغذائية ذات الطابع الاستراتيجى.
ويعد هذا المشروع اللوجيستى من أهم المشروعات بالمنطقة حيث تصل تكلفته الاستثمارية إلى 15 مليار جنيه ويقام على مساحة 3 ملايين و350 ألف متر مربع على ميناء دمياط البحرى، ويتضمن المركز إنشاء مخازن وصوامع وقباب ضخمة تحقق طفرة فى الطاقة التخزينية وبناء أرصفة بحرية لاستقبال السفن العملاقة وإقامة مناطق استثمارية صناعية جديدة لإنتاج المواد الغذائية مثل الدقيق الفاخر واستخلاص الزيوت والأعلاف وصناعات الصويا الغذائية وتكرير وتعبئة السكر وصناعات الذرة والنشا ومنطقة تكميلية قائمة على الصناعات السابقة وتضم المكرونات والمعجنات وتصنيع الأعلاف، ومن المتوقع أن حجم التداول السلعى يصل إلى 65 مليون طن سنوياً ما يساهم فى تحقيق الأمن الغذائى لمصر ودول المنطقة، وسوف يتم إنجاز المشروع فى خلال عامين بالتعاون بين وزارات التموين والنقل والإسكان والمحليات والتخطيط بالإضافة للدور الحيوى للقوات المسلحة.
بداية يقول المحاسب رمضان العبد وكيل أول وزارة التجارة والصناعة وأمين عام الغرف التجارية بسوهاج أن إقامة مثل هذه البورصات السلعية تمثل إضافة هامة للاقتصاد وتحقق أهمية استراتيجية عظمى تتمثل فى توافر احتياجات مصر الغذائية بصفة دائمة ما لا يعرضها لأى تقلبات دولية أو ظروف قهرية قد تؤثر على احتياجات ومتطلبات الشعب المصرى، فمن المعروف أن أهم أهداف البورصة السلعية هو توفير السلع طوال الوقت وبأسعار مناسبة وجودة عالية، وقدر ركزت الحكومة على الحبوب والغلال كأهمية قصوى نظراً لأن مصر تمثل كبرى الدول المستوردة للغلال فى العالم.
وأكمل العبد قائلاً: تهتم الدولة بإنشاء هذه البورصات نظراً لجدواها الاقتصادية والغذائية وبحضورى مؤتمر الخرطوم الاقتصادى بالسودان صرح هناك الدكتور خالد حنفى وزير التموين عن إطلاق مشروع ضخم على محور قناة السويس وهو إنشاء 10 مراكز لوجستية لتوفير السلع الغذائية باستثمارات إماراتية تقدر بـ13 مليار دولار بالإضافة إلى البورصة المزمع إنشاؤها فى دمياط لجعل مصر أهم منطقة لوجستية فى العالم بصفتها تحتل موقعاً فريداً يمثل قلب العالم وتتوسط قاراته كما أنها تمتلك أهم شريان ملاحى فى العالم وهو قناة السويس والتى سوف تتزايد أهميته بعد الانتهاء من حفر القناة الجديدة.
مضيفاً أن هذا المشروع سوف يجعل مصر محوراً رئيسياً وملتقى لكل منتجى العالم لتداول وتجارة وتخزين سلعهم ومنتجاتهم.
ويرى المهندس السيد عطية يونس وكيل وزارة الزراعة بسوهاج والخبير بالتخطيط والاستثمار أن هذا المشروع يعمل على زيادة السعة التخزينية للمحاصيل الاستراتيجية وأهمها القمح ما سوف يقلل نسبة الفقر الناتج عن سوء التخزين والبالغ من 10 إلى 15% من الإنتاج السنوى بسبب التشوين فى الشون والصوامع المكشوفة الأمر الذى يقلل من استيراد الأقماح المطلوبة لسد الفجوة الاستهلاكية، موضحاً أنه ما يقارب من 50% من إنتاج القمح السنوى لا يخزن لدى الشون المعتمدة أو الصوامع الحكومية بسبب عدم توافرها لكنه يشون بطريقة عشوائية لدى الأهالى والمزارعين ما يتسبب فى عدم استهلاكه بالشكل الأمثل ما يزيد من احتياجات استيراده لكن فى ظل وجود مركز لوجيستى كهذا تتوافر وتتيسر عملية التخزين.
وأكد يونس أن هذا المشروع سوف يخلق العديد من فرص العمل الجديدة التى تحد من البطالة المنتشرة بين الشباب والتى تتمثل فى إدارة المشروعات وعمليات النقل والتشغيل والشحن والتفريغ بالإضافة إلى الصناعات المكملة مثل ورش صيانة السفن والسيارات ومحلات بيع السلع الاستهلاكية للعاملين بالمشروع والصناعات القائمة عليه.
وأشار يونس إلى أن هذا المشروع سوف يلفت أنظار العالم أجمع للموانئ المصرية وأهميتها ما يعطى انطباعا جيدا لمناخ الاستثمار بمصر ويشجع الدول الرأسمالية الكبرى لاقتحام السوق المصرى وإقامة مشروعات عظمى بها لكى ما تعود لمصر مكانتها المحورية فى المجال الاقتصادى.
وأكد المحاسب شمس الدين محمد يوسف وكيل وزارة التموين بسوهاج بأنه تهدف الدولة من خلال هذا المشروع إلى إنشاء مناطق لوجستية لتدعيم وتوفير السلع الغذائية وتشجيع الاستثمار العربى والأجنبى لإقامة مثل هذه المشروعات بهدف خدمة مصر ودول المنطقة حيث يدعم المركز الجديد احتياجات مصر والدول العربية والإفريقية من الحبوب والغلال ومن ثم ترتفع معدلات تداولها بحيث تتجاوز 65 مليون طن سنوياً، وهنا فى محافظة سوهاج تمت معاينة مساحات من الأراضى لتخصيصها كمشروع بورصة سلعية مماثلة بالمحافظة وذلك من خلال جهاز تنمية التجارة الداخلية وجار تكملة الخطوات لما فيه من أهمية اقتصادية وأمن قومى غذائى.
وتابع حديثه قائلاً أن هذا المشروع يعد مركزاً ضخماً لإقامة الصوامع وقباب التخزين التى ستلعب دوراً كبيراً فى حماية الغلال من الفساد بحيث لا تكرر ظاهرة فساد الحبوب الغذائية بالإضافة إلى أنها ستجعل مصر منطقة رئيسية لتجارة وتداول الدقيق عن طريق منطقة صناعية للمطاحن للحد من ظاهرة تهريبه.
وأكد شمس قائلاً أن المركز اللوجيستى يعد من المشروعات الضخمة القومية التى أشار إليها السيد الرئيس وهى لا تقل أهمية عن المشروعات الكبرى مثال قناة السويس.
وأشار الدكتور يوسف محمد الخبير الاقتصادى أن المركز اللوجيستى الجديد يعد رسالة للعالم تؤكد تعافى الاقتصاد المصرى لكن التخزين يجب أن يكون فى حدود مدروسة بحسب طبيعة المنتجات حتى لا تتعرض للتلف، مؤكداً أن هذا المشروع وسيلة آمنة لتأمين احتياجات مصر فى المستقبل والتغلب على تقلبات أسعار الأسواق العالمية وهو له بعد استراتيجى محدد حيث يعد فرصة للترابط التجارى الدولى.
وأكمل قائلاً: تحتاج مصر إلى مثل تلك المشروعات العملاقة التى تعيد لها هيبتها وكيانها الدولى، فالترابط والتبادل التجارى يكثر من فرص الاستثمار ويعزز موقف مصر الاقتصادى، لافتاً النظر إلى أن هذه المشروعات تحقق أرباحاً اقتصادية ومعنوية واستراتيجية عالية فضلاً عن تحويل المنطقة إلى منطقة تجارية وخدمية بسبب حجم ضخامة المشروع والمناخ الاستثمارى الذى أصبح خصباً لمصر بعد انطلاق تلك المشروعات التنموية، وقد حظيت هذه التجربة بنجاح بالغ فى العديد من البلدان ما شجع الحكومة المصرية على تطبيقها.