القمامة أزمة تؤرق المواطنين وصداع فى رأس المسئولين ومشكلة تهدد البيئة
مشكلة القمامة مشكلة تعانى منها جمهورية مصر العربية منذ عدة قرون وهى مشكلة أزلية تؤرق المواطنين وهى صداع مزمن لدى المسئولين وزادت المشكلة بشكل لا يصدق فى هذا العقد من الزمن حيث نرى أن القمامة أصبحت رمزا من رموز أى محافظة فى أنحاء الجمهورية وهنا نجد أنفسنا فى مشكلة صعب الوصول إليها لحل هل نلقى اللوم على المسئولين أم نلقى اللوم على سلوك المواطن المصرى السيئ عن طريق إلقاء القمامة فى الشوارع دون مراعاة أى مظهر جمالى للبيئة وبالرجوع إلى الوراء أو تحديداً منذ ثورة 25 يناير نجد أن كان من أهم مبادئ الثورة التى كانت تنادى بحياة كريمة لكل مواطن مصرى لكن مع مرور الوقت نجد أن الوضع لم يتغير عما هو عليه من ذى قبل حيث أكد أهالى منطقة عرابى والمنشية بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية أن الحياة أصبحت هناك لا تطاق بسبب أكوام الزبالة ولذا نجد من هنا أن الجميع أصبح فى خطر ولا أحد يسمع لهم ولا حياة لمن تنادى وأن ما يحدث الآن يقتل المواطنين ببطء وبسؤال أحد المواطنين فى محافظة القليوبية ويدعى الحاج محمد رمضان وهو صاحب سوبر ماركت حيث قال إن أكوام الزبالة تحاربهم فى أكل عيشهم فهى تمنع الزبائن من دخول المحل فهم يتأذون من الروائح الكريهة الصادرة من أكوام الزبالة أمام السوبر ماركت بالإضافة إلى الناموس والذباب الذى يملأ المكان بشكل كبير وبسؤال أيضاً الحاجة أم محمد وهى من سكان المنطقة فقالت أنها تسكن هنا منذ أكثر من عشرين عاما والحال لم يتغير كثيراً الآن فالمنطقة أصبحت غير آدمية للعيش فيها فكلها أمراض وتلوث وأصبح المظهر العام أشبه بالخرابة منهياً حديثها بقول حسبى الله ونعمة الوكيل وأيضاً قالت أم عمرو وهى أيضاً من سكان المنطقة قالت إن الزبالة تلقى عليها حيوانات نافعة فتنبعث منها رائحة كريهة لا تطاق مطلقاً إضافة إلى صعوبة التنفس خاصاً فى الحر الشديد فقالت أن الزبالة تهدد مستقبل أولادنا وبالذهاب إلى منطقة أخرى فى محافظة القليوبية وهى مدينة قها قال الحاج مصطفى رضوان وهو من أبناء المدينة قال إن كان فى السابق هناك مكان مخصص لإلقاء الزبالة وكان عربات القمامة تأتى كل يوم لنقلها بعيداً ولكن مع استمرار الإهمال والانفلات الأمنى وانتشار البلطجية بعد ثورة 25 يناير قاموا بتحويل هذا المكان إلى وكر لهم وهو ما دفع الأهالى لرمى الزبالة فى الطرق وقال أن أهل المدينة قدموا أكثر من شكوى إلى المسئولين ولكن لا أحد يسمع وكأنهم خارج هذا الوطن والأغرب أنه قال أن الإعلام لا يسلط الضوء على هذه الظاهرة السيئة والمميتة وسألنا أيضاً الحاج صلاح منصور وكان رده غريبا جداً حيث قال أنه لا يأكل منذ أكثر من يومين وذلك بسبب أكوام الزبالة الموجودة أمام منزله والتى جعلته لا يستطيع أن يأكل شيئا وقال أنه هو وأسرته يعانون نفسياً وبدنياً من كل شىء وتمنى الموت لعدم قدرته على المعيشة فى هذه البيئة الملوثة وغير الآدمية بالمرة. وبسؤال أحد جامعى القمامة بمحافظة القليوبية ويدعى أحمد عبدالنبى قال بأنه متعاقد مع مجلس مدينة بنها منذ أكثر من7 سنوات قال أن المحافظة تحاول جاهداً لحل تلك الظاهرة السيئة وقال إنه يتقاضى شهرياً 450 جنيها من المحافظة وهو مسئول عن جميع القمامة لـ10 عمارات فى بنها وأن المحافظة موزعة المسئولية عليه هو والموظفين الآخرين بالمحافظة لجمع القمامة وكان قد خرج من قبل نقيب الزبالين شحاتة المقدس حسب تأكيدات أحمد عبدالنبى جامع القمامة حيث قال إن الحكومة السابقة أخطأت عندما تعاقدت مع شركات أجنبية بعقود طويلة الأمد. مضيفاً أن هذه الشركات تريد الاستثمار فقط وليس نظافة البلاد بل عرض بعض المقترحات التى تساهم فى حل مشكلة القمامة فى مصر وهى أولاً إعادة هيكلة هيئات النظافة وشراء معدات بدل التى حرقت وسرقت أثناء 25 يناير وثانيا قيام كل رئيس حى ببناء قطعة أرض كمحطة وسيطة لإلقاء المخالفات بها ومن ثم تقوم المعدات برفعها يومياً وثالثاً يجب على الحكومة وبصفتها مراقبا على العقد الدولى الضغط على الشركات الأجنبية لإعطاء الزبال 3 جنيهات على الوحدة السكنية بدلا من 10 قروش ورابعاً: على وزارة الداخلية إنشاء شرطة متخصصة للقبض على مقاولى المبانى الذين يلقون مخلفات المبانى بالطريق العام وأكد وقتها نقيب الزبالين أنه إذا تم تنفيذ هذه الحلول فى ظل وجود الشركات الأجنبية سيتم القضاء على مشكلة الزبالة وكان أحد الخبراء ويدعى خالد العشرى أكد أن مشكلة القمامة يمكن التعامل معها بشكل يحولها إلى نعمة وذلك عبر إعادة التدوير التى تعد نشاطاً اقتصادياً فى العديد من الدول مثل: الصين التى حرصت على استيراد المخلفات الصلبة مثل: البلاستيك فى مصر الذى دفع إلى الدعوة للتنبيه إلى هذه الموارد المهدرة ويرى أنه لكى تستفيد مصر من القمامة وتحويلها إلى نعمة علينا اتخاذ الخطوات اللازمة لذلك وأهمها وجود استثمارات من خلال القطاع الخاص للاستثمار فى هذا النشاط.
وفى هذا المجال قال أيضاً الكيميائى خالد العشرى إن الأمر يتطلب جانباً توعوياً للمواطنين لكى تتم تعبئة القمامة بشكل صحيح حتى يعاد تدويرها بشكل اقتصادى أفضل من خلال توزيع أكياس مختلفة الألوان للقمامة على المنازل لتصنيف المواد العضوية والصلبة وبالرجوع إلى رأى المواطنين فى هذه المشكلة نجد أحمد عبدالسلام حيث قال إنه حصل له موقف طريف منذ أسبوعين حيث قال إن أحد أصدقائه وهو يركب معه التاكسى حيث قال للسواق بعد مقلب الزبالة ياسطى حيث اندهش أن صديقهة مميز المكان بمقلب الزبالة ونجد هنا أن المواطنين يحولون بإيدهم الاماكن إلى أكوام زبالة ونجد مثلاً شارع بورسعيد الذى يربط محافظتى القليوبية والقاهرة حيث أصبحت محطة الركاب التى تنقل المواطنين أشبه بمقلب الزبالة ونجد أيضاً محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدى فى تصريحات أدلى بها منذ يومين قال أن لوادر القمامة ترفع يومياً 5 أطنان من القمامة ولكن سلوك المواطن السيئ فى بعض الأحيان هو من يجعل الشكل العام غير حضارى وقال أنه سوف يعمل على حل تلك المشكلة فى المحافظة فى أقرب وقت ممكن كون محافظة الإسكندرية منطقة حيوية ويزورها السياح دائماً وتعتبر مصدر دخل قومى للبلاد ونرجع إلى محافظة القليوبية مرة أخرى نجد أن أهالى قرية الشقر بمركز كفر شكر عبروا عن اسيتائهم من انتشار القمامة فى أنحاء القرية مع تخازل بعض المسئولين سواء المجلس المحلى للقرية أو المحافظة مؤكدين أنهم تقدموا بعدة شكاوى للمحافظة والمجلس المحلى ولم يتلقوا أى اهتمام حيث انتشار القمامة فى القرية أصابت كثيراً من أبناء القرية بالأمراض وطالبوا بالاستجابة السريعة من المسئولين ومع دخلو العامل الدراسى الجديد نجد أنه رغم تصريحات مسئولى تعليم الانقلاب بالقليوبية من إنهاء استعداداتهم للعام الدراسى الجديد إلا أن الطلاب تفاجئوا بوجود الزبالة أمام المدرسة بقرية ميت نما التابعة لمحافظة القليوبية وأن الطلاب يشعرون بعدم نظافة المدرسة وأنهم يضطرون إلى غلق النوافذ منعاً لتسلل الروائح الكريهة والذباب وبالرجوع إلى المسئولين فى محافظة القليوبية قال المهندس محمد طنطاوى سكرتير عام محافظة القليوبية والقائم بأعمال المحافظة فى تصريحات سابقة بأن المحافظة وضقت خطة للقضاء على مشكلة القمامة فى مدن وأحياء المحافظة من أجل القضاء على هذه الظاهرة السيئة التى أصبحت تهدد حياة المواطنين وأشار طنطاوى أنه سوف يتم تزويد حى شبرا الخيمة بـ5 سيارات قلاب كبيرة سعة كل سيارة 20 طناً بالإضافة إلى 3 مليارات أخرى صغيرة ولودر كبيرة لتنظيف المحافظة، وأكد أن المحافظة ستطبق منظومة لتطوير الميادين العامة والشوارع الرئيسية وكانت المحافظة قد شهدت منذ شهر تقريبا اجتماع المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية مع أعضاء الصندوق الاجتماعى بالقليوبية وأعضاء من الجمعيات الأهلية لبحث مشكلة القمامة ونظافة الشوارع لجميع المدن وأحياء القليوبية وأكد محافظ القليوبية أن المشروع يهدف إلى توفير فرص عمل قصيرة للشباب ويستهدف هذا المشروع على نشر الوعى لدى المواطنين للحفاظ على البيئة مؤكداً أن مدة المشروع ستستغرق 15 شهراً بتمويل من البنك الدولى الاتحاد الأوروبى وسيعمل المشروع على نظافة الشوارع وإزالة أكوام الزبالة المتراكمة بالحى كما يعمل المشروع على التوعية من خلال الدورات والزيارات المنزلية وسيبدأ تنفيذ المشروع بحى شرق شبرا الخيمة وسيتم تعميمة بجميع المدن بعد ذلك وناشد المحافظ المواطنين بضرورة التعاون مع الجهات التنفيذية لإنجاح منظومة النظافة بعدم إلقاء مخلفات الشوارع والالتزام بالسلوكيات الإيجابية والإبلاغ عن أى مخالفات بما يحقق تكاتف الجميع من أجل وصول المحافظة لعراقتها ورونقها، مشدداً أن الدولة لا تستطيع النجاح بمفردها دون مساعدة المواطنين، لذا نجد من هنا أنه لا بد كما فعلنا ونجحنا بقيام ثورتى الـ 25 يناير و30 يونيو لإسقاط نظامين فاسدين لابد من قيام ثورة أيضاً فى عقولنا وتنظيفها من الأفكار السلبية وتكاتف الأيدى المصرية لجعل جمهورية مصر العربية منارة للعالم وواجهة مشرفة لنا.