السوق العربية المشتركة | استراتيجية جديدة لوزارة البيئة للاستفادة من قش الأرز والقضاء على السحابة السوداء على مستوى الجمهورية

السوق العربية المشتركة

الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 06:35
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

استراتيجية جديدة لوزارة البيئة للاستفادة من قش الأرز والقضاء على السحابة السوداء على مستوى الجمهورية

محرر «السوق العربية» يتحدث إلى أحد المسئولين
محرر «السوق العربية» يتحدث إلى أحد المسئولين

فى هذا الوقت من كل عام تغطى السحابة السوداء سماء محافظات مصر وعلى مدار 15 عاما كاملة حاولت وزارة البيئة فى كل الحكومات المتعاقبة ايجاد وسيلة فعالة لمواجهة المخاطر الناتجة عن السحابة السوداء ولكنها لم تستطع.



ورغم القيمة الاقتصادية الكبيرة لقش الارز إلا ان بعض المزارعين يقومون بحرقه متسببين بشكل او بآخر فى تكوين السحابة السوداء وإهدار الملايين من الجنيهات لو تم استغلال القش الاستغلال الامثل.

«السوق العربية» ومن منطلق حرصها على دعم الاقتصاد المصرى واستغلال كافة الموارد المتاحة من اجل خلق فرص عمل جديدة للشباب ودفع عجلة الانتاج قامت بجولة فى محافظة الشرقية احدى المحافظات المنتجة لمحصول الارز للتعرف على حجم مشكلة السحابة السوداء وأسبابها وكيف يمكن مواجهتها وكيفية استغلال قش الارز وتدويره واستخدامه فى العديد من الصناعات الهامة

فى البداية كانت جولتنا فى قرية الزنكلون مركز الزقازيق والتقينا مع عدد من المواطنين اجمعوا على انهم يعانون اشد المعاناة من انتشار الدخان الناتج عن السحابة السوداء ما يصيبهم بأمراض خطيرة مثل الحساسية والتهاب جفون العين والاختناق وأمراض الصدر خاصة بين الاطفال، وأكد اطباء الوحدة الصحية بالقرية ان فى مثل هذا الوقت من العام يزيد اعداد المرضى المترددين على الوحدة بسبب ارتفاع معدلات الاصابة بأمراض الصدر والحساسية الناتجة عن السحابة السوداء.

وأكد ا.السيد عبدالسلام رئيس الوحدة المحلية بالقرية انه تم التنبيه على المزارعين من خلال الجمعيات الاهلية والمساجد ومراكز الشباب بخطورة حرق قش الارز وانه سيتم توقيع غرامات كبيرة تصل الى اكثر من 5 آلاف جنيه لمن يحرق القش فى الارض.

وأكد م.عبدالرحمن محمد حسن مدير الجمعية الزراعية بالقرية ان مهندسى الجمعية يقومون بالتعاون مع المسئولين عن البيئة بتحرير محاضر للمخالفين ويتم تحويلها للنيابة لاتخاذ الاجراء المناسب طبقا للقانون مضيفا ان هذا العام من اقل الاعوام حرقا للقش.

وبعد ذلك انتقلنا الى مكان تجميع قش الارز وهو مكان خاص بـ أ.حسين رجب جيوشى صاحب مكتب توريدات عمومية الذى اكد انه يقوم بجمع القش من الاراضى وكبسه وتجميعه فى هذا المكان لاستخدامه فى صناعة الاعلاف والسماد العضوى ويمكن بيعه الى مزارع الثروة الحيوانية داخل ميناء العين السخنة.

وأضاف انه سوف يقوم بزيادة عدد الاماكن الخاصة بتجميع القش فى العام القادم نظرا لزيادة الكميات المطلوبة منه، مضيفا انه يطالب المزارعين بعدم حرق القش لأننا نحتاج لكميات كبيرة وقال لدينا 6 جرارات زراعية و2 مكبس ولودر للتحميل.

وقال ا.احمد عوض مندوب جهاز شئون البيئة والمتواجد بشكل دائم فى الموقع اننا قمنا بعمل حملات توعية للفلاحين قبل بداية موسم الحصاد فى المساجد ومراكز الشباب والجمعيات الخيرية وتحذيرهم من العقوبات الكبيرة وبعدما بدأ الموسم وبالتعاون مع الزراعة نقوم بعمل محاضر للمخالفين مضيفا اننا ندفع 80 جنيها لكل طن قش.

وفى حوار خاص مع د.احمد السيد رخا مدير عام جهاز شئون البيئة بالشرقية حول اسباب ظهور السحابة السوداء وكيفية معالجتها وكيف يمكن الاستفادة من قش الارز اكد ان حرق قش الارز ليس السبب الوحيد لظهور السحابة السوداء لكنه يساهم بشكل كبير فى حدوثها ونسب الملوثات التى تساهم فى السحابة السوداء كالاتى:

42% مخلفات زراعية مثل حرق قش الارز والذرة والقطن

12% مخلفات صلبة مثل حرق القمامة

23% مصادر صناعية كالمصانع

23% عوادم سيارات ومركبات

وفى هذه الفترة من العام وهى فترة الخريف يواكب ظهور ما يعرف بظاهرة الاحتباس الحرارى ما يزيد من المشكلة وخاصة مع سكون الرياح وزيادة نسبة الرطوبة مما يساهم فى تكوين سحابة سوداء على ارتفاعات قريبة تصل الى 25 مترا، بالإضافة الى وجود كميات كبيرة من قش الارز تصل الى 500 الف طن فى الشرقية يجب تجميعها خلال 50 يوما فقط بخلاف استعجال الفلاحين فى التخلص من القش لتجهيز الارض للمحصول التالى علاوة على الثقافة الراسخة فى اذهان المزارعين بان حرق قش الارز فى الارض يزيد من خصوبتها وكذلك تفتيت الحيازة الزراعية.

د.أحمد رخا: حررنا أكثر من 1020 محضرا للمخالفين حتى الآن

وعن كيفية مكافحة السحابة السوداء قال د.أحمد رخا اننا نعمل فى عدة اتجاهات، فتم تشكيل 7 لجان فى كل مركز لجنة لرصد المخالفين وعمل محاضر لهم وحتى الان تم عمل اكثر من 1020 محضرا من الفترة 1/9 وحتى 12/10 الحالى يتم تحويلها للنيابة طبقا لنص المادة 37 أ من قانون حماية البيئة رقم 4 لسنة 94 والمعدل بقانون 9 لسنة 2009 والتى تنص على الحبس لمدة سنة وغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 100 الف جنيه او بإحدى العقوبتين.

كما تم عمل حملات لرصد عوادم السيارات وتم ضبط 103 سيارات مخالفة حتى الان واتخاذ الاجراءات القانونية ضدها.

وتم تنظيم ندوات توعية بالاشتراك مع وزارة الزراعة وصلت الى 34 ندوة لتوعية المزارعين من خطورة حرق قش الارز وتعريفهم كيفية الاستفادة منه عن طريق استخدامه كسماد عضوى او اعلاف للحيوانات او كبسه وبيعه بمقابل مادى.

مشروع الكومات السمادية بالاشتراك مع وزارة الزراعة وتقوم على توفير كميات من البلاستيك واليوريا ومادة خاصة لتحويل القش الى سماد عضوى وأعلاف

متابعة الأنشطة الحرفية الملوثة مثل الفواخير والمكامير ومصانع الطوب والمسابك

وتنفيذ قرار المحافظ رقم 11035 و11036 والخاص بايقاف عمل المكامير والفواخير طوال فترة السحابة السوداء والتفتيش على مصانع الطوب والتأكد من تطبيقها الاشتراطات البيئية والتأكد من اغلاق المسابك فى الخامسة مساء وتوقيع عقوبات على المخالفين تصل الى 2000 جنيه ومتابعة اشتعال مقالب القمامة وإطفائها خاصة انها تزيد كمية ثانى اكسيد الكربون فى الجو وتساعد فى ظاهرة الاحتباس الحرارى وهى ظاهرة عالمية تؤدى الى تملح التربة وارتفاع نسبة مياه البحر وظهور آفات زراعية جديدة وتسب الامراض وتثقل كاهل وزارة الصحة والحكومة.

وندعم الطن بـ80 جنيها لتشجيع شباب الخريجين والمزارعين على جمع وتخزين القش.

تدوير قش الارز لإعادة استخدامه من خلال بروتوكول بين وزارة البيئة ووزارة الزراعة بدعم متعهدين وشباب الخريجين والجمعيات الاهلية بمبلغ 80 جنيها لطن القش ولمن يقوم بتجميع 800 طن وأكثر وحتى الان تم الاتفاق مع 54 مستثمرا ومتعهدا وجمعية خيرية ومزارعا صغيرا لتجميع القش.

وعن القيمة الاقتصادية لقش الارز قال د.أحمد رخا ان قش الارز يدخل فى العديد من الصناعات مثل صناعة اعلاف الحيوانات ويمكن استغلاله كسماد عضوى نظيف وخالٍ من الفطريات ويقلل استخدام المياه بالإضافة الى صناعة الاخشاب ويدخل ايضا فى صناعة الغاز ولدينا مصنع فى ابوحماد ويستخدم فى صناعة الاسمنت بديلا للفحم ويستخدم فى صناعة الورق.

وعن العقبات والمشاكل التى تعوق استثمار قش الارز قال د.رخا: هناك بعض العقبات التى نحاول ايجاد حلول جذرية لها للقضاء على السحابة السوداء منها عدم وجود المستثمر الجاد الذى يدخل هذا المجال بقوة رغم ان المكاسب مضمونة بسبة كبيرة جدا خاصة انه لا يكلف الا جمع وتشوين القش.

ثانيا: الثقافة الخاطئة لدى المزارعين واستسهال حرق القش وعدم محاولتهم جمعه واستغلاله.

تكلفة نقل وتجميع القش والأماكن التى يتم بها التخزين تحتاج الى اماكن كبيرة، وتكلفة فى النقل لأنه يوجد بأحجام كبيرة توقف عقد شركة كوين سيرفس التى كانت تقوم بجمع القش وتوريده الى مصنعى القرين والخطارة التابعين للهيئة العربية للتصنيع استراتيجية جديدة للقضاء على السحابة السوداء واستغلال قش الارز بداية العام القادم.

وحول اهم الحلول لهذه المشكلة قال د.رخا: ان الوزارة لديها استراتيجية جديدة للقضاء على السحابة السوداء وفى نفس الوقت استغلال قش الارز فى العديد من الصناعات وتتمثل هذه الاستراتيجية فى صناعة المستثمر الوسيط بين المزارعين والمصانع من خلال دعم شباب الخريجين ومتعهدين ومستثمرين صغار ومزارعين وتشجيعهم على تجميع قش الارز وتخزينه ومن ثم بيعه بعد ذلك للمصانع ومن هنا يمكن توفير فرص عمل للشباب وفى نفس الوقت استغلال قش الارز خاصة ان مصانع الاسمنت قامت بتجهيز افران بشكل معين لاستخدام قش الارز وفى الاجتماع الاخير مع السيد المحافظ طلبت احدى شركات الاسمنت 600 الف طن من قش الارز وهذه الكمية تفوق ما يتم انتاجه فى محافظة الشرقية بالكامل.

وتقوم الوزارة بالإعداد للمشروع الوطنى للطاقة الحيوية والتنمية الريفية المستدامة بالتعاون مع البرنامج الانمائى للأمم المتحدة ويقوم على انشاء 200 وحدة بيوجاز فى مراكز محافظة الشرقية وتدعمه وزارة البيئة بنسبة 50% من تكلفة الانتاج.

والجدير بالذكر ان محافظة الشرقية شكلت غرفة عمليات على مدار 24 ساعة تحت اشراف المحافظ للتصدى لحرق قش الارز.

وقال م.جمال عزب وكيل وزارة الزراعة انه تم تكليف 3 آلاف مهندس ومشرف زراعى للمرور على الحقول ومتابعتها على مدار 24 ساعة لمنع الحرق والإبلاغ عن المخالفين وتحرير محاضر لهم. وأضاف انه تم زراعة 245 الف فدان متوقع ان تنتج كمية قش تصل الى نصف مليون طن ورغم كل هذا المجهود الذى تقوم به اجهزة الدولة لمواجهة ظاهرة السحابة السوداء نجد ان نسبة كبيرة من المزارعين غير ملتزمين بالقانون وتقوم بحرق القش وتهدر ثروة كبيرة يمكن استغلالها وفى نفس الوقت يساهمون فى حدوث كوارث بيئية متمثلة فى السحابة السوداء وإصابة العديد من المواطنين بأمراض خطيرة.