المكامير تنتج «الأطنان» من الغازات السامة والمميتة للمواطن
«السوق العربية» تفتح ملف «مكامير الفحم» بين «الغلق» والنقل خارج المدن السكنية
مكامير الفحم أو بمعنى أصح مكامير الموت والإبادة والتى كانت فى السابق عدد تلك المكامير قليل جداً ولكنها زادت بشكل سرطانى فى العقد الأخير من هذا القرن كانت منذ فترة ليست بالقصيرة تعانى جمهورية مصر العربية من مشكلة مكامير الفحم وبالأخص فى محافظة القليوبية التب تضم وحدها حسب الإحصائيات الأخيرة 450 مكمورة وسط مجمع سكنى يتخطى أكثر من ربع مليون نسمة ونلاحظ أن المكمور الواحد فى محافطة القليوبية ينتج 20 طن من الغازات الملوثة مثل: ثانى أكسيد الكربون والرصاص وغيرة من الغازات السامة وأكثر المناطق المشهورة فى القليوبية بإنتاج الفحم طوخ، وشبين القناطر، طحلة، وأجهورالكبرى، وامياى، وعزبة الصفير، والصدقية، والعمار البلد التى كانت تسمى فى السابق ببلد المشمش ولكن اين المشمش الأن من تلك الغازات السامة والمميتة وهناك الكثير والكثير من القرى التى تحتوى على تلك المكامير ولا بد أن ننظر أن فى تلك القرى هناك مواطنون يعيشون فيها ولدوا وتربوا فيها بل الأصعب والمحزن انهم ورثوا أيضاً الأمراض المميتة الناتجة من تلك المكامير وليسوا المواطنين القاطنين بتلك القرى هما المتضررين بل هناك الأراضى الزراعية التى تم تبويرها والحيوانات التى تتعرض لأمراض الأجهاض والنفوق فمثلاً على بعد 20 كيلومترا ًمن محافظة القاهرة نجد قرية العمار التابعة لمحافطة القليوبية هناك يتم قطع الأشجار وتحويلها إلى فحم وسط الرقعة السكنية حيث قال الحاج عبدالحميد الضو وهو من سكان تلك القرية بأن المكامير هى مشكلة تواجها قرية العمار منذ فترة طويلة وأن هناك الكثير من الأطفال والشيوخ مصابين بالأمراض الصدرية بنسبة كبيرة جداً ونجد الأستاذ سيد المنوفى وهو أحد مواطنى قرية اجهور الكبرى التابعة أيضاً لمحافظة القليوبية أن القرية تعانى مثل القرى التى تعانى من مشكلة المكامير وأنه هو وأهالى قريته أخذوا وعود كثيرة من المحافظين بداية من المحافظ عدلى حسين والنهاية بالمحافظ الحالى لمحافظة القليوبية المهندس محمد عبد الظاهر، وقال سيد أيضا أن بالفعل المسئولين يحاولون جاهداً بشتى الطرق للقضاء على تلك الظاهرة السيئة ولكن المشكلة تكمن فى أصحاب تلك المكامير التى تأتى لهم الإنذارات بغلق تلك المكامير ولكن المشكلة أنهم يقومون بحرق الخشب ليلاً خلسة فى عدم وجود رقابة فى تلك الفترة الزمنية دون أن يعلم أحد بهم، وكان محافظ القليوبية أصدر فى أوائل شهر أغسطس بغلق تلك المكامير لفترة زمنية محددة لحين النظر فى تلك المشكلة ومحاولة حلها بأسرع وقت ممكن مع المسئولين المختصين وتابعة أيضاً محافظ الغربية اللواء محمد نعيم الذى أصدر منذ ثلاثة أيام بحظر تشغيل مكامير الفحم حتى نهاية شهر نوفمبر لحين ذهاب السحابة السوداء الناتجة من حرق قش الارز وبالرجوع إلى محافظة القليوبية نجد أن المحافظة تلقى باللوم على قوات الأمن لعدم تنفيذ قرارات الغلق ومن هنا نجد ان كل مسئول يلقى باللوم على الآخر ولا يوجد أى حل لتلك المشكلة بل سكان القرى هما المتضررين الوحيدين من تلك الأزمة، وبسؤال أحد أصحاب المكامير بمنطقة طحلة التابعة للمحافظة كما اشير من قبل وهو الحاج إبراهيم ياسين قال ان بالفعل أستلم جواب الإنذار من المحافظة والذى يتضمن بعدم تشغيل المكمورة التابعة له وأنه قام بتنفيذ الإنذار ولكن المشكلة أن الحاج إبراهيم ليس لديه عمل آخر وهو العائل الوحيد لأسرته بالكامل بل إنه قال بأنه يحترم القانون وأنه موافق بنقل المكمورة الخاصة به خارج المحافظة وتنفيذ كلام المسئولين بما فيهم وزير البيئة التى وعد كل أصحاب المكامير عند مقابلتهم منذ 3 أشهر بنقلهم خارج المحافظة وأن تنشأ المكامير التابعة لهم على أرض مساحتها 200 فدان على طريق بلبيس بعيداً عن التكدس السكانى ولكن تنفيذ هذا المشروع سيأخذ وقتا كبيرا حيث يتم تجهيزه بالكامل ومن هنا نجد الحاج إبراهيم فى ورطة لأن على حد قوله على ما ينتقل إلى المكمورة سوف يبيع عفش بيته ويشحت ويضطر إلى السرقة لسداد احتياجات أسرته، وبسؤال الحاج حمدى عبدالفتاح المقيم فى مركز طوخ التابع أيضا لمحافظة القليوبية الذى يملك هو الآخر مكمورة لكن صغيرة نجد أن حالته أصعب من الحاج إبراهيم كونه يمتلك ولدين أحدهما معاق وبنت حديثة الولادة وقال أنه قام بتنفيذ أمر الإغلاق الصادر من المحافظة منذ شهرين تقريباًومنذ ذلك الوقت وهو يقوم باستلاف الأموال من جيرانه وأصدقائه لحين إعادة فتح المكمورة من جديد مناشدا الحكومة أنه لا ذنب له أنه ورث تلك الوظيفة من والدة متمنياً أن يراعى المسئولين ظروفه والأكثر حزناً أن الحاج إبراهيم يجد التجار الكبار المعروفين فى السوق يقومون بفتح مكاميرهم وتسيير أعمالهم بل أيضاً يقوموت بالتصدير إلى الخارج وكسب المال وهنا يجد الحاج إبراهيم نفسه لا يستطيع أن يفعل شيئا ويشعر باندهاش من الدولة لأنها تريد إقفال تلك المكامير على الرغم أن مصر مصنفة على العالم فى تصدير الفحم للدول الأوروبية مثل: اليونان وألمانيا وغيرهما من دول العالم. وقال الحاج حمدى انه يتمنى من المسئولين الإسراع فى التنفيذ حتى لا يتم قطع عيشهم أكثر من ذلك والدخول فى دوامات البطالة وغير ذلك وتنفيذ وعد المسئولين وفى خطوة جيدة تدل على أننا على الطريق الصحيح فى حل تلك الأزمة قامت كلية آداب بنها بالانضمام إلى مبادرة النيل للإعلام لحل مشكلة مكامير الفحم وأكد الدكتور عبداللطيف الصباخ عميد كلية آداب بنها أن الهدف من تلك المبادرة هى توعية الناس من المشكلات البيئية لمكامير الفحم وأكد أن الكلية تشارك فى الحملة التثقيفية لمخاطر التلوث البيئى كما تشارك فى إدارة الحوار المجتمعى بين أصحاب مكامير الفحم والمتضررين منها من خلال التفاوض للوصول إلى حل مناسب يرضى الطرفين وأكد الأستاذ عرفة مدير مركز النيل للإعلام وعضو مجلس الكلية أن بروتوكول التعاون القائم بين كلية أداب وبين مركز النيل للإعلام تحت إشراف الدكتور على شمس الدين رئيس جامعة بنها يتضمن التنسيق والمشاركة فى برامج التنمية المحلية وتعزيز قيم المشاركة الشعبية والمجتمعية بمحافظة القليوبية.