السوق العربية المشتركة | زبالة مصر ثروة لمن يحسن استغلالها

السوق العربية المشتركة

الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 06:39
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

زبالة مصر ثروة لمن يحسن استغلالها

محررة السوق العربية فى أحد مصانع تدوير المخلفات
محررة السوق العربية فى أحد مصانع تدوير المخلفات

نقيب الزبالين: إعادة تدويرها يوفر للدولة ملايين الدولارات ولن نسمح بقطع لقمة عيشنا

تعتبر مشكلة القمامة فى مصر مشكلة عالقة لم يتم حلها مع تعاقب الحكومات حيث انتشرت فى جميع شوارع الجمهورية مما جعلها مشكلة تقف عائقا امام الحكومة المصرية فى كيفية التخلص منها. وفى تقرير صادر عن وزارة البيئة يفيد بزيادة حجم الزبالة عاما بعد عاما بشكل كبير وان ما يتم رفعه منها لا يزيد على النصف فى حين يظل النصف الاخر فى الشوارع ومن المتوقع ان يصل حجم الزبالة فى عام 2016 الى 30مليون طن اذا ما لم يعد تدويرها بشكل صحيح ووفق الشروط البيئية الصحية ويعد تدوير القمامة نشاطا اقتصاديا وكنزا لدى العديد من الدول مثل الصين والهند حيث اعادة تدوير مخلفاتها بل واستيرادها من مصر والاستفادة منها اقتصاديا. فاعادة تدوير القمامة عبارة عن تحويل سلعة معدومة وغير مستغلة الى سلع ذات فائدة وتعتبر من المشاريع قليلة التكلفة وعالية الربح كما كشفت دراسات عديدة ان تدوير المخلفات المنازل والمحلات سينتج عنه منتجات تامة الصنع خصوصا فى الاسمدة والكرتون والورق والزجاج بالاضافة تالى توفير فرص عمل للشباب العاطل.



وهنا يأتى دور جامعى القمامة بأهمية هذا الكنز بما يحققه من ارباح عالية واصبح هناك قطاع كبير غير رسمى يقوم باعادة تدوير المخلفات الصلبة بدون اى رقيب وقد قامت السوق العربية باختراق عالم بيزنس القمامة فى منطقة الزرايب بمنشية ناصر حيث تحولت شوارعها الى مكان لتجميع القمامة ومخازن وورش لتجميع وفرز واعادة تدوير المخلفات الصلبة ولكل فرد من سكان المنطقة العمل الخاص به بداية من جامعى القمامة من الشقق والنباشين وهى المرحلة الاولى لجمع المخلفات وفرزها وفصلها عن بعضها البلاستيك- الكرتون والورق - الزجاج - الالومنيوم, ثم بيع هذه المخلفات لاصحاب الورش والمصانع لاعادة تدويرها.

فيقول فتحى اسحق صاحب مصنع لتصنيع البلاستيك ان عملية تصنيع المواد البلاستيكية تختلف من مادة الى اخرى واضاف اننا نتعامل مع مخلفات البلاستيك النظيف ونقوم بشرائه من بائعى الروبابيكيا او من النوادى والمكاتب كالترابيزات والكراسى ونقوم بفرمها بواسطة مكن مخصص لذلك ومرورها بجهاز اخر يتم تشكيله على هيئة حبيبات او خرز ثم نقوم ببيعه الى المصانع التى تقوم بتصنيع الحصائر والاطباق البلاستيك ولعب الاطفال. ويقول محمود احمد 30 يعمل فى مجال كبس الكرتون انه يعمل منذ 15 عاما فى هذا المجال حيث يقوم بتجميع بقايا الكرتون المكسر او شرائه.

وقد يصل سعره الى 400 جنيه ويقوم بعد ذلك بفرزه ووضعه فى ماكينة كبس الورق والكرتون لتسهيل عملية التخزين ثم يقومون ببيعه وشحنه للمصانع التى تقوم بدورها باعادة تصنيع الورق او الكرتون مرة اخرى.كما يقول جمال محمد 27 منذ ان ولدت وانا اعمل فى مجال جمع الاكياس البلاستيكية تم نعيد تدويرها حيث نضعها فى مكن الفرم الخاص بها ثم بيعها للمصانع التى تقوم بتصنيع الشباشب والشنط.

وفى جولة داخل اخد المصانع المتخصصة باعادة تدوير البلاستيك يقول زاهر جاد صاحب المصنع انه يعمل فى هذه المهنة منذ25 عاما وانه من الوافدين من المنطقة وليس من سكانها فيوضح لنا ان البلاستيك انواع وخامات يمكن اختصارها الى بلاستيك ناشق واكياس بلاستيك يتم اعادة التدوير فى غسيل البلاستيك بمادة الصواد الكاوية ويضاف اليها الماء الساخن ثم بعد ذلك يتم تكسير البلاستيك الناشف واعادة استخدامه فى صناعة مشابك الغسيل والشماعات واقفاص الفاكهة وبعض المنتجات الزراعية وهناك انواع من البلاستيك يتم فرمها وصهرها ثم تشكيلها على شكل خرز وهذا يصنع منه ارجل قواعد الثلاجات ومواسيرالصرف الصحى.

كما التقت السوق العربية نقيب الزبالين شحاتة المقدس الذى يسكن بالمنطقة منذ صغره فيقول فى البداية يوجد فى مصر حوالى 3 ملايين عامل فى مجال القمامة مقسمين ما بين عمال جمع وفرز واعادة تدوير ويوضح ان حجم القمامة فى مصر يساوى 25 مليون طن يتم تدوير 20٪ فقط منها وان احسن استغلالها ستدر دخلا جيدا للبلاد حيث قد يصل طن القمامة فى القاهرة الى الف دولار ويعتبرها ثروة حيث قيمتها تقدر بنحو 5 مليارات دولار سنويا. ويضيف ان منطقة الزاريب من اهم المناطق المهتمة بتجميع اعادة تدوير المخلفات الصلبة ويضيف انه يوجد فى المنطقة ما يقرب من 500 مصنع مخصص لمرحلة ما قبل اعادة التصنيع اى اعادة تأهيل المخلفات لاعادة تصنيعها مرة اخرى. فهنا نجد عمال تجميع كل خامة لوحدها الزجاج- البلاستيك- الاقمشة- الالومنيوم والنحاس- الكرتون- والمنسوجات كالملابس الصوفية يمكن اعادتها لصناعة البطاطين والسجاد يعاد لصناعة المواد العازلة للاسقف، والالومونيوم يعاد صهرة وتصنيعه مرة اخرى فى شكل حلل واطباق، وقد تختلف الاسعار طبقا لنوعية الخامات فمثلا طن الزجاج قد يصل الى 300 جنيه وطن البلاستيك النظيف قد يصل الى 4 آلاف جنيه ويتوقف على حسب جودته ويضيف ان الصين اكبر الدول المنافسة لنا حيث تستورد مخلفاتنا الصلبة وتعيد تدويرها وتصنيعها فهى تستورد زجاجات المياه المعدنية ويعاد تدويرها لتصنع الليف الصناعى الخاص بالاستحمام وايضا الجواكت الجلدية وكذلك تستورد علب الكانز، ‎ويضيف المقدس ان مشكلة القمامة بدأت بعد ان تعاقدت حكومة مبارك مع شركات اجنبية بعقود طويلة المدى حيث يوجد فى القاهرة شركتين ايطالية والاخرى اسبانية ويرى ان هذه الشركات جاءت من اجل البيزنس وانها فشلت فشلا ذريعا فى حل مشكلة القمامة فى مصر وحاولت عام 2002عمل اندماج مع الزبالين وعقود من الباطن وللاسف ظلمت الزبالين حيث تعطى للزبال 10 قروش على الوحدة السكنية بمقابل الملايين التى تحصل عليها من الحكومة ويضيف كنا نقوم برفع 11الف طن يوميا من القاهرة بـ1850 سيارة ميكانيكية ملكا للزبالين.

وهناك 5 الاف طن مواد عضوية و5 الاف طن مواد صلبة والف طن مواد غير قابلة لاعادة التدوير وان الـ5 الاف التى يعاد تدويرها توفر للدولة ملايين الدولارات التى تقوم الدولة باستيرادها من الخارج وتوفير فرص عمل حيث لكل طن زبالة يوفر 7 فرص عمل ما بين جمع ونقل وفرز واعادة تدوير وتصنيع ويرى بعد قرار ذبح الخنازير سنة 2008 اصبح هناك عبء على عاتق الحكومة والزبال والشعب حيث الـ5 الاف طن من المخلفات العضوية كانت تتغدى عليها الخنازير ولذلك فقط طالب بعدة مطالب منها اعادة تربية الخنازير للتخلص من الـ5 الاف طن مخلفات عضوية، كما مالب بضرورة الضغط على الشركات الاجنبية باعطاء الزبال 5 جنيهات على الوخدة السكنية بدلا من الـ10 قروش لكى يتمكن من نقل المواد العضوية الى المقالب العمومية.