«السوق العربية» تفتح ملف حرائق مصانع العاشر من رمضان
الحماية المدنية: أغلب الحرائق ناتجة عن الإهمال وعدم تطبيق اشتراطات السلامة المهنية
انتشرت فى الفترة الاخيرة ظاهرة حرائق مصانع العاشر من رمضان ففى خلال الثلاثة شهور الاخيرة وصل عدد الحرائق الى اكثر من 20 حريقا ما يهدد استثمارات تتجاوز 30 مليار جنيه.
«السوق العربية» تجولت فى مدينة العاشر من رمضان والتقت رجال الحماية المدنية وبعض العمال ومكتب السلامة والصحة المدنية وبعض خبراء الحرائق للوقوف على اسباب انتشار هذه الظاهرة وكيفية علاجها لضمان عدم تكرارها والحفاظ على هذه الاستثمارات الكبيرة خاصة ونحن نعيش فى هذه الفترة مرحلة بناء مصر الجديدة.
فى البداية قال المقدم اشرف شوقى مدير الحماية المدنية بالعاشر من رمضان انه بعد ثورة 25 يناير شهدت مدينة العاشر من رمضان حالة من عدم الاستقرار مثل باقى الجمهورية خاصة فى العلاقة بين العمال وأصحاب المصانع وحدث نوع من عدم الانضباط فى داخل المصانع فكل يوم يوجد اضرابات ووقفات ومطالب بمستحقات وكل ذلك يؤثر بشكل او بآخر على مستوى الامن والسلامة داخل المصنع.
كما يمكن بعض المخربين من العمال انفسهم من القيام بأعمال تخريبية خاصة المنتمين الى جماعة الاخوان المسلمين والمعارضين للحكومة والرئيس السيسى، بالإضافة الى ان اصحاب رؤوس الاموال ونتيجة للركود الاقتصادى فى الفترة الماضية لم يقوموا بضخ الاموال فى عملية التأمين الصناعى التى تحتاج الى ملايين لحماية الاستثمارات والمصانع.
وعن اهم اسباب الحرائق قال المقدم اشرف شوقى ان السبب الغالب هو الاهمال من جانب المصانع وعدم وجود منظومة جيدة للأمن الصناعى داخل المصنع وعدم تطبيق الاشتراطات الخاصة بالأمن الصناعى.
بالإضافة الى بعض الاعمال التخريبية من قلة من العمال داخل المصانع، وكذلك عدم اهتمام اصحاب المصانع بمنظومة الامن والحماية داخل المصانع وعدم الانفاق عليها وتطويرها واستخدام احدث الاساليب العلمية فى ذلك وعدم وجود افراد امن صناعى مدربة بشكل جيد للسيطرة على الحرائق البسيطة.
وحول قدرة الحماية المدنية فى العاشر من رمضان على تغطية كافة المناطق الصناعية قال المقدم شوقى ان مستوى الحرائق فى العاشر رغم زيادته فى الاونة الاخيرة لا يزال فى نطاق الطبيعى وتحت السيطرة ونحتاج الى سيارات اطفاء اضافية فى حالة حدوث اكثر من 5 حرائق فى نفس الوقت نطلب الدعم من المحافظات المجاورة وحدث ذلك فى حريق شركة لادا للسيارات وشركة ماك للمنسوجات.
وعن الاعتماد المقدم من مجلس امناء العاشر من رمضان وهو 4 ملايين جنيه لدعم الحماية المدنية وتطويرها قال شوقى: الاعتماد المقدم جيد لكنه لا يكفى خاصة ان ثمن سيارة الاطفاء حوالى 2 مليون جنيه ما يعنى ان الاعتماد يمكن يدعم اسطول الحماية المدنية فى العاشر بسيارتين فقط فى حين اننا قمنا بتكهين 8 سيارات.
وأضاف المقدم اشرف شوقى ان منظومة الحماية المدنية فى العاشر من رمضان لكى تنجح لا بد من تكاتف الجميع من اصحاب المصانع والعمال ورجال الحماية المدنية والمواطنين فأصحاب المصانع عليهم الاهتمام بمنظومة الامن الصناعى فى مصانعهم والإنفاق عليها وتطويرها والاعتماد على الافراد المدربين والمؤهلين فى الامن الصناعى. والعمال عليهم الالتزام بمعايير السلامة والصحة المهنية فى مصانعهم واستخدام الادوات والملابس المخصصة للعمل وإتباع الارشادات من عدم التدخين وغيرها والمواطنون عليهم الابلاغ بسرعة عند حدوث حرائق وتسهيل مهمة رجال الاطفاء عند حدوث حرائق.
من جانبه قال ابوهاشم الهوارى نائب مدير مكتب السلامة والصحة المهنية بالعاشر من رمضان ان عدم صيانة الاسلاك والوصلات الكهربائية والتشوينات وتخزين المنتج النهائى والخامات على حسب انواعها فى مكان واحد وعدم الاهتمام بالاشتراطات السلامة والصحة المهنية وعدم وجود كوادر مدربة منوط بها منظومة الامن الصناعى داخل المصانع من اهم العوامل التى تؤدى الى اندلاع الحرائق فى المصانع.
وأضاف الهوارى ان معظم المصانع فى العاشر من رمضان لا تطبق الاشتراطات الخاصة بالسلامة والصحة المهنية ولا تهتم بتدريب العاملين فى الامن الصناعى على حالات الطوارئ كما ان اصحاب المصانع تضع الانتاج فى المقام الاول ثم تأمين المصانع فى المراحل المتأخرة على الرغم انه فى حالة حدوث حرائق تكون الخسائر المادية والبشرية كبيرة وهذا يؤثر بالتالى على الارباح ووضع الشركة فى السوق.
وعن دور مكتب السلامة والصحة المهنية قال الهوارى اننا نقوم بإجراء معاينات وإعطاء اصحاب المصانع اشتراطات لتنفيذها قبل اعطاء الترخيص كما يقوم المكتب بعمل ندوات تثقيفية للعمال وأصحاب المصانع حول اهمية تطبيق معايير السلامة والصحة المهنية بالإضافة الى التفتيش والرقابة على المصانع.
وعن كيفية التغلب على هذه الظاهرة الخطيرة قال الهوارى يجب وضع الاشتراطات الخاصة بالحريق حسب الكود المصرى للمنشأة فى بداية الترخيص والمتابعة الدورية للاشتراطات وزيادة الوعى والتثقيف للمستثمرين للتغلب على الحرائق والتنسيق مع الجهات المعنية بالإضافة الى الزيارات الميدانية والتفتيش على المنشآت الصناعية والاهتمام بالمفتشين وتوفير الامكانيات اللازمة لهم وأخيرا وضع برنامج اعلامى للتوعية على كيفية التصدى للحرائق والكوارث وكذلك زيادة سيارات الحمية المدنية والبودرة المستخدمة والمواد الرغوية التى تستخدم فى الاطفاء والنقطة الاهم هو زيادة عدد المفتشين فى العاشر فلا يعقل ان مدينة مثل العاشر من رمضان لا يوجد بها سوى 8 مفتشين فى مكتب اول وثان بمعدل 4 مفتشين فى كل مكتب وبنسبة تغطية لا تتعدى 8٪ فى حين ان عدد مصانع العاشر من رمضان وصل الى 4800 مصنع كبير وورشة.
وتساءل محمد عبد الله اين منظومة الامن الصناعى التى نسمع عنها منذ سنوات خاصة عند زيارة المسئولين والوزراء للمدينة نحن العمال نتعرض لمخاطر كثيرة ولا حياة لمن تنادى.
اما د مجدى شرارة خبير الامن الصناعى فيرى ان انتشار الحرائق يرجع لوجود فجوة كبيرة بين مفتشى مكتب السلامة والصحة المهنية وأصحاب الاعمال فمن الصعب ان تصل تقارير مفتشى الامن الصناعى الى اصحاب العمل وأضاف ان المصانع لا تتعاون مع مفتشى الامن الصناعى بدعوى ان المصنع حصل على شهادة الايزو فى مجال الاشتراطات السلامة والصحة المهنية.
وقال هشام السيد مسئول الامن الصناعى فى احد المصانع ان مفهوم الامن الصناعى غائب عن معظم مصانع العاشر من رمضان بأنواعها فلا يعرفون كيفية التعامل مع انواع الحرائق بداية من الحرائق البسيطة المحدودة الى الحرائق الكيماوية كما ان معظم ادوات الامن الصناعى التى نص عليها القانون داخل المصانع من طفايات حريق وسترات للأفراد لا تعمل كما لا توجد علامات ارشادية لتحديد مناطق الخطر والتنبيه من عدم اشعال السجائر وغيرها من الارشادات.
الجدير بالذكر ان محافظ الشرقية ووزيرة القوى العاملة خلال زيارتهما لجمعية المستثمرين بالعاشر من رمضان شكلوا فريق عمل برئاسة وكيل الوزارة بالشرقية وأعضاء من المحافظة وجهاز مدينة العاشر والبيئة ومكتب السلامة والصحة المهنية لبحث اوضاع المصانع المخالفة وعددها 31 مصنعا وإعطاؤهم فرصة لمدة ثلاثة شهور وإلا سيتم اغلاقهم فورا.