السوق العربية المشتركة | أفلام عيد الأضحى ترفع شعار «السينما ترجع إلى الخلف»

السوق العربية المشتركة

الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 07:53
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

أفلام عيد الأضحى ترفع شعار «السينما ترجع إلى الخلف»

محرر السوق العربية يتحدث مع المواطنين
محرر السوق العربية يتحدث مع المواطنين

دائما هناك اجابة معلبة جاهزة للرد على من ينتقدون اسفاف بعض الافلام العربية او بعض البرامج الفضائية وهى «الناس عايزة كده». و«انه فى حالة انتاج افلام هادفة لن تحظى بقبول المشاهد المصرى» «وان المشاهدين يحبون مثل هذه الافلام» و«ان السينما ترصد الواقع المصرى ومشكلاته». كل هذه ردود على جريمة تتم بشكل ممنهج وبصورة يومية لإتلاف مستقبل هذا البلد المتمثل فى شبابه، لجره من ألفاظ مبتذلة الى صورة خارجة الى اسفاف فكرة ثم الى منهج حياة يشاهده الشباب بالسينما ليطبقه فى الواقع فبالطبع لا يخلو تسعون مليون مواطن هم تعداد الشعب المصرى من العديد من المواطنين الفاسدين الذى تحتاج افكارهم الى معالجة او بتر وليس نشرا وعرضا. هذا هو رأى من التقت معهم جريدة السوق العربية المشتركة لتقييم ما تعرضه السينما حاليا وبعض البرامج الفضائية وهل حقا المواطن المصرى لا ينفق على الانتاج الهادف ويعشق المبتذل.



قال احمد حسن- مهندس- السينما مراية المجتمع فهى تعكس مشاكله وثقافته لكن ما نراه ملهوش اى دخل بما نعيشه فكل الهدف من عرض اى فيلم الهجص والتفاهة فالسينما اصبحت تجارة اكثر منها صناعة وعشان كده انا من عشرين سنة مدخلتش سينما، تقدر تقولى ايه اللى ممكن يراه اولادى ويستفيدون منه؟ لا شىء، فالبطل المفروض يكون قدوة فى الاخلاق لأولادنا فلما يظهر فى الفيلم بالشكل التافه ده او على صورة رجل بلطجى منتظر الاولاد يطلعوا ايه او ينتجوا ايه وبالرغم من انى ضد مبدأ منع العرض الا ان ما يحدث شىء سيئ جدا وقبل ما نتحدث فى منع عرض الفيلم نحاسب برامج التوك شو الاعلامية فهم من يستضيفون ليل نها نجوم الفن والراقصات بديلا عن المخترعين والعلماء والمبدعين فى شتى مجالات الحياة.

قال محمود عبد التواب- شاب فى العشرينات من عمره- السينما فى مصر وكثير من البرامج الفضائية بتركز على الشريحة التافهة فى المجتمع وعشان كده انا عن نفسى بشوف الافلام الاجنبى مش العربى لان عايز اتفرج على حاجه استمتع بيها وفى نفس الوقت تفيدنى لكن السينما عندنا باظت وبسأل الذين يخرجون من وقت لاخر بمقولة «اللى مش عاجبه يقلب القناة» هو انتو ليه بتفرضوا علينا التفاهة وعلينا احنا اللى نغير ونبدل فى القنوات؟ اللى معظمها ملوش لازمة فمن بعد ثورة يناير لا تكاد تشاهد فيلما ذى قيمة فعلى سبيل المثال فيلم «محتارة بين اتنين» ايه الهدف منه غير تعليم الستات الجمع بين رجلين؟ هو فيه ست محترمة تفكر بالشكل اللى بيعرضه الفيلم؟ ونفس التفاهة فى فيلم جوازة ميرى وبصراحة شديدة احنا معندناش رقابة لان الرقابة فى مصر ملهاش لازمة وفيه قنوات كاملة المفروض تغلق لانها مش بتقدم شىء مفيد زى قناة ماجستك خاصة انها من بعد الساعة واحدة ليلا يوم الخميس بتعرض لقطات خارجة.

قال محمد سعد- يعمل بجهة امنية- اعتقد ان السينما فى مصر ماشية بأجندة لافساد الشعب وده فى جميع المجالات مش فى السينما وبس لكن كل واحد بطريقته وإلا ما هى لزمة الايحاءات الخارجة وقلة الادب اللى فى الافلام؟ لانك بتكون جالس مع بنتك وتلاقى كلام فى منتهى قلة الادب فهم يفرضون على الناس التفاهة لكن لو عملت استفتاء حقيقى الناس مش عايزة كده ولا قصة بيع او ربحية لانه لو فيه افلام جيدة وهادفه ستحقق ايضا ربحية عالية وطبعا الرقابة مش بتؤدى دورها لانها لو ليها دور حقيقى مكنشى فيلم زى حلاوة روح يصل الى رئيس الوزراء ويتدخل لمنعه كان من المفروض منعه رقابيا من قبل العرض وحتى لو فيه مستوى من الناس بيحبوا يتفرجوا على افلام خارجة بس مش هم عامة المصريين اللى بتبنى عليهم كل افلامك وعلى سبيل المثال برنامج الرقاصة اللى بيعلم بنتنا الرقص ده اسمه قلة ادب لان مفيش ست فى مصر مش بتعرف ترقص سواء لجوزها او فى مناسبه عائليه لكن مش مهنه تتعلم ويتعملها برنامج لانه فيه فرق شاسع بين الاتنين.

يرى محمد احمد- مواطن- ان الذين يقولون ان الافلام والبرامج تنتج بهذا المستوى المتدنى لان الناس عايزة كده لا يستحقون الرد، مطالبا كل مسئول بمنع مثل هذه العروض التى تسىء للاسرة المصرية وللشعب المصرى وهنا اقصد كل مسئول بدءا من رئيس الدولة الى رب الاسرة متهما الرقابة بالفساد فلو رفض واحد من اللجنة المقيمة للعمل الفنى غيره يقبل والنتيجة كمية السفة التى تعرض ليل نهار وكنت اتمنى بدلا من برنامج لتلعيم الرقص يكون هناك برنامج هادف لتعليم القرآن وحفظه او الرياضه او اى شىء له قيمة لكن مفيش غير الرقص نعلمه لبناتنا؟ وان كنت لا ارفض الرقص الشرقى المحترم اللى بيكون ببدل محترمة وتقدمه راقصات محترمات مش خدش للحياء زى اللى بنشوفه.

قالت هياتم محمد- اعلامية- انا لا اتفرج على السينما منذ زمن لانها اصبحت مبتذلة ومجرد هيافة فاشاهد فى الغالب افلام ابيض واسود القديمة خاصة ان الافلام التى تعرض حاليا اثرت بالسلب على الشباب فلدى الشباب حصيلة كبيرة من الالفاظ المتداولة بينهم اخذوها من السينما فالبطل لديهم القدوة التى يقلدونه فى حركاته وهندامه وتسريحة شعره وهذا يعد من المصائب ونعانى من ذلك كثرا فما نصلحه بالبيت فى ايام وشهور يفسده ابطال الافلام فى لحظات كما اكدت هيام على اهمية الفصل بين الرقص التعبيرى التى تمارسه السيدات فى البيت او فى الافراح او حتى فى مناسبات عامة من فوز المنتخب وغيره وبين تعليم الرقص بشكل ممنهج وانتاج برنامج لتعليمه فرقص السيدات التى تفعله معظم او كل المصريات رقص تعبيرى عن الفرح وليس اثارة غرائز وابتذال كما تفعل دينا الراقصة سواء فى برنامجها او فى رقصها فلابد من اعادة هيكلة الرقابة فكرا ومضمونا لانها لا تعمل الا للسياسة فما يهم القائمين عليها عند مراجعة فيلم هو هل يمس السياسة وهل يلمس مع رئيس او وزير اما الجانب الاخلاقى فلا يهمهم فى شىء ولو الرقابة بتعمل بصورة حقيقية لما خرجت افلام بذيئة كحلاوة روح الى النور ولما تدخلت القيادة السياسية لمنعه ولما رأينا كل هذا اللغط فإيه يعنى فيلم يعرض على الرقابة ثم يتم عرضه بموافقتهم ثم يتم ايقافه كما رفضت هيام حالة استحمار المشاهدين- على حد وصفها- التى مارستها قناة القاهرة والناس للاستفتاء على برنامج الراقصة فكل من أتوا بيهم فى الاستفتاء قالوا نعم نؤيد عرض البرنامج وطبعا ده تم بعد المونتاج لانه المصريين مش كده وانا عشت فترة ليست بالقليلة بالخليج واعلم ان نظرة معظم الخليجيين للمصريات انهم ستات مش مظبوطين نظرا لما تصدره السينما والصورة التى ترسمها فى اذهان المشاهدين واطالب الرئيس السيسى بوقف هذه المهذلة التى تعرض على قناة القاهرة الناس- فى اشارة لبرنامج الراقصة- لانه هو ولى الامر وهو الراعى ولابد من سن القوانين التى تحمى اولادنا من الانحدار الاخلاقى فأخشى ما اخشاه ان يأتى يوم اقول لبنتى نفسك تطلعى ايه فتقولى رقاصة يا ماما.

شن ايمن السيد- طالب نظم ومعلومات- هجوما حادا على الاعلام الذى اصبح وسيلة لافساد الشباب فالشاب يشاهد الفيلم وما به من بذاءات ثم يخرج ليطبق ما شاهده فى الشارع على بنات الناس مشيدا بافلام حديثة هادفة مثل عسل اسود كما جاءت كل افلام محمد رمضان الممثل الشاب فى القائمة السوداء لدى ايمن خاصة فيلم قلب الاسد وعبده موتة والالمانى رافضا تصوير الشباب على صورة بلطجية ومطالبا بمنع انتاج مثل هذه الافلام.

قالت نريمان محمد- مدرسة- الافلام القديمة افضل مليون مرة من السينما المصرية حاليا وانا لو اتفرجت على افلام عربى بشوف افلام قديمة لان للاسف السينما المصرية ساقطة فالافلام كلها شعبيات والفاظ خارجة وايحاءات حتى فى الاعلان عن فيلم سينمائى تجد مستوى هابط لا يناسب اى بيت محترم فاثناء الاعلان عن فيلم حلاوة روح اختى الصغيرة بتقولى بص الولد بيعمل ايه؟ تتوقع ايه اللى ممكن اقوله لبنت فى سن الروضة غير انى اقلب القناة او اقفل التليفزيون وليه فى شريحة صغيرة جدا من المجمع تنتج افلاما مبتذلة والمفروض احنا نمشى على مزاجهم حتى الحكومة اللى حطينا فيها الامل بعد الثورة وقلنا هتمنع مثل هذه الافلام بعدما منعت فيلم حلاوة روح رجعت فى كلامها تانى كما طالبت نرمين بمنع كل افلام الممثل محمد رمضان وهيفاء وهبى وتجريم هذه الافلام كما تجرم تجارة المخدرات والارهاب لانه مع استمرار عرض الافلام الهابطة تجد شريحة من الشباب ادمنت مثل هذا المستوى المتدنى ويحب يشوفه وطبعا لا تنتظر من هؤلاء نجاحا فى مدرسة او انتاج فى اى مجال حياة وحتى الناجحون منهم فاشلون اخلاقيا.

قال شريف- 18 سنة- السينما فى مصر جامدة موت واحنا بنشوف الافلام ونطلع نعاكس البنات والبنات بتحب كده وفكرة جميلة ان البنات تتعلم الرقص واختلفت معه صديقته قائلة محدش محترم ممكن يعلم اخته او بنته الرقص او يشوف فيلم زى حلاوة روح ده ممكن ينفع فى اى مكان تانى بس مش مصر وانتهى لقاؤنا مع شريف بحضن خاطف لصديقته فى وضح النهار ليعبر عن شريحة اخرى من الشباب المصرى.

ويبدو ان الحملة الاعلامية التى قامت بها وسائل الاعلام المرئى والمقرو والتى شرفنا بالمشاركة فيها كان لها اثر جيد على صناع دراما المسلسلات والافلام الرخيصة التى اغرقا بها السوق المصرى فى الآونة الاخيرة وحولت المجتمع المصرى الى (صالة قمار) مباح فيها كل شىء وتجاوزات وصلت الى حدود الممنوع دنيا واخلاقيا وقدمت نماذج مخجلة عن المرأة المصرية من وجهة نظرهم حيث تناولت قضايا الاسفاف الجنسى الرخيص بصورة مغيرة للواقع من اباحة زنى المحارم والتحرش الجنسى والخيانة الزوجية وعقوق الوالدين وكانها واقع المجتمع المصرى تحت ستار (الجمهور عايز كده) حيث تلاشت صورة القدوة والرمز من العلماء والادباء والسياسين واصبح عبده موتة والالمانى. هو القدوة للجيل الذى نراهن عليه فى المستقبل وهذا هو اعنف انواع الغزو (الغزو الثقافى) واصبحت دينا وصافينار نماذج يحتذى بها لفتيات عقولها خاوية من الفكر والثقافة وضاع الوازع الدينى بسب اصحاب الضمائر الخربة.

وأفيشات السبكى اصبحت اشهر من المتحف المصرى ومع تصاعد الامر الى هذه الدرجة تدخل الازهر الشريف لاصدار فتوى شرعية لمنع احد برامج الخلاعة والعرى فيما سمى مواهب الرقص الشرقى وتعد المرة الاول التى يتدخل فيها الازهر بهذه الصورة لمنع اعمال درامية وفنية ما ينذر بقدوم ازمة حقيقة يجب ان نتداركها قبل فوات الاوان.

الجدير بالذكر هو دخول السباق السينمائى لموسم عيد الاضحى القادم باكثر من عشرة افلام متنوعة ما بين الاكشن والكوميدى والشعبى حيث يشارك الفنان احمد السقا بالجزء الثانى من فيلم (الجزيرة 2) وتدور احداثه حول هروب منصور حفنى من السجن عقب ثورة يناير. كما تعود الفنان ميرفت امين الى السينما من جديد بفيلم (حماتى حبيبتى) وهو فيلم اجتماعى حول متاعب الحموات مع الفنان حمادة هلال، بالإضافة الى فيلم محمد رمضان (واحد صعيدى) فى رحلة كفاح بالقاهرة وتتشابة احداثه الى حد ما مع مسلسل «ابن حلال» بجانب فيلم (أسوار القمر) لمنى زكى هذه نوعية من الافلام ربما قامت بدور رمانة الميزان فى المعادلة الدرامية وعلى الجانب الاخر مازالت نوعية الافلام (السبكية) تفرض نفسها على الساحة لكن ليس بالكثافة العددية لافلام عيد الفطر حيث احتلت افلام عائلة السبكى قطاع الانتاج ودور العرض حتى صدر القرار الحكومى بمنع عرض احد الافلام التى تصنف انها دون المستوى الاخلافى والفنى وهى الحدث الاول التى يتدخل فيها رئيس الحكومة بصفة مباشرة.

ويتصدر فيلم (واحد بيسوق واتنين فى الصندوق) قائمة افلام بئر السلم بطولة اوكا واورتيجا وشحتة وهو من نوعية افلام المهرجانات الشعبية التى مازالت تعتمد على الاثارة والاغراءات والايحاءات الجنسية.

وفيما يبدو ان مجموعة العرى الرخيص لم تتأثر بمطالب المواطنين والاسر التى نادت بضرورة انهاء مهزلة الدراما الرخيصة ووضعت تشريعات رقابية وقوانين تجرم تجارة البشر- ان جاز التعبير- عن طريق عرض القبح السينمائى وهى المجموعة المتمثلة فى سعد الصغير وبوسى ومحمود الليثى وتشاركهم صافينار فى احدث افلامه الخليعة «عمر وسلوى».

وتأكيدا لفكرة الخواء الثقافى التى تمر بها الحياة الثقافية فى مصر بسبب هؤلاء يأتى فيلم (الموطن برص) ليكمل المنظومة والمؤامرة بطولة سعيد طرابيك ودنيا فؤاد ليرفعوا شعار «السينما ترجع الى الخلف».

صرح محسن بدر النقاد الفنى بأن حال الدراما فى تلك الاونة بدا الى حد ما يستعيد توازنه بسبب دخول بعض نجوم الصف الاول المضمار السينمائى والمنافسة باعمال محترمة حوالى 7 افلام مقابل 4 بئر سلم ويعد ذلك بارقة امل نحو الافضل وكبديل متاح عن حالة القبح الفنى التى عشنها بسبب افلام اقل ما توصف (دعارة مقننة) وانه فى ظل ضغط الحكومة على الجهاز الرقابى بصفة مستمرة عن طريق المنع او الحذف للاعمال التى تقدم يزيد من نسبة الاعمال المحترمة مثل (صراع فى الوادى- ناصر 56- السادات- الشيماء) التى كانت تعرض ايام الزمن الجميل.

واضافت نجوى حمدى ناقدة فنية انها لا ترى اختلافا كبيرا بين افلام عيد الفطر والافلام التى سوف تعرض فى عيد الاضحى فهى امتداد للاسفاف والعرى والبلطجة مثل فيلم وش سجون فهو نسخة مكررة من افلام دراما العنف غير المبرر وفيلم عمر وسلوى افلام تعطى مؤشرات الى حالة الافلاس الفنى التى وصلت اليها السينما المصرية بسبب تجار العرض ويجب عودة الدور الرقابى ولا ننكر ان هناك منتج جيد مثل الجزيرة 2 والمتوقع له نجاح باهر.