بعد مرور قطاع البترول فى مصر بسنوات عجاف من الازمات المستمرة والاهمال الحاد فى عمليات تطوير وتنمية القطاع، بدأ الرئيس السيسى وحكومة المهندس ابراهيم محلب فى اعادة تطوير وتنمية القطاع فى شتى مجالاته المختلفة، وتعد عمليات البحث والاستكشاف عن البترول من اهم الاعمدة الاساسية التى تساهم فى تطوير القطاع وزيادة انتاجه، وفى مصر تقوم باعطاء تراخيص للكثير من الشركات الاجنبية العاملة فى مجال البترول بالتنقيب عن البترول والغاز فى الاماكن الصحراوية الشاسعة التى تتميز بها مصر وهذا هو المنتشر حاليا فى مصر، وترتبط عملیات التنقیب عن البترول فى الاماكن الصحراوية بالبحث عن أماكن تواجد هذه الثروة، على أن معظم عملیات البحث مرتبطة بعمل دراسات جیولوجیة تفصیلیة للمنطقة التى تتم عملیّات التنقیب بها وكذلك دراسة طبیعة الصخور وأنواعها وأشكالها وتاريخ تكوينها والظروف الجغرافیة القديمة التى ترسبت بها، ومعرفة الطبقات المختلفة التى تتكوّن سماكة كّل طبقة، لكن التنقيب عن البترول والغاز فى سواحل البحر الاحمر والبحر المتوسط لا تجد نشاطا واسعا من الشركات العاملة فى التنقيب عن البترول والغاز فى مصر ويفتقر مجال البحث والاستكشاف فى قطاع البترول فى مصر الى تنمية والاقبال على التنقيب عن الغاز والبترول فى المياة الاقليمية والسواحل المصرية والاستفادة منها بنفس القدر الذى يعطى دفعة قويه لمجال البحث والاستكشاف فى مصر مما يعود بالنفع والفائدة على قطاع البترول، السوق العربية المشتركة قامت باستطلاع آراء مجموعة من خبراء البترول فى مصر حول مجالات التنقيب عن البترول والغاز فى المياه والسواحل البحرية وكيفية الاستفادة منه وتنمية الاستثمار خلاله.

فى البداية يقول المهدس صلاح حافظ نائب رئيس هيئة البترول الاسبق ان التنقيب عن البترول والغاز عموما يحتاج الى تطوير التقنيات الحالية لاستكشاف البترول عالمياً وإقليمياً انه لا توجد مناطق محددة أو صخور معينة، أو أعماق متقاربة، أو عصور جيولوجية محددة يوجد فيها البترول وإن كنا نعرف أن البترول قد تكون واختزن واحتجز فى طبقات، وأن الاستكشاف والإنتاج البترولى قد يتطلب العثور على البترول دراسة طبقات الصخور تحت سطح الأرض، وتراكيبها الجيولوجية، بحثا عن الأحواض الرسوبية والمكامن البترولية المحتملة فيها، سواء على اليابسة، أم تحت سطح البحر، بل وتحت الجليد فى شمال الكرة الأرضية وجنوبها لكن الجدير بالذكر ان التنقيب عن البترول والغاز فى الاماكن الساحلية والبحار والمحيطات يتطلب التنقيب عن البترول استثمارات مادية كبيرة وضخمة، وخبرات تكنولوجية متطورة أكثر، وتمويلا مستمرا لخطط الاستكشاف والاستمرار فيها، وتكامل عناصر تعدين البترول وصناعته، ونقله وتسويقه. وهدف التنقيب الواضح هو البحث عن مكامن تجمع البترول فى هذه الاماكن.

وأضاف حافظ أن مصر تسعى خلال الفترة الحالية الى زيادة فرص الاستثمار فى التنقيب عن البترول والغاز فى سواحلها الممتدة خصوصا اماكن سيطرتها البحرية والتى يحق لمصر فيها على حسب اتفاقيات التحكيم الدولى التنقيب عن البترول والبحث فيها وبالفعل هناك قضية مرفوعة امام هيئة التحكيم الدولى للحفاظ على حق مصر من كنوز البترول فى منطقة البحر المتوسط والذى تنازع مصر فيه اسرائيل وقبرص وستقوم مصر قريبا بالبدء فى عمليات البحث والتنقيب عن البترول فى البحر المتوسط ما يزيد فرص مصر فى اكتساب خبرات جديدة فى مجالات التقيب البحرى عن البترول والاستفادة منه وزيادة عدد الخبراء والمتخصصين من مصر فى هذا الشأن.

من جانبه قال الخبير البترولى المهندس مدحت يوسف أن التنقيب عن البترول فى السواحل وفى المياه يحتاج الى معدات عملاقة وتكاليفه تعد اكبر من التنقيب فى الصحراء والدولة فى كل الحالات لا تستطيع المخاطرة بالتنقيب عن الغاز والبترول فى اماكن نسبة النجاح فيها يقل عن 98%، وبالنسبة للشركات الاجنبية العاملة فى قطاع البترول فاختيار الشركة للموقع ثم موافقة الدوله ممثلة فى قطاع البترول هى الفيصل على كل حال ومن ثم ففى هذه الحالة الدولة لا تتدخل تقريبا الا فى اعطاء التراخيص لان الشركة هى التى تتحمل تكاليف المخاطرة بالتنقيب عن البترول فى هذه الاماكن ولذلك يبقى التنقيب عن البترول فى البحر به نوع من المخاطرة ويحتاج مزيدا من التكنولوجيا الحديثة والمعدات العملاقة أما التنقيب عن البترول والغاز فى الصحراء نظرا لوفرة الارض الصحراوية فى مصر فيكون اسهل وتكلفته اقل ومصر غنية بالاماكن الصحراوية المليئة بالبترول والغاز والمشتقات البترولية الاخرى التى يحتاج اليها السوق المحلى.

وأضاف يوسف ان مصر تحاول بشتى الطرق وفى عموم عمليات التنقيب عن البترول والغاز ان تعطى الشركات العاملة فى مجال التنقيب فى مصر مزيدا من الامتيازات والحوافز وشروط الاستثمار لتنشيط مجال التنقيب ولجلب مزيد من الاستثمارات الاجنبية فكل ذلك يساعد فى تطوير قطاع البترول واكتشاف المزيد من الابار والمناطق الغنية بالبترول والغاز، ما يساهم أيضا فى حل ازمة الطاقة بتوفير الكميات اللازمة من الوقود الذى تعمل به محطات توليد الكهرباء، واخيرا اطالب المسئولين عن قطاع البترول فى مصر بالسعى الى فتح مجالات جديدة ووضع شروط استثمارية ومزيدا من الاتفاقيات لجلب الشركات التى تعمل فى مجال التنقيب عن الغاز والبترول فى مصر وفح مجالات جديدة للاستثمار هذه الشركات فى التنقيب عن الغاز فى البحر المتوسط والبحر الاحمر والسواحل المصرية بشكل عام فهى غنية جدا بالغاز على وجه الخصوص، وهذا يفتح لنا مصدرا جديدا للطاقة وان كان به تكلفة عالية الى حد ما خصوصا فى نقل البترول والغاز المكتشف من البحر لكنه فى نفس الوقت ارخص بكثير جدا من تكلفة شرائه من الخارج ومصاريف نقله ايضا الى مصر فهى تكلف مصر ملايين كل عام.