السوق العربية المشتركة | سيد الطاهر: رعاية الرئيس السيسي لـ "إيجبس 2022" يمنحه القوة و يضاعف نتائجه

سيد الطاهر: شعار إيجبس 2022 يحمل رسائل إقتصادية و سياسية تتخطى كونه شعارسيد الطاهر: سلطة الأرقام أكبر شاهد

السوق العربية المشتركة

الجمعة 19 أبريل 2024 - 10:43
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

سيد الطاهر: رعاية الرئيس السيسي لـ "إيجبس 2022" يمنحه القوة و يضاعف نتائجه

سيد الطاهر: شعار "إيجبس 2022" يحمل رسائل إقتصادية و سياسية تتخطى كونه شعار 



 

سيد الطاهر: سلطة الأرقام أكبر شاهد على حجم الإنجاز فى قطاع الغاز 

 

فى الوقت الذى تشهد فيه الساحة الدولية العديد من الأزمات السياسية و الإقتصادية يفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل أيام مؤتمر "إيجبس 2022" بمشاركة دولية واسعة تحت شعار " شمال إفريقيا و البحر المتوسط ضمان إمدادات الطاقة " ، فى دورته الخامسة التى وصفها السفير بسام راضى المتحدث بأسم رئاسة الجمهورية إن المعرض يعد أكبر و أهم تجمع دولى و إقليمي لصناعة البترول و الغاز فى منطقتى شمال إفريقيا و البحر المتوسط ، تزامناً مع تقرير لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول " أوابك" يؤكد أن مصر تصدرت صادرات الدول العربية للغاز الطبيعى المسال خلال الربع الرابع من عام 2021 ، ومساهمة الإمارات و الجزائر و قطر ، وللوقوف حول نتائج و آثار المؤتمر كان لنا هذا الحوار مع المهندس سيد الطاهر عضو المجلس العربى للطاقة و التنمية المستدامة .   

قبل الحديث عن "إيجبس 2022 ، هل نستطيع القول أن مصر أصبحت وبحق مركز إقليمي للطاقة ؟

بالتأكيد نستطيع وذلك نظراً للإستقرار السياسي الذى تنعم به مصر و الذى ساهم فى إستعادت دورها الإقليمي الغائب  والعلاقات المصرية الدولية و التى بدأت بإتفاقيات ترسيم الحدود البحرية فى البحر المتوسط و البحر الأحمر ، بالتوازى مع عملية إصلاح إقتصادى و شبكة جديدة  للبنية التحتية شملت كل نواحى الحياة فى الدولة المصرية ، وفى مقدمتها قطاع البترول و الطاقة ذلك القطاع الذى يوفر الوقود لعجلة الإقتصاد فكان لزاماً أن تسعى الدولة إلى زيادة الإنتاج والإنتقال من مرحلة الأكتفاء الذاتى إلى مرحلة التصدير تم التفكير إلى ما هو أبعد من ذلك بإستثمار موقع مصر الجغرافى للربط بين الدول المنتجة و الدول المصدرة للغاز ، و عزز ذلك إمتلاك مصر للبنية الأساسية اللازمة لتصدير الغاز المسال و الممثل فى  مجمع الغاز المسال بدمياط  بطاقة 7.5 مليار متر مكعب سنوياً ، ويتكون المشروع من مصنع إسالة و رصيف لشحن الغاز 

و الإستثمار فيه 50% للدولة ، 50% لشركة إينى الإيطالية ، وهنا أؤكد أن هذا المجمع توقف أكثر من 8 سنوات و تم تشغيله فقط هذا العام 2021  

هذا بالأضافة إلى  مجمع الغاز المسال فى إدكو   بطاقة إنتاجية 10 مليار متر مكعب سنوياً 

هو استثمار لهيئة البترول مع شراكة وشركات أخرى فرنسية و ماليزية ، وعملية الإسالة تعنى تحويل الغاز إلى حجم أقل 600 مرة حجمه العادى ثم يتم إستعادته بعد التصدير .

فى البداية كيف تقيم قطاع الغاز فى مصر تزامناً مع إفتتاح فخامة الرئيس لمؤتمر إيجبس 2022 قبل أيام ؟ 

  للغة الأرقام سلتطها المطلقة فى الحديث عن أى إنجاز خاصة عندما يكون الإنجاز غير مسبوق و يفوق كل التوقعات السابقة ، فعندما يتحدث وزير البترول المهندس طارق الملا عن تحقيق مصر للإكتفاء الذاتى من الغاز ، ونجد أن عدد الوحدات السكنية التى تم توصيل الغاز إليها خلال السنوات الثمانية السابقة تفوق ما تم توصيله خلال أرعة وثلاثون عاماً ، حيث بلغت عدد التوصيلات المنزلية إلى 8 مليون وصلة ، فى حين عدد الوحدات التى تم توصيل الغاز لها خلال 34 عاماً بلغت 5,50 مليون وحدة سكنية ، ومستهدف توصيل الغاز لعدد 1,2 مليون وحدة سنوياً ، فالمرحلة الأولى للمبادرة الرئاسية حياة كريمة تستهدف توصيل الغاز إلى 1487 قرية ، وعندما تعلن المنظمات الدولية أن صادرات مصر من الغاز زادت بنسبة 385% عن صادرتها العام الماضى فحجم الصادرات فى 2021 بلغت 1,5 مليون طن ، وقفزت فى 2022 إلى 6,50 مليون طن ، فلا تقييم لقطاع الغاز أكثر موضوعية من تقييم الأرقام و المقارنة التى تبرز الإنجاز و توضحه .

 

ماهى دلالات شعار معرض إيجبس 2022 " شمال إفريقيا و البحر المتوسط ضمان إمدادات الطاقة " ؟

لا يمكن النظر إلى هذا الشعار كونه شعار مؤتمر دولى ، بل علينا أن ننظر إيه بعمق حيث أنه يحمل العديد من الرسائل الإقتصادية و السياسية فقبل المؤتمر شارك فخامة الرئيس فى قمة محيط واحد ، و بعد إفتتاح المؤتمر المشاركة فى إجتماعات الإتحاد الأوربى و الدول الإفريقية ، فالرسالة التى يحملها المؤتمر إلى قادة العالم أجمع وقادة الغرب خاصة أن مصر ومنطقة شمال إفريقيا منطقة واعدة للطاقة وكنز إستراتيجى يحتاج إلى مزيد من الدعم و الإستمرار ، و عندما يتصدر الغاز فاعليات المؤتمر سنجد رسالة أخرى مفادها أن الغاز مستقبل الإقتصاد المصرى و عماد تقدمه ، فصادرات الغاز تساهم فى توفير العملة الدولارية ، وكذلك دعم إستيراد المواد البترولية الأخرى بما يمثل حماية للمواطن ، و للغاز دور كبير فى زيادة الصادرات الأخرى حيث ساهم فى زيادة الإنتاج و قلة تكلفة الوقود المطلوب للإنتاج .

 

بالنظر إلى زيادة التوتر بين أوربا وروسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية ، هل سيكون للغاز المصرى دور فى تأمين غاز القارة العجوز ؟

  إستناداً إلى القول " مصائب قوماً عند قوم فوائد " مع تحفظنا الكامل الرافض للحروب و ما تخلفه من آثار على وجه الإنسانية يصعب محوها فالــدول الأوربيــة أكثــر دول العالــم اســتيرادًا للغــاز،و التقارير الدوليــة تؤكــد أن الغــاز المصــرى هــو الاختيــار الأفضــل، رغــم أن الغــاز الروســي أقــرب وأقــل فــى تكلفــة النقــل فــى النقــل، إذ يرتبــط ذلــك بجــودة الغــاز بكثيــر مــن المصــرى فدرجــة نقــاء الغــاز المصــرى أعلــى الأنــواع الأخــرى لأن مــا ينتــج عنــه مــن غــاز ثانــى أوكســيد الكربــون يعــادل نصــف الأنــواع الأخــرى وهــو بذلــك حافــظ علــى البيئــة بشــكل أكبــر مقارنــة بالأنــواع الأخــرى وكذلــك النفــط، وعلينــا أن نشــير أن الغــاز المصــرى هــو الأفضــل لأوربــا خصوصــا ً لنشــاط جماعــات المنــاخ أو مــا يطلــق عليــه (لوبــى المنــاخ) والــذى يمنــع الــدول الأوربيــة مــن إســتخراج الغــاز، (عــن طريــق تقنيــة التكســير الهيدروليكــى بضغــط  الغــاز الموجــود أســفل طبقــات الصخــور ليتدفــق علــى هيئــة ســائل وهــذه الطريقــة يقــول خبــراء الجيولوجيــا أنهــا قــد تكــون ســببا ً فــى حــدوث الــزلازل) ولذلــك الســوق الأوربــى متعطــش دائمــا ً للغــاز وخاصــة الغــاز المصــرى والــدول الأوربيــة مع تصاعد الأزمة الأوكرانية و تصاعد جهود مصر الرامية لزيادة عمليات التنقيب و الإستكشافات ، وهو ما يستهدف زيادة كميات الإنتاج و إمداد أوربا بالغاز ، فى الوقت الذى تطالب الولايات المتحدة الأمريكية من الدول المصدرة للغاز زيادة إنتاجها من الغاز لضمان عدم فاعلية سلاح الغاز الروسي حال تم اللجؤ إليه .

كيف ترى تصريحات وزير المالية على هامش مؤتمر إيجبس 2022 بأن حجم الإستثمارات الخضراء يمثل 30% من موازنة الدولة ؟

تصريحات معالى وزير المالية تأتى تأكيداً على مدى التناغم بين كل وزارات الدولة ومؤسساتها ، و أن مصر تسير وفق رؤية وطنية ثابتة غير قابلة للتغيير أو المساومة ، فمصر تسعى لأن تمتلك المستقبل عن طريق لعب الدور الأهم و الأكبر فى صراع الطاقة العالمى و الذى يتصدره الطاقة الجديدة و المتجددة التى تعتمد على الموارد الطبيعية أو التفاعلات النووية فلو تناولنا على سبيل المثال محطة بنبان للطاقة الشمسية سنجد أن القرار الجمهورى رقم 274 لسنة 2014 بمثابة قرار لدخول مصر عهد تكنولوجى جديد سيفتح لمصر أفاق جديدة كانت بالأمس القريب ضرب من الخيال بل أعتقد البعض قبلها ووقتها أن مصر تحتاج إلى عقود حتى تقتحم هذا العالم الجديد من الطاقة ، و هذا الحجم الضخم من الإستثمار ظن أعداء الوطن من المعارضة الحاقدة و الكارهة أنها مقامرة إقتصادية وسياسية ، و جاء رد الدولة المصرية قوى و مدوى بإفتتاح أكبر محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بواسطة خلايا شمسية فى العالم بإستثمار بلغ 3,40 مليار يورو على مساحة 37 كم مربع ، بشراكة نحو 40 شركة دولية متخصصة فى مجال الطاقة منها إكسيونا الأسبانية ، و ألكازار إنيرجى الإماراتية ، و إينيرى الإيطالية وتوتال الفرنسية و شينت الصينية و سكاتيك النرويجية ، بإدارة و إرادة مصرية ليكون مشروع وبحق آلة الزمن التى نقلت مصر عشرات السنين فى المستقبل ، وأن الله حبى مصر بالعديد من الموارد الطبيعية التى عززها موقع مصر الجغرافى المميز ليس كونها فى قلب العالم القديم وسٌرته كما قال الدكتور جمال حمدان فى موسوعته الخادلة شخصية مصر فحسب بل لأن مصر فى قلب الحزام الشمسي العالمى ، فعدد ساعات سطوع الشمس فى مصر يتجاوز 4000 ساعة سنوياً ما جعل مصر من أغنى دول العالم فى الطاقة الشمسية ، و للشعاع الشمسي فى مصر خصائص مميزة ساهمت فى زيادة سقف طموح الدولة المصرية للإستثمار فى مجال الطاقة المتجددة سواء المولدة من الطاقة الشمسية أو من طاقة الرياح ، ووضع إستراتيجية طموحة بحلول عام 2035م. 

، ويذكر أن  مشروع بنبان حظى على عدد كبير من الإشادات الدولية منها حديث "بيرنى ساندرو" عضو مجلس الشيوخ الأمريكى عن محطة بنبان بالقول ( أن مصر تبنى أكبر محطة طاقة شمسية فى العالم ، وهو ما يعد ثورة تكنولوجية يحتذى بها فى تحقيق نمو إقتصادى يضمن للأجيال القادمة حقها ) ، وقالت وكالة الفضاء "ناسا" أن مصر تحقق نقلة نوعية نحو مصادر الطاقة النظيفة و المتجددة ، ولخص "فيليب لو هورو" الرئيس التنفيذى لمؤسسة التمويل الدولية بمشروع محطة بنبان بالقول ان المشروع مذهـــل .

لذلك وجود وزير المالية فى المؤتمر و تصريحاته هى بمثابة دعوة للمستثمرين للمشاركة فى قطاع الطاقة و تأكيد أنه يحظى برعاية خاصة من القيادة السياسية . 

 

شهد مؤتمر إيجبس فى نسخته الحالية العديد من الإتفاقيات و مذكرات التفاهم ، إيه أهم التعاقدات من وجهة نظركم ؟

شهد المؤتمر توقيع أكثر من 12 مذكرة تفاهم فى قطاع البترول ، بين شركات محلية و أخرى دولية لها تاريخها الكبير فى قطاع الطاقة عامة و البترول خاصة ، منها مذكرة تفاهم بين الهيئة المصرية العامة للبترول و شركة بيكر هيوز الأمريكية فى مجال إسترجاع غاز الشعلة وخفض الأنبعاثات الكربونية ، وكذلك مذكرة تفاهم بين الهيئة المصرية العامة للبترول و شنايدر إلكتريك إيجبت للتعاون فى مشروع مركز القيادة الإستراتيجى لقطاع النفط ضمن رؤية وزارة البترول للتحول الرقمى ، و كذلك توقيع مذكرة تفاهم بين شركتى إنبى و إسبن تك الأمريكية لتقديم الدعم الفنى و إقامة ورش عمل وتدريبات تساهم فى كفاءة التحول الرقمى ، و كان لقطاع البتروكيماويات نصيب من هذه الإتفاقيات منها مذكرة تفاهم بين شركة البحر الأحمر للبتروكيماويات و شركة يونيفاشن البريطانية  ومذكرة تفاهم أخرى مع شركة ليندة خاصة بوحدة التكسير البخارى ، وكذلك التعاون مع شركو ووود إيطاليانا لإعداد دراسة جدوى تفصيلية لمشروع مجمع العلمين للبتروكيماويات ..

 

حضرتك كأحد أبرز المشاركين فى مؤتمر إيجبس 2022 فى نسخته الخامسة ، كيف تقيم نتائج المؤتمر ؟

لعل الشهادة الأولى لنجاح هذا المؤتمر هى إستمراريته و حجم المشاركة التى تزداد دورة تلو الأخرى ، فالمؤتمر لا يقاس فقط بحجم التعاقدات أو حجم المشاركة بل يقاس بالإهتمام الأعلامى الدولى الذى وضع المؤتمر فى مقدمة المؤتمرات الخاصة بالطاقة ، و عزز قوة هذا المؤتمر رعاية الرئيس السيس له بما يمنحه قوة فى التنظيم و يرفع من مستوى الطموح المستهدف الذى يفاجئ حتى القائمين عليه .

تصدرت أخبار حوادث الإختناق بالغاز الأخبار فى الفترة الماضية ، ما هى سبل مواجهة هذا النوع من الحوادث ، خصوصاً مع زيادة التوصيلات المنزلية فى السنوات القادمة ؟

فى فصل الشتاء من كل عام تتصدر اخبار الحوادث حالات الإختناق بسبب تسرب الغاز المنزلى أو الحرائق نتيجة سؤ إستخدام الدفايات الكهربائية ، و بالرغم من من تزايدها فى الأونة الأخيرة إلا أنها تظل حالات فردية لا ترقى إلى مستوى الظاهرة ، وهو ما يعنى إنها مشكلة فى مرحلة يمكن السيطرة عليها و إقتلاع جذورها ، ولا يمكن الوصول إلى ذلك بدون تضافر كل مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية لأن أهم طرق مواجهتها و أكثرها فاعلية هو الوعى للدرجة التى تجعل السلامة المنزلية ثقافة يتعامل بها جميع أفراد الأسرة ، لأن الأهمال هو القاتل فى مثل هذا النوع من الحوادث ، فنحن فى حاجة لتكون التعاليم والإرشادات الخاصة بالتعامل مع مثل هذا النوع من الأجهزة من حيث الإستخدام ، والوقاية و الصيانة ثقافة يترجمها المواطن إلى سلوك عن طريق وسائل الإعلام مع تزويدها بعوامل الجذب كالرسوم المتحركة أو إنتاج مقاطع مصورة يشارك فيها نجوم المجتمع لتكون أقرب إلى حملة توعية لا إرشادات وقتية تنتهى بإنتهاء فصل الشتاء .

ويمكن مواجهتها عن طريق شركات الغاز و الكهرباء عن طريق وضع إرشادات إستخدام الغاز المنزلى و الكهرباء على ظهر الفاتورة التى يتسلمها المواطن مباشرة من يد المحصل ، الذى يمكن إستخدامه أيضاً بعد عدة دورات تدريبية ، و وسائل تعليمية تساعده على شرح هذه الإرشادات وغيرها للمواطن ، حتى يتلمس المواطن الخطر الكتربص به دائماً و تظل صورة هذا القاتل الصامت عالقة فى ذهنه طوال العام وليس فى فصل الشتاء فقط .

ونلاحظ أن معظم هذه الحوادث تكون فى الريف أو مناطق شعبية تفتقر للتخطيط العمرانى ، لذلك نجد أن الدولة قد فطنت لهذا الأمر و واجهت عشوائية البناء بمجموعة من التشريعات التى تهتم بتهوية الوحدات السكنية ، فالتهوية هى الإجراء الأول عند حدوث تسرب الغاز ، وعدم التهوية يكون عامل مساعد فى زيادة الخطر حين يحل أول أكسيد الكربون محل الأكسجين ، فإشتراطات البناء لا تراعى تهوية الوحدات السكنية فقط بل تراعى إتساع الشوارع المؤدية لها بما يسمح بدخول سيارات الحماية المدنية عند الحاجة إليها ، عكس البناء العشوائى الذى يمنع سيارات الإسعاف و الحماية المدنية من الوصول إلى المواطن فى الوقت المناسب .

و أن كانت هذه الحالات فردية و أعدادها لا ترقى لأن تكون ظاهرة إلا أنها تدق ناقوص الخطر الذى علينا جميعاً أن ننتبه إليه ، وذلك لأن من المتوقع فى السنوات القليلة القادمة أن يتضاعف عدد الوحدات السكنية التى تستخدم الغاز المنزلى بفضل الطفرة التى يشهدها قطاع البترول عامة و قطاع الغاز خاصة ، بالتزامن مع المشروعات القومية للدولة وفى مقدمتها مشروع حياة كريمة الذى يستهدف أكثر من 60 مليون مواطن ، وهو ما يستدعى حشد كل القوى المجتمعية ولو تطلب الأمر أن تكون السلامة المنزلية داخل المناهج التعليمية قلب النظام التربوى .

قبل أسابيع كان الحديث عن العدادت الذكية للكهرباء  ، فهل يمكن أن نرى مثل هذه العدادت فى الغاز كيف يستفاد من العدادات الذكية ؟

قبل الحديث عن إمكانية إستخدام العدادت الذكية فى الغاز مثلما هو الحال الأن فى الكهرباء ، علينا أن نستعرض فوائد العدادات الذكية فى الكهرباء حتى يمكننا النظر إليها بصورة أكثر واقعية عن تطبيقه على الغاز ، فتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية بالتوسع فى إستخدام العدادات مسبقة الدفع تأكيد على تحقيق الهدف من إستخدامها و الذى أنعكس بالإيجاب على المواطن و بالتالى على شركة الكهرباء أو إقتصاد الدولة ككل ، فحجم العدادات الذكية التى تم تركيبها بجميع أنحاء الجمهورية تتخطى حاجز العشرة ملايين عداد ، و هى تعود بالعديد من الفوائد على المواطن حيث أن المواطن يدفع فقط قيمة الإستهلاك الخاصة به الفعلية خالية من أى أخطاء للعنصر البشرى مثل الخطأ فى القراءة و كذلك تقلل من شكوى المواطنيين من تراكم فواتير الكهرباء نتيجة لعدم إنتظام المحصل أو لعدم تواجد المواطن لحظة مرور المحصل ، وهو ما يرشد إنفاق المواطن  داخل أسرته دورياً دون أن يواجه مديونية قد تشكل عبئ على دخل الأسرة ، هذا بالأضافة إلى أن المواطن يستطيع الدفع بطريقة إلكترونية وبذلك تكون العدادات الذكية قد ساهمت فى تحقيق التباعد الإجتماعى الذى تفرضه  الضرورة  على الدولة فى الظروف الإستثنائية مثل فيروس كورونا ، و قبل الإنتقال إلى فائدة العداد الذكى بالنسبة  لشركة الكهرباء أو وزارة الكهرباء علينا أن نتوقف عند فائدة مشتركة بين المواطن و بين الدولة وهى ترشيد الإستهلاك ، كلنا تعايش مع فترات التسعينات وبعدها بالعديد من حملات التوعية للمواطنيين بضرورة ترشيد الإستهلاك سواء للماء أو الكهرباء و للأسف هذه الحملات الإعلانية لم تؤتى بثمارها لأن الإعلان يمثل مثير و بإنتهاء المثير نجد المواطن يعود بتلقائية إلى ما تعود عليه من حيث الإستهلاك العشوائى المفرط أحياناً، و فى وجود العدادات مسبوقة الدفع  الوضع مختلف تماماً حيث أن المثير أصبح متواجد دائماً  داخل ذهن المواطن ويهمس فى عقله الباطن بضرورة ترشيد الإستهلاك  فيرتجمها لسلوك  يقلل من الإستهلاكات غير الضرورية ، و هنا شركة الكهرباء مستفيدة من ترشيد المواطن للإستهلاك  فسعر الوحدة  للمواطن مدعمة و أقل بكثير من سعر الوحدة فى حالة تصدير هذا الفائض لدول الخارج كما رأينا فى خطط الدولة و الربط الكهربائى شرقاً بالسعودية و الأردن و غرباً بليبيا و جنوباً بالسودان و قريباً بدول أوربا فى الشمال ، فالوصول إلى مرحلة الإكتفاء الذاتى تفتح الأسواق الخارجية بما ينعكس على الإقتصاد القومى و يعود آثار هذا الإقتصاد على المواطن فى باقى الخدمات من صحة وتعليم وغيرها من القطاعات الخدمية ، و بالإنتقال إلى مزايا العدادات الذكية لشركة الكهرباء بالأضافة إلى وجود فائض فى الإستهلاك كما أشرنا فأن الدفع المقدم يساهم فى توفير الإعتمادات اللازمة لإستكمال خطط الوزارة سواء بتحديث الشبكات و المحطات القائمة أو بإنشاء محطات و شبكات جديدة ، هذا بالأضافة إلى رفع كفاءة التحصيل بعد تقليل دور العنصر البشرى وهنا علينا أن ننظر إلى موضوع عدادت الكهرباء بصورة أكبر و أكثر عمقاً حيث أنها تستهدف فصل مقدم الخدمة الممثل فى المحصل  وبين المستهلك  وهو المواطن  لرفع  مستوى الشفافية  و الحفاظ على كل أموال الدولة ، و من فوائد العدادات الذكية إنها تقضى بصورة نهائية على سرقة  التيار الكهربائى التى كان يلجئ إليها بعض ضعاف النفوس دون مراعاة  لحرمة المال العام ، والحقيقة التى علينا أن نجليها تجلية تزيل عنها كل شك و تعصمها من كل ريب أن حرص فخامة الرئيس على إستكمال تركيب العدادت الذكية هو حرص على حق المواطن فى الحياة الكريمة و حقه فى تنمية مستدامة تستهدف الأجيال الحالية و القادمة ، فلم يعد هناك مكان لعقيدة نحيا اليوم و نموت غداً بل سنحيا اليوم و نسعد غداً بمصر فى جمهوريتها الجديدة ، لذلك فاستخدام أى تكنولوجيا تساهم فى تقيلل تدخل العنصر البشرى هو رفع لكفاءة المنتج و توفير للمستهلك .