السوق العربية المشتركة | خراف العيد.. أكل من القمامة والمواطن الضحية!

السوق العربية المشتركة

الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 06:21
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

خراف العيد.. أكل من القمامة والمواطن الضحية!

محرر «السوق العربية » يتحدث مع المواطنين
محرر «السوق العربية » يتحدث مع المواطنين

مع اقتراب عيد الأضحى يقبل بعض المصريين على شراء خراف العيد لإحياء سنة الأضحية، ومع اقتراب هذا الموسم يكثر أيضا بعض رعاة الغنم من عرض خرافهم على المواطنين، لكن للأسف يكون من بعض هؤلاء الرعاة من يقوم برعى أغنامه على القمامة المتواجدة بالشارع حتى أصبح الأمر يمثل ظاهرة خطيرة قد تؤثر على صحة المصريين وقد تصيبهم بالكثير من الأمراض الخطيرة.



التقت «السوق العربية» مسئولين فى المحافظة للوقوف على خطورة الأمر كما التقت أيضا بعض المواطنين لمعرفة حقيقة الأزمة وعن مقترحاتهم لحل هذه المشكلة الخطيرة.

قالت د.سعاد الخولى مدير مديرية الطب البيطرى بالقاهرة: إن موضوع الخراف التى ترعى من القمامة غير منتشر بصورة كبيرة ولا يمثل ظاهرة.

وذلك لأن الطبيعى فى موسم عيد الأضحى يقوم بعض الجزارين بعمل شوادر مؤقتة لبيع الخراف ويستخرجون لها تراخيص اللازمة من المحافظة ويكون العلف أمام الخراف بصورة منضبطة وحتى فى الأسواق المفتوحة يكون الأمر طبيعيا وأن الراعى الذى يرعى أغنامه على القمامة ليس لها وجود فى القاهرة إلا فى بعض الأماكن النائية بالمحافظة مثل ضواحى المرج ولكن قد يكون فى محافظة الجيزة بشكل أكبر وذلك لأن كمية القمامة هناك كبيرة جداً عن محافظة القاهرة.

ولكن أغلب ما يحدث فى مسألة الرعى على القمامة فقد يكون للماعز فقط لأنه يأكل الورق.

فى هذه القمامة أشياء صالحة له مثل رغيف عيش ولا بد للمواطن أن يعى أنه ليس من المفترض أن يشترى من راعٍ متجول ويجب الشراء من محال الجزارة الحاملة لتراخيص المحافظة لأنها آمنة أكثر ولا بد للمواطن أن يكون عنده ثقافة الشراء.

وأشارت الخولى إلى أن محافظة القاهرة ومديرية الطب البيطرى تقوم بعمل نشرات توعية ومطويات لتعريف المواطنين بمواصفات الأضحية وكيفية الشراء وشروطها.

وعن دور المديرية فى مكافحة هذه النوعية عن الغنامين تؤكد الخولى أنهم لا يرون هذه الظاهرة كثيراً لكن عند علمهم بوجود بعض الرعاة ممن يقومون بهذا العمل تقوم المديرية باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضدهم.

وعن الأضرار التى قد تصيب صحة الإنسان من تناوله هذه النوعية من الخراف تقول د. سعاد إنه إذا كانت القمامة ملوثة وبها فطريات وبكتيريا ولا بد أن يكون فيها فإنها قطعاً ستضر بالصحة العامة للمواطنين ولكن من الممكن تدارك هذا الأمر إذا كان الذبح فى المجازر التى تكون مفتوحة أيام العيد بالمجان للمواطنين، لأن أى ميكروبات ستضر بصحة الإنسان ستظهر فى المجزر.

وأضافت أنه للأسف هناك البعض ممن لا يفضلون ذبح الأضاحى فى مجازر المحافظة فلن يعرفوا إذا ما كانت الأضحية بها أمراض أم لا.. تشير الخولى إلى أن المواطنين فى القاهرة يرسلون أضاحيهم إلى مجازر المحافظة بكثرة فى أيام العيد وأن المجازر تعمل بكل طاقتها فى تلك الفترة.

وأضاف د.فتحى فاروق عميد كلية الطب البيطرى وأستاذ التغذية الإكلينيكية جامعة القاهرة أن الأضرار الواقعة على الإنسان من أكله للخراف آكلة القمامة تتوقف على حسب نوعية القمامة نفسها، فإذا كانت القمامة بها سموم وبكتيريا ستضر بصحة الإنسان أما إذا كانت قمامة عادية وبها بواقى أكل الإنسان وبه عناصر غذائية وكربوهيدرات فإنها بالقطع ستفيد الحيوان.

وأضاف أن الحيوان يظهر عليه أعراض الأمراض إذا احتوى على السموم والميكروبات وسيظهر هذا عند الذبح فإذا كان بالذبيحة أورام أو احتقانات فسيكون ذلك مضر للصحة.

وأضاف د.فاروق أن هناك مواصفات للأضحية لا بد من مراعاتها من قبل المستهلكين قبل الشراء ومنها ألا يكون ظاهراً على الخروف علامات الهزال ولا بد أن يكون الخروف سليماً ظاهرياً ليس به أى عيوب.

وفى نفس السياق يشير د.وفيق نجم وكيل وزارة ومدير مديرية الطب البيطرى بالغربية السابق إلى أن نوعية الأكل الذى تأكله الخراف تؤثر على نوعية اللحم وأن القمامة مضرة للخراف كثيراً وأنه قد يصيب الإنسان بأضرار فى الكلى وأجزاء أخرى فى الجسم، وأضاف أنه من مهمة الطبيب البيطرى أن يمنع وصول أمراض الحيوانات من الانتقال إلى الإنسان ولكن للأسف انتشار هذه النوعية من الرعاة أمر مؤسف وهم معدومو الضمير.

وشدد نجم على ضرورة وجود حملات توعية للمواطنين لحثهم على البعد عن الشراء من رعاة الشارع من غير الجزارين المرخص لهم.

ومن جانبه ألقى وجدى فؤاد «موظف» اللوم على المسئولين بالمحافظات والمجالس المحلية الذين يحصلون على مرتباتهم من الشعب المصرى ولا يتابعون الإجراءات السليمة لوقاية الناس من هذه الظاهرة الخطيرة التى قد تؤثر بالسلب على صحة المواطن مؤكداً أن أسباب المشكلة تكدس أكوام القمامة بشكل كبير.

وأضاف ناصر بدوى «صاحب عقار» أنه مواظب على سنة الأضحية ولكنه يشترى من شادر مضمون يعرفه، وأشار إلى أنه يرى هؤلاء الغنانمين وهم يرعون على «الزبالة» ولا يشترى منهم مطلقاً وأنه يحذر أصدقاءه من خطورة الشراء من غنامى الشارع.

كما أضاف بدوى أنه لا بد من محاربة هؤلاء الغنامين وهو أن ذلك مسئولية المحافظة.

ويقول أبو أحمد «جزار» أنه لا يشترى من هذه النوعية من الخراف لأنه يعرف خطورتها على صحة الإنسان وأنه يشترى من مزارع كبيرة فى مطروح والساحل الشمالى وهى نوعية جيدة كما أوضح أبوأحمد أن الخراف التى ترعى من القمامة يكون كبدها ملوثا وبه أوراق كثيرة وديدان أيضا، كما أن لحومها «ناشفة» وليست جيدة بصورة تكون واضحة للمشترى إذا اشتراها مذبوحة أما إذا اشتراها المواطن من راعى غنم بالشارع فإنه قد لا يلاحظ هذه الفروق.