منار كامل رئيس وحدة حماية الطفل بأسيوط: الطفل أولوية «القيادة السياسية».. ونحارب «زواج الأطفال وختان الإناث»
حوار- محسن سالم
الإعلام له دور محورى فى رصد حالات الخطر وتدخل فورى لـوحدات الحماية
بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمى للطفل، فى يوم 20 نوفمبر من كل عام، فقد التقت جريدة "السوق العربية" الأستاذة منار كامل مدير وحدتى حماية الطفل وتكافؤ الفرص المعنية بشئون المرأة بمحافظة أسيوط ، للتعرف على تفعيل دور لجان حماية الطفل بالمحافظة وسبل الدعم المقدمة لها، ولتوضيح دور وحدات حماية الطفل وآليات العمل بها وكيفية تلقى البلاغات من خلال هذا الحوار:-
فى البداية:- حديثنا عن الاحتفال باليوم العالمى للطفل وكيفية الاحتفال به بمحافظة أسيوط؟
تم تحديد 20 نوفمبر من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال باليوم العالمى للطفل، بهدف تعزيز التفاهم بين الأطفال وتآزرهم مع بعضهم البعض عام 1954، ويعتبر نفس اليوم الذى تم الإعلان فيه عن حقوق الطفل عام 1959 وتوقيع اتفاقية حقوق الطفل عام 1989، ويهدف هذا الاحتفال إلى أن يقترب كل طفل من التعليم ويكون لديه خيار الذهاب إلى المدرسة، كما يُنظر إلى تعزيز السلام والاحترام والاهتمام بالبيئة بين أطفال العالم، ويعتبر هذا اليوم مهم فى جميع أنحاء العالم لأنه يعطى رسالة جادة بطريقة رائعة، ويدافع هذا اليوم عن حقوق الأطفال ويحتفى بها ويدعو إلى الأنشطة التى تبنى عالمًا أفضل للأطفال ، وبالنسبة للاحتفال وحدة حماية الطفل بمحافظة أسيوط تسعى الوحدة على مدار العام لدعم الطفل وأن تنقذ أطفال أسيوط من أى خطر يتعرض له، ونعمل دائما على زيادة الوعى ونشر المعلومات حول ما يواجه الأطفال ،وهناك عدد كبير من الأطفال الذين لا يتعاملون مع التعليم أو الرعاية الطبية أو الفرص ويتعرضون لأخطار عديدة.
وما أبرز الأخطار والأضرار التى يتعرض لها الأطفال ورصدتها لجان وحدة الحماية بأسيوط؟
من أكثر الظواهر والبلاغات التى تتلقاها وحدة حماية الطفل بأسيوط وتقريبا أسبوعيا يتم رصدها هى ظاهرة زواج القاصرات وختان الإناث والهجرة غير الشرعية ،وهناك بعض الاخطار الاخرى التى يتعرض لها الأطفال مثل العنف الاسرى والعنف بالمدارس والتنمر، وأخطار صحية لعدم توفر العلاج أو حضانات المواليد حديثا ،ويتم التدخل المباشر من وحدة الحماية لتوفير الرعاية اللازمة والحد من هذه الأخطار ،وأيضا من بين الأخطار التى يتعرض لها الأطفال أيضا جرائم "هتك العرض" بالنسبة للأولاد، وكذلك عمالة الأطفال سواء من قبل الاسرة وغيرها، فضلا عن مخاطر الهجرة غير الشرعية وتتمثل فى استغلال الأطفال وتسفيرهم بطرق غير شرعية ويروح ضحيتها الكثير من الأطفال.
وكيف تتعامل الوحدة مع هذه الأخطار التى تواجه الأطفال بمحافظة أسيوط؟
بالنسبة لظاهرة زواج الأطفال وختان الإناث يتم استعداء أولياء الأمور إلى الوحدات الفرعية أو الوحدة العامة ويتم توجيه النصح والمشاورة والتعريف بالأخطار التى قد تصيب أبناءهم جراء هذه العادة السيئة وكذلك التعريف بالعقوبات التى يفرضها قانون الطفل فى هذه الحالات، مع أخذ تعهد عليهم بعد ممارسة هذه الظواهر، وفى حال عدم الاستجابة يتم تحرير محضر بالواقعة واخطار النيابة وتم موخرا وقف حالة زواج طفلة بمركز البدارى بتدخل مركز الشرطة والنيابة ،ومن قبل بمركز ابنوب حالة زواج طفلة عمرها 13عاما والزوج عمره 55 عاما بدافع الظروف الاقتصادية للاسرة، وتم التحفظ من قبل النيابة على الاب والزوج والمأذون الذى حرر العقد العرفى، وكذلك تحركنا بسرعة عندما وصلنى بلاغ من أهالى قرية "عرب الكلابات" التابعة لمركزالفتح بأنه سيتم زواج طفلة عمرها 14 عاما بالقرية والحنة اليوم والفرح بكره وأن والدها حابسها فى غرفة لرفضها الزواج، وتقدمت بالبلاغ وتم إلقاء القبض على العريس وشقيق العريس، بينما لاذ والدها بالهرب، وتم إحضار الطفلة العروس من الكوافير بسيارة شرطة وحضرت إلى النيابة وكان يظهر عليها اللامبالاة فهى لا تفقه شيئا ولا تدرى ماذا يحدث فكانت مبتسمة حتى وهى تدلى بأقوالها فى النيابة كان واضحا أنها لا تدرك معنى الزواج، وذكرت أن الزواج كان بدون أى وثائق رسمية سوى ورقتين عرفى وأيضا بقيمة ربع مليون جنيه يدفعهم العريس فى حالة الطلاق مطالبة بتغليظ عقوبة زواج القاصر،وكذلك تتدخل الوحدة بشكل فورى فى حالات "ختان الاناث" لوقف هذه الظاهرة المنتشرة بشكل كبير بمحافظة أسيوط خاصة وهى عادة افريقية تمارس بشكل كبيرفى مصر والسودان وغير منتشرة بأى دولة عربية، ويتم اتخاذ الاجراءات القانونية وخاصة بعد موافقة مجلس النواب على تغليظ عقوبة ختان الإناث وفقا للقانون الطفل رقم 10 لسنة 2021م
وما هى العقوبات التى يفرضها القانون فى حالات "ختان الإناث"؟
تصل عقوبة ختان الإناث وفقا للقانون إلى السجن المشدد لمدة لا تقل عن 10 سنوات، بالإضافة إلى تغليظ العقوبة على من يجرى عملية الختان، يفتح القانون الباب أمام معاقبة ولى الأمر الذى يحاول إجراء عملية الختان لابنته، ونص القانون على "معاقبة كل من روج أو طلب ختان أنثى وتم ختانها بناء على طلبه بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات، وفى حالة لو حصل لها عاهة مستديمة والسجن بيبقى مشدد لمدة متقلش عن 10 سنين، ولو الختان أفضى للموت تكون العقوبة السجن المشدد لمدة تصل لـ20 سنة، علاوة عن حرمان ممارسة المهنة إذا كان من قام بهذه العملية طبيبا أو ممرضا، فضلا عن غلق منشأته خمس سنوات فى حالة الترخيص ،الغلق النهائى فى حالات عدم الترخيص.
ما هى طرق التواصل مع وحدة حماية الطفل لتلقى البلاغات؟
تلقى البلاغات عن طريق خط نجدة الطفل 16000 أو من خلال الواتس الخاص بالمجلس القومى للطفولة والأمومة رقم 0110212600، وكذلك بالتواصل المباشر بالوحدة العامة لحماية الطفل بالمحافظة ،ومن خلال الوحدات الفرعية المنتشرة بجميع المراكز، أو من خلال فرق الرصد بالقرى والنجوع وأحيانا يتم الاتصال بى شخصيا.
ما الدور الأساسى لوحدة حماية الطفل وآليات تشكيلها؟
وحدة حماية الطفل بأسيوط تراعى الأطفال، وتعمل على تهيئة الظروف المناسبة وتنشئتهم التنشئة الصحيحة من جميع النواحى فى إطار من الحرية والكرامة الإنسانية وتشمل اللجنة العامة وتكون برئاسة المحافظ، وعضوية كل من مدير أمن أسيوط، ووكلاء الوزارات الحكومية، والهيئات الدولية الشريكة، وتم تشكيلها وفقا لقانون الطفل رقم 126 لسنة 2006، وينبثق من الوحدة العامة وحدات فرعية بكل مركز وتكون برئاسة رئيس المدينة أو الحى وعضوية مأمور مركز الشرطة ومديرى الإدارات الخدمية وإحدى الجمعيات النشطة فى مجال حماية الطفل ،ويتفرع من الوحدة العامة بأسيوط 13 لجنة فرعية داخل 13 مركزا وحى إدارى، لها مقر دائم داخل مجالس المدن والأحياء، وتتكون وحدة الحماية من 5 أشخاص، عبارة عن مدير للوحدة، ومدخل للبيانات، و3 اختصاصيين نفسى واجتماعى وقانونى، وكل منهم له تدخل معين فى حالات الإساءات التى يتعرض لها الأطفال.
حديثنا عن أهم المبادرات والبرامج التى يتم تنفيذها من قبل الوحدة لصالح الطفل بأسيوط؟
بالطبع عمل لجان الحماية الأساسى يتمثل فى الحد من تعرض الأطفال للأضرار سواء نفسية، أو لفظية أو جسدية أو جنسية وكذلك الإهمال والاستغلال، ولدينا مبادرة مهمة سيتم اعتمادها قريبا بالتنسيق مع المجلس القومى للطفولة والأمومة وهيئة إنقاذ الطفل وتتمثل فى وضع استراتيجية وخطوط عريضة لحماية الطفل بمحافظة أسيوط، كما لدينا بروتوكول مع مديرية التربية والتعليم لتوعية الطلاب والطالبات داخل المدارس بحقوق الطفل والأخطار التى يتعرض لها ،كما شاركت وحدات الحماية فى حملة "لسًه نوارة" لمناهضة زواج الأطفال والتى أطلقها المجلس القومى للطفولة والأمومة واستهدفت قرية الزرابى بمركز أبوتيج فى الفترة من 27 وحتى 31 أكتوبر تحت رعاية الدكتورة سحر السنباطى الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة ومحافظ الإقليم والتى تم تنفيذها ضمن فعاليات مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية "حياة كريمة" والتى تستهدف القرى الأكثر احتياجًا، وتضمنت فعاليات الحملة 31 نشاط بعدد 1684 مستفيد تم تنفيذها بالتنسيق مع فرع المجلس القومى للطفولة والأمومة.
هل يوجد معوقات تواجه العمل بالوحدة العامة لحماية الطفل وكذلك الوحدات الفرعية؟
نعم عدم تفرغ العاملين بوحدات الحماية يمثل عائقًا كبيرًا حيث نعانى ندرة الإخصائيين النفسيين وتم إسناد عملهم بالوحدة إلى جانب عملهم بالمصالح الأخرى مثل مديرية التعليم وفرت عددا من الإخصائيين للعمل بالوحدة يومين فى الأسبوع.
من موقعك كيف ترى اهتمام الدولة والقيادة السياسية بالطفل المصرى؟
الطفل اولوية القيادة السياسية ،ورأينا مواقف إنسانية كثيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى مع الأطفال وأبناء الشهداء ،فضلا عن توجه الدولة من خلال المجلس القومى للأمومة والطفولة بالاهتمام بقضايا المرأة والطفل فى كل المجالات وخلال الفترة الماضية قدم المجلس العديد من المبادرات لحماية الطفل من المخاطر التى يتعرض لها من البيئة المحيطة به، والحكومة اتخذت عدداً من التدابير والإجراءات التى أثمرت نتائج إيجابية على جميع الأصعدة مثل زيادة المخصصات المالية لتعليم الأطفال ،كما أن الدولة تبنت برنامج "حماية النشء من التدخين والمخدرات ،كما عززت الدولة حقوق الطفل بعدد من الخطوات النوعية، مثل تفعيل الخط الساخن لنجدة الطفل وبرنامج "صحة المراهقين" و"لجان حماية الطفولة" وبرنامج "حماية وتأهيل أطفال الشوارع"، علاوة عن استفادة الاطفال برامج الحماية الاجتماعية مثل برنامج"تكافل وكرامة".
وماذا عن دور الوحدة فى حماية وتمكين الأطفال ذوى الهمم ؟
وحدات الحماية تعمل على حماية الأطفال بشكل عام بما فيهم ذوى الهمم ،فضلا عن استحداث غرفة صديقة للطفل بمحافظة أسيوط لأول مرة ودورها تقديم الدعم النفسى للاطفال، والمشورة الأسرية.
ظاهرة تسول الأطفال منتشرة بشوارع محافظة أسيوط ماذا عن دور وحدات الحماية لمحاربة هذه الظاهرة؟
للأسف هناك استغلال من قبل بعض الأسر للاطفال بشكل خاطئ وهذا يعتبر من الاتجار بالبشر، ونعمل كوحدات حماية على محاربة تلك الظاهرة بالتنسيق مع الجهات المعنية مثل مديرية التضامن الاجتماعى ،والتشبيك مع الجمعيات الأهلية العاملة فى مجال برامج الأطفال ومساعدتهم صحيا وتعليميا واجتماعيا ،وهناك مسئول اتصال بكل مديرية متخصص للتواصل مع وحدات الحماية وتوفير الدعم الفورى، فضلا عن الدور التوعوى للوحدات من خلال حملات التوعية لأسر بالقرى والنجوع واستهداف الأطفال المعرضين للخطر وتفعيل دور المؤسسات التعليمية ومراكز الشباب.
كيف ترى دور الإعلام فى حماية الطفل ورصد حالات الخطر؟
الاعلام له دور مهم وحيوى فى تناول قضايا الطفل ويعتبر أداة مهمة من أدوات الرصد لحالات الخطر التى يتعرض لها الأطفال، وهناك تواصل مباشر مع جميع الصحفيين والإعلاميين بمحافظة أسيوط لرصد أى حالة خطر للأطفال والتدخل الفورى من خلال وحدات الحماية.
فى الختام ما هى نصيحة حضرتك لتجنب العنف الأسرى ضد الطفل؟
الأطفال هم شباب ورجال المستقبل لذا على الآباء والأمهات أن يكون لديهم الوعى والثقافة التربوية التى تمكنهم من العبور بالطفل إلى بر الأمان، وتخلق منه شخصية سوية جيدة تستطيع التعامل والتناغم مع المجتمع، فالكثير من الأمهات تعتمد على الموروثات الثقافية فى التعامل مع الطفل، وهذه الأساليب ثبت أن معظمها غير صحيح، ويخلق نوعا من الخلل داخل شخصية الطفل، وينمو معه هذا الخلل فيجعل الطفل يعانى مشاكل نفسية فى المستقبل، ويحدث الكثير من المشاكل المجتمعية نتيجة هذه الطرق غير الصحيحة فى التربية، لذا انصح رب كل اسرة باحتواء وفهم نفسية الطفل، والتواصل مع المختصين والأطباء والخبراء للتعرف على الأساليب التربوية المفيدة والجيدة فى التعامل مع الأطفال.