السوق العربية المشتركة | ‎«خط الغاز العربى» مصر تنقذ لبنان من الانهيار واتفاق رباعى لتوصيل الغاز إلى «بيروت» مرورًا بسوريا والأردن

الغاز المصرى يوفر 450 ميجاواط ويمنح الكهرباء 4 ساعات يوميا للشعب اللبنانىسوريا تعود للحاضنة العربية بعد عزلة

السوق العربية المشتركة

الجمعة 29 مارس 2024 - 16:12
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

‎«خط الغاز العربى» مصر تنقذ لبنان من الانهيار واتفاق رباعى لتوصيل الغاز إلى «بيروت» مرورًا بسوريا والأردن

الغاز المصرى يوفر 450 ميجاواط ويمنح الكهرباء 4 ساعات يوميًا للشعب اللبنانى



 

سوريا تعود للحاضنة العربية بعد عزلة «الحرب المدمرة»2

 

‎نجحت الجهود المصرية فى التوصل إلى اتفاق يقضى بإيصال الغاز الطبيعى المصرى إلى الجمهورية اللبنانية عبر الأردن، وسوريا؛ حيث استضافت المملكة الأردنية الهاشمية الأربعاء الماضى الاجتماع الوزارى لدول خط الغاز العربي، (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، تم خلاله الاتفاق على تقديم خطة عمل وجدول زمنى لتنفيذ مشروع توصيل الغاز لبيروت.

 

‎المهندس طارق الملا ووزير البترول والثروة المعدنية، والمهندسة هالة زواتى وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، والدكتور ريمون غجر وزير الطاقة والمياه اللبناني، والمهندس بسام طعمة وزير النفط والثروة المعدنية السوري، اتفقوا على الخطوط الرئيسية، والتنفيذية للمشروع الضخم، حيث قالت الوزيرة الأردنية إن الاجتماع يهدف بشكل أساس للتعاون فى مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعى المصرى للجمهورية اللبنانية عبر الأراضى الأردنية والسورية من خلال خط الغاز العربي، مشيرةً إلى أن الأردن سيبذل كل جهد لمساعدة الأشقاء اللبنانيين للخروج من محنة الطاقة وبتوجيهات مباشرة من الملك عبد الله الثانى ابن الحسين.

 

‎المهندس طارق الملا، أكد أن الاتفاق يأتى انطلاقا من دور مصر الدائم تجاه الأشقاء العرب فى كافة القضايا وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى بتسخير كافة الإمكانيات لمد يد العون للشعب اللبنانى الشقيق والتكاتف معه وتضافر الجهود لتجاوز محنة أزمة الطاقة والتحديات التى تواجهها لبنان، تعمل مصر على سرعة التنسيق لوصول الغاز الطبيعى المصرى إلى لبنان عبر الأردن وسوريا حرصا من مصر فى التخفيف عن كاهل الشعب اللبنانى والمساهمة فى دعم لبنان واستقراره.

 

‎وشدد الملا، على حرص مصر الدائم على دعم هذا التعاون إدراكا لما يمثله الغاز الطبيعى المصرى من أهمية كبيرة لمساندة لبنان وتلبية احتياجات شعبها الكريم، قائلًا: «هناك تكليفات واضحة من الرئيس عبد الفتاح السيسى بسرعة دعم الأشقاء فى لبنان من خلال إمدادهم بما يحتاجونه من الغاز الطبيعى لتخطى الأزمة الحالية، وتم وضع خارطة طريق خلال الاجتماع تنفذ خلال الأسابيع القادمة ومن خلال الفرق الفنية للعمل على ضخ الغاز الطبيعى إلى لبنان فى أقرب فرصة، مشيرًا إلى أن العمل سيتم على مسارين يتم فيهما مراجعة الجاهزية الفنية للبنية التحتية من خطوط وشبكات نقل الغاز وكذلك بعض بنود التعاقد السابقة».

 

‎ومن جهتها أكدت وزيرة الطاقة الأردنية، أن الاجتماع يأتى إيمانا بأن التعاون بين دول خط الغاز العربى سيكون خطوة فعالة ومؤثرة فى دعم المشاريع الاستراتيجية وتعزيز المصالح المشتركة والتى من شأنها الانعكاس إيجاباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى هذه الدول مؤكدة أهمية الاجتماع فى إطار التعاون المشترك بين دول خط الغاز العربى والعلاقات الوثيقة التى تجمعهم واستمرارًا للتعاون فى مجال قطاع الطاقة بشكل عام والغاز الطبيعى بشكل خاص.

 

‎وأشارت الوزيرة الأردنية، إلى أن اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزارى تم خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعى فى كل دولة من الدول الأربعة والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمنى لإيصال الغاز الطبيعى المصرى إلى الجمهورية اللبنانية على أن ينهى الفريق المشكّل أعماله ضمن مدة محددة، وأن يتم رفع النتائج ليتم اعتمادها بتوافق الأطراف والعمل بمضمونها بأسرع وقت.

 

‎بدوره قال وزير النفط والثروة المعدنية السورى بسام طعمة، إن مشروع خط الغاز العربى يعد من أهم مشاريع التعاون العربى المشترك والذى تجسّد بشكل واضح على الأرض منذ عام 2003. وسوريا كما لبنان ومصر ومن ثم الأردن هى الدول الأساسية فى مذكرة التفاهم الموقعة فى العام 2000 والتى انضمت إليها الأردن فى العام 2001.

 

‎وأردف الوزير: «إيمانًا من سوريا بأهمية مشاريع التعاون العربى المشترك، تمت الزيارة إلى الأردن فى شهر حزيران وتم الاتفاق على تشكيل لجان فنية فى مجال الغاز والكهرباء وقد اجتمعت لاحقاً فى 23/8/2021 واتفقت على خطة عمل فنية وزمنية واضحة، وعملاً بتوجيهات الرئيس للمساعدة فى تجاوز الصعوبات التى يواجهها الشعب اللبنانى فى مجال الطاقة، سنبذل كل جهد ممكن من أجل إنجاح نقل الغاز المصرى أو الكهرباء الأردنية إلى لبنان لما فيه خير ومصلحة بلداننا العربية الشقيقة، وقد أبلغنا الجانب اللبنانى موافقتنا على نقل الغاز المصرى والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر أراضينا خلال زيارة الوفد اللبنانى إلى دمشق قب أيام، وسيتم متابعة تنفيذ البرنامج الفنى والزمنى الذى توصلت إليه الأطراف المعنية من خلال الاجتماعات الفنية ضمن أراضى الجمهورية العربية السورية بحيث تكون البنى التحتية جاهزة تماماً لاستقبال الغاز المصرى وتسليمه إلى لبنان».

 

‎ وعبر وزير الطاقة والمياه بالجمهورية اللبنانية الدكتور ريمون غجر، عن شكره للأردن ومصر وسوريا على المبادرة التى قاموا بها لإعادة إحياء الاتفاقية الرباعية لاستجرار الغاز المصرى الى لبنان، عبر الأردن وسوريا، قائلًا: «هذه المبادرة لا يمكن أن تحصل لولا التعاون الحاصل بين الدول الأربعة، وبمواكبة لصيقة من البنك الدولى فى هذا الوقت العصيب الذى يمر به لبنان ليؤمّن الغطاء أو المظلة المالية ليستطيع لبنان التوقيع على هذه الاتفاقية، خصوصًا أن الفرق الفنية التى شكلت فى هذا الاجتماع الرباعى ستدرس الاتفاقية من جوانبها كلها التقنية والادارية والفنية والمالية كى تكون متوازنة لكل الدول، وهذا التعاون سيؤدى فى المستقبل إلى إعادة إحياء اتفاقية أخرى هى استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن التى من الممكن أن تكون أسعارها منخفضة مقارنة بأسعار توليد الطاقة فى لبنان. ونجدد شكر لبنان، حكومة وشعبًا، للدول المعنية الشقيقة على هذه المبادرة. ونتمنى أن ينجز فريق العمل الخطة اللازمة والجدول الزمنى المحدد بالسرعة المطلوبة كى نستفيد من الغاز المصرى فى تغذية معمل دير عمار وقدرته حوالى 450 ميغاواط، والذى يؤمّن أكثر من 4 ساعات تغذية بالطاقة الكهربائية للمواطنين اللبنانيين".

 

‎وعلق الباحث السياسى فى الشأن اللبنانى نضال السبع، على الاتفاق قائلًا: «الاتفاق الرباعى بين مصر والأردن ولبنان وسوريا بشأن تصدير الغاز المصرى إلى لبنان يمثل بارقة أمل للشعب اللبناني. واجتماع الوزراء المختصين بالدول الأربع هو امتداد لاتفاقية عام 2000 لكنها توقفت بسبب الأزمة السورية واندلاع الحروب، مشيرًا إلى أن أحد الأسباب فى التوقف أيضا هو تعرض المنشآت النفطية لكثير من الأضرار نتيجة الحرب واعتداءات التنظيمات الإرهابية».

 

‎وأشار السبع، إلى أن الاجتماع المصرى الأردنى اللبنانى السورى بعمان، بارقة أمل جديدة وخطوة مهمة جدا، لافتا إلى أهمية حضور السفير السورى والطاقة السورى وهو ما يشير لخروج سوريا من عزلتها العربية، مع موافقة الإدارة الأمريكية وإعطاء الموافقة للجانب اللبنانى -بحسب تصريح له-.

 

‎وأوضح الباحث السياسي، أن المنشآت النفطية فى لبنان كذلك شبكات الكهرباء بحاجة إلى الدعم الدولى من صندوق النقد الدولى وهذا لن يحدث إلا بدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

 

‎يشار إلى أن خط الغاز العربى تم تنفيذه على ثلاث مراحل، المرحلة الأولى من العريش إلى العقبة بطول (265) كم وقطر (36) بوصة وباستطاعة (10) مليارات م3 فى السنة وتم البدء بتوريد الغاز الطبيعى من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة بتاريخ 27/7/2003، والمرحلة الثانية فقد امتدت من العقبة الى منطقة رحاب فى شمال الأردن وبطول (393) كم وتم البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء فى شمال المملكة فى شهر فبراير 2006، فى حين تم استكمال المرحلة الثانية لخط الغاز العربى من رحاب ولغاية الحدود الأردنية السورية بطول (30) كم وقطر (36) بوصة فى شهر مارس من عام 2008، وتم الانتهاء من تنفيذ الجزء الجنوبى من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربى داخل الأراضى السورية والممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كم وقطر (36) بوصة، وتشغيلها فى شهر يوليو من عام 2008، وتم البدء بتصدير الغاز الطبيعى المصرى إلى لبنان عبر الأردن فى شهر نوفمبر 2009، الى ان توقف فى عام 2011.