السوق العربية المشتركة | أصحاب المعاشات يرفعون أحزانهم للرئيس السيسى

السوق العربية المشتركة

الإثنين 18 نوفمبر 2024 - 08:37
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

أصحاب المعاشات يرفعون أحزانهم للرئيس السيسى

محررة «السوق العربية » تتحدث مع أحد أصحاب المعاشات
محررة «السوق العربية » تتحدث مع أحد أصحاب المعاشات

المعاشات «لا تسمن ولا تغنى من جوع» ونطالب بمساواتها بالحد الأدنى

فى رحلة تتجدد شهرياً تراهم يقفون طوابير أمام مكاتب البريد وهيئات التأمين الاجتماعى تبدو على وجوههم ملامح احباط ويأس يمتد بعمق احالتهم للتقاعد.. إنها تلك اللحظة التى شعروا فيها أنهم أصبحوا مثل خيل الحكومة التى تلقى لهم الفتات رغم أنها لا تمنحهم شيئا من ميزانيتها ولكنها أموالهم التى حرصوا على سدادها خلال سنوات طويلة ثم فوجئوا بأنها تعود إليهم على هيئة مبلغ شهرى «لا يسمن ولا يغنى من جوع» وأنهم أصبحوا فقراء رغم أنهم يمتلكون ثروات بمليارات.. نعم فأموال المعاشات تبلغ خمسمائة وأربعين مليار جنيه استفاد منها الكثيرون حتى الحكومة استفادت هى الأخرى منها بينما يعانى الكثيرون من أصحابها لأن دخلهم انخفض بين ليلة وضحاها إلى الربع ليصبح غير كافٍ لتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم.



والغريب أن كل هذا يتم فى حماية قانون التأمينات الذى وصفه الخبراء بأنه ظالم وغير دستورى ويحتاج إلى جراحة عاجلة.. والغريب أيضاً أن العباقرة الذين وضعوه لن يبتلوا به أصحاب المعاشات فى مصر فقط بل امتدت خبراتهم لتفسد قوانين تأمينات فى بعض الدول العربية. أيضاً هناك صرخات المتقاعدين فى وجود محاولات من نقابتهم فى محاولة لتصحيح الأوضاع وسط بعض المهاترات الرسمية بين وزارات مختلفة حول الأموال المتنازع عليها والجهة التى تقع عليها مسئولية إصلاح المنظومة.

فى هذا الملف الشائك نطرق أبواب هذه القضية وننقاشها مع كافة أطراف النزاع ونأمل أن نساهم فى رفع الظلم عن كاهل هذه الفئة العزيزة من أبناء الوطن الذى يعيش حياته اليومية ويدير أحواله ومعيشته مع راتبه الذى يحصل عليه كلما زاد عمره زادت أعبائه خاصة إذا زاحم المرض عدم قدرته على الوفاء بالتزامات أبنائه. وإذا به بعد سنوات طويلة من العمل والعطاء يصطدم بواقع مرير هذا هو حال أصحاب المعاشات الذين يفاجأون بأن ما يحصلون عليه من معاش شهرى لا يساوى ربع راتبهم الذى حاولوا اقناع أنفسهم بأنهم تكيفوا معه. بذلك يصبح كل من لا يملك دخلاً إضافياً أو مدخرات مهدداً بالانتقال إلى مستوى معيشة أقل مما اعتاد عليه وهذا ما سوف يؤدى إلى زيادة شرائح الفقراء فى مصر.. فى هذا التحقيق رصدنا معاناة أصحاب المعاشات ومدى شعورهم بالألم من تلك الفجوة.

يقول أحمد عراف يعمل مهندس بشركة الكهرباء وهو الآن من أصحاب المعاشات يوجه رسالة للحكومة قائلاً: اتقوا الله فى أصحاب المعاشات يا حكومة ويؤكد أن هذه الفئة يقع عليها الظلم بصورة كبيرة حيث إن معاشى الذى أتقاضاه لا يتجاوز نسبة 25% من الراتب الذى كنت أحصل عليه أثناء العمل ويضيف أيضاً لولا مدخراتى التى كونتها وميراثى لا أعرف كيف كنت سأعيش ويتساءل: ما الذى يفعله صاحب المعاش الذى ليس لديه أى مدخرات أخرى ويحاط بالعديد من الأعباء مثل زواج الأبناء ومصاريف العلاج وخلافه؟ ويرى أن مجمل الاشتراكات التى يتم دفعها للتأمينات إذا تم استثمارها فى أى شىء آخر ستدر عائداً أفضل من المعاش الذى نحصل عليه.

يضيف– محمد محفوظ– كان يعمل مدير عام بهيئة السكة الحديد قائلاً: كنت أتقاضى راتباً يصل إلى 5000 جنيه وعندما خرجت على المعاش أصبحت أتقاضى 1050 جنيهاً وبعد الزيادات الأخيرة وصل إلى 1170 جنيها وهذا لا يعادل ربع راتبى الذى كنت أتقاضاه أثناء فترة العمل ولولا أن زوجتى ما زالت تعمل وتساهم فى مصاريف البيت فإننى لا أعرف كيف كنا سنعيش بهذا المبلغ خاصة أن أبنائى ما زال بعضهم فى الدراسة.

ويؤكد– عبد الله عبد الغفار– ضرورة إعادة هيكلة نظام التأمينات بحيث يتقاضى المحال على المعاش من 70 إلى 80% من راتبه حتى يتناسب مع متطلبات الحياة وحتى لا يشعر المحال على المعاش بأنه أصبح فقيراً ولا أهمية له وأن الدولة لا تقدر الدور الذى قام به أثناء فترة عمله.

وتقول– سنية فوزى– التى كانت تعمل وكيل وزارة سابق: كنت أتقاضى 8000 جنيه كراتب وفوجئت بعد خروجى على المعاش أننى أحصل على 1800 جنيه فقط ولولا مدخراتى والمسئولية الأكبر التى يتحملها زوجى ما استطعت العيش بهذا المبلغ.

تطالب– رابحة عوف– بزيادة نسبة المرتب الأساسى حتى تزداد نسبة الخصم منه وترتفع المعاشات التى يحصل عليها المحالون للمعاش أو أن يتم عمل دراسة جديدة جيدة لتحسين أوضاع أصحاب المعاشات.

يقول– شعبان النجدى– الذى كان يعمل مدير عام سابق بالتربية والتعليم إن أصحاب المعاشات يتعرضون لظلم كبير بسبب الفجوة التى تحدث بين الراتب والمعاش.. إن التزامات الإنسان تزداد دائماً كلما تقدم فى العمر لأن هناك متطلبات أخرى مثل العلاج وزواج الأبناء والحفاظ على المظهر الاجتماعى.

ويتساءل: أليس من الظلم أننى كنت أتقاضى 6000 جنيه وأخرج على معاش 900 جنيه وعلى مرور السنوات أحصل الآن على 2000 جنيه مطالباً بأن يكون المعاش مساوياً لأعباء الحياة.

يقول– فتحى سلامة– كان يعمل مدير عام بأحد البنوك أن قيمة المعاش التى يحصل عليها 950 جنيها وأن مكافأة نهاية الخدمة التى وضعها فى البنك لتدر عليه عائداً هى التى تساعده على المعيشة ولكنه لا يعترض على ذلك فهو يرى أن ما يتقاضاه المحال على المعاش يتناسب مع قدر الاشتراكات التى كان يدفعها على مدار سنوات خدمته وكلما زادت قيمتها زادت نسبة المعاش.

تقول– فوقية إبراهيم– المعاش لا يتناسب مع الراتب الذى كنا نتقاضاه أثناء فترة العمل وعلاوة على ذلك ونحن على سن المعاش ونعد من كبار السن نجد الكثير من المعاناة فى الحصول على هذا الراتب الضئيل نطالب الحكومة أن تنظر لنا بعين الرحمة وتزيد من عدد الموظفين داخل هيئة التأمينات وأن تقوم بوضع ماكينات صرف آلى فى أماكن مختلفة وبشكل أكبر، مؤكدة أن كثيرا من أصحاب المعاشات يتم سرقتهم نظراً للتكدس أمام ماكينات الصرف الآلى وفى الطوابير المزدحمة أمام شباك الصرف وتضيف أيضاً بعدما سمعت ما قاله السيسى عن خطته المقبلة لتحسين مستوى الفرد ورفع مستوى أصحاب المعاشات كلى أمل فى الله ثم فى الرئيس السيسى أن تتحسن أوضاعنا وأن يوفى بوعده لنا.

يضيف– محمد مصطفى زين– أن أوضاع أصحاب المعاشات لن تتحسن إلا إذا منحتهم الحكومة إعانة اجتماعية تتحملها الدولة فى الموازنة العامة. تشير سيدة سرحان– من أصحاب المعاشات من الطبقة البسيطة– من الضرورى زيادة المعاشات فقد فوجئت بأن معاش زوجى ضئيل جداً بعد وفاته فهو لا يكفى احتياجات أبنائى اليومية فى ظل هذا الارتفاع المستمر وجشع التجار.

تؤكد– رئيفة اسماعيل– أعانى معاناة شديدة فى كل شهر فى زحام مكتب البريد التابع لى حيث أقف أمامه فى طابور طويل فى الشمس الحارقة حتى أستطيع الحصول على معاشى.