حققت مصر استحقاقا جديدا نحو قاطرة التنمية فى مجال علوم الفضاء والاقمار الصناعية والاستشعار عن بعد وذلك بعد ان اطلقت مصر القمر الصناعى المصرى (ايجبت سات 2) من قاعدة (بايكونور) فى (بكازاخستان) بروسيا الذى يعد القمر الصناعى الثانى الذى يطلق من قواعد فضاء روسية وهو مجهز بأحدث التقنيات الحديثة فى مجال التصوير بالاشعة تحت الحمراء وبذلك يصبح القمر السادس المصرى منذ انطلاق القمر الاول نايل سات1 عام 1998 واثار ايجبت سات 2 اهتمام الخبراء فى كافة المجالات وعلى المستوى الدولى اثار حفيظة اسرائيل بسب التقنية الحديثة والعالية التى يمتلكها القمر خاصة انه اطلق عقب اطلاق اسرائيل القمر الصناعى العاشر لها (اوفيك _10) باسبوع فقط خاصة انها تعد الدولة العاشرة على مستوى العالم فى مجال علوم الفضاء والاقمار الصناعية.

واكد الدكتور ميلاد متولى خبير الاتصالات وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد ان اطلاق القمر المصرى ايجبت سات 2 فى ذلك التوقيت لم يكن مجرد اضافة لعدد الاقمار المصرية التى تسبح فى الفضاء فقط بل يعد استحقاقا جديدا تحقق على ارض الواقع لا يقل اهمية عن حفر قناة السويس ولا عن اعادة مشروع توشكى وذلك بما ثبت خطوة تنموية فى كافة المجالات خاصة ان مجال عمل القمر لم يقتصر على التصوير المرئى وزيادة القنوات الفضائية فحسب بل يقدم خدمات استرتيجية وتنموية ويتمتع بامكانية التصوير بالاشعة تحت الحمراء ويقوم بتصوير مصر يوما ثلاث مرات بطريقة مائلة مرتين ومرة بطريقة عمودية ويرسل ما يلتقطه من صور الى محطتين ارضيتين فى القاهرة واسوان ولديه قدرة عالية على التصوير حتى مسافة واحد متر ووصلت تكلفته ما يقارب مليار جنيه ولاول مرة يشارك شباب مصرى فى عملية التصميم والتجهيز بنسبة تجاوزت 60٪ مع العلماء الروس وعمره سوف يصل الى 11 عاما مع وجود مراقبة جيدة حتى لا يفقد مثل ايجبت سات1 بعد 3 سنوات فقط من عمله.

اضاف مدحت الغزالى الخبير البيئى والجيولوجيى ان امتلاك مصر لمثل هذه الاقمار يعد خطوة قوية نحو التواصل مع العالم الخارجى بأحدث التقنية حيث يوفر الجهد والمال فى عمليات الاستكشاف خاصة فى مجال ابحاث البيئة والجيولوجيا لانه يساهم فى توفير معلومات مصورة حول الاماكن التى توجد بها مياه جوفية ومسافات الحفر بالاضافة الى اماكن تواجد المعادن المختلفة والمنتشرة والتى لا نعرف اماكنها مثل الفوسفات والرمال البيضاء والسوداء ما يساهم بشكل ايجابى فى وضع خطط التنمية الزراعية ومعرفة طبيعة الاراضى واستثمارها الاستثمار الامثل بدلا من ضياع واهدار الاموال فى استصلاح الاراضى التى كثيرا ما تبوء بالفشل بالاضافة الى تقديم خدمات معلوماتية للمستثمرين الذين يرغبون فى هذه النوعية من الاستثمار فى مجال التنقيب عن المعادن خاصة التنقيب عن البترول حيث يقدم صورا واضحة عن الطبيعة الجيولوجية للاراضى ومحتويتها ما يساعد فى عملية اتخاذ قرار التنقيب.

واعرب توفيق منازع الخبير الاستراتيجى عن بالغ سعادته لهذا الصرح العلمى الذى يضع مصر فى مصاف الدول الرائد فى مجال تكنولوجيا الاقمار الصناعية والاستشعار عن بعد حيث امتلكت مصر عام 98 اول قمر صناعى عربى وافريقى (نايل سات 1) حتى وصلت لهذا العدد الهائل والتى سوف تتوج بالرقم السابع عام 2017 حينما نطلق ايجبت سات 3 من روسيا بصناعة وخامات مصرية مائة فى المائة بجانب ان مصر سوف تقوم بتصدير المواد التى يصنع منها الاقمار الصناعية بالتعاون مع وكالات الفضاء بالاضافة الى قدرة القمر على رصد الحدود المصرية والمتابعة فبذلك نستطيع ان نحمى حدودنا ونمنع عدم تكرار الحوادث لجنودنا على الحدود بالاضافة الى قيام القمر بالتقاط صور لسد النهضة الاثيوبى ومراحل تطوره وانشائه ولمعرفة السعة التخزينة للسد والاغراض الحقيقة منه ما مثل ورقة ضغط وجعل إثيوبيا تطلب التفاوض مع مصر بعد كل مراحل التعند الماضية وبالتعاون مع الهيئة القومية لاستشعار عن بعد تدعم صوره فى عملية استثمار المناطق الوجستية حول قناة السويس وتقديم افضل العروض للحكومة حول الاستثمار الزراعى او الصناعى.

الجدير بالذكر ان القمر الصناعى المصر اثار حفيظة اسرائيل وزعمت ان مصر اطلقت القمر لاستخدامه فى اغراض عسكرية بعكس ما صرح به المسئولون المصريون وطالب اعضاء الكنيست زيادة الحصة المادية المخصصة لهيئة الاقمار الصناعية الاسرائيلية لكى تتفوق على امكانات القمر المصرى.

وصرح المهندس عاطف ابوالعيون الخبير البترولى ورئيس احدى شركات التنقيب بان القمر ايجبت سات 2 سوف يحدث طفرة فى مجال التنقيب والاستكشفات البترولية حيث يوفر حوالى 100 مليون سنويا مهدرة بسبب التنقيب شبه العشوائى او غير المدروس لعدم توافر كافة المعلومات خاصة فى الصحراء او البحار فأصبح بإمكان الهيئة الاستعانة بتلك الصور التى تلتقط الى الاماكن المراد التنقيب فيها بحيث يساعد فى معرفة منسوب المياه والكميات والمعادن الموجودة بداخل الاراضى خاصة البترول ما يجعلنا نضع خططا جيدة للاستخراج الامثل والاسرع وبأقل التكليف.

واضاف ابوالعيون ان فترة ولاية الرئيس السيسى سوف تشهد العديد من المشروعات القومية، ونستعرض تاريخ الاقمار الصناعية فى مصر

1- نايل سات 101

هو أول قمر صناعى مصرى كما أنه أول قمر صناعى مملوك لدولة إفريقية أو عربية. وهو قمر صناعى مخصص لأغراض الاتصالات الفضائية وتم إطلاقه على الصاروخ أريان 4 من جويانا الفرنسية فى 28 إبريل 1998. وتم تشغيله رسميا فى 31.

2- نايل سات 102

يحمل نايل سات 102 مع نايل سات 101 ما يقرب من 280 قناة تليفزيونية تغطى شمال إفريقيا وجنوب أوروبا والشرق الأوسط ويتم تشغيله الآن بواسطة الشركة المصرية للأقمار الصناعية التى تم إنشاؤها عام 1996.

3- نايل سات 103

هو قمر صناعى مصرى لأغراض الاتصالات ويعرف أيضا باسم Atlantic Bird 4.

انضم فى عام 2007 لـ«نايل سات 101» ونايل سات 102 فى نقل القنوات الفضائية ونقل البيانات وخدمات الإنترنت ليخدم أكثر من 15 مليون فرد فى شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

4- النايل سات 201

وزن هذا القمر 3.2 طن ويضم 25 تردد ku تشمل تغطية القمر منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا واجزاء من جنوب اوروبا وشمال الخليج وعمر افتراضى 15 عاما، تم اطلاقه بواسطة الصاروخ الروسى Soyouz وبالتحديد فى شهر فبراير 2010 من خلال قاعدة Kourou فى غوايانا الفرنسية

5- إيجيبت سات- 1

هو قمر صناعى لأغراض عسكرية تجسسية وهو أول قمر صناعى مصرى للاستشعار عن بعد. تم تصنيع القمر بالتعاون بين الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء فى مصر ومكتب تصميم يجنوى الأوكرانى وتم إطلاقه من على متن صاروخ دنيبر-1 فى 17 إبريل 2007 من قاعدة باكينور لإطلاق الصواريخ بكازاخستان.

واخير اطلق القمر القمر الصناعى السادس ليقدم خدماته التنموية فى كافة المجالات لبناء مصر الجديدة فى ظل قيادة تحترم ارادة الشعب.