السوق العربية المشتركة | رئيس مركز أبحاث اكتشاف الأدوية بجامعة تمبل الأمريكية: كليات الصيدلة تحتاج إلى إدخال الدراسة "الإكلينيكية" وأبحاث الدواء إلى مناهجها لتطويرها

أدعو للتركيز على أبحاث الدواء للأمراض المنتشرة فى مصر والعالم العربيأعداد خريجي الصيدلة أصبحت أضعاف حاجة الدول

السوق العربية المشتركة

الأحد 22 ديسمبر 2024 - 12:51
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

رئيس مركز أبحاث اكتشاف الأدوية بجامعة تمبل الأمريكية: كليات الصيدلة تحتاج إلى إدخال الدراسة "الإكلينيكية" وأبحاث الدواء إلى مناهجها لتطويرها

أدعو للتركيز على أبحاث الدواء للأمراض المنتشرة فى مصر والعالم العربي



 

أعداد خريجي الصيدلة أصبحت أضعاف حاجة الدولة فأصبح هناك صيدلي لكل 300 مواطن

 

اهتمام الدولة بإجراءات الوقاية بجدية ادى إلى مرور أزمة كورونا بسلام

 

دراسة الصيدلة بأمريكا وكندا أصبحت 6 أعوام والخريج يحصل على شهادة الدكتوراه وليس البكالوريوس

 

الدكتور ماجد أبو غربية، أستاذ للكيمياء الطبية والمدير المؤسس لمركز "مولدر" لأبحاث اكتشاف الأدوية فى كلية الصيدلة بجامعة "تمبل" فى مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا بأمريكا، والتي انضم لها عام ٢٠٠٨، وأحد أبناء مصر العلماء الذين تفخر بهم، حيث تخرج من كلية الصيدلة جامعة القاهرة عام ١٩٧١، وكان مسؤولاً عن وضع وتنفيذ استراتيجيات أبحاث مركز ابحاث اكتشاف الدواء، وربط البحوث العملية من المعمل للمريض فيما يُعرف بالبحوث الإكلينيكية (From Bench To Patient Bedside) وتعزيز أبحاث الكلية بجامعه "تمبل".

 

وقد أمضى الدكتور ماجد ٢٦ عامًا في شركة "وايث" للأدوية، حيث كان نائب الرئيس الأول لشركة "وايث" للأدوية والتي هي حاليًا شركة "فايزر"، حيث أشرف على أبحاثً ٥٠٠ باحث بفرع الشركة في ٤ ولايات أمريكية، و١٥٠ باحث كيميائي في الهند.

 

 كما أن للدكتور ماجد العديد من الابحاث المنشورة فى المجلات العلمية، وأكثر من ١٢٠  براءة اختراع أمريكية و٣٥٠ براءة اختراع عالمية، وحصل على العديد من الجوائز لإنجازاته العلمية، وهو عضو في المجلس الاستشاري العلمي للعديد من الشركات والجمعيات المهنية والعلمية، ويشغل منصب أستاذًا فخريًا في عدة جامعات في الولايات المتحدة وخارجها.

 

ويدعو الدكتور ماجد أبو غربية إلى ضرورة تطبيق النظم الحديثة بدراسات كليات الصيدلة بجامعات مصر والدول العربية، كما أن لديه وجهات نظر أخرى من أجل خدمة القطاع الصيدلي والبحث العلمي وتحقيق الفائدة للمرضى والمواطنين واقتصاد الدولة، لذا كان حوارنا معه أثناء زيارته لمصر.

 

ما هي طموحاتك التى تتمنى تحقيقها بمجال تخصصك فى مصر؟

 

يوجد هدفين أسعى لتحقيقهم، أولهم أنني اتمنى أن تصعد الأجيال الجديدة من الصيادلة على دراية كافية بالنظم الحديثة بالمجال، ولذلك تواصلت مع العديد من عمداء كليات الصيدلة سواء بالجامعات الخاصة أو الحكومية؛ لإدخال المناهج الحديثة التى تُدرس بالخارج والتي أصبحت دراستها شرطًا على كلية الصيدلة للاعتراف بشهادتها بالخارج، وللأسف لا يوجد كلية صيدلة بمصر شهادتها معترف بها في أمريكا وكندا لذلك السبب، لذا أحاول أن يتمكن الطلبة من دراسة الناحية الإكلينيكية الخاصة بالمستشفيات وعلاقتهم بالمرضى إلى جانب عمل الأجزخانات.

 

الهدف الآخر الذى أسعى لتحقيقه يتعلق بصناعة الدواء فى مصر، والتي من المفترض أن تقوم على الأبحاث وليس البحث عن الأدوية منخفضة التكلفة لتحقيق مكاسب سريعة، لذلك اتمنى أن تدخل الأبحاث فى صناعة الدواء، كما لابد أن تقوم وزارة الصحة باحتواء الصيادلة وأن تمنح الصيادلة ألقاب مثل مساعد أو استشاري حسب الخبرات ، وهو ما تسعى إليه النقابة.

 

كما أرجو أن يتم دراسة كيفية تحقيق منافسة متكافئة ما بين الصيدليات، وذلك بأن تكون التخفيضات على الدواء متاحة للتأمين الصحي ليستفيد منها جميع المواطنين، بدلًا من أن تحصل صيدليات على تخفيضات من بعض الشركات دون غيرها، مما يتسبب فى انخفاض المبيعات وبالتالي حدوث خسائر لها.

 

كم تستغرق عملية تحديث دراسات كليات الصيدلة؟

 

يوجد بعض الجامعات بدأت بشكل جاد فى إدخال الدراسة الإكلينيكية لتزويد خبرات الصيادلة بالمرضى عن طريق إتاحة كورسات مثل جامعة القاهرة، والبعض قام بدعوة اساتذة لإلقاء المحاضرات، كما تمت الموافقة على كلية الصيدلة جامعة لبنان وتقوم بمنح نفس الدرجة حاليًا بعد تطوير مناهج دراستها، وفى الطريق الجامعة الأردنية.

 

ومسألة التطوير كما حدث بالخارج تتم عن طريق زيادة عام لأعوام الدراسة، ففي أمريكا وكندا على سبيل المثال أصبحت الدراسة بكلية الصيدلة ستة أعوام بدلًا من خمسة، ويكون هذا العام الدراسي عبارة عن تدريب بالمستشفيات نظرًا لأهمية التدريب الإكلينيكي للصيادلة، بعدها يحصل الخريج على شهادة دكتوراة PharmD، وليس بكالوريوس.

 

أمر آخر لابد من أن يتم وضعه في الحسبان، وهو أن عدد خريجي كليات الصيدلة فى مصر كل عام يزداد أضعاف عن حاجة الدولة لهم، بحيث أصبحت المعادلة صيدلي لكل 300 مريض، يقابله في الخارج صيدلي لكل 1500 مريض، وذلك بسبب انتشار كليات الجامعات الخاصة والحكومية.

 

ما هو الموضوع الذي يشغل اهتمامك هذه الفترة من أبحاث؟

 

أحاول حاليًا أن اتعامل مع العديد من كليات الصيدلة داخل مصر، كما أقوم بتدريب باحثين حصلوا على درجة الدكتوراه بشهادة مشتركة ما بين جامعة تمبل وجامعة القاهرة، وقمنا بجلب أساتذة من الخارج للتدريس داخل بعض الجامعات بمصر.

 

ولذلك أدعوا للتركيز على أبحاث الأدوية للأمراض المنتشرة فى مصر والعالم العربي ومميزة عن الأمراض الموجودة بالخارج، فشركات الأدوية بالخرج تركز على أدوية الأمراض المنتشرة بأمريكا وأوروبا كأسواق ذات عائد مالي، وإذا نجح تداولها بدول أخرى يتم تصديرها؛ لذلك لابد أن تقوم الدولة بالتركيز على الأمراض المنتشرة بها من خلال الأبحاث العلمية لعلاج المرضى بالداخل.

 

ما هي أهم الاكتشافات العلمية التى توصلت إليها؟

 

تمكنت مع فريق العمل البحثي الخاص بي من اكتشاف عشرة عقاقير جديدة طرحت فى أسواق العالم لعلاج عدة امراض، منهم دواء مضاد حيوي تيجسل (Tygacil) لمقاومة العدوى البكتيرية وأربعة ادوية لعلاج السرطان (Mylotarg و Torisel و Bosulif ) Neratinib)، ودواء للعلاج من هشاشة العظام (كومبرينزا Combrinza)، واثنين من مضادات الاكتئاب (إيفكسور Effexor و بريستيك  Pristiq) ودواء للأرق (سوناتا Sonata) ودواء لألم الأعصاب (ديزوسين Dezocine).

 

وأذكر حينما تمت دعوتي للذهاب إلى الصين لإلقاء محاضرة حول أدوية علاج الألم لمرضى السرطان والسكر، سرني كثيرًا عندما وجدت إحدى الأدوية التى ساهمت فى اكتشافها لتسكين آلام السرطان عام 1983، انه من أفضل الأدوية فى دولة الصين ويحتل رقم 2 لعلاج الألم بها، والأكثر من ذلك قيامهم بأبحاث أخرى عن الدواء تم خلالها اكتشاف فوائد جديدة.

 

وما أبرز الجوائز التى حصلت عليها وتعتز بها؟

 

بتوفيق من الله توصلت إلى اكتشاف دواء للسرطان وآخر للاكتئاب، وقد حصلت نظير اكتشافهم على جائزتين على مستوى أمريكا من الجمعية الأمريكية الكيماوية تسمى HEROES OF CHEMISTRY، وهى تُمنح لأصحاب الإنجازات فى مجال الكيمياء وتؤدى إلى خدمة المجتمع، والآخر للمرضى نظير اكتشاف أدوية لعلاج المرضى.

 

هل يوجد أمراض أخرى تحتل أهمية في مجال أبحاث الدواء بجانب "الكورونا" حاليًا؟

 

بالطبع يوجد، فلا يزال هناك العديد من الأمراض ليس لها علاج مثل مرض التوهان "الزهايمر"، وبالرغم من تقدمنا فى التوصل لعلاجات لبعض أمراض السرطان مثل سرطان الثدي حتى أن نسبة النجاة منه وصلت إلى 90% بعد أن كانت تتراوح ما بين 40:60%، لا زال يوجد سرطان البنكرياس والذى لم يتم التوصل إلى علاج منه ويتوفى المريض خلال عامين من إصابته به، لذلك لابد من الاهتمام بمجال أبحاث الدواء لأنه يعتبر مستقبل علاج المرضى بمصر والعالم بأكمله.

 

ولكن بالنسبة إلى وباء "كورونا" احتل أهمية نظرًا لأنه فاجأ العالم مثل كثير من الأوبئة، وبالتالي لابد من الاهتمام بعمل أبحاث عنه للتوصل لأمصال ولقاحات، ولدى فريق أبحاث يعمل بشأنها وقمنا بنشر بعضها ومستمرون بالعمل.

 

انتهت موجات من "الكورونا" بمصر بشكل أفضل من دول أخرى، ما تفسيرك لذلك؟

 

يعود ذلك إلى اهتمام الدولة بإجراءات الوقاية بشكل أكبر من دول أخرى، مع قرارات غلق أماكن التجمعات والمناسبات وتحجيم ساعات العمل بالأسواق، بالإضافة إلى توفيرها الأمصال واللقاحات بشكل منظم، كل تلك الخطوات كانت نتيجتها مرور الأزمة بسلام.

 

أثناء زيارتك لمصر.. كيف ترى أحوال القطاع الصيدلي حاليًا؟

 

 أثناء زيارتي وجدت ظاهرة محزنة، حيث يسود الشارع الصيدلي حالة من الاحباط العام بعد وضع نقابتهم تحت الحراسة منذ عدة سنوات، وللأسف طبقا لتوجيهات القيادة السياسية فى الزام الوزراء ومسؤولي القطاعات المختلفة بالنزول الى الشارع والالتقاء بالصيادلة والاستماع إليهم من أجل حل مشاكلهم الا ان هذا لا يحدث على الإطلاق، مما بعث فى نفوسهم الاحباط والضياع، وما زاد من هذا الاحباط عدم قبول المسؤولين بالسماح بمقابلتهم لطرح وشرح مشاكلهم للعمل على حلولها، مما ساعد على عدم الالتزام بقانون مزاولة المهنة ودخول غرباء عليها سواء على ارض الواقع او استغلال الفضائيات فى تسويق وبيع الدواء وهذا مجرم على مستوى العالم، مما يساعد على تداول المحظورات والمغشوش.

 

 لذا لابد من فرض قوة الدولة وتنفيذ القانون حماية لصحة المواطن المصري وهو العنصر المهم فى أولويات الجمهورية الجديدة.