السوق العربية المشتركة | سادة البحار

الاحتفال هذا العام بذكرى ثورة 30 يونيو كان حدثا استثنائيا بكل المقاييس فى ظل انضمام قاعدة 3 يوليو البحري

السوق العربية المشتركة

الخميس 25 أبريل 2024 - 12:25
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
سادة البحار

سادة البحار

الاحتفال هذا العام بذكرى ثورة 30 يونيو، كان حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس، فى ظل انضمام قاعدة «3 يوليو» البحرية فى منطقة جرجوب بمحافظة مطروح، إلى منظومة القواعد البحرية المصرية، لتمثل نقاط ارتكاز ومراكز انطلاق للدعم اللوجستى للقوات المصرية فى البحرين الأحمر والمتوسط، ولمجابهة أى تحديات ومخاطر بالمنطقة.



 

الحدث الكبير الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى، إضافة لمنظومة القواعد المصرية العسكرية على البحر المتوسط، خصوصًا أنها تختص بتأمين البلاد فى الاتجاه الاستراتيجى الشمالى والغربى، وصون مقدراتها الاقتصادية، وتأمين خطوط النقل البحرية، والمحافظة على الأمن البحرى؛ باستخدام المجموعات القتالية من الوحدات السطحية والغواصات والمجهود الجوى.

 

إن قاعدة 3 يوليو- المطلة على البحر المتوسط فى الشمال الغربي- تشكل إضافة جديدة ومهمة لمنظومة القواعد البحرية المصرية، لا سيما مع تزايد التحديات التى تواجه الأمن القومى المصرى والعربى، وأبرزها الجماعات الإرهابية والمرتزقة والهجرة غير الشرعية، فضلا على تعزيز الأمن البحرى وثروات البحرين الأحمر والمتوسط.

 

كما أن القاعدة البحرية الجديدة تأتى ضمن خطة التطوير الشاملة للقوات البحرية، والقوات المسلحة المصرية عمومًا، حيث تأتى على بعد 70 كيلومترًا فقط تقريبًا من الحدود الغربية بين مصر وليبيا، وافتتاحها لدعم مقدرات الدولة وإنجاز المهام القتالية للأسطول الشمالى وتحقيق الأمن القومى، ليس فقط المصرى، ولكن العربى عمومًا.

 

نعتقد أن تأسيس القاعدة العسكرية يأتى فى إطار تأكيد قوة مصر، ورسالة ردع جديدة توجهها لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومى، كما أنها دليل للتأكيد على السيطرة والهيمنة المصرية الكاملة على سواحلها ومياهها الاقتصادية الخالصة، فى ظل الثروات البحرية التى يستوجب تأمينها أعلى مستويات الكفاءة والقدرة القتالية.

 

القاعدة الجديدة، التى تعد فخرًا وإنجازًا حقيقيًا، تتضمن مزيدًا من قدرات الردع والتأمين للركائز والثروات المصرية فى البحر المتوسط، وتوفير الدعم اللوجستى الكامل ومتطلبات تنفيذ أى مهام قد توكل للقوات البحرية وغيرها من القوات فى إطار التكامل والتعاون بين الأفرع الرئيسية المختلفة للجيش المصرى.

 

لعل أبرز مهام القاعدة العسكرية الجديدة أن إحدى مهامها الرئيسية تأمين المصالح الاقتصادية، ومن بينها حقل «ظهر» واستثمارات واكتشافات الغاز الطبيعى.

 

نتصور أنه بافتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية تؤكد مصر- مجددًا- أنها على أهبة الاستعداد لمواجهة أى تحديات محتملة قبل حدوثها، وأن نظريات الأمن القومى لا تحتمل أن ننتظر الخطر حتى يحدث لكى نتحرك، بل أن نستبق أى حدث بتجهيز قوة الردع له.

 

أخيرًا.. إن قواتنا البحرية تمتلك قوة متطورة، تمكنها من ردع كل من تسول له نفسه تهديد مصالحنا القومية، فى ظل التهديدات والتحديات غير المسبوقة المحيطة بالدولة، وما افتتاح القاعدة الجديدة إلا تأكيد صادق ودليل جديد على أن المصريين بالفعل هم سادة البحار.