مافيا الدروس الخصوصية.. تتحدى الوزارة قبل بدء الدراسة
مراكز الدروس الخصوصية.. كاملة العدد
مافيا الدروس الخصوصية.. تتحدى الوزارة قبل بدء الدراسة
مراكز الدروس الخصوصية هى السبوبة التى لم تفلح كل الحكومات فى القضاء عليها حتى الآن، وبالرغم من أن هناك أكثر من ثلاثة أسابيع متبقية على بدء العام الدراسى إلا أن هذه المراكز بدأت نشاطها مبكراً فى الدقهلية لنجد كل عام أساليب وطرقا جديدة للدعاية والتسويق التى تقوم بها هذه المراكز ومعلموها فى مختلف المواد لتنشيط سلعة المدرس من خلال اسمه ولقبه فى وسيلة رخيصة للدعاية فى الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وبالرغم من تصريحات وزارة التربية والتعليم انه تم مخاطبة وزارتى الأوقاف والداخلية والمحافظين لغلق هذه المراكز إلا أنه «لا حياة لمن تنادى» والكل يعمل بحرية تامة والدعاية على الملأ على مرأى ومسمع الجميع وعلى مواقع التواصل الاجتماعى دون خوف من أحد. أكثر من خمسة عشر مليار جنيه سنوياً تتكبدها الأسر فى الدروس الخصوصية لتصبح مصدر رزق لتلك المراكز التى تتفوق على المدارس النظامية فى أعداد الحضور من الطلاب ففى الوقت الذى تعانى منه المدارس من قلة حضور الطلاب تعانى بعض المراكز من زيادة أعداد المتقدمين للدروس الخصوصية بل وترفض العديد من الطلاب ولذلك فهى تفتح أبوابها مبكراً من أجل الحجز قبل العام الدراسى بفترة طويلة.
جريدة «السوق العربية» قامت بعمل جولة على مراكز الدروس الخصوصية والبداية كانت شارع «كلية آداب» يحتوى هذا الشارع على أكثر من سبع مراكز لإعطاء الدروس الخصوصية بالإضافة إلى الشوارع الجانبية بجواره فكلها مليئة بالسنترات وبداخل كل سنتر هيئة إدارية متكاملة تقوم بالإشراف وجمع الفلوس وتوصيل الشكاوى من وإلى أولياء الأمور والإعلانات هناك موجودة بكثرة وموجود العديد من اللافتات لجذب الطلاب لهذه المراكز بالإضافة إلى وجود مراكز فى أماكن أخرى وكانت المفاجأة عندما وجدنا مركزاً وشاهدناه من الداخل ولكن هذا المدرس اختلف عن باقى المدرسين من حيث بداية الحجز والتخصص وعدد الطلاب داخل المكان، فجميع المدرسين فى جميع السنترات يفتحون باب الحجز قبل بدء الدراسة بشهر أو شهر ونصف على الأكثر وعدد الطلاب لا يتجاوز 15 طالبا أما هذا المدرس فيعلن عن فتح باب الحجز قبل انتهاء السنة وقبل السنة الجديدة بأربع اشهر أما عن عدد الطلاب فوجدنا أن المدرس خصص دوراً بالكامل من منزله لإعطاء الدروس الخصوصية هذا المكان من الداخل أشبه بالمدرج الجامعى به مدرجات للطلاب وشاشة عرض وسبورة إلكترونية وأكثر من جهاز كمبيوتر وسماعات لتكبير الصوت كى تصل للطلاب فى آخر المدرج نظراً لكثرة الأعداد داخل المدرج فهى تتجاوز المائة طالب فالمكان مكتظ بطلاب الصف الثالث الثانوى الذى بدأ فيه الدروس الخصوصية مبكراً، كما يؤكد طلاب الثانوية العامة المقبلون على هذه المراكز أن التقديم والحجز يبدأ فى بداية شهر يوليو وأن الطالب الذى يتأخر إلى شهر أغسطس قد لا يجد مكاناً أو تحدد له أوقات غير مناسبة له وأوضح الطلاب أن الدروس الخصوصية شىء أساسى لهم بل والعنصر الأساسى فى استعداداتهم للامتحانات لافتين إلى انهم يحصلون على دروس خصوصية فى جميع المواد والحصة فى المادة الواحدة 30 جنيها كما أكدوا ايضاً أنهم مضطرون إلى اللجوء للدروس الخصوصية لأن المعلم داخل الدرس يؤكد المعلومات المهمة ويقوم بتلخيص المنهج فى مذكرات ما يوفر عليهم الجهد فى مذاكرة المناهج بأكملها والحصول على درجات متميزة.
جريدة السوق العربية دخلت المركز للسؤال عن الأسعار والمواعيد والمفاجأة أن الحجز انتهى ولا يوجد مكان بالنسبة لطلاب الثانوية العامة وأن الأماكن المتاحة للصف الأول الثانوى فقط وتبدأ الحصص مع بداية العام الدراسى والحجز من الآن، كما وجدنا داخل السنتر مكتب سكرتارية متكامل يقومون باستلام فلوس الحجز وتقييد أسماء الطلاب وتنسيق المواعيد، كما وجدنا أن أسعار الحصة الواحدة 30 جنيها خلاف ثمن الملزمة وتختلف الأسعار من مدرس لآخر فكل مدرس له سعر كما أكد السكرتارية داخل السنتر أن أسعار هؤلاء المدرسين لا مثيل لها وأنهم أقل الأسعار بين مراكز الدروس الخصوصية.
وفى الجولة التى قامت بها السوق العربية رأينا مكان مخصص للدروس الخصوصية بالكامل وهى جمعية رعاية الطلبة فهى بالنهار مدرسة خاصة وبعد الدوام مركز متكامل للدروس الخصوصية لجميع المراحل وجميع المواد، مبنى مكون من 3 أدوار به أكثر من 15 فصلا جميع الفصول مليئة بالطلاب وفى الدور الأول توجد الهيئة المسئولة عن إدارة هذه الجمعية وعن عملية التنظيم داخلها الأسعار شبه محددة من 70 إلى 80 جنيها فى معظم المواد فى داخل المجموعة والمذكرات أيضاً شبه محددة 50 جنيها للملزمة الواحدة فى كل مادة والمسئولون عن هذا المركز أكدوا أن هذه الخدمة بأسعار مخفضة لتكون بدلاً عن الدروس الخصوصية فى المنزل وللحد من الأسعار المرتفعة التى لا تستطيع الأسر توفيرها.
يقول– عمرو جاد– طالب ثانوية عامة بمجرد انتهاء امتحانات السنة الماضية قمنا بحجز دروس السنة الجديدة خوفاً من نفاد الأماكن المتاحة عند المدرسين أو أن نوضع على قائمة الانتظار ونأخذ مواعيد غير مناسبة بالنسبة لنا.. نحن لا نشعر بالإجازة فالسنة كلها دراسة بسبب الدروس الخصوصية.
تقول– آية السعيد– نضطر إلى الذهاب للسنترات لأخذ دروس خصوصية كبديل للحصص المدرسية وذلك بسبب اهمال المدرسين داخل الحصص بالمدرسة كى يضطروا للاعتماد على مثل هذه الدروس فالمدرس داخل المدرسة لا يبالى بالشرح ولا يهتم بالطلاب ولا التلخيص ولا التركيز على اى معلومة مهمة.
يقول– عبدالرحمن طارق– المدرسون داخل سنترات الدروس الخصوصية يقومون بعمل ملخصات وملزمات يوجد بها المعلومات المهمة والأساسية وفى نهاية الفصل الدراسى يعطون لنا ملازم بها أسئلة مهمة تأتى بنسبة 95% فى الامتحان النهائى ما يوفر علينا الكثير من الجهد وذلك على عكس ما يحدث داخل المدرسة. تقول– ابتسام حسنى– ولية أمر أحد الطلاب الدروس الخصوصية مكلفة جداً ونضطر لعمل الجمعيات من أجل توفير الميزانية الخاصة لهذه الدروس فلو قام المدرس داخل المدرسة بالدور المنوط به وتوصيل المعلومة للطالب والتيسير عليه وراعى ضميره واتقى الله فى الطلبة وأوليات الأمور ما أصبحنا فريسة للدروس الخصوصية.
يقول– الشربينى عبيد– ولى أمر أحد طلاب الدروس الخصوصية بدأت فى التفشى والانتشار المتزايد فى الوقت الذى تخلى المدرس عن دوره الفعال ونسى ضميره وتحول من معلم إلى تاجر.. فأصبحت الدروس الخصوصية تجارة مربحة جداً والغريب أن كل مدرس أصبح لديه مدير أعمال يشرف على الحجز وجمع الفلوس وبيع المذكرات والأغرب حينما رأيت مبانى بأكملها مخصصة للدروس الخصوصية.
يقول– عاطف المولا– ولى أمر أحد الطلاب لقد انتزعت الرحمة من قلوب هؤلاء المدرسين فهم يفرضون مبالغ عالية جداً لقد فوجئت بأحد المدرسين يطلب منى الحساب بالحصة وثمن الحصة الواحدة 40 جنيهاً والطالب يحتاج إلى ثمانى حصص كل شهر أى أن حساب الشهر الواحد 320 جنيهاً شهرياً فى المادة الواحدة والسؤال هنا أى بيت وأى مرتب وأى ميزانية تتحمل هذا العبء المادى وهو 320 جنيهاً دروس خصوصية للمادة الواحدة كل شهر قائلاً «ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء».